رثاء د. محمد العلوي السليماني رحمه الله

كفى دمعا

بوعلام دخيسي /المغرب

[email protected]

قصيدة في رثاء الأستاذ الجليل محمد العلوي السليماني رحمه الله تعالى داعية وعالم مجاهد ، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل و الإحسان في المغرب و أحد مؤسسيها ،إنتقل إلى جوار ربه يوم الإثنين 1 ذي الحجة -أولى الليالي العشر – على الساعة الحادية عشر ليلا عن سن 77 عاما .

من أشهر ما عُرف به الرجل هو كتابته و توزيعه رفقة ذ - أحمد الملاخ حفظه الله لرسالة الإسلام أو الطوفان و هي الرسالة التي بعث بها الأستاذ عبد السلام ياسين حفظه الله إلى ملك البلاد آنذاك الحسن الثاني رحمه الله في مائة صفحة يدعوه فيها للتوبة و تحكيم شرع الله و رد المظالم ... فكان ما كان ... !

كاتب السطور : بوعلام دخيسي

كفى دمعا !..رثاء د.محمد

العلوي السليماني رحمه الله

رُوَيْـدَكِ  مُـقـلتي و iiكفى
أتـبـكـي  والـمَقامُ شَذىً
رويـدك و امـسَحي iiالرَّمَدَ
فـإن  شِـئْـتِ أعُـدّهُ iiفي
فـهـذي  الـعَـشْرُ iiمأدبةٌ
و هـذا الـشـيـخُ iiأدركها
شـهـيـدا بـات iiيـطلبها
يـخُط  ُ الموتَ في iiصُحُفٍ
أتـى الـطـوفـانُ iiأمَّـتنا
و هـذي الـفـلـكُ iiترْبيَةٌ
فـسـاقَ  الـفـلْكَ في مَلأٍ
شِـرَاعُ  الـعَـشْر2 iiأثبَتها
خـصـالٌ2  كـان iiتحْفتها
قـضـى الإثـنـيْنَ iiمُقتدِياً
فـفـي عَـشْر و في iiحُرُمٍ
و  سِـبْـطٌ3 أنـت iiمُكتملٌ
أمـيـرٌ 4أنـت قبلَ و iiبَعْ
كـأنـي إنْ أتـيـتـك iiأن
و  مِـن شـيبِ الوَقار iiاُرَا
فـعِـشْ  يـا شـيخنا iiأبدا
ولـيـس  الـموتُ خاتمة iiً
و لـيـس الميْتُ من iiطرحَ
فـنِـمْ  فـي الـفلك iiسيِّدَنا
و هـذا الـبـحـر مُلتمِسٌ
و هذي العَيْنُ إن عُصِبَتْ 6
مــلاذ أنـت مِـنْ iiقِـدَمٍ
فـخَـمْسٌ  بَعْدَ عَشْر ِ شُهُو
تـصـابـر يـا محمد iiفي
طـعـامك يا حبيب iiحَصىً
فـمِـسْـكٌ أنـت في iiحِلقٍ
و غـيـرك سِـرْبُهُ iiالحَشَمُ
بَـيـاضُ  الـثوب iiأحْجَمَهُ
سَـوَاري الـظـلـم أرْكُنهُ
*           *           ii*
فـذلـكـمُ الـذي iiذرفـت
أأبــكــيـهِ و iiأنـدبـهُ



































أتـبـكـي  هـاهـنا أسفا
و  نـايُ الـعُرس قد iiعَزَفا
أتـاكِ  الـبـشْـرُ iiمُنْكَشِفا
مِــدادٍ سـالَ بـل ذرفـا
و بَـحْـرٌ طـاب مُـغترَفا
شـهـيـداً و اعتلى iiالغرَفا
بـصِـدْقٍ  و الـجليلُ iiوفا
فـيَـمْـلأ ُعَـزْمُهُ الصّحُفا
يُـنـادي، و الـرَّدَى iiكِسَفا
و  تـنـظـيمٌ لِمَنْ iiزَحَفا1
و حـازَ الـسَّـبْق إنْ جَذفا
و  فـاق الأفـقَ و الـسّقفا
فـجـاءه مـوتـه ُ iiتـحَفا
و  زاد الـلـيـل iiوانتصفا
و  فـي ثـلُثٍ فطِبْ iiشرَفا
و بـالـغـصْـنيْن iiمُقتطِفا
دَ ، دَاسَ نـعـيـمُك الترفا
ظـرُ الأصـحاب و iiالسَّلفا
قِـبُ الأحـفـاد و iiالـخلفا
فـهـذا  الـمـوت مُنْعَطفا
و  لـكـنْ مُـبتدا iiالعُرَفا5
و لـيـس الـحَيّ من iiوَقفا
فـهـذا الـمـوجُ قـدْ iiألِفا
و صـوت الريح إنْ iiعصفا
مَـلاذ ُ الـصَّـبِّ إنْ رَشَفا
ومـنـذ الـبـدء iiمـعتكفا
رَ و الإيـمـانُ ما iiارتجفا7
سـبـيـل الله و iiالـضّعَفا
و عَـدْسٌ هـكـذا iiوصفا8
و  عِـلـمُك سَلْسَلٌ و iiصَفا
فـقـيـهٌ إنـمـا iiاحْـترَفا
عـن الإبـحـار فـانجرفا
و  رُكْـنـكَ صحبة iiالشّرَفا
*           *           ii*
عـلـيـه  الـعينُ وا iiأسفا
تُـرانـي أم أقـول iiكـفى

ملاحظات :

1-هذه العبارات مأخوذة من عنوان الكتاب الجامع لتصور الجماعة و سلوكها العام :

المنهاج النبوي تربية و تنظيما و زحْفا

2-المقصود الخصال العشر و هي الهيكل العام لكتاب المنهاج ، مجموعة من شعب الإيمان .

3-شريف النسب .

4-كان رحمه الله يُلقبُ بالأمير قبل أن يبدأ مشواره في الدعوة إلى الله تعالى لقرابته من الأسرة الحاكمة في البلاد .

5-العُرَفا : للضرورة و أصلها العرفاء ،

جمع عريف و عارف : عليم و عالم .

6-مما لاقاه شيخنا في السجن من التعذيب تعصيب العيون لمدة طويلة.

7-خمسة عشر شهرا هي المدة التي قضاها شيخنا في السجن إثر كتابة وتوزيع رسالة الإسلام أو الطوفان.

8-وصف طريف لشهيدنا رحمه الله و هو يتحدث في مجالس الإيمان للإخوة عن محنته أو منحته في السجن . يقول رحمه الله : "كنا نأكل حَجَرا مخلوطا بالعَدَس"...

 جاءت الدال ساكنة للضرورة.