عام الوداعُ
09آب2008
فيصل الحجي
فيصل بن محمد الحجي
في وداع المديرين الثلاثة لانتقالهم من مدارس الروّاد :
الأخ الأستاذ عبد الرحمن التويجري مدير القسم الثانوي .
الأخ الأستاذ حمد المهوِّس ...... مدير القسم المتوسط .
الأخ الأستاذ ناصر الشويْعر ..مدير المرحلة الأوليّة .
أُلقِيَتْ في اجتماع (اللقاء الأخوي) في مدارس الرواد مساء الثلاثاء 20/6/1429ه
| يـا جُـرحِـيَ الـدَّامـيْ بكلِّ زمانِ أ وَ مـا كـفاني ما لقِيتُ مِنَ النوى حـتـى تـفيضَ عليَّ أمْواجُ الأسى نـأوي لِـجَـناتِ الإِخاءِ .. و كلنا و نغوصُ في مَوْجِ الجهودِ .. فناشِطٌ و نـذيـبُ أثـقـالَ الـعَناءِ ببَسْمَةٍ و تـشِـيـعُ مـا بَيْنَ الجَميعِ مَوَدَّة ٌ سـادَ الإخاءُ .. ! فلا اهتِمامَ لِجَمْعِنا قـل : كيْفَ نرضى إنْ تفرَّقَ جَمْعُنا * * * ذاكَ ( الـتـو يْـجرُ ) تاجرٌ مُتفوِّقٌ راجَـتْ بـضـاعَـتهُ فشعَّت نِعْمَة ً مـا قـادَهـمْ (مُتعاقِدينَ) على الشقا يَـتزاحَمُونَ على الأداءِ .. فمَنْ وَنى فـتـسِـيـرُ قـافِلة ُ العُلومِ بخطةٍ يَـكْـفِـيـهِ فضلاً قلبُهُ الصافي فلا أدَّى لِـقِـسْـمِ الـثـانـويِّ جُهودَهُ مُـذ ْ جـاءَنـا يَـوْماً عَرَفتُ سَجيّة ً و عَـرفـتُ مِـنـهُ أخوّة ً و مَوَدَّة ً * * * ( حَـمَـدُ الـمُـهَوِّسُ ) لِلسّفينةِ قائِدٌ قـد قـادَ جـيـلاً طـائِشاً مُتمَرِّداًً مُـتـوسِّـطٌ .. هَيْهاتَ أنْ يَتوَسَّطوا مـاذا تـقـولُ لِـمَنْ نمَتْ أجْسامُهُم فِـتـيـانـنـا أحْـبـابُـنـا لكِنهُمْ ضـبَـط َ الـمُديرُ جُمُوحَهمْ بجُهودِهِ أكْـبَـرتُ فـيـهِ عزيمَة و رزانة ً و لـقِـيـتُ مِـنه ُ مًوَدَّة ً و حَفاوة ً فـلـهُ لـدَيَّ مَـكـانـة ٌ مَرْمُوقة ُ * * * ذاك ( الـشـوَيْعِرُ ) ناصِرٌ لِقريحَتي لـو قـالَ شِـعْـراً لاشْتهَيْتُ سَماعَهُ هـو شـاعِـرٌ بـشـعورهِ و حَنانِهِ في مَحْضنِ (الرُّوَّادِ) فاضَ شُعورُهُ الأ قـدْ عـاشَ ما بَيْنَ العصافيرِ الأُلى فـي الأوّلِـيّةِ زرعُهُ ... و حَصادُهُ أدَّى إلـى ( الـعُـليا ) ثِمارَ جُهودِهِ كـنـا هـنـا أخوَيْن فاجأنا النوى فـهـو ( الحَسيبُ ) إذا تفاخرَ جَمْعُنا * * * أ مَـدارسَ الـرُّوَّادِ مـاذا خـبَّـأتْ أ تـظـلُّ أمْـواجُ الرحيلِ كَما أرى و تـغِـيـبُ أقـمارُ الإخاءِ جَمِيعُها و الـقـلـبُ فـي ليْلِ التنائي حائِرٌ مَـرَّت عـلـى الـرُّوَّادِ أيّـامٌ لـنا أنـا كـيـفَ أنـسى فترة ً مَيْمُونة ً عِـشـنـا زمـاناً و التفاؤلُ دِرْعُنا لـكِ مُـشـرفٌ مُـتـفوِّقٌ و مُوَفقٌ و لـهـا مُـديـرٌ حـاذقٌ مُتمَرِّسٌ فـغـدَتْ مَـدارسُنا العظِيمَة ُ أيْكة ً و اليَومَ – يالَليَوْمِ – يَعْصِرُنا الأسى إنْ قـدَّرَ الـرّحْـمـنُ أمْـراً ما لنا فالله ُ لا يَـقـضي سِوى الخيْرِ الذي لـكِـنـنـا بَـشرٌ و ضعْفُ قلوبنا فاللهَ نـسْـألُ أنْ يُـعَـوِّضَ خسْرَنا ويُـحِـيـلَ أحْـزانَ الجَميعِ مَسَرّة ً * * * كـلُّ الـهـمـومِ تـزولُ إنْ تمَّ اللقا | حَـتـامَ أشْـكـو فـرْقة َ الخلاّنِ ؟ و الـبُـعْدِ عنْ أهْلي وعنْ أوطاني ؟ لأذوقَ طـعْـمَ تـبـاعُدِ الإخوانِ ؟ أمَـلٌ بـأنْ نـبْـقـى لِـعام ٍ ثانِ ! بَـيـن (الفصولِ) .. وذاهِبٌ لِيُعاني مِـنْ عـابـر ٍ .. أو نـكـتةٍ لِفلانِ و تــآلـفٌ بـروابـطِ الإيـمـانِ بــفـوارقِ الأعْـراقِ والأوطـانِ لِـنـعـافََ أفـراحـاً إلى أحْزانِ ؟! * * * لـكِـنـهُ مُـتـواضِـعٌ مُـتـفان ٍ وأشـاعَـتْ الإخـلاصَ في المَيْدانِ بَـلْ قـادَهُـمْ جَـمْـعاً مِنَ الأعْوانِ وافـى لـهُ بـالـنـصْـحِ والتبْيانِ مَـحْـكـومَـةٍ بـضـوابطِ الإتقانِ غِـلٌّ لـدَيْـهِ و إنْ تـمادى الجاني و لـبـابَ خِـبْـرتِـهِ بـغيْرِ توانٍ قـامَـتْ عـلـى الأخلاقِ و الإيمانِ رَسَـخـتْ فـلا تـبْلى مَع الأزمانِ * * * و الـعِـبْءُ مَـرْمِـيٌّ عـلى الرُّبَّان جـيـلَ الـمُـراهَـقةِ الذي أضْناني مُـتـطـرٍِّفـونَ وفِـعْـلهُمْْ بُرهاني و تـمَـيَّـزوا بـتضاؤلِ الأذهانِ ؟ لـمْ يَـنـعَـمـوا بـتعادُلِ المِيزانِ و جُـهـودِ أخـيـار ٍ مِـنَ الأعْوانِ و الـجـدَّ فـي سِـرِّ و فـي إعلانِ و تـعـاوُنـاً فـي سـاحَـةِ المَيْدانِ وَ مَـحَـبَّـة ٌ و أُخـوَّة ُ الإيـمان ٍ * * * لـوْ قـالَ شِـعْـراً لاسْـتراح بَياني حـتـى وَ لـوْ وافـى بـلا مِيزانِ ووفـائِـهِ و سُـلـوكِـهِ الإنـساني بَـويُّ .. مِـنْ رفـق ٍ و مِنْ إحْسانِ نـالـوا حَـنـانـاً مُـدْمَـجاً بحَنان جـيـلُ الـطـموحِ إلى مَجال ٍ ثان ٍ جـيـلاً تـلـقـفـهُ مِـنَ الأحْضانِ أيُـطِـيـقُ أشـواكَ النوى أخوانِ ؟ و أنا (النسيبُ) إذا الزُّهُوُّ عَراني(1) * * * أقـدارُنـا عَـنـا مِـنَ الخسْرانِ ؟ تـغـدو بـأهـلِ العِلمِ و العِرفانِ ؟ لأظـلَّ كـالمَسجُونِ في إيواني ؟(2) قـد ضـاعَ فـي تِـيـهٍ بلا عُنوان يَـعْـيـا بـوصْفِ المُفرحاتِ لِساني بـقـلـوبـنـا رَسَـختْ و بالأذهان و قِـلاعُـنـا مِـنْ راحَـةٍ و أمـانِ يَـخـتـارُ دَوْما صَفوَة َ الأعْوانِ(3) بَـصَـمـاتـهُ بَرَزَتْ بكلِّ مَكانِ(4) شـمَّـاخـة َ الأزهـارِ و الأغصانِ لِـتـبـاعُـدِ الأحْـبـابِ و الإخوانِ فِـيـهِ سِـوى الـتـسْلِيمِ و الإذعانِ يَـخـفـى عـلى الأبْصارِ و الآذانِ قـدْ لا يُـطِـيـقُ تـحَمُّلَ الأحْزانِ خـيْـراً و يَـمْـسحَ دَمْعة َ الأجْفانِ و يُـوَفـق الـقـاصـيْ بها والدَّاني * * * يَـومَ الـحِـسـابِ بـجَنةِ الرََّحْمن |
(1) بيني وبين الأستاذ ناصر الشويعر مداعبة فهو يدعوني : النسيب ، وأنا أدعوه : الحسيب ، لأنه صِهْرٌ لأسرة /آل الحجي / في القصيم وهي على اسم أسرتنا في سوريا /آل الحجي/ أيضاً.
(2) الإيوان : القصر العظيم ، و هو اسم مكتبي بمدارس الرواد سمّيته به للفكاهة لأنه ضيِّق
(3) المشرف العام على مدارس الرواد الأستاذ عبد الله بن إبراهيم الخلف.......
(4) المدير العام لأقسام البنين الأستاذ أحمد بن عبد الله أبانمي .