سلام على عبد العظيم المطعنى
محمود القاعود
قالها شاعر النيل حافظ إبراهيم – رحمه الله – وكأنه يعيش بيننا :
فما أنتِ يا مصر دار الأديبِ ولا أنت بالبلد الطيّبِ
قالها وكأنه يخبرنا بحقيقة ما يحدث فى مصر الآن وقبل عشرات السنين ..
قالها ليخبرنا بالحقيقة المرة المؤلمة .. حقيقة أن مصر ليست دار الأديب ولا البلد
الطيب ، ولكنها بلد الكوسة والفوضى والراقصات والصعاليك والنصارى ولاعبى الكرة
وأدعياء الثقافة والفكر وأعداء الإسلام والمشخصاتية ..
تقوم الدنيا ولا تقعد إن أصيب تافه أو صعلوك بنوبة برد ، وعلى الفور يذهب إلى باريس
على نفقة الشعب المسحوق ليعالج هناك ويتمتع بحرية بلاد النور ..
لا نسمع أن الدولة تأمر بعلاج عالم أو شيخ أو أستاذ جامعى أو أى إنسان صالح ... بات
الإفساد فى الأرض هو بوابة العبور إلى جنة الدولة وما بها من خيرات ...
نموذج شنودة الثالث وانهيار النظام المنبطح :
شنودة الثالث الذى يأمر
زكريا بطرس ليسب
الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
، انقلبت مؤسسات الدولة من أجله وأمر الرئيس
مبارك
بعلاجه على نفقة الشعب المسلم ، فى
الولايات المتحدة
.. ورغم هذا أمر صبيانه للتظاهر والدعوة لقلب نظام الحكم فى مصر ، وراح يطلق
التصريحات البذيئة التى تدعو لتشجيع الرهبان القتلة على الاستمرار فى عملهم النازى
الإجرامى من الاستيلاء على أراضى الدولة وقتل من يعترض بالأسلحة الموجودة داخل
الكنائس ...
ومثل هذا الشخص المسمى "
شنودة
" كان يجب أن يوضع فى "
ليمان طرة
" أو "
أبو زعبل " ليحاكم على جرائمه فى حق الإسلام
ومصر ... لكن النظام المرتعش الذى يسعى لكسب ود أمريكا عن طريق صبيانها وعملائها من
أمثال
شنودة
، تجاوز جميع الحدود والأعراف ، وتغاضى
عن جميع جرائمه وراح يحنو عليه ويستجيب لطلباته الفاجرة وشروطه الخسيسة ..
عبدالعظيم المطعنى
(*)
: الرجل الذى أرعب شنودة الثالث
التقيته لأول وآخر مرة فى منزله فى العام
2004م
، تلبية لدعوة كريمة منه .. جمعتنا افتراءات أعداء الإسلام ضد الرسول الأعظم صلى
الله عليه وسلم ..
جلست إليه استمع إلى كلماته .. وجدت فيه العالم الموسوعى الأديب الفقيه الفارس الذى
لا يستسلم ، البطل الذى يُقاوم .. المؤمن الذى يثق فى نصر الله ، المحتسب الذى يصبر
على ما ابتلى الله به أمة الإسلام من هزائم ونكبات ..
كان رحمه يحذر من مخطط
شنودة الثالث
لتفتيت مصر ومحاولته إعادة سيناريو
جنوب السودان
فى مصر .. يتساءل فى أسى وحيرة عن صمت المسئولين فى مصر عما أحدثه هذا الشخص فى
البلاد والعباد ونشره للفتنة الطائفية ...
أخبرنى رحمه الله أنه طلب من
شنودة الثالث
أن يناظره حول عصمة الكتاب المقدس وهل هو وحى من الله أم من تأليف البشر .. لكن
شنودة
الرعديد أبى واستكبر .. فأخبره الدكتور المطعنى
أن ذنب النصارى فى رقبته لأنه أضلهم وهو يعرف الحق ..
كنت أشكو إليه من كثرة مواقع نصارى مصر التى تسب الرسول الأعظم بأقذر الألفاظ ولا
هم لها إلا الطعن فيه
صلى الله عليه وسلم
.. فيرد بخبرة الشيخ المحنك : يا سيد محمود .. لقد خرجت الفئران من جحورها .. ماذا
تنتظر من أشخاص يحقدون على الإسلام منذ دخوله إلى مصر ، ومنذ ذلك الوقت وهم يخطون
الكتب ويصنفون المؤلفات التى تسب الإسلام وذلك ليشوهوا الإسلام ويمنعوا أتباعهم من
اعتناق الإسلام ، ولينتقموا من هذا الدين الربانى الذى اعتنقه الشعب المصرى عن بكرة
أبيه باستثناء قلة حاقدة .. فلما ظهر الإنترنيت ، وضعوا مؤلفاتهم التى يكتبونها منذ
أربعة عشر قرناً منذ دخول الإسلام مصر .. فظهرت تلك المؤلفات بحقد تلك السنين
الطويلة الممتدة .. ولكن كل هذا لن يُخرج الإسلام من مصر ولن يؤثر فى صورة الرسول
صلى الله عليه وسلم ..
