بعض الرسائل التي وصلت إلينا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتلقى تحديثكم الأسبوعي بشغف، لكن عندما أستعرض المواد أصاب بخيبة أمل، ليس لأنها دون المستوى الفني والأدبي، فهي بلا شك رائعة وراقية ومتنوعة، ولكنني أراها ناقصة. ونقصانها كبير ، وأخشى أن أزعم أن هذا النقصان متعمد، لأن الأخوة الأدباء والكتاب يعللون أنفسهم بإظهار الجمال في محاولة غير موفقة للهروب من الواقع المؤلم ولإخفاء الألم والعذاب الذي يعاني منه أكثرنا شخوصاً لا حول لها في الخارج ومصفدين بالأغلال داخل الزنازيـن ومحـروميـن مـن حقوقهم داخل أسوار الوطن السجين.
عندما أقرأ لأديب أعرفه، أقول هل كتب قصيدته أو قصته أو مقاله وهو يحتسي فنجاناً من القهوة ويدخن لفافة مسمومة من التبغ، يا لها من كتابة رائعة، لكن ما أجملها لو عالجت واقعنا الحاضر الغائب، الذي نهرب منه هربنا من الجذام. إنه ألم المعاناة الحقيقية، لا المعانة البرجوازية التي مللت قراءتها، ومللت سماع أخبارها من كامل تقديري واحترامي لكل من يكتب حتى في هذه الزاوية.
أين أدب السجون الذي يتكلم عن الذين قضوا، والذين يموتون ببطء ويذوون كما تذوي الشمعات التي ذاب شحمها وانتهى فتيلها. قصص يشيب لهولها الولدان، لكن يبدو أن أصحاب القضية شابوا مرة واحدة وتوقفت مشاعرهم عند هذا اليقق وحسب. لو كنت أستطيع الاتصال بالشيوعي فرج بيرقدار ونهاد نحاس وغيرهما ممن كتبوا عن تجاربهم لاستكتبتهم عن قصص الهول والموت والجنون لفعلت بدون تردد ، وتركت إخواننا الأكارم يحلقون في أحلامهم الوردية ويبنون قلاعاً في الفراغ، ولم أعكر صفوهم بهذا الشغب الحمصي بعد فوات الزمان. إن أصحاب الأقلام يشاركون في تغييب أحرارهم بدون كلمة رثاء وهذا نكران للأخوة، وإن كتابنا أبوا أن ينثروا حفنة من تراب على لحود أعزاء كرام لأنهم لا يريدون أن يكترثوا بمأساة قد يكون كثير منهم شارك فيها بشكل أو بآخر.
لقد استمعت إلى أحد الناجين من الجحيم منذ فترة وجيزة ووضعني بصورة بعض اللقطات التي كانت تتكرر في سجن تدمر وأنا أعلم أن الذين آتاهم الله بياناً لا يودون أن يعكروا حياتهم الهادئة الهانئة بالتعامل مع أمثال هذه اللقطات المؤرقة، معذورين قد يؤمل أحدهم بأن تسافر زوجته إلى البلد أو يمنح ابنه جواز سفر، والتعامل مع هذه الأمور تفسد عليه الخطة وتقطع عليه الخط ... لكن من بالله عليكم جميعاً لمن بقي في سجن صيدنايا وكلهم مصابون بأمراض نقص التروية وأمراض القلب، وفيهم أكثر من ثلاثين فقدوا عقولهم من شدة التعذيب. من بالله عليكم لآلاف فقدوا (أي قتلوا) وقصص موتهم تردنا تباعاً ولا محرك ولا محرض. المساعد الشرير المجرم (نعمة ) شارط زميله على كروز حمراء بأن بإمكانه أن يقضي على سجين حضر للتو إلى سجن تدمر بشوطة واحدة، وكان ضخماً وممتلئاً . نادى الأخَ رحمه الله وطلب منه أن يجلس جلسة التشهد أمام أكثر من خمسين معتقلاً وشاطه ببوطه العسكري على قلبه، اشتكى الأخ من قلبه ولم يسعف، حصل معه نزيف داخلي ومات بعد ساعات وربح المساعد نعمة كروز الحمراء. هذا أدبنا يا أستاذنا الكريم، ومن واجبكم أن لا يقتصر موقعكم على أن يكون واحة يصب فيه غير موجه فحسب ، بل لا بد من لفت انتباه من يعنيهم الأمر وتوجيه من حضرتكم وتنبيه ولوم لمن يقصر في هذا الجانب...
هي خاطرة وزفرة ألم من النوع المدد عسى أن تجد صداها عبركم إلى ما زال عنده وفاء لإخوانه ، لهذه الحالة الإنسانية ، وهذه أفضل خدمة يقدمها أديب أو كاتب لقضيته في هذه الأيام، وأعدك بزفرة أكثر ألماً إذا لم يستجب أحد لها، وسيكون لها وقع آخر في المرة القادمة ...
