أيام مع أبي كريم
أيام مع أبي كريم
|
عبد الله الطنطاوي |
الحمد لله, والصلاة على مصطفاه, والسلام على من والاه.
أيها الإخوة الأحبة والأخوات الفاضلات.
إن حديث الذكريات من أحب الأحاديث إلى قلوب الكهول والشيوخ من أمثالي, ولعلها تلقى القبول أو بعض القبول لدى الشباب, لما
فيها من متعة كنت أحس بها وأنا فتى أصغي إلى أحاديث أبي وأمي, وذكريات جدي وعمي الشيخ عمر عن جنق قلعة, وحرب اليمن, ومع الأتراك والأرمن والفرنسيين, وقد كانت تلك الذكريات محببة إلى نفسي, وحببت إلي فن القصة وفن الرواية, كما حببت إليّ دراسة التاريخ.
وعندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية, وفي المرحلة الجامعية, قرأت الكثير من كتب الذكريات والمذكرات, لأدباء وعلماء وسياسيين, وها أنذا, وقد بلغ بي الكبر ما بلغ, أكتب ذكرياتي مع أحبتي من أساتذتي وأقاربي وأصدقائي وإخواني وزملائي, الأحياء منهم والأموات, ورحم الله الأموات منهم والأحياء ورحمني ورحمكم وشملنا جميعاً بعفوه ورضوانه.
وهذا فصل من حديث الذكريات مع الأخ الحبيب الأديب الأريب, الأستاذ: حيدر قفة. حفظه الله تعالى وأمتع به.
كان تعارفنا في جريدة اللواء, لواء الأستاذ الكريم الكبير حسن التل رحمه الله رحمة واسعة عام 1989 حين دعانا إلى حفلة عشاء في مقر اللواء. على شرف ضيفه الأستاذ فهمي هويدي.
وهناك جرى التعارف مع الأستاذ أبي كريم.. تعارفت الأرواح في الحوار الذي جرى بعد كلمة الأستاذ فهمي, ثم على مائدة الطعام, ثم تمكنت الصلات في زياراتي المتتابعة إلى عمان, فكنت كلما جئت عمان أهاتف صديقي أبا كريم, وأزوره, وأصيب من قهوته اللذيذة, وبسكويته, وتمره وشايه مرات, ومرات آكل من طيب طعامه الذي أتقنت طبخه وصنعه الأخت أم كريم التي اعتادت على إكرام ضيوف زوجها الكريم، وما زال طعم الدجاج المحشي بالرز المفلفل المتبل, وبالجوز واللوز, تحت ضراسي, وكذلك السمبوسك اللذيذ, الذي يذكرني بسمبوسك كنتيّ..
أول ما لفت انتباهي في الأخ حيدر، كنيته: أبو كريم. وعندما صحبته وجدت الكنية اسماً على مسمى حقيقي ولله الحمد, فبيته مثابة الأضياف القادمين من المشرق والمغرب, والمقيمين هنا من أمثالي, يقوم بواجب الكرام تجاههم, ولا يألو. أحببت فيه كرمه, وكرم أهل بيته, ومن ذاق عرف.
وشد انتباهي إلى أبي كريم, شبهه القوي بعمي الشيخ عمر الخطيب، رحمه الله تعالى, فالعينان, والحاجبان أولاً, والصوت ثانياً, ثم ما شئت من خلقه, ولباسه الذي لا يختلف إلا في غطاء الرأس, فهنا, كما ترون, كوفية وعقال, وهناك عمامة وشيء آخر, أن أبا كريم أميل إلى السلفية, وعمي شيخ مغرق في صوفيته, رحمه الله رحمة واسعة, فقد كان من الصالحين, ويحسبه الناس من الأولياء.
* * *
في أول زيارة لأبي كريم في منزله العامر في حي طارق, سألته عمن يعرف من إخواننا السوريين والمصريين في قطر, فذكر بعضهم, حتى إذا ذكر الأستاذ الداعية عبد البديع صقر, قلت له:
- نقف عند هذا الداعية.
