الإخوان ينعون الشيخ الشهيد رياض الخرقي

تصريح إعلامي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"

فكيف إذا جمع العالم بين نشرِه العلمَ ورباطه في سبيل الله زمنَ الثورة السورية؛ فكان مثالا يحتذى في الجهاد والقيام بأمر العلم وإنشاء المعاهد الشرعية والتصدي لواجب الإفتاء في زمن الفتن والمحن؛ ثم قرن كل ذلك بخصال وفيرة من التواضع والأدب وحسن الخلق والتحبب إلى الناس.

وكيف إذا أراد الله لهذا العَلَم الكبير أن يجمع إلى كل أولئك الخصال؛ الشهادةَ في سبيله؛ لتنتهي هذه الحياة الطويلة بالعمل والعلم والجهاد بأحب ما يؤمله كل مسلم .. وكيف إذا علمنا أن هذا المجاهد الشهيد هو الشيخ الجليل المحدث رياض الخرقي رحمه الله!

نعم؛ فقدت الأمة الإسلامية جمعاء فجر اليوم الأحد الشهيد الفقيد أبو ثابت الدمشقي متأثرا بجراح أصيب بها جراء تفجير قام به الغلاة الجهلة قبل أيام، رفقة جمع من المجاهدين والعلماء في الغوطة الشرقية. ولم يكن هذا التفجير المرة الأولى التي حاول هؤلاء الأغرار الحاقدون أن يستهدفوا فيها الشيخ الجليل؛ إلا أن قدر الله غالب وأمره نافذ ولا حول ولا قوة إلا به ..

جمع الشيخ طلاب العلم والمجاهدين حوله ينير لهم الدرب الذي أظلم جراء عقود من الاستبداد والطغيان؛ فكان الرائد الذي لا يكذب أهله، والعنوان الصادق للراجل العالم العامل؛ فأنشأ المعاهد العلمية، وكان أحد مؤسسي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام؛ وعضوا في أمناء المجلس الإسلامي السوري.

ونحن إذ ننعى هذا العلم الكبير؛ فإننا ندعو من بقي في قلبه شيء من إيمان من أولئك الخوارج القتلة الذين غزوا بلاد الإسلام فأكثروا فيها الفساد وسفك الدماء؛ أن يغادروا هذا التنظيم الغادر، وأن يرأفوا بحال السوريين، فقد نالهم ما أهمهم طوال أربه سنين.

رحم الله الفقيد وغفر له، وتقبله في الشهداء المحسنين، وعوض الأمة عنه خير العوض، وكان الله لثورتنا ومجاهدينا، والحمد رب العالمين.

﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِ‌جَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ، وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ‌ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾

المكتب الإعلامي

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

٢٤/٥/٢٠١٥

٦ شعبان ١٤٣٦