الأخ الداعية محمد علي الهاشمي في ذمة الله
إنا لله وإنا إليه راجعون
لقي وجه ربه في مدينة الرياض صباح هذا اليوم الأربعاء 2 / 12 / 2015 أستاذنا وأخونا الكبير الدكتور محمد علي الهاشمي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ...
كان لقائي الأول بالأخ الفقيد المربي في حلب في مطلع السبعينات لقاء تلميذ بأستاذ ثم تمادت العلاقة على مدى نصف قرن . ظل فيها التلميذ تلميذاً والأستاذ أستاذاً ، وظل الأخ الحبيب المعلم مورد دين وخلق وعلم وفضل وكلما اقتربت اعترفت وازددت . وظل رحمه الله تعالى... لطفاً ونبلاً منه كلما سنحت له فرصة على ما كان فيه من بلوى في السنوات الأخيرة يتناول سماعة الهاتف من أخينا عبد اللطيف ليسلم الأستاذ على تلميذه تسليم وفاء وتثبيت . رحم الله أخانا أبا عبد اللطيف ...
الدكتور محمد علي الهاشمي من بقية الخيرين من الطبقة من الأولى من الرجال الذين سلكونا بحالهم ، وبأخلاقهم وصبرهم وثباتهم في صفوف هذه الجماعة . رجال عرفنا هذه الجماعة بهم ، فما أضعنا بما علمونا يوما معلما من معالم الطريق .
وكان ولده وفرطه إن شاء الله ، الدكتور أسامة ممن حمل مسئولية الدعوة من بعدُ في الأيام الصعاب في مدينة حلب ، عندما كانت المسئولية تعني غرما بل موتا ...ثم وقع الشهيد بأيدي الظالمين وكان في جيل شباب الإخوان الذي تقدم فقدم وأعطى فما أكدى، وظل الظالمون يغيبون مصير الشهيد عن والديه وأسرته ، وكان أخونا أبو عبد اللطيف مثال الصبر والاحتساب . كنا نسمع أنين روحه شفقة ليس على فلذة كبده فقط بل على جيل من شباب هذه الدعوة وهذا الوطن تواطأ العالم أجمع على قتله وعلى تغييب ذكره كبعض الذي نرى ونسمع اليوم ، ولكن الفقيد رحمه الله تعالى ظل مثل الجبل الراسي صبراً واحتساباً لم يغير ولم يبدل ولم نسمع منه إلا ما يؤكد ثباتاً على الحق ووفاء للطريق ، ويكشف عن علاقة شفافة بالله ترى هذه الدنيا حيث وضعها الله ...
كتب كتابه شخصية المسلم الذي ترجم إلى عدة لغات . كان يكتب كتاباً ويربي أجيالاً ، فكان من بعض ثمرات تربيته ليس فقط عبد اللطيف وحسان وياسر وخباب بل كان جيل من أبناء مدينة حلب أولاً، ثم جيل من أبناء هذه الدعوة في كل العالم الإسلامي بعض هذه الثمار ..
رحم الله أستاذنا وكبيرنا وأخانا الدكتور محمد علي الهاشمي ..
اللهم تقبل منه واقبله . اللهم أحسن نزله وأعل مقامه . اللهم إنه وفد عليك فاجعل قراه منك اليوم الجنة ..
هنيئا لأخينا أبي عبد اللطيف لقاء الأحبة - إن شاء الله - محمد وصحبه ...
يودعنا اليوم الأخ محمد علي الهاشمي في هذه الأيام الصعاب يودع عبد اللطيف وحسان وياسراً وخباباًً ويستقبله إن شاء الله أسامة وجيل من إخوانه الشهداء السابقين واللاحقين ..
أتقدم بأحر مشاعر العزاء والأخوة الصادقة إلى أخوتي عبد اللطيف وحسان وياسر وخباب وإلى بقية أسرة الفقيد الصغيرة .. كما أتقدم بأحر مشاعر العزاء إلى أسرة الفقيد الكبيرة جماعة الإخوان المسلمين ي سورية والعالم ، العزاء لمدينة الشهباء في موسم الشهادة والعزاء ولسورية الأثيرة الحبيبة ..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وسوم: العدد 644