دموع ماطرة
على فقيدنا الأخ محمد هدى قاطرجي
–رحمه الله-
عطا الله جذبة
كيف يعزي المرء قلبه ؟كيف يداوي المرء جراحه؟ أخال الأسى قطعا" من الأحجار تدق ناقوس الذاكرة ،فتنهمر الذكريات سيولا" تحضنها الألآم الهادرة، أكثر من أربعين سنة وأنا بصحبة أبي أسعد - رحمه الله-رحلة عمر مديدة كلها سعادة ومحبة ،ابتدأت من حلب وتم الاتصال بيننا في بلاد الغربة ، كان مقيما" في الكويت، وكنت مقيما" في جدة ،وبعد احتلال الكويت 1993،استقر في مكة وعمل في رابطة العالم الإسلامي وكنا نلتقي تقريبا" أسبوعيا"، وكانت تربط والدة الشيخ أسعد قاطرجي ووالدي الشيخ محمد زين العابدين جذبة رحمهما الله صلة ود ومحبة, بداية صداقتهما من أوائل الخمسينات، صداقة الآباء انتقلت إلى الأبناء ،وعندما انتقل عملي إلى مدينة الدمام ،كان الأخ أبو أسعد يحرص على أن أقيم عنده في بيته ويغضب إذا ذهبت إلى مكة في رمضان أو في شهر الحج ،وكانت سهراتنا تمتد إلى الصباح ، ولا أستطيع أن أصف بهجة قلبه عندما كنت أقيم عنده، أبو أسعد رحمه الله محب لإخوانه، بيته في حلب والكويت ومكة ملتقى الأصدقاء ، يمنح جلساءه السعادة والأريحية والبسمات ،كان غض النفس مرن الحوار واضح الرؤية ، صادق الهدف ،قوي العزيمة ،بعيدا" عن الدنيا ،لم يسع إلى جمع المال ، ولم يركب مراكب الدنيا، الغربة أكلت سنوات حياته، وكان يتمنى الإقامة في بلده.
إنني حزين لأنني فقدت أخا" وصديقا" وقد فقدت أعدادا" من الإخوة والأصدقاء، وهذه سنة الحياة، لا حول ولا قوة إلا بالله ،رحمك الله ياأبا أسعد ،كلماتي عاجزة في التعبير عن فقدي لأخ وصديق، وأتمنى من أصدقائه ومحبيه، أن تكون لهم المقدرة في التعبير عن أعمال الفقد وصفاته وسلوكه وأخلاقه، رحمك الله يا أباأسعد وأسكنك فسيح جناته، وعزائي لوالدته وإخواته وأسرته وأسرته وأولاده ومحبيه ،إن لله ماأخذ ، وله ماأعطى ،وكل شيء عنده بأجل مسمى .ولا حول ولا قوة إلا بالله. أبو العلاء.