كان رحمه الله أول من لفت النظر إلى أن شنودة الثالث هو الذى يأمر زكريا بطرس ليسب
الإسلام ، وأخبرنى أن كلام بعض الكهنة بحدوتة " مشلوح " و " مفصول " هى خوفاً من
ردة الفعل الإسلامية .. فالموضوع كله مجرد " تقية " كما علمهم
بولس الكذاب ...
كان رحمه الله ينتفض إذا ما رأى أى إساءة للإسلام ، وأخرج عشرات الكتب فى الرد على
المنصرين وكتاباتهم العبثية التى تطعن فى القرآن الكريم ، وهم الذين لا يحسنون
التحدث بالعربية !!
تصدى للمشروع التخريبى الذى أسموه "
تجديد الخطاب الدينى " ، سألنى – رحمه الله –
لماذا لا يجددون إلا الخطاب الإسلامى ؟؟ هل يقدر من ينادون بتجديد الخطاب الإسلامى
أن ينادون بتجديد الخطاب النصرانى ؟؟
كان لمثل
المطعنى
أن يتعرض لحملات ابتزاز رخيصة من قبل صبيان شنودة الثالث ، وبالفعل وقع اختيار
الكنيسة على المتنصر "
مايكل الباز
" الشهير بـ "
محمد الباز
" الذى كتب فى جريدة "صوت الأمة
" نوفمبر
2003م مقالاً بعنوان "
محلات المطعنى للتكفير " ، شهر فيه بالعلامة الراحل وشكك فى
أمانته وساق حجة الرعاع البلهاء السفهاء التى تتهم كل من يدافع عن إسلامه بتلقى
ملايين الدولارات من الوهابيين !!
يُسقطون ما يفعلونه عندما يدافعون عن النصرانية .. إذ أن النصرانية لا يدافع عنها
إلا من يقبض بالدولار .. فليست بالديانة التى يضحى من أجلها أى إنسان .. بعكس
الإسلام الذى يفتديه الإنسان بكل ما يملك دون أن يفكر لحظة فى أى مقابل .. بل ويكون
فى قمة السعادة حينما يشعر أنه قدم شيئاً يخدم به دين الله الخالد ..
أخبرنى الدكتور
المطعنى
رحمه الله أنه لن يترك هذا المتنصر يفلت من عقاب القضاء ، وقام برفع دعوى قضائية
ضده ... وحتى الآن لا أعلم ما مصير هذه الدعوى ..
كان رحمه الله يكتب فى جريدة " المساء
" كل رمضان وطوال الشهر الكريم ، باباً يرد فيه على افتراءات النصارى ومواقع
النصارى .. استمر على هذا الحال طوال أربع سنوات .. حتى ضعفت حالته الصحية ، فامتنع
عن الكتابة .. لكنه ظل على العهد يتابع ما يقال عن الإسلام ويكتب مقالات خفيفة
تناسب طاقته وقدرته الضعيفة ..
أصيب رحمه الله بشبه صمم فى الفترة الأخيرة بحيث كان المتصل يتحدث مع نجله العزيز
الأستاذ "
نادر " ليترجم ما يقوله
المتصل ويخبره برد العلامة الراحل .. وبالقطع كانت طريقة تشعر الرجل بشئ من الحرج
.. لذلك انقطع الاتصال بيننا منذ مدة ...
عاش
عبد العظيم المطعنى مخلصاً لإسلامه ولبلده
التى لم ترد له الجميل ، لبلده التى تنكرت له .. لبلده التى احتفت بعدو الإسلام
شنودة الثالث .. لبلده التى تركته يحتار مع الدواء والمرض .. لبلده التى جعلته
يرحل فى صمت .. كما عودتنا أن يرحل التافهون بصخب وضجيج وأن يرحل العظماء فى هدوء
وسلام ...
آه .. يا مصر .. سامحك الله .. وآه .. يا زمن .. عندما يذهب الأحباب
ليتركونا وحدنا نواجه الأفاعى والذئاب ..
سلام على
عبدالعظيم المطعنى
... وإلى جنة الخلد – بمشيئة الله - يا نعم المدافع عن الإسلام والمنتصر على قوى
الكفر والشر والمنكر والبغى ...
(*)span> الدكتور عبعبد العظيم المطعني : أحد كبار علماء الأزهر الشريف من مواليد جزيرة المنصورية – محافظة أسوان مايو 1931م ، حصل على الماجيستير عام 1968م ، وحصل على الدكتوراه فى العام 1974م ، له العديد من المؤلفات فى الإسلاميات ، كما كان ضيفا فى إذاعة القرآن الكريم من خلال عدة برامج ، استكتبته العديد من الدوريات الإسلامية والعربية ، رحل عن دار الفناء وانتقل إلى دار البقاء فى يوم 30/ 7 / 2008مspan> بعد حياة طويلة مليئة بالإخلاص والدفاع عن الإسلام .