اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ، ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُ ..ّ قاعدة لها استثناءات !
مثل قديم ، يصلح لكلّ حالة ، ولكلّ مقام ، سياسياً كان ام اجتماعياً ، أم ثقافياً أم فكرياً ، أم غير ذلك !
وما يهمّنا منه ، هو الجانب السياسي والجانب الاجتماعي ، الذي يشمل حالات كثيرة ، ونبدا به ، لذلك !
وقد قيل : إذا لم يكن صدرُالمجالس سيّداً فلا خيرَ فيمن صدّرته المجالس !
وقد قال أبو فراس الحمداني ، مفتخراً بنفسه وقومه :
ونحن أناس لا توسّط بيننا لنا الصدر، دون العالمين ، أو القبرُ !
من الاستثناءات : الشعور بالأهمّية !
جلس أحد العظماء ، في مجلس قريب من الباب ، فقيل له : لو جلست في الصدر، لكان أفضل لك وأنسب لمقامك ! فقال للقائل : ويحك ، الصدر يكون حيث أجلس أنا ! لقد عرف مكانته ومقامه ، وهو محقّ فيما قال ، اجتماعياً !
ومن الاستثناءات : التواضع !
كان رسول الله شديد التواضع ، إلى درجة أن الداخل إلى المسجد ، ولا يعرف النبيّ ، يسأل الموجودين : أيّكم رسول الله ؟
وحين طلب نصارى القدس ، أمير المؤمنين عمر، أن يذهب إليهم ليسلموه مفاتيح القدس ، كان عمر وخادمه ، يتبادلان الركوب على جمل .. وحين وصلا القدس ، ظنّ المشاهدون الراكب على الجمل عمر، بينما كان الخادم ، الذي كان قد حان دوره في الركوب ! وعرفوا لاحقاً ، المسألة 1
وهذا كله من الاستثناءات الاجتماعية !
الجانب السياسي :
ما أكثر المتصدّرين في مواقع ليست لهم ، وليسوا لها ، في السلطات وفي المعارضات ! ولو احتاج الأمر إلى ضرب الأمثلة ، لوجدنا الكثيرين ، الذين يجب أن يؤخذ بأرجلهم ويُجرّوا ، ويُصاح فيهم ، كما كان يصاح قديماً ، فيمن جلس في مكان ليس له: قم ، يالُكَع، مَن أنت حتى تجلس في هذا المجلس ؟ بَيدَ أنا نُمسك عن هذا ، لكثرة نماذجه ، ولأنها أشهر من أن تعرّف !
وسوم: العدد 935