بعض حسنات الفقيد حسن هويدي يرحمه الله

د. عبد الله السوري

د. حسن هويدي رحمه الله

تلميذكم: د. عبد الله السوري

[email protected]

رحم الله شيخنا أبا محمد ، فقد كان حكيماً حليماً هادئاً ، لاتسوقه العواطف والانفعالات ، وله من المواقف العظيمة التي لاينساها تاريخ الحركة الاسلامية في  سوريا ...منها :

 1- في بداية السبعينات الميلادية ، عندما انقسم الاخوان السوريون يومها إلى إخوان حلب وإخوان دمشق ، بقي الدكتور حسن يرحمه الله ، وبعض الأخوة من حماة وادلب على الحياد ، وسمي ذلك ب ( المراكز المتفقة ) ، وكان منهم كذلك الشيخ مروان حديد يرحمهم الله جميعاً ، وحاول مروان وحاول الجميع في هذه المراكز المتفقة إعادة اللحمة إلى صف الإخوان السوريين ، ولكن شاء الله أن يرسخ الانقسام يومها ليستمر حتى نهاية (1980) فيكون الدكتور حسن يرحمه الله أول مراقب عام عند عودة اللحمة للصف يومذاك ...

2- وفي عام (1982م) وخلال النفير لنصرة حماة ، بينما كانت وحدات الجيش تدمر المدينة وتقتل آلاف النساء والأطفال والشيوخ ، ورأى كثير من شباب الإخوان وبعض الشيوخ أن ينصروا حماة ، وينزلوا من العراق عبر البادية السورية لنصرة حماة ، بأسلحتهم الفردية طبعاً .... وكان الحماس والعاطفة تغلي في صدور الشباب المؤمن الذي زاد شوقه إلى الجنة ....

لكن ذلك من الناحية العسكرية مقامرة ، وقال أحدهم : ضابط مدفعية يقضي على هذا النفير الذي نزل لنصرة حماة بينما يشرب كأساً من الشاي ... وعندئذ تحمل الدكتور حسن يرحمه الله المسؤولية أمام الله ، وقرر بحزم إلغاء النفير ...مما سبب حنقاً عند الشباب على قيادة الإخوان عامة وعلى الدكتور حسن خاصة ، ولكن الرجل تحمل المسؤولية ، واستخدم صلاحياته وألغى النفير ، ومنع الشباب من تلك المقامرة ...رحمه الله رحمة واسعة ....

 وإنه موقف عظيم ، حقن فيه دماء مئات الشباب من خيرة أبناء الإخوان ، كانت العاطفة تسوقهم نحو حب الشهادة ، وبأمل مساعدة حماة في محنتها التي لم ير التاريخ لها مثيلاً ....ساصأسأ

 رحمك الله يا أبا محمد ، فقد كنت مثالاً يحتذى في الحكمة والحلم والأناة ، واسأل الله عزوجل أن يجعل ذلك وأضعافه في ميزان حسناتك ....ونسأله تعالى أن يلحقنا بك في جنات الخلد ، إنه غفور رحيم ، على كل شيء قدير ...