سألني: هل تعرفه؟
قلت: أنا أحبه.. أعشقه.. أترنم باسمه.. على الرغم من أني ما التقيته قط.. ولكني سمعت عنه من الأستاذ عبد الحكيم عابدين, ومن الدكتور سعيد رمضان, ومن الدكتور عز الدين إبراهيم, ومن بعض إخواننا السوريين الذين عرفوه في القاهرة.
نهض أبو كريم وهو يقول:
- لحظة إذا سمحت.
خرج ثم عاد يحمل بيده كتابه: (وفقيد آخر: الداعية الإسلامي الكبير عبد البديع
صقر كما عرفته) قدمه لي, ففرحت بالكتاب فرحاً شديداً, لأنه سيطلعني على حياة الرجل الداعية الذي أحببت, وفرحت بمؤلفه الذي سوف يمتن علاقتي به, حبنا معاً للأستاذ عبد البديع.
وفي منزل صهري صفوان, لم أنم حتى قرأت الكتاب, وكتبت عنه كلمة نشرت في جريدة اللواء, على الرغم من أن الكتاب كبير, جاء في مئتين وثمان وأربعين صفحة من القطع الكبير.
من أبرز صفات أبي كريم: الجدية, بل الجدية الشديدة.. عرفت هذا من جلساتنا, وأحاديثنا, ومن الموضوعات التي يتطرق إليها بأحاديثه وفي كتاباته وكتبه.
فمن الموضوعات التي ألف فيها وكتب: موضوع المرأة.. وهذا موضوع شائك, كتب فيه الكتبة والكاتبون, وذهبوا فيه مذاهب شتى, ولكن كتابة أبي كريم لها خصوصية.. أول كتاب صدر له في هذا الميدان: كتابه: رسائلي إليها, وهي رسائل حقيقية أرسلها إلى طالبة في كلية التربية بالرياض, وهي الآن زوجة وأم.. كتبها سنة 1401هـ استجابة لطلب صديق له في الدوحة, له قريبة تدرس في الرياض, وتعاني الكثير من المتاعب في حياتها الجامعية والاجتماعية, وفي أسرتها أيضاً, بعد أن تحولت من حياة التيه إلى حياة الاستقرار, متمسكة بتعاليم الله عز وجل, وتوجيهات رسوله الكريم, صلى الله عليه وسلم..
كانت رسائل أبي كريم إليها , خير معوان لها في اجتياز العقبات.
ثم تتالت كتب أبي كريم في هذا الموضوع الحيوي الذي اقتحمه بقوة, وصدق, وإخلاص, فكتب كتابيه: المسلمة العصرية إلى أين؟
والمسلمة المعاصرة: التزام ودعوة.
وحفلت قصصه بالحديث عن المرأة, في مجموعته القصصية: ليل العوانس.. ولا عجب, فالمرأة نصف المجتمع أو تزيد, والنساء شقائق الرجال, ولهن مثل ما للرجال وعليهن مثل ما عليهم.
موضوع من الموضوعات التي عنيت بها الحركة الإسلامية, وقد أسهمت في معالجة بعض قضاياها في بعض أقاصيصي, فهي أم, وأخت, وابنة, وعمة, وخالة, وجدة, وزوجة, وحفيدة, وليست كما يعرضها الأفاقون: مجرد فاكهة وعشيقة مبتذلة. إنها لباس للرجل, والرجل لباس لها, بكل ما تعني كلمة اللباس من معاني الالتصاق بالجسد والروح والنفس والعقل, ومعاني العفة, والطهر, والتواد.
