في رثاء الشيخ حسين آل رمضان الخالدي رحمه الله
10تموز2004
د.حسن الهويدي
في رثاء الشيخ حسين آل رمضان الخالدي رحمه الله
د. حسن هويدي
رُزء تهون لهوله
الأرزاء
والداء يُعيي ليس فيه
دواء
وجه الزمان قد اكفهرَّ مقطباً
والأُفق أظلم ودَّعته
ذُكاء
ومصائب الدنيا تزول
وإنها
لمقيمةٌ إن يفقدِ العلماء
|
والعلم يُنعى في ذويه فكيف إيهٍ إمام العلم والزهد الذي في كل آفاق الحجا لك مشرقٌ فقه ومعرفة ونورُ بصيرةٍ والصدق طابَعه الأصيل يزينه من لا يخاف الدهرَ لومةَ لائم قرمٌ إذا طلع النهار ضحىً وفي نعَت المساجدُ شيخَها وإمامَها ومرتل القرآن أين دعاؤُه زهت الليالي تستضيء بنوره والأرض من جَزَعٍ عليه تغيرت جرداء خاشعة الأديم يريها يا كعبة البلغاء ولَّى شطرها يا من له الزهد العميقُ ومن رأى عَرَضتْ لك الدنيا فكان جوابها واخترتَ للأخرى سبيل محمدٍ أنت العفيف بغير جهد بالتي والمرءُ ما طَهُرَتْ دخيلةُ نفسه أوَّاهِ نبراسَ القضاة دَليلهم في كل مُعضلة تجدُّ ومُشكلٍ لهفي على نُبل الخصالِ فهل ترى لستُ الذي يوفيك وصفاً كاملاً ولئن رثى الشعراء قبلك راحلاً بل كيف لا ترثي القلوبُ حبيبها علمتَني ووعظتني ووصلْتني لو كانت الدنيا تقدِّر قدْرَه ولبادرت أهل السماء بحزنها نبكيك من قلب يُفطِّره الأسى والعقل من نبأ المصيبة ذاهلٌ فاهنأ عليك تحية من مخلص وانعمْ برضوان الكريم مخلداً |
إن
|
غاب الأئمة واختفى بهر الوجودَ، وليس فيه خفاء وتنوعت في صدرك الآلاء وشجاعة فطريةٌ وذَكاء شممٌ وجودٌ نادرٌ وإباء حزمٌ وعزمٌ ثابتٌ وَمَضاء جنح الدجى المتهجِّدُ البكاء أين المنيب لربه المضواء يحيي الليالي، نورُه وضاءُ فإذا العشيةُ بعده ظلماء وهي الخصيب بسقْيِه الغناء أن غاب عنها الزاخرُ المعطاء أهلُ البيان ويمَّم الشعراء أن المصيرَ سعادة وشقاء لفظَ الطلاق بإثره إيلاءُ فقراً تقاصر دونه الفقراء فيها تفوز الهمة العلياء أمسى عن السوأى به استعلاء إن يعجِزوا أو يشكلِ الإفتاء بالحق حكم فاصلٌ وقضاء في الأرض موجود له نُظَراء عذراً إذا ما قصر الإطراء فلأنت أجدرُ والرثاءُ بكاء حزناً، (وإفصاح اللسان) رثاء هيهات يوفي للأب الأبناء لتفطرتْ من غيظها الغبراء إذ فاخرت فرحاً به الزرقاء حتى اشتكت من وجْده الأعضاء لله ماذا تفعل الأنباء في جنة أثوابها خضراء ولنا برب العالمين عزاء |
الحكماء
27 أيلول سنة 1959