وعذراً على كل الملاحظات التي تجدونها في كلمتي لكنه الألم من السكوت والطمس والتنكر الذي لا مبرر له إلا ....
مع أجمل التمنيات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وليد - أبو حسن
يا بارك الله هذه الهمم العالية :
أتذكر وأنا أتصفح موقع رابطة أدباء الشام على الإنترنت تلك الرابطة التي أنشئت قبل خمسين عاماً باسم رابطة الوعي الإسلامي .
أتذكر ذلك وأنا أرى علمين من أعلام الأدب الإسلامي المعاصر يؤسسان الرابطة الأولى
(رابطة الوعي الإسلامي) مع العلم الثالث الشاعر محمد منلا غزيّل ، وهما هما اللذان
يؤسسان رابطة أدباء الشام ، وأول ما يلفت الانتباه هذه الهمة العالية التي استمرت
في العطاء أكثر من خمسين عاماً ولا زالت في قمة عطائها .
أحيي الأديبين العلمين عبد الله الطنطاوي ومحمد الحسناوي على هذا العطاء الثرّ ، وأحيي عن بعد شاعرنا المبدع محمد منلا غزيل ، عافاه الله من كل سوء ، لقد كان ثالث ثلاثة أنشؤوا رابطة الوعي الإسلامي ، وأنا لا أشك أنه يبارك هذا الاستمرار البديع لروح الرابطة الأولى المتجدد في الرابطة الثانية رابطة أدباء الشام .
أبارك هذه البداية الطيبة كما أبارك هذه الخطوة الواثقة الواعدة وإنها لمن المبشرات بصعود الإسلام وهل يصعد الإسلام إلا بالرجال الذين ينذرون أنفسهم للجهاد في سبيله ، جهاد بالكلمة الصادقة المستمرة التي تصعد بفروعها إلى السماء .
أحمد الجدع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
الشكر كل الشكر لجهودكم الطيبة في المحافظة على الوجه الناصع للأدب العربي، وهذا الربط الجميل بين آخر ما توصلت له التكنولوجيا في الانترنيت، و الماضي الأصيل في اللغة العربية.
إخوتي الكرام، هذه رسالة تعريف ومساهمة متواضعة مني في موقعكم المتميز، وأرجو أن تكون على المستوى المطلوب، وأنا بانتظار رأيكم وملاحظاتكم...
ولكم جزيل الشكر...
هيفاء محمد المجذوب
الإخوة الكرام القائمين على هذا الموقع الفريد والمتميز لكم جزيل الشكر والامتنان وأجزل الله لكم الأجر والمثوبة وأرجو لكم دوام التوفيق في تنوير جيل محمدي يعيد لأمتنا أمجادها وعزتها
أنس البيانوني
أطلقت رابطة (أدباء الشام) وهي رابطة أدبية، صفحة إلكترونية على شبكة الإنترنت تعنى بـ (شؤون الأدب والفكر والثقافة والإنسان) تحت عنوان: www.odabasham.org بإشراف أمينها العام عبد الله الطنطاوي.
ورابطة أدباء الشام تجمّع أدبي ثقافي مفتوح، يسعى إلى "الإسهام في بلورة رؤية أدبية حضارية لواقع الأمة، وسبل النهوض بها، ومعالجة مشكلاتها، من خلال أدب ملتزم، وليس بينها وبين الروابط الأخرى أي تعارض بل تعاون وانسجام".
وتهدف الرابطة إلى "إبراز ملامح المدرسة الأدبية الشامية الأصلية وأبعادها العربية والإسلامية والإنسانية، والانتصار لقضايا الإنسان، والدفاع عن قيم الحرية في سائر مجالاتها، والمشاركة في صون الهوية الحضارية للفرد والجماعة، وتبني موقف حضاري إيجابي منفتح يؤمن بالحوار بديلاً من الصراع الحضاري، وينفتح على الآخر أخذاً وعطاء، والتعريف بأدب الشام وأدبائها.
جريدة الشرق الأوسط في 12/10/2003
دمشق: هالة خوري
أطلقت مجموعة من الأدباء اعتباراً من 1/8/2003 موقعاً على الإنترنت بعنوان "رابطة أدباء الشام"، التي يترأسها عبد الله الطنطاوي. يتضمن حقلين رئيسين أحدهما للإبداع مثل: الشعر والقصة والمسرحية والخاطرة والسيرة والرواية.
وثانيهما: للدراسات مثل: عرض الكتب الأدبية والمناقشات والأخبار الأدبية تحت عنوان برقيات أدبية ومثل الأدب الواعد والسينما والأنشودة والمسلسلات التلفزيونية وغير ذلك.
مجلة المجتمع 13/9/2003