ومن الجوامع المشتركة بيننا, آصرة الأدب:
إن يفترق نسب, يؤلف بيننا أدب أقمناه مقام الوالد
فأبو كريم ذو قلب شاعر, وصاحب موهبة أدبية, فهو قارئ ممتاز, يقرأ كتب الأدب بأجناسه الشتى, كما يقرأ كتب الشريعة والفكر الإسلامي, ويرتاد هذه الميادين كتابة أيضاً, فيكتب القصة, والرواية, والنقد الأدبي, والنقد الاجتماعي, في سمو يتعالى عن التجريح, وإبراز العضلات في التقاط الهفوات والهنوات ليقال إنه عالم, أو ناقد..
وله عدة كتب في هذا الميدان, منها المطبوع: هناك طريقة أخرى, ليل العوانس, ما زلت على قيد الحياة..
ومنها المخطوط الذي ينتظر الخروج إلى النور, مثل: عفواً أيها القهر -مع أني هنا- يا هذه.. ثلاث مجموعات قصصية نرجو أن نراها قريباً بإذن الله.
وكتب وألّف في النقد:
- المعارضات وأثرها في الأدب العربي.
- متابعات نقدية في الرواية العربية.
- متابعات نقدية في القصة القصيرة.
- متابعات نقدية في الشعر المعاصر.
ومن موضوعاته الأثيرة لديه ولديّ، موضوعات الصحوة الإسلامية التي كتب فيها كتباً هي: همسات إلى الصحوة الإسلامية، والصحوة الإسلامية.. مواقف تستحق المناقشة.
و.. من القلب: كلمات في ترشيد الصحوة الإسلامية وإصلاح المجتمع.
و.. من أجل الإسلام.
و.. خطرات في تكوين الدعاة.
وتحت الطبع كتابه: الصحوة الإسلامية: قضايا أهم.
و.. مع القرآن الكريم: دراسات، وأحكام، وفتاوى في ضيافة المنصِّرين.
والطريف أني كنت وضعت مخططاً لرواية سياسة اجتماعية بعنوان (الملعونون) ثم رأيت كتاباً لأبي كريم بهذا العنوان، وحسبته رواية، وحزنت لأنه سبقني إلى هذا العنوان، ثم تبيّنت أنه موسوعة في مادة اللعن، ففرحت.
من الجوامع التي جمعتني بأبي كريم، نفسه الشاعرة، ومشاعره الرقيقة التي جعلته ينصرف ردحاً من الزمن إلى قراءة بعض كتب التصوف، وليس كل التصوف انحرافاً، وليس كل المتصوفين منحرفين، فهم جماعة من جملة جماعات، فيها الغثّ وفيها الثمين.. فيها المستقيم وفيها المنحرف.. وليست كل دعاوى السلفية سليمة..
مالت أذن أبي كريم إلى سماع الأناشيد الصوفية الناعمة الخالية من الشطط والتهويمات المنحرفة، وأذن الأديب شاعرة طروب.. هاتفني وسألني:
- هل سمعت بالحفار وأبي الجود؟
قلت:
- وأعرفهما وأعرف شيخ الفنانين بحلب الشيخ بكري كردي، والدايخ، وسواهم.. إنهم أولاد بلدي، ومن أصحاب الأصوات الندية، وأناشيدهم مختارة، وسليمة.. وعندي بعضها.. وأسمعني أبو كريم مقطعاً من أنشودة للحفار عبر الهاتف، وطلب مني تأمين بعض الأشرطة، وتذكرت قول ابن حزم رحمه الله:
وإنما سكر السماع ألذّ من سكر المدام، وذا بلا إشكال.
وأبو كريم صريح، يكره اللف والدوران، وجريء في قول الحق، ودقيق في مواعيده، وهذه صفات أتعبت أبا كريم، وأتعبت معه إخوانه وأصدقاءه ومعارفه، فمن يطيق سماع كلمة الحق؟
ومن يطيق التقيد بالمواعيد؟
ومن يطيق الصراحة حتى لو جاءت من أخلص الناس؟
وأبو كريم صاحب نخوة ونجدة، وسبق الداعية الموفق عمرو خالد في كره التدخين، والتنفير منه، ومن يزره في بيته، تطالعه لوحة تطل عليه من علٍ، مكتوب فيها:
التدخين يؤذينا.
