في رثاءِ زوجة صديق
طريف يوسف آغا
توفيت زوجة صديقي الشاعر الأردني (عيسى القنصل) إثر حادث أليم سببته عاصفة هيوستن صباح الاثنين 25 أيار 2015. درس الشاعر الحقوق في جامعة دمشق وله عدة دواوين منها (مادبا في القلب)، وهو ينحدر من مدينة (مادبا) الأردنية فيما الفقيدة (نهاد نسطاس) من (بيت لحم) الفلسطينية، وكانا قد عاشا قصة حب رومانسية قبل زواجهما في سبعينيات القرن الماضي. رحمها الله وصبر زوجها وأسرتها ومحبيها. تم تقديم القصيدة خلال التعزية في بيت الشاعر الأحد 31 أيار 2015.
ياعينَ (عيسى) للدَمعِ صُبّي وجـودي
ولاتخجلي أنْ تَخُطّي دُروباً على الخُـدودِ
فرفيقةُ الدَربِ قد رحلتْ في غفلَـةٍ
ولنْ تعـودَ مهما قلتِ لها عـودي
رحيلُ الأحبّـةِ يُردي القلوبَ شَـهيدةً
ويُفرِّقُ الدُموعَ مابينَ شـاهِدٍ ومَشـهودِ
أطلِقها مِدرارةً ياصديقي ولكنْ تذكَّـر ْ
هوَ كأسُ الموتِ مختومٌ بختمِ (موعـودِ)
إنْ لم نُسـقاهُ اليومَ سَـنُسـقاهُ غداً
فهوَ حَقٌّ والحقُّ لايَخلِفُ بالوعـودِ
وإنْ لم يأتِنا هنـا سـيأتِنا هنـاكَ
ماسَـمِعتُ أنهُ كانَ مَحدوداً بحـدودِ
هوَ الموتُ لايُقيدهُ زمـانٌ ولامكـانٌ
تعهّدَ بزيارةِ كُلِّ الناسِ، ماتنكَّرَ لعُهـودِ
أنتَ تعلمُ بأنَّ كُلَّ مَنْ عليها فـانْ
كُلُّ مَنْ عليها مِنْ سَـعيٍ إلى رُقـودِ
ياشـاعرَ (مادبا) خَـلَّدتَ (مادبا) عِشقاً
(بيتُ لحمٍ) اليومَ تُطالبكَ عليها بالجـودِ
فكما ليسَ كالدَّمعِ للمَصائِبِ بَلسَـمٌ
فليس كالشِـعرِ يَسمو بالأحبَّةِ إلى الخُلـودِ
وإذا كانَ أمامَ بقـاءِ الأسـماءِ سُـدودٌ
فأمامَ صَولَجانِ الشِـعرِ تنهارُ كُلُّ السُـدودِ
فكمْ مِنْ بشّـرٍ مازالوا وكأنَّـهُمْ معنـا
وهُـمْ لقُـرونٍ مِنْ سُـكّانِ اللحـودِ
هاهيَ قصائِدُ (قيسَ) أبقتْ (ليلى) مابيننا
وقوافي (عنترة) جعلتْ (عبلة) للقلوبِ كالوَقـودِ
وحولَ (جميـلِ بُثينـة) مازالَ عُشّـاقُ اليومِ
يعيشونَ مابينَ مُسـتلهِمٍ وبـاكٍ وحَسـودِ
(نِهـادُ) اليومَ يا(عيسى) تناشِـدُكَ بحقِّ الودِّ
أنْ تكتبَ لها كُلَّما تفتحتْ أزرارُ الـورودِ
عِشْ بَعدَهـا لِتَجعلَ قصائِدَكَ لهـا وعنـها
ولِتَخلُقَ مِنْها اسـطورَةً تعبُـرُ كُلَّ الحـدودِ