ومضى رجل الوفاء والصدق
الداعية فتحي يكن |
د. ماجد الدرويش |
كبير أنت في زمن الصغار
صادق أنت في زمن التجار
كريم أنت، والكرم في اندثار
أخيراً سترتاح جوارحك من مكابدة الأعمال
وسيرتاح قلبك من التألم على واقع لا يرضي
وسترتاح نفسك من متابعة أحوال أناس قد لا يستحقون حرصك عليهم
نعم:
لأنك لا تعرف إلا الصدق، لم تجد حولك من يصدقك كما يجب.
ولأنك لا تُحسن لُعَبَ السياسة ، لم تجد عندهم الوفاء، وما يُضيرك! فها أنت قد مضيت إلى جنات النعيم، في ضيافة رب كريم، عنده تجتمع الخصوم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
خفضت لهم جناحك فوطئوه
عبدت لهم الطريق، فقطعوه عليك
بنيت لهم مجداً، فقتلوك عليه.
أقمت لهم صرحاً، فسكنوه وأغلقوا الباب في وجهك.
لأنهم تجار دنيا، لم يدركوا حقيقة ما تدعوهم إليه، ولن يدركوه.
باختصار:
لقد كنت الصادق الوحيد بين كل هؤلاء الكذبة.
لقد كنت الأمين الوحيد بين هؤلاء الخونة.
أيها الصادقون في كل مكان:
بعد معاناة مع المرض لم تدم ثلاثة أيام انتقل إلى رحمة الله تعالى الداعية الدكتور فتحي يكن ( أبو بلال ) بعد عصر يوم السبت الواقع فيه 20 جمادى الآخرة الموافق له 13 / 6 / 2009 م عن عمر قارب الثمانين قضاها في الدعوة إلى الله تعالى بحاله قبل قاله، والراحل الكبير هو رائد الحركة الإسلامية في لبنان ومؤسس العمل الإسلامي فيه، بدءً من عباد الرحمن إلى جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية إلى الجماعة الإسلامية وأخيراً إلى جبهة العمل الإسلامي. وهو أحد رموز حركة الإخوان المسلمين على صعيد العالم بأسره. وسوف يصلى على جثمانه الطاهر بعد عصر يوم الأحد 14 / 6 / 2009 م في مسجد طينال وسيوارى الثرى في جبانة باب الرمل ( القهواتية ) في مدفن العائلة. إنا لله وإنا إليه راجعون وإلى الله ترجع الأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم