رسالة إلى أمي
خليفي محمد -الجزائر-
مضت الايام يا امي وصرت طرفا في حوار
مضت الايام والسنين ولا ثانية تود الانتظار
مضت الساعات اماه وتبعثر فكري والأفكار
فماذا اروي لك ومن القصيد ماذا اختار
يا امي علمي درب الشوق والحنين روايات كثار
علمني ذهابه حزنا وعلمني ايابه انهيار
علمني هواية جديدة....سهر الليالي الطوال
تعلمت ان الجميع يسأم حتى الاماني تتمنى الانتحار
تعلمت أن القلب يكل، ينفجر في اليوم الف انفجار.
تعلمت أن الجروح تفتش عن قلوب لا تحتمل
ففيها تأخذ بالمضي والرجوع كالقطار
قطار وقوده حزن وتذاكره قلوب من نار
عرفت أنه عند كتابتي للشعر اذل نفسي
لا أتمالكها ولغير الله اشكو الاضرار
نضجت يا امي وعرفت أشياء لا يعرفها إلا الكبار
عرفت الفوارق بين الخير وشر الاشرار
علموني انه لا بد من العلم فهو نور الانوار
فقرأت كتبا في الدين والدنيا ولو من القصار
حفظت قليل الشعر وكتبت باكيا على الاطلال
عرفت أن الرومانسية اهتدال وغضب اعصار
عرفت ان الحرية كنز ولكن لابد من الحصار
تيقنت انه من دون السعادة لا قيمة لدرهم او دينار
وانه من دونك يا امي الليل صورة من صور النهار
كبرت وعرفت ان ظلمة الليل لا تخيف فهناك اضر
هناك وعود كاذبة عازفة على الالات والأوتار
هناك فقر، غنى، خيانة، ماسي وبالعين احتقار
كبرت وأصبح صدري لا يضيق عن الاسرار
تعلمت معنى الحب وأن للحب فصول وأشطار
حب أخوة وصداقة، حب حبيب وحب قلب محتار
تعلمت أن الكذب مذلة والصدق من شيم الاحرار
تعلمت وتعلمت كثيرا حتى درجة الايثار
تعلمت يا امي اشياء لا يعرفها إلا الكبار
أبلغك سلاما من إخوتي اكبادك الصغار
تحية من اختي الضريرة المكنة للأضرار
بسماتها تخفي حزنا ممزوجا بالكدر والدمار
سلام من اب كلما تذكرك احمرت العين والجسم ينهار
اما الدواء ذكر أذكار أو اعانة رب صبار
فاطمئني وارقدي بسلام يا سيدة الاخيار