الحريري اختار لعبة الروليت الروسيه للانتحار
اعزائي القراء..
انتخاب الجنرال عون للرئاسة اللبنانية لم يكن مفاجأة فقد سبقها تمهيد إمتد لأشهر طويلة ..
وباعتقادي أن طبخة عون بدأت منذ أن كان سعد الحريري منفيا في فرنسا تحت تهديد حزب الله له بالتصفية أن لم يرضخ لجملة من الشروط أهمها إغلاق ملف اغتيال والده المغدور رفيق الحريري وملفات اخرى..
يبدو أن باريس تمثل عالميا محطة خاصة بالتنازلات فهي تشبه حمام السوق وتحديدا الجناح الوسطاني فيها.. حيث ينتقل المستحم من الجواني حيث الحرارة المرتفعة إلى الوسطاني قبل أن ينتقل إلى الجناح البراني حيث تنتهي عملية التغسيل بوضع المناشف والاستمتاع بكأس من الشاي على أنغام نافورة بركة الماء .
السيد سعد الحريري انهى مهمة التغسيل وغسل الدماغ في الوسطاني بنجاح.. وهو اليوم في لبنان البراني مع جماعته يتناولون الشاي مع قتلة أبيه حيث اقتنع في باريس أن ملاحقة القتلة غير محبذ أمريكيا وإسرائيليا.
مشكلة الحريري ومجموعته انه ما زال لحمهم طريا في موضوع التفاوض. فهم قليلو الخبرة في السياسية والميدانية وَلَا يجيدون ألاعيب المفاوضين، فبدل ان يطبقوا التكتيك نفسه برفع سقف المطالَب إلى أقصى حد ، والتهديد بتحريك الشارع السنّي والقيام باعتصامات وتظاهرات، وقعوا في فخ التهويل وارتابهم الخوف من المؤتمر التأسيسي والمثالثة والغاء اتفاق الطائف وهذا التهديد باعتقادي لم يكن مصدره خصوم الأمس بل الدول الأوروبية الصديقة ايضا.
فهم في غير وارد اليوم بمعاداة إرهاب إيران وحزب الله فاقنعوه بعملية التبريد التدريجي في باريس .
إذن نستطيع القول ان ألغام حزب الله السياسية اخافت سعد الحريري، ووقع في لعبة التفاوض وركز على بنود المؤتمر التأسيسي والمثالثة وإلغاء الطائف، واقنع نفسه انه فكك هذه الألغام وجنب لبنان “كارثة” ميثاقية بترشيح عون.. وبالتالي حقق هدف حزب الله الأساسي.فنجح حزب الله في اخافته بوضعه ضمن متاهة فضل الخروج منها بدعم ترشيح عون .
سعد الحريري اليوم قدم لحزب الله مرشحهم ميشال عون على طبق من ذهب على مذبحة شهداء ثورة الأرز ودماء والده و٧ أيار (الْيَوْمَ المجيد) دون ان يحصد اي مكاسب استراتيجية مقابل ذلك , وبالتالي جدد سعد الحريري عقد ايران في لبنان ل ٦ سنوات إضافية.
الثمن كان مخزيا...
كرسي لرئاسة الوزراء مهتريء, فمهما كانت صلاحيات هذا الكرسي فستبقى محدوده جدا نظرا للعبة التفاهمات التي تتغلب على لعبة الصلاحيات.
سعد الحريري جر نفسه ومعه نسبة كبيرة من سنة لبنان إلى حالة انعدام وزن كل الثمن الذي قبضه هو النجاة بنفسه من تصفيته أمام العالم من تهديد حزب الله له في زمن صارت التصفيات من قبل حلف النظام السوري والإيراني أمرا عاديا أن لم يكن مستحبا لدى الولايات المتحده وحلفاءها الغربيين.
سعد الحريري انتهى لبنانيا بعد أن وضع نفسه أمام مسدس الروليت ولكن ليس برصاصة واحده فقط كما هو معروف باللعبه بل امام خمسة رصاصات من اصل ست رصاصات في اسطوانة مسدس خصمه.
وسوم: العدد 692