ينبوع الماء الدافق في قلب قرية تافوغالت ينقطع في عز الصيف
ينبوع الماء الدافق في قلب قرية تافوغالت ينقطع في عز الصيف بفعل فاعل أو فاعلين وعلى السلطات المعنية حمايته من عبث العابثين
مما سجله التاريخ البشري أن كثير من الحروب التي أزهقت فيها أرواح لا يعلم عددها إلا الخالق سبحانه وتعالى كان سببها الصراع حول مصادر المياه ، كما أن كثيرا من التنبؤات تشير إلى أن حروب المستقبل ستكون لا قدر الله بسبب الصراع حول موارد المياه كما كان دائما الحال عبر التاريخ البشري .
وإذا كانت للماء أهمية لا تضاهيها أهمية في حياة كل الكائنات، وقد أودع الله عز وجل فيه سر حياتها كلها دون استثناء ، فإن الكائن البشري الذي كرمه الله عز وجل بالعقل هو المخلوق المسؤول الأول عن نعمة الماء التي بها تكون الحياة .
ومعلوم أن الماء الذي هو هبة إلهية يعتبر ثروة إنسانية مشتركة لا يحق أن تنتفع به فئات دون أخرى . ومع أن هذا الأمر من البدهيات والمسلمات ، فإن بعض الناس تسول لهم أنفسهم استغلال ثروة الماء والاستئثار بها دون غيرهم .
ومن هؤلاء أصحاب مشاريع تدر عليهم ربحا ، ويكون وراء ذلك استعمال الماء العمومي إذا ما اعتبرنا أن ما يستعمله الإنسان من ماء يعده العداد و يؤدي عنه مقابلا ماء خصوصيا .
وفي نهاية الأسبوع المنصرم فوجئت ساكنة قرية تافوغالت وزوارها الذي يفدونا عليها مع حلول كل صيف بانقطاع ماء ينبوعها الذي دأب على الجريان دون انقطاع منذ عهد بعيد . وقد راجت حينئذ بعض الأخبار مفادها أن بعض أصحاب مشاريع الاصطياف قد حولوا مياه الينبوع لملء مسابحهم وخزاناتهم . ولقد استنكرت ساكنة القرية بشدة ومعها الزوار عملية تحويل مياه الينبوع ، وبلغ الأمر أن إمام مسجد القرية الكائن وسط المحال التجارية وخلال إحدى الصلوات دعا بالهداية لمن تسبب في قطع مياه الينبوع ،وهو تعبير عن استنكاره بطريقة لا تسيء إلى الفاعلين بقدر ما تطلب لهم الهداية ليعودوا إلى رشدهم ، ويرفعوا أيديهم عن ماء الينبوع الذي هو ملك عام لا يحق للخواص من أصحاب المشاريع استغلاله لفائدة مشاريعهم التجارية .
وبعد يوم من انقطاع ماء الينبوع شوهدت شرطة البيئة وهي تقوم بزيارة للجهات المسؤولة عن قطعه للوقوف بعين المكان على سبب الانقطاع . ولم يتبين الإجراء التي اتخذته تلك الشرطة لحد الآن ، وما يدور بين ساكنة القرية من أخبار تحتاج إلى تأكيد هو أنها عطلت بعض الصنابير المتسبب في انقطاع مياه الينبوع والموجودة في محال بعض المستثمرين في مجال السياحة الصيفية .
ومن المفروض أن تتسلح الجهات المسؤولة بالصرامة اللازمة مع الجهات المسؤولة عن توقف جريان مياه الينبوع الذي يحج إليه عشرات بل مئات الزوار يوميا خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع للتزود بمائه العذب الفرات الذي يروي الظمأ في فصل الصيف لأنه ينساب باردا زلالا دون وسائل التبريد .
ومعلوم أن الاعتداء على المياه العمومية يعتبر تهديدا للسلم والأمن الاجتماعيين ،لهذا يتعين أن تتصرف الجهات المسؤولة بأسلوب فيه الجدية المطلوبة لحفظ وصون السلم والأمن المهددين في هذه القرية بسبب تجفيف ينبوع ماؤه يعتبر ملكا عاما .
وفي الأخير نأمل أن تتابع كل عمليات السطو على خزان المياه في الجهة علما بأن ساكنة القرية تتداول أخبار عن جهات عدة تستغل دون ترشيد خزان مياه القرية وما حولها والذي تزود هذا الينبوع وغيره من الينابيع التي جفف بعضها ، وأن يحاسب المسؤولون عنها ويتابعون قانونيا . والأمل معقود على جدية الجهات المسؤولة في التعامل مع مثل هذه النازلة غير المسبوقة .
وسوم: العدد 833