ولا يسمح لأحد أن يلوّث جوّ غرفته بدخانه.
وكان صديقنا الكاتب الساخر الكبير شريف الراس، رحمه الله تعالى، من المدمنين جداً على التدخين، وعندما أراد التدخين في أول زيارة وتعارف له بأبي كريم، نبّهته إلى اللوحة، فقال لأبي كريم، وهو يستل السيكارة من جيبه بيد، ويشير إلى اللوحة بيده الأخرى:
- هذا الكلام ليس لنا.
قال أبو كريم:
- هذا الكلام للجميع.
وقبل أن يشعل السيكارة، قال له أبو كريم:
- أرجوك.
قال شريف:
- إذا لم أدخّن أموت.
ثم خرج من الغرفة، وجلس على الدرج المفضي إلى الحديقة ودخّن سيكارته، ثم عاد.
وكان شريف يهاتفني ويقول ضاحكاً:
- ما رأيك في سيكارة ببيت أبي كريم؟
ومرة جاءني وقال:
- قم إلى زيارة أبي كريم، اشتقت للتدخين فوق الدرجة المكسورة.
ومرة قال لأبي كريم ونحن في زيارته:
- اسمح لي أسحب سحبة واحدة، ثم أطفئها.
واعتذر أبو كريم، ولم يسمح له.
ولو سمع عمرو خالد بهذا، لفرح.
ومن الذكريات اللطيفة، أننا كنا في سهرة، وذكرت دور النشر الإسلامية، فقلت:
- أكثرها دور نشل أو دور نشر بالمنشار. وأشرت بيدي إلى عملية النشر.
وذكرت في السهرة عدداً من الوقائع التي تدين تلك الدور، معي ومع غيري، وخاصة مع اللواء الركن محمود شيت خطاب رحمه الله، فقد سرقوا كتبه، وطبعوا بعضها عشرات المرات، وكان يدعو عليهم بالاسم.
لم يعجب كلامي صديقي أبا كريم، وانبرى يدافع عنهم، وكاد يكون بيننا زعل.
وبعد شهرين فقط من تلك السهرة، فوجئت بأخ أديب في جدة يهاتفني ويقول لي:
- هل اطلعت على جريدة المسلمون، العدد الأخير.
قلت: لا.. لماذا؟
قال: الأستاذ حيدر قفة نشر فيه مقالاً حول دور النشر الإسلامية، وذكرك في البداية، وقال إنه أخذ عنوان المقال منك.
فابتسمت بمرارة وقلت:
- يبدو أن أبا كريم لحقته شظية من شظاياهم.
قال صديقي من جدة:
- وهل دور النشر الأخرى أفضل منها؟
قلت: لا.. ولك من المفروض أن يتميز الإسلاميون بصدقهم وأمانتهم، وإلا.. فلماذا وصفوا دور بصفة الإسلام؟ والإسلام صدق وأمانة.
ومن سجايا أبي كريم التي حببته إليّ، رعايته لابنته الأديبة ثم الصيدلانية: بشرى. وأرجو، إن كانت هنا، أن تتحدث عن رعاية أبيها لها، وأحسبها تستحق التنويه بل الدراسة.
ترى..
هل يستحسن التدوين مثل هذه الذكريات والوقائع؟
أجدادنا دونوها.. دونوا ما هو قريب منها، فكان لنا منها كتب قيمة، ونحن عندما زهدنا في تدوينها، زهداً من أصحابها بها، وحسداً من أصحابهم، فاتنا خير كثير، وظنننا ببعضنا الظنون، حسبنا أن ليس بيننا صالحون، ولا كرماء، ولا شجعان، ولا جرءاء في قول الحق، ولو جر على صاحبه الكوارث، ولا فدائيون، ولا من يذب عن أخيه بظهر الغيب، وهذه من العظائم.
