رحيل فارس التحطيب بمحافظة قنا

أسامة محمد أمين الشيخ

ابن قوص (( على عثمان عمر الخريصى ))

1934 : 2008

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

مدينة قوص المدينة القابعة ى جنوب الصعيد مدينة المآذن والقباب العالية ، وهى مدينة تشتهر بالفنون الشعبية ، وبرعت فى فن التحطيب وهى لعبة رياضية شهيرة ذاع صيتها وانتشرت منذ زمن الفراعنة ولها جمهور كبير وتقوم اللعبة بين اثنين من فرسانها يتلاقون بالعصى فى حلقة مزدحمة بالجمهور رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخ ولكل فارس جمهوره الذى يشجعه ويعجب به وتتجلى فى هذه اللعبة الروح الرياضية والشهامة فالغالب والمغلوب يلتقيان فى آخر اللعبة بالأحضان .

ومؤخراً فقدت قوص فارساً وعلماً من فرسان التحطيب ويعتبر فارس التحطيب الأول فى صعيد مصر تساع دائرة معارفه ورواد التحطيب فى محافظات مصر المختلفة إنه الحاج/على عثمان عمر الخريضى

- من مواليد 1/3/1934م من إحدى أعرق العائلات فى مدينة قوص وإحدى البيوت التى ورثت كرم الضيافة وحسن استقبال الرواد ولهم باع كبير فى اللعبة الشعبية الأولى " التحطيب " وقد روث فروسية التحطيب عن أبيه وعن جده وقد تولى الدعوة والضيافة للعبة التحطيب أثناء مولد - سيدى أحمد الطواب- الذى يقام خلال شهر شوال من كل سنة وكانت تقام حلقة كبيرة أمام منزله يتلاقى فيها الفرسان من كل البلاد والمدن والقرى والمحافظات المجاورة والضيافة كانت تمتد طوال أيام المولد وكان رحمة الله عليه فارساً شهماً كريماً وكان يعمل فى تجارة الحبوب والغلال وكان ضيوفه يوفدون إليه من أسنا ( بدوى أبو زروق– إسماعيل الاسناوى– وآل مجاهد خميس– مجاهد الصادق – وآل حزين ) ومن محافظة أسوان (المرحوم حسن أبو توفيق – الشيخ فوزى أبو كلح – محمد أبو فاروق – وآل المرارى – والحاج يوسف الفيل –والحاج عبد الحميد النقيب – والأمير أبو هلالى – وآل المناقرة - ) ومن أدفو ودراو ( آل الحلاوى – آل العبابدة – آل الجعافرة ) ومن كوم أمبو (الحاج عبد العزيز بشير – والعمدة أحمد الطبل – والحاج أمجد الزعطان – الحاج عبد الرازق عارف بأسوان ) ومن سوهاج والبلينا وجرجا وبرديس وعرب هوارة ( عائلة أبو ستيت –          عائلة الجوانب – عائلة داود – عائلة فرحات – عائلة قدح – عائلة الجبالى ) ، ومن قوص فرسان التحطيب الحاج/ جابر محمد عمر والحاج/ محمد عمر والحاج / أبو بكر عمر وحمدى عبد الظاهر رئيس مجلس إدارة نادى قوص الرياضى ، وحارس مرمى قوص ى العهد الذهبى ، والمتوكى دعبس وأمين دعبس والمرحوم / أبو الوفا الشعار والمرحوم / عبد العظيم (العصابة) والحاج / محمد عبد العظيم الشعار ، وحسب الله الصغير ، محمد ربيع عزالى ، ففى بداية التنقيب عن شخصية الراحل / على عثمان – يقول محمد فؤاد سيد – رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالتربية والتعليم بقنا : " أن الراحل يعتبر فارس عصره وكان رائد من رواد التحطيب فى صعيد مصر وكان منزله مزاراً لجميع رواد التحطيب وزاور سيدى أحمد الطواب وكان مضيافاً ومحباً للخير فيه الجود والكرم والسماحة والروح الطيبة ".

أما السيد / على محمد محمود – رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بقوص – يقول " أن الراحل كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة وامتد كرمه إلى الآفاق وساحته مفتوحة للجميع للفرسان من كل البلاد ، وكان يتصف أثناء لعبه بقوة الأعصاب وحسن التصرف واليقظة والقدرة على مواجهة المواقف "          أما السيد / أحمد محمد حسن – رئيس نادى الأدب بقصر ثقافة قوص – يقول " إننى اعشق فن التحطيب وهو فن جميل ، وذلك لما فيه من براعة ورشاقة ونبالة وكم شهدت هذا الفن وتمتعت به عند ساحة آل عمر بقوص منذ صغرى ، وكانت لى حوارات ومناظرات مع الفارس الراحل الذى يعتبر أحد أهم علامات ومحطات هذا الفن الجميل الذى يعبر عن البيئة المصرية وعن جماليات التعبير الحركى والجسدى " .

أما السيد / محمد يوسف الخريصى – عضو مجلس محلى مدينة قوص - فيضيف "إن الراحل كان رجلاً بمعنى كلمة الرجولة فى زمن عزّ فيه الرجال ، تجلس معه فيحكى لك عن الزمن الجميل زمن الفرسان ، وله القدرة على اقتحام المواقف ، وورث فروسية التحطيب عن أبيه وأعمامه وترك لأبنائه وأبناء عمومته المسيرة فهو حلقة ى سلسلة ممتدة منذ القدم ، كان جده ثم أبيه ثم عمه محمد عمر وعمه أبو بكر عمر وابن عمه جابر محمد عمر ، وكوكبه من فرسان التحطيب فى قوص انتشرت أسماؤهم فى حلقات التحطيب أينما كانت أو وجدت تفخر بأنك تعرفه أو جالسته أو حادثته".

أما عن حياته العائلية فتقول ابنته / أسماء على عثمان – أخصائية بمدرسة الشهداء الثانوية بنات بقوص – أن الراحل " كان رقيقاً وحنوناً وعطوفاً ، كان عطفه وحنانه من شيمه الرائعة " ، ومن أبنائه / محمد على و الدكتور / أحمد على – دكتور ورئيس قسم التربية الفنية – بكلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادى بقنا ، والأستاذة / حنان على ( مدرسة بالسعودية ) – أيضاً              ( عثمان – عمر – أبو الحسن – فاطمة ).

أما سعد الكلحى – معاون مدرسة – يقول " أننا كنا نقف مبهورين فى حلقة التحطيب من مهارة وبراعة الراحل فى تنظيم اللقاءات وتوجيه الصغار من اللاعبين بالإضافة إلى الغلاف الأبوى المغلف بالحنان والحب بين جميع المتواجدين داخل الحلقة من اللاعبين ، وبعد رحيل الفارس على عثمان ، حرمنا من مشاهدة حلقات التحطيب ".  فرحمة الله عليه ..