حامد العويضي بين الصمت الرسمي .. والتكريم اللائق

حامد العويضي بين الصمت الرسمي ..

والتكريم اللائق

الأسد العويضي - قاص من مصر

[email protected]

مرت حوالي خمسة أشهر على رحيل الفنان الموهوب حامد العويضى, صاحب الأنامل الساحرة , ذلك الفتى الأسمر الذى كانت فرشاته  تخط الحروف فى براعة ودلال وهذه إرادة الله

ولكن الشيء المثير للعجب هو ذلك الصمت المطبق تجاه تكريم هذا الاسم اللامع من قبل الجهة المنوط بها القيام بهذا العمل وهى وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة.

ثم لماذا لم تبادر الوزارة إلى هذا التكريم ؟ أم إنه صار حكرا على النكرات وأنصاف الموهوبين ؟!

بل إن هناك عدة جهات تستطيع القيام بهذه المبادرة الطيبة إلى جانب وزارة الثقافة , كمؤسسة الأهرام العريقة , أو محافظة قنا أو مسقط رأسه قوص.

إن التكريم لابد أن يصير تقليدا فى حياة المبدع وليس بعد وفاته ؛ وذلك لأن الإنسان كائن اجتماعى فى حاجة إلى التكريم , وحتى يشعر كل مبدع أن وطنه يقدره وإذا لم يكرمه وطنه فمن ذا الذى سوف يكرمه ؟ أضف إلى ذلك تعريف الأجيال الناشئة بأولئك الذين يثرون الحياة بأعمالهم الخالدة.

فلكم تحتاج تلك الأجيال إلى القدوة فى هذا الزمن

على كل حال فما زالت الفرصة سانحة أمام الجميع لإعادة الأمور إلى نصابها , فوزارة الثقافة تستطيع إقامة عدة معارض له لتعريف الشباب بأعماله الفنية الرائعة, وكذا مؤسسة الأهرام من خلال إمكانياتها الهائلة  ومطبوعاتها المتنوعة , ومحافظة قنا تستطيع تكريمه من خلال إطلاق اسمه على أحد شوارعها الرئيسية , أما بلده قوص فهناك قصر الثقافة الذى يتم وضع اللمسات النهائية له بعد التطوير , ويمكن للبلدة تكريمه من خلال إطلاق اسمه على إحدى قاعات المبنى.

ورغم كل ذلك فإن التكريم الحقيقى للفنان يتجلى من خلال حب أهله وجمهوره له وقد ظهر ذلك من خلال المشهد المهيب لجنازته الحاشدة . وهى جنازة تليق بفنان أفنى حياته وأعطى الكثير لفنه وأهله ووطنه

"ولا نملك إلا أن نقول .إنا لله وإنا إليه راجعون ."

  ... وربما يكون لنا لقاء