إلى شاعر مكلوم
ياعيسى قل لنهاد
طريف يوسف آغا
يصادف اليوم الأحد 7 حزيران 2015 عيد ميلاد الفقيدة (نهاد نسطاس) زوجة صديقي الشاعر الأردني (عيسى القنصل) إثر حادث أليم سببته عاصفة هيوستن صباح الاثنين 25 أيار 2015. درس الشاعر الحقوق في جامعة دمشق وله عدة دواوين منها (مادبا في القلب)، وهو ينحدر من مدينة (مادبا) الأردنية فيما الفقيدة من (بيت لحم) الفلسطينية، وكانا قد عاشا قصة حب رومانسية قبل زواجهما في سبعينيات القرن الماضي. ألقيت هذه القصيدة في منزله اليوم بحضور جمع من الأهل والأصدقاء.
عِشْ ياعيسى وعَطِّـرِ الشِـعرَ رياحينـا
وسَـطِّرْ لِنهـادَ قصائداً، زَنبقاً ونِسرينـا
وقِـفْ عندَ قبرِها وقُلْ لها: رَحَـلتِ
ولكنْ أبَـداً لنْ ترحَـلْ حَكاوينـا
أقسَـمتُ أنْ أجعَـلَ صورَتَكِ أيقونَـةً
يبكي أمامَها العُشاقُ ويَقدِّمونُ القَرابينـا
وكما صارَ لِقيَـسَ وليلـى، سَـتُصبحُ
لِعيسى ونِهـادَ سـيرَةٌ تُلهِـمُ المحبينـا
إذا كـانَ المـوتُ قد أبعَـدكِ عنّـا
فانَّ أشـعاري إليكِ سَـتُعيدُ تدانينـا
وإذا كانَ القَـدرُ قد فرّقَ مابيننـا
فسأجعلُ مِنَ القوافي سـاحَةَ تلاقينـا
مِنْ يومِ رحيلكِ والذِكرَياتُ ماانقطعتْ
واحدةٌ تَفتَحُ جِرحاً وواحدةٌ تُداوينـا
ماللذِكـرياتِ لَمْ تَهـدأ ولالثانيـةٍ
واحدةٌ ترسمُ بَسـمةً وواحدةٌ تُبكينـا
هـذهِ تأخذنا إلى حافّـةِ القبرِ وتلكَ
إلى واحَـةِ الشِـعرِ تُعيدُنـا فتُحيينـا
تذهبُ الأجسادُ إلى ظلمةِ القبـرِ ولكـن
تبقى الذِكـرياتُ والأشـعارُ تُضِئُ لَيالينـا
نعمْ عشِـقتُ (مادبا) حتى انتهى العِشـقُ
وكتبتُ لها قصائِـداً صـارَتْ دواوينـا
نعمْ وعشقتُ (الشامَ) كما لَمْ أعشقْ عاصِمةً
عشِقتُ فيها الجمالَ وعشقتُ الياسَـمينـا
ولكنكِ يانِهـادُ من كُنتِ مَليكَـةَ قلبي
لو عِشـنا على العِشـقِ لكانَ يكفينـا
رحلتِ إلى عالَـمٍ بعيـدٍ وتركـتِ
وراءَكِ مايَمـلأُ بالدمـوعِ مـآقينـا
يومَ رأيتُكِ عرفتُ بأنكِ قدري ولكنْ
ماعرفتُ ماذا يُحَضِّرُ القدرُ ليَسـقينـا
في الأمسِ كـانَ الأحبةُ يأتونـا زائِرينـا
واليومَ مازالـوا يأتـونَ ولكـنْ مُعزّينـا
وهاهوَ عيدُ ميلادكِ يأتي وأنتِ مفارقَـةٌ
ليَزيـدَ فينـا الأسـى فوقَ تأسّـينـا
ومعَ أني مُؤمِنٌ بالقضاءِ والقدرِ ولكـنْ
مايَزالُ في الحيـاةِ لِغـزٌ فَهمَهُ يُضنينـا
لمـاذا وأيـنَ ومَـتى كُلَّـها أسـئِلَـةٌ
لـو أجبناهـا لهـانَتْ علينـا بَلاوينـا