بوخضر الكوت..
أيها السامي فوق السحاب أهكذا العمُر يُكشف لنا عن صلع الرؤوس، ويتبختر بمعاني الشموس، وينبئ لهم عن قارعة التروس..؟!
ما زلنا اليوم نستنطق كلامك بالذكريات، وابتسامتك في التوفي، وربيان بُفك، وهيا بنا إلى المدرسة!
كل هذا في جانبٍ، ( وكيسة ) النجاح في جانبٍ آخرٍ.. مع ( الشبلونة ) التي أخرجت نتائجها الزوايا والمفصلات..!
أم ( الفرجال ) الذي أدرت به أعمارنا على ( ساباط ) القريني، ( وبسطة النجاجير )، ودكان بوسعد، (ونزلة الحويش)، وبيت الصفافير؟!
أم الممحاة التي يستحيل أن تمحو دكان الهليل، والبن حمضة، ومكسرات اعيال المرحوم: عبدالله أستاد، وبوفية حمد علي الصباغ؟!
أم طرقات الشيخ المتمتمي على الدلة الحساوية الممهورة بالأسفل، وكأني به يقول: گنـد راسك بالقهوه وخلك عامر بالدعوه دامك تاكل هالسّحّه راسك مجيله النعوه
أم المسطرة الشفافة التي أهديتنها ذات صباح بقولك: ( تركد يا ولدّيه، وانت تخطف الرسته ).. لأقيس بها المسافة بين دكانك، وبراحة الوجاغ التي ألهبت بيوتات جيرانها القطان، والعمار، والعبدالكريم،
والحاجي محمد، وأنامل زخرفة المرحوم: أحمد الحمد بالدبابيس؟!
كنت أرصد الصمت بعيني لخطواتي الأولى من جوار مكتبة الفلاح، ومكتبة السعادة، ومكتبة التعاون، (وبسطة الكوفر)، وبسطة الدفاتر..
ودكان يوسف الحسن، والحيدرية، وكذلك القيصرية، وابن بدو.. بدموعٍ تجلى معناها، وافتضح فحواها بين بُرهةٍ وما دونها!
لتكون جمال الرؤية بعد ( الهدّه ) من مدرسة الجارود ( عسكريم ) بيت المرزوق مع الأحبة: محمد الحسن، وصلاح المبارك، وفوزي العمار، وحيدر الحمد، ومحمد تيچر، وأخي توفيق!
ما زلت أتذكر علي ولد ( عميه ): موسى بن قرين، وهو يُخرج الزعتر من ( الباغه )، ويقتسمها معي بالسوالف إلى أن نصل بيت ( عمتيه ): زينب بنت موسى، وخاتون، ونفترق بابتسامته، وهدوء كلامه!
ما زلت أتذكر المرحوم: محمد حويجي، وماطوره الهوندا الأحمر، وهو يساعدنا لعبور الشارع الفاصل بين الكوت، والفريج الشمالي!
إلى أن يتوقف بنا المسير على كل دُكةٍ بفريجٍ، ( وعريشٍ ) بسوقٍ، ( و تصينج عجينٍ ) لخبز الخالة: أم أرشيد ـ رحمها الله ـ الأحمر الحساوي..!
فأخبرنا عن مسقط رأسك بالنعاثل الجبلي)!
وزدنا عن سُكناك بالفاضلية، الذي فاق ٣٠ سنة!
ليقوي نظرنا الدكتور: طاهر البحراني بكشفه، وقطراته لعيون جيرتك، وجيرانك يا عم: محمد بن حسن بن كاظم بوخضر ( أبو أمير ).
وسوم: العدد 695