رحيل العالم النحوي د. محمود فجال
(1358- 1437هـ / 1939- 2015م)
إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا:
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله شيخنا الجليل صاحبَ الخلق الرضيِّ والقلب النقيِّ، العلامة النحويَّ اللغويَّ، والفقيه الحنفيَّ، ابنَ حلب الشهباء الأستاذ الدكتور (محمود بن يوسف فجال) الحسيني، الذي وافته المنيَّة ظهر يوم الخميس 13 من ربيع الأول 1437هـ (24/ 12/ 2015م) في منـزله بالرياض، عن 79 عامًا، تغمَّده الباري برحَماته.
كنت (نسَّقت) له قبل ثلاثة أسابيع مع الأخ الإعلاميِّ أبي ياسر د. فهد السنيدي ليسجِّلَ لقاء معه في برنامجه الشهير (صفحات من حياتي)، غير أن وعكةً صحيَّة ألمَّت به اضطرَّتنا إلى إرجاء الأمر..
وكنت أتصل به باستمرار للاطمئنان، وكان آخر اتصال لي به ليلة رحيله، كان يشكو خدَرًا يصيب يدَه ورجله، واضطرابًا في ضغط الدم، ونسبة السكَّر، ولكنَّه برغم ذلك لم يدَع القلم ويركن إلى الضعف، بل بقي إلى آخر لحظة من عمُره منكبًّا على العلم والعمل.
صلَّى الفجر صباح يوم وفاته، ثم شمَّر عن ساعد الدأب في مراجعة تجرِبة الطباعة الأخيرة لكتابه الأثير (الهادي في شرح الكافي) للزَّنجاني، المعدِّ للطبع في خمسة مجلَّدات، وكان مَشوقًا إلى رؤيته تحت يده قريبًا، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
استمرَّ يعمل عملًا متصلًا أربع ساعات كاملة، حتى شعر بإعياء شديد، ولم يعُد قادرًا على الحَراك، تناول حقنة الأنسولين لخفض السكَّر، وعاجله الأجلُ في إثرها.
رحمه الله وتقبَّله، وجزاه عن العربيَّة وطلابها خيرًا جزيلا.
لله ما أخذ ولله ما أعطى وكلُّ شيء عنده بأجل.
ومما يبشِّر بالخير أن الشيخ رحمه الله قضى ليلة وفاته صحبةَ القرآن الكريم، تلاوةً وترتيلا، وعسى أن يكونَ القرآن شفيعًا له بين يدي ربِّه.
رزقني الله وإيَّاكم حسن الختام.
أحسن الله عزاء أسرته الكريمة
وأخصُّ منهم أبناءه الأفاضل البررة وكلُّهم متخصصون بعلوم العربية:
د. محمد، ود. يوسف، ود. عبد الله، ود. أنس.
وأحسن عزاء طلابه وأحبابه.
مع شيخنا الراحل د. محمود فجَّال في منـزله رحمه الله
من اليمين: د. يوسف بن محمود فجَّال، أيمن بن أحمد ذوالغنى، شيخنا محمود فجَّال رحمه الله،
شيخنا صالح بن أحمد الشامي، أستاذنا محمد كمال.
إهداء بخطِّ شيخنا د. محمود فجَّال رحمه الله شرَّفني به
على نسخة من كتابه (الصحيح والضعيف في اللغة العربية)
وسوم: العدد649