معاذ الشهيد
مؤمن ديرانية
استشهد اليوم الشاب الصالح المجاهد معاذ عبد الرحمن العمر، أبو مهدي الحموي...
أمس كان أبوه يقول لنا قلقاً: عرفت لماذا كان معاذ يقول لي اليوم أن أدعو له... لكنه استودعه الله... واليوم أتاه خبر استشهاده...
هذا الشاب اﻹعلامي المجاهد شارك بعدسته في جهاد سورية منذ مظاهرات حماة المبكرة، يصور المظاهرات ويرفعها على الشبكة العالمية، ودفع ثمن ذلك شهوراً في الاعتقال والتعذيب، منها ثلاثة أسابيع كاملة ليلاً ونهاراً في وضع القرفصاء فوق بلاطة واحدة على أرض الزنزانة إن مال يمينا أو شمالا عن حدود البلاطة نزل عليه الضرب، قال لي: يتعلم الإنسان كيف يمكنه أن يعيش مقرفصاً وينام ويقوم وهو في هذا الوضع...
وتابع مسيرته الإعلامية بعد خروجه من السجن وصار مراسلاً لمنظمات عالمية..
وقدر الله أن تحظى الرابطة الطبية للمغتربين السوريين "سيما" بشوط من مسيرته الإعلامية، يصور ويوثق مشروعاتنا الطبية هنا وهناك.. وقدر الله لي أن أحظى بمرافقته مؤخراً في رحلة في الشمال لتصوير المشروعات الطبية التي كفلتها حملة الجسد الواحد لمسلمي تايلند، وأعطيته في نهاية الرحلة كمرتي لتعينه في مهمته.
واليوم كانت عدسته تصور.. لآخر مرة.. آثار الهجوم الكيماوي على كفرزيتا في ريف حماة الشمالي.. فسقط عليه صاروخ أرض أرض مع ثلة من إخوانه فنالوا الشهادة التي تمنوها..
لعل الله بكرمه وإحسانه يصيبني بشيء من أجر هذا الجهاد بكمرتي التي كان أبو مهدي يحملها، وأن يتقبله الله مع الشهداء الأبرار..
بكيته اليوم كما أبكي ابناً لي، وبينما كانت كلماتي تختنق وعبراتي تسقط وأنا أعزي أخي أبا الصادق، كان هو الذي يواسيني ويحمد الله ويشكره ويقول: هنئوني.. صار عندي شهيد...
هنيئاً لك أخي الحبيب ابنك الشهيد.. وهنيئاً لك إيمانك الذي أنعم الله به عليك والصبر الذي أسبغه على قلبك..
اللهم إني أسألك في هذه الساعة.. وقد اقترب غروب يوم الجمعة.. أسألك إيماناً كإيمان أخي عبد الرحمن وخاتمة مثل خاتمة معاذ..
اللهم تقبل ابننا الشهيد وأسكنه الجنات العلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..
اللهم أنزل سكينتك وصبرك على قلوب والديّ الشهيد وسائر أهله وأعنهم على ما أصابهم وتقبل منهم..
اللهم رحمتك بعبادك ونصرك الذي وعدت..