رحيل المناضل المحامي فيصل حمدي الحسيني
لقد غيب الموت المناضل المحامي فيصل حمدي الحسيني، وهو رجل غني بالشمائل والخصال الحميدة، قابلته آخر مرة في شقته في برج الرياض بمدينة غزة في رمضان الماضي وتحديداً في يوم 25 حزيران/ يونيو 2016م، وكانت صحته على ما يرام، ولكن هذا قدر الله في خلقه، فحياة الإنسان هي القصة الوحيدة التي يكتب القدر نهايتها.
كان الحديث ذو شجون في مواضيع شتى عن والده المرحوم حمدي الحسيني، وعن الدكتور حيدر عبد الشافي، عن رحلة ابعاده (المرحوم فيصل الحسيني) عام 1969م عندما أُتي به مع رفاقه: الدكتور حيدر عبد الشافي، والمحامي إبراهيم أبو ستة، إلى مقر السرايا العسكري بغزة، وقدموا للمحاكمة، حيث عقدت لهم محكمة عسكرية ميدانية أمام الناس، ورأس المحكمة قائد قوات جيش الدفاع في قطاع غزة وشمال سيناء وقتئذ تلك المحكمة، ووجهت لهم الاتهامات وهي: التحريض على العصيان وأعمال العنف، وتقديم المساعدة إلى المنظمات المسلحة، والاسهام في خلق الجو الذي تمخض عن سلسلة من العمليات الارهابية في القطاع، فأصدر القائد العسكري أمراً بإبعادهم إلى سيناء، والتي كانت محتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتلى عليهم الضابط الإسرائيلي الأمر العسكري الصادر بإبعادهم موقَّعاً من القائد العسكري، حيث نص الأمر على: (إبعاد حيدر عبد الشافي، وفيصل الحسيني، وإبراهيم أبو ستة إلى مضارب البدو في سيناء، ووضعهم تحت مراقبة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي).
ونقلوا الثلاثة تحت الحراسة الإسرائيلية دون أدنى احترام إلى ثكنات عسكرية مختلفة في صحراء سيناء، حيث أُودع الدكتور حيدر في معسكر (نخل) العسكري منفرداً، وأُودع فيصل حمدي الحسيني في معسكر (القصيمة) العسكري منفرداً، كما أودع إبراهيم أبو ستة في معسكر (بئر الحسن) العسكري منفرداً، وعانوا ما عاناه المبعدون والمعتقلون من سطوة السجان الإسرائيلي، يقاسون حر الصيف الملتهب.. والحديث يطول.
وفي الختام أسال المولى عز وجل أن يجزيه جزاء الأبرار، وأن يرحمه برحمته الواسعة وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
وسوم: العدد 701