عتاب الحبيب
د.عثمان قدري مكانسي
بين آونة وأخرى تطل رسائل الدكتور الشاب أيمن ابن الحبيب جاسم الدوري حفظهما الله تعالى فتكون بلسماً لفؤادي وسحائب حب تروي قلبي في غربتي الطويلة في هذه الحياة الجافة ..
وكنت كذلك قد درّست أخاه " بلالاً " بعده بسنوات فأحببت فيه بساطته الهادئة وابتسامته المشرقة ، وكان مني بمنزلة الولد أحبه وأشتاق إليه ....
فإن قرأت الأبيات عرفت – يا صديقي - ما أرمي إليه
شكراً أخي ، تحيتي
للوالدين ، لكمُ ، أهلَ الأدب
ولبلالٍ ، كان لي فيه عتبْ
ما هكذا الطالبُ ينسى يا بلال من أحبّ
من أيمنٍ يأتي الجواب والطلب
من أيمنٍ رسائلٌ من فضة ومن ذهبْ
ومن بلالٍ صمتُه؟ ذاك عجبْ
أستاذُه يُمدّه من نبضه من قلبه ِ
ينتظر الردّ ،ولكنْ لم يُجَبْ
وكل من يعرف عثمان ولم
يعرفـْه إلا في البريد جاءه منه الردودُ
والحديث والمقال والخُطب
ولستَ من ذوي العقوق والجحود ْ
إنما أعرفكم أهل وفاء ثم دين ونسبْ
فهل لهذا الجَفـْوِ من
أمر مُحِقٍّ وسبب؟
إن العقوق يا بنيّ ليس في أم وأب
محدداً ! لكنه في كل مَن
له حقوق وجبت
وصحبة قد سلفتْ
أهداك حباً خالصاً
علماً مفيداً قد وهبْ
فلا تكنْ يا ولدي مجافياً
وكن ودوداً نبعَ حب صافياً
تكن أوّل مَنْ مودّة َ الناس اكتسبْ
عمك عثمان