قال لي أبو كريم مرة:
- نحن نقرأ في كتب الأولين، كثيراً من أخبار الصالحين، والأولياء، والكرماء ومن إليهم، وأتلفت حولي فلا أرى واحداً يشبه أولئك الذين نقرأ عنهم. فهل تدلني على واحد من أمثال أولئك الصالحين؟
فوجئت بالسؤال، وتريثت في الجواب، واستعرضت ذاكرتي من تعرف من الرجال والدعاة السوريين المقيمين في عمّان، وانطلقت أروز من أتوسم فيه شمائل كشمائل أولئك الصالحين، ثم قلت لأبي كريم: الذين تبحث عنهم قلة قليلة.. نادرة.
قال: دلني على واحد منهم.
قلت في نفسي: سأدل أبا كريم السلفي على مشايخ من الصوفية..
وبعد استعراض بعض هؤلاء الرجال، قلت له:
- هناك شيخ صوفي حلبي صاحب طريقة صوفية معروفة. إنه الشيخ عبد القادر عيسى.
سأل أبو كريم:
- هل هو من الإخوان؟
أجبت: لا.. ولكنه رجل فاضل، وعالم عامل، وله كتاب جيد اسمه حقائق عن التصوف. وأريد أن تراه، وأعرف رأيك فيه.
وعندما عاد أبو كريم من عنده قال:
- ليس هذا طلبتي.. زرته، وسمعت منه، واشتريت نسختين من كتابه، واحدة لي، وأخرى لأم كريم، وسوف أقرؤه وأبدي رأيي في الكتاب.
سكت أبو كريم لحظة ثم سأل:
- هل هناك رجل آخر؟
قلت: نعمْ.
وصحبته إلى بيت أخي وصديقي وحبيبي العالم العامل، والشيخ الرباني محمود بن الشيخ الرباني محمد الحامد رحمه الله تعالى، فقد كان أمة وحده، كما أن ولده الشيخ محموداً أمة وحده.
زرناه في فصل الشتاء.. كان البرد قارساً، والوقت مساء، استقبلنا الرجل في منزله في جبل الزهور، وأدخلنا غرفة الضيوف، وجلسنا، بعد حين، على أثاثه الثمين..
كانت أرض الغرفة مفروشة بحصيرة.. بثلث حصيرة، فوقها فرشة من إسفنج، عليها وسادتان إسفنجيتان.
بدا الحرج على أبي كريم، ولكنه جلس بعد أن رآني أبتسم وأجلس، وتجاذبنا أطراف الحديث، كما يقولون، وفطن مضيفنا إلى أني برّيْد، فنهض وجاء بمدفئة كازية في خريف العمر.. كانت تبث دفئها الواهن في غرفة الجلوس، وليس عنده سواها.
ولم نطل، فقد ودّعنا الشيخ بعد أن تناولنا الشاي الدافئ.
وسألت أبا كريم عن الرجل بعد عدة لقاءات بينهما، فقال:
- ومن يطيق ما يطيقه الشيخ محمود؟
وعندها أفضت في الحديث عن الشيخ محمود، وعن أبيه الشيخ محمد رحمه الله. وقلت:
- لو سجل أحدنا ما عرفه عن الشيخ محمود وعن أبيه، لكان لنا من أخبار كل منهما، ومن شمائله، ومن كراماته، أجل، ومن كراماته، مثل ما كان لأجدادنا العظام من الشمائل والخصال والسجايا والكرامات، ولكننا نزهد بما عندنا مرة، ويأكل الحسد مروءات بعض الناس مرات، وصرنا لا نتحدث عن الرجل إلا بعد أن يموت، وحينئذ نضفي عليه من الصفات، ومن مزايا العظمة ما ليس فيه..
أما الرجال الرجال، فتأتي وصاياهم امتداداً لحياة الزهد التي مارسوها في دنياهم.