في وداع الشيخ حمود الذارحي

الخضر سالم بن حليس اليافعي

▪️كذا فليجلَ الخطب وليفدح الأمر ... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر.

▪️غادر الشيخ حمود رحاب الكرة الأرضية مودعا اليمن بجراحاته، وسطو العصابات عليه، وتجول الشياطين في شوارعه.

▪️عرفته رجل عامة يتصدر المواقف، ويعيش المعاناة، ويعشق المبادرة والإقدام.

▪️صحبته مايقارب العام تقريبا فلم أرَ إلا عطرا يدب على الأرض.

▪️لم يكن الشيخ حمود يعرف النرجسية السمجة التي عرفها كثير من زملائه العلماء بل كان التواضع أبرز مميزاته،  وكانت والبساطة  ترافقه في جميع تحركاته.

▪️كان يخطب ويدرس ويشهد المحافل نصرة للحق،  ويغيث الملهوف ولو بزكاة من جاهه ووجاته.

▪️غادر الشيخ حمود ولم يفتقده سوى منبره الذي صدع من على متنه رؤوس الطغاه بدار الرئاسة.

▪️غادر الشيخ حمود ولم يفتقده سوى المسجد الأقصى الذي كان له محاميا.

▪️غادر الشيخ حمود ولم يفتقده سوى أسراب من المظلومين يتصدر مجلسه لأجل استرداد حقوقهم .

▪️غادر الشيخ حمود لترثيه الكرة الأرضية وباقي أعضاء المجموعة الشمسية. 

▪️انحدر الشيخ حمود من أسرة هاشمية لكنه كان لايعترف إلا بمقياس التقوى ليفاضل به الخلق ومن خلاله يقيس ، وكان يكره إقطاعية تمجها الأسماع وتكرهها العقول.

▪️كانت آخر محطات ابن الذارحي غياهب سجن الانقلاب ليختتم حياته بخلوة عطرة يناجي فيها ربه ﴿رَبِّ بِما أَنعَمتَ عَلَيَّ فَلَن أَكونَ ظَهيرًا لِلمُجرِمينَ﴾[القصص: ١٧]

▪️رضي الله عنك ياحمود وأنزل عليك تفاصيل رحمته واستقبلك بلطفه ومودته .

وسوم: العدد 657