صحبي تمهلوا....!!

هديل دراغمة

تعجّلتم الرحيل...

بالأمس كنا معا...       على المقاعد نتجاور...

عن المستقبل نتحاور...

 بالأحياء والفيزياء والكيمياء نتناقش ...

صحبي إلى أين ...؟

تشهد جدران مدرستنا على أحاديثنا وجلساتنا ,,

صحبي إلى أين...؟

تشهد الساحات على سمرنا وضحكنا ,,

صحبي إلى أين ...؟

   تشهد الأقلام والدفاتر على جهدنا منذ طفولتنا على أدراج صفوفنا..

يا لهذه الأقدار ... وما كُتب أن يقضى فيها

كان المفترض رحيلي من هذا البلد بعد أسابيع قلائل ..,كانت حرقتي على وداعكم ُتشقيني....

واليوم أفجعتموني برحيلكم عني ...كما الطيور المهاجرة في غير وقت هجرتها...

وعلى ميناء الفراق أربع زهرات بِيض أُحمِّلها للأمواج أهديها لأرواحكم الطاهرة...

لن أقول ليتني لم أولد في بلدكم ..ليتني لم أعش طفولتي وشبابي بينكم .. فذكرياتنا معا هي حياتي التي أحيا بها ولأجلها ..

صحبي ,أرهقتني مقاعدكم جواري في الفصل بكثرة سؤالها عنكم ..

ضاعت كلماتي , تلعثمت حروفي , تحشرجت عبراتي , وازرقّت شفاي        أوراق إختباراتكم تطايرت يومها في ساحات مدرستنا ...

لم أشعر بوداعكم ليلتها أنه أخير في زيارتكم لي قبل الرحيل ...

قهوة أمي ساعات الدراسة تفتقدكم...

أشفق على أمي من كثرة بكائها عليكم ...

زهرة شبابكم , طموحاتكم , أحلامكم ..

حمّلتمونِيها ... أثقلتم كاهلي بها ...     أعدكم أن أحققها لكم ..

وكل ماأملك لكم دعائي بنور تحت الثرى , وجنان يوم المسرى ...

صحبي .. قطعتم تذاكر الهجرة .. إلى اللاعودة ..

تركتموني أبحث حائرًا عن إجابات لمن يسألني غيابكم ...!!! وأنا نفسي لا أجد لروحي أجابات عن سبب غياب أرواحكم عنها ....

سلامي ..  سلامي..  سلامي..  وشوقي لكم

شقيقي أحمد إلى أرواح صحبه الطاهرة