أصالة المعيار الإيقاعي اللغوي
طرت عصر الأربعاء 20/12/2017، إلى صلالة عروس ساحل محافظة ظفار العمانية على مقربة من اليمن بعد صباح نشيط بحمد الله وشكره، لم أخَفْ فيه العجز عن مسائه. فلما هبطت في مطارها شغلني كثيرا بهاؤه وأُبهته وهو الإقليمي حتى أشرفت على مخرجه، فإذا الدكتور سعيد بخيت بن المستهيل بيت مبارك تلميذي العماني النجيب