وفاة الأخ هاني الطايع

هاني الطايع

مجد مكي

[email protected]

بلغني قبل قليل وفاة الأخ الكريم الداعية المربي الأستاذ هاني الطايع (أبو ربيع)، وهو من خيرة من عرفت من الدعاة الأوفياء. والأستاذ أبو ربيع من مواليد اللاذقية 1936م ومفتش مادة اللغة العربية في الدوحة منذ أكثر من ثلاثين عاماًً.

وتعود صلتي به منذ أكثر من عشر سنوات في أول لقاء لي به في منزل الدكتور عبد اللطيف الهاشمي، وكان حديثه عن ذكرياته بأستاذه السباعي ـ رحمه الله تعالى ـ.

وأعجبت بوفرة المعلومات، ودقة التحليل، وروعة الأسلوب...وأسرني بحسن إلقائه وجميل مودته وكريم صلته.

وتتابعت لقاءاتي به في زياراته المستمرة لجدة، وتوثقت صلتي به، وكان دائم السؤال لكل جديد في عالم الكتب، ولا أعرف  مثيلاً له في حبه للكتاب، وحرصه على اقتنائه ومطالعته، ومتابعته المستمرة للثقافة بكل أفنانها.

أقام في قطر منذ أكثر من خمسة وثلاثين سنة، وتربطه صلات وثيقة مع كبار الدعاة في العالم الإسلامي، فهو من خواص أصحاب الأستاذ السباعي، وقد أمد الدكتور عدنان زرزور، بإرشيف مهم عند قيامه بكتابته الواسعة عن الشيخ السباعي، وذكره في مقدمة كتابه وأثنى على جهده وما بذله له من معلومات ووثائق.

وللأستاذ ـ رحمه الله تعالى ـ صلات وثيقة مع الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة والشاعر عمر بهاء الأميري، وذكريات عطرة، تأسر المستمع إليه فلا يكاد يملُّ من حديثه وفوائده.

وزرته منذ أكثر عام بيته في (الدوحة) عند حضوري لمؤتمر شيخنا القرضاوي ودهشت لمكتبته الواسعة التي تكتظ بها جدران بيته الواسع... ولديه أرشيف ضخم حول الكثير من مشاريعه العلمية والتربوية والدعوية واللغوية.

وكان آخر لقاء لنا به في شعبان من السنة الفائتة إذ حضر لشهود عقد ابنة ابنته وصهره الأخ محمود صباغ وألقى كلمة رائعة جميلة، وتكررت زياراتنا له مع إخواننا الذين يتصل بهم، حيث كان يجد أنسه وسعادته في إخوان جدة من أمثال: الأخ الدكتور عبد اللطيف هاشمي، والأخ الشاعر سليم زنجير، والأخ الإعلامي الأستاذ سداد عقاد... واجتمعنا في أمسية شعرية رائعة في بيت الأخ وليد الزعيم وحضرها مجموعة من الشعراء منهم: الأستاذ أحمد البراء الأميري والدكتور محمد نجيب مراد، والدكتور محمد وليد، والأستاذ سليم زنجير، شارك فيها بتعليقاته الرائعة ونقداته الأدبية العميقة.

ألح الإخوة عليه بتسجيل ذكرياته، وتدوين تاريخ الدعوة، وإخراج ما لديه من كنوز علمية، وكان يعد... ولكن لم يخرج شيئاً من تلك الآثار المكنوزة في صدره ومكتبته... ولعل الله يقيض من أبنائه؛الأخوين الكريمين: ربيع ومرهف، أو من إخوانه: صبحي وعثمان، أو من أصهاره من يحقق هذا الأمل المرتجى، ويستفيد من مكتبة الضخمة، وأرشيفه الواسع، نسأل الله سبحانه أن يتغمد الفقيد الكريم بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قبيل ظهر الثلاثاء 17/1/1430هـ