نصيحة والدٍ مهاجرٍ إلى أبنائه
أبنائي، وبناتي ممن اضطروا إلى ترك بلاد الشام الحبيبة، لقد اضطّر والدكم الذي يهديكم هذه الكلمات أن يترك أهله وحارته، وجيرانه مرتين، وها هو اليوم خارج بلاده في الغربة، يهدي إليكم هذه الكلمات، فحبذا لو تقبلونها
ليس تُراب أغلى على الإنسان من تراب وطنه، فنبينا عليه الصلاة والسلام، وقف على مشارف مكة، وناداها، قائلاً لولا أن قومي أخرجوني منك لما خرجت
أخي المهاجر لئن اضطرتك الظروف إلى الهجرة سواء إلى بلد عربية، أو غربية، فلا يكونن البيت الذي تقدمه المنظمات حلمك الذي تصبو إليه، ولا يكونن المرتب الذي تقدمه الجهة الفلانية هدفك من أجل هجرتك، وترك بلدك
الهجرة أمر ثقيل على النفس، ولكن إذا اضطررت إليه فاستثمره، كما استثمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرتهم إلى الحبشة
نريد منك أن ترجع إلينا حاملاً معك أعلى الشهادات في الدراسة التي تخدم بها أهلك ودينك
نريد منك أن ترجع إلينا، بمهنة تعلمتها، تبني فيها وطنك
نريد منك أن ترجع إلينا بأبناء، لم تبعدهم الحياة، ومغرياتها، عند دينهم ولغتهم
نعم لقد هاجر الصحابة الكرام إلى الحبشة، وجلسوا فيها مدة من الزمان، ولكنهم عادوا، بعد أن أسلم ملك الحبشة نفسه
أخص بالذكر أولئك المهاجرين إلى الدول الأوروبية، أولادكم أمانة في أعناقكم، مسكوهم بدينهم، ربوهم تربية صالحة، علموهم لغتهم، نحن بحاجة لهم، دينهم بحاجة لهم، نريد منهم في الغد علماء في مختلف الاختصاصات، أصحاب حرف متقنة يبنون وطنهم، وينعمون بخيراتها
نسأل الله أن يحمي بلادنا، وأن يردنا إليها سالمين، إنه سميع قريب