حول حادثة مقتل الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

رابطة علماء الشام

بيان من رابطة علماء الشام حول حادثة مقتل

الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

وعدد من المصلين

يقول الله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) صدق الله العظيم

يقف السوريون ومعهم العالم الإسلامي اليوم أمام حادثة مقتل الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وعدد من المصلين -وفي بيت من بيوت الله- مذهولين أمام فداحة الجريمة التي استباح فاعلها حرمات الله ، من نفس معصومة ودار عبادة وأمن أبرياء .

ولا يقدم على هذه الجريمة النكراء إلا من تبرأ من كل قيم الإنسانية والدين والخلق ، وهذا ما تعانيه سورية الجريحة وشعبها المكلوم - ومنذ خمسين سنة- من تسلط عصابة لا ترعى حرمة ولا تحترم مقدسا ولا تأبه لكرامة .

عصابة تسلطت على رقاب الناس بالحديد والنار ، فذاق القريب منها والبعيد من كأس طغيانها وعسفها وظلمها طالما أن هذا يطيل أمد تسلطها على رقاب النّاس

إنّ رابطة علماء الشام ، وهي تدين وتستنكر بأشد عبارات التنديد والإستنكار هذا العمل الإجرامي لتشير بأصابع الإتهام إلى هذا النظام الفاجر ، متهمة إياه بالتخطيط والتدبير لهذه الجريمة وذلك للشواهد والقرائن التالية :

أولا : إن تاريخ العصابة الأسدية شاهد على دمويّتها حتى مع أقرب المقرّبين إليها ، عندما ترى في تصفيتهم مصلحة لها فمن محمد عمران إلى صلاح جديد إلى محمود الزعبي إلى غازي كنعان إلى داوود راجحة  ... والحبل على الجرار

ثانيا : إن توقيت الجريمة الذي يأتي متزامنا مع إعلان (أوجلان) وقف العمليات العسكرية للأكراد ضدّ تركيا ، وانتخاب (الإئتلاف) رئيس الحكومة المؤقتة من الإخوة الكرد هو قرينة تثبت تخطيط النظام لضرب الوحدة الوطنية بين الكرد وإخوانهم العرب .

ثالثا : إن تزامن هذه الجريمة مع الخناق الذي ضاق واستحكم على النظام في دمشق ، هو محاولة يائسة لتجييش الحاضنة الشعبية للأبطال الثائرين عساها تنفض عن دعمهم .

رابعا : إن مكان الجريمة الذي يكاد يكون مربعا أمنيا يزخر بمراكز النظام وفعالياته يجعل الوصول إليه دون تسهيلات أمنية ، ضربا من الخيال . فلو كان من عمل الثوّارألم يكن أنكى بالنظام ضرب مقرّ الحزب الذي يقع على بعد أمتار من مسرح الجريمة ؟!

خامسا : ( يكاد المريب أن يقول خذوني ) فروايات النظام المتناقضة عن الحادثة ، فمن خمسة قتلى .. إلى عشرة .. إلى إثنين وأربعين ، ثمّ إعلانُ مقتل الشيخ قبل نقله إلى المستشفى حيث توفي هناك ، لهي قرائن حاسمة عن التخطيط للحدث ولكن يأبى الله إلا أن لا يصلح عمل المفسدين .

سادسا : لم يقدم شخصٌ أو جهة في تاريخ سورية كله عموما وفي مسيرة هذه الثورة خصوصا على قتل المدنيين والإعتداء على حرمات المساجد ، إلا جهة واحدة استباحت حرمات الدماء والمساجد والأعراض وكل الحرمات ... هي العصابة التي قامت بتدمير ما يزيد على تسعمائة مسجد وتاريخها في هذه الجرائم طويل طويل .

اللهم من كان من المسلمين محسنا فزد في حسناته ، ومن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته ، اللهم ألهمنا رشدنا واهدنا صراطك المستقيم وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، وانصر ثورتنا وردّ سورية الحبيبة إلى أهلها بفرج قريب يفرح به عبادك المؤمنون

رابطــــة علمـــاء الشَّـام

مؤسسة علماء ودعاة الثَّورة السورية

رابطة العلماء السُّـوريين

التجمّع الإسلامي من أجل سوريا

الملتقى الإســـلامي السُّــوري