الأساطير في قصص الأطفال بين منظورين
قصص الأساطير عبارة عن حكايات فسر بها الإنسان الأول ظواهر طبيعية كانت تخيفه كالصواعق والرعد والزلازل تفسيرا دينيا ، فكان هناك إله للصواعق و إله للبحر و إله للبراكين ؟!
ولها حيز لا يستهان به في قصص الأطفال !
والسؤال الذي يدور في أذهان الآباء والمربين،هل تدخل الأساطير في مناهج الدراسة للأطفال ؟ وهل نحكيها لهم كجزء من أدب الصغار ؟
لقد افترق المهتمون حول هذا الأمر إلى فريقين .
الأول : يرفض أن تذكر الأساطير في مرحلة الطفولة تعليما ، أو ثقافة ، أو حكاية . وحجتهم في ذلك أن الأساطير معقدة تعقيدا محيرا للأطفال ومربكا لهم .
والآخر : يرى تعليمها وحكايتها لهم ، وحجته في ذلك أنها تقدم تسلية محببة للأطفال ، وتستثير خيالهم ، ويستمتعون بالمغامرات والخصومات والمنازعات بين هذه الآلهة !؟
و الأمر كما يراه الروائي د.نجيب الكيلاني، أن الأساطير تتنافى مع قيم الإسلام وعقيدته ومبادئه، فلا يصح أن تقدم للطفل المسلم مترجمة أو مقتبسة أو معربة، نظراً لخطرها الديني والعلمي، ويمكن أن تقدم له في المستقبل بعد أن يكبر وتترسخ عقيدته ويحصن ضد الخزعبلات وتقدم لمجرد العلم بالشيء مع توضيح أخطاء تصوراتها ! لأنها نشأت في عهود الوثنية والضلال !
ويرى الأستاذ يوسف العظم ( الأديب والمربي ومؤسس مدارس الأقصى في الأردن)، أن يتم التركيز على أن الإسلام ألغى الخرافة من حياة أتباعه بمجرد أن آمنوا به وأن المؤلَهات التي يرد ذكرها في بعض التمثيليات إنما هي مؤلهات خرافية ترتبط بأساطير بعيدة عن واقع الحياة والوحدانية المطلقة لله تعالى.
ومما لاجدل فيه أن إبعاد هذه الأساطير عن أطفالنا في المراحل الأولى من أعمارهم أمر حيوي وضروري وعلينا أن نحرص على تغذية أطفالنا بالأفكار والخيالات والأحداث التي تخدم فلسفتنا في التربية والتوجيه.
وسوم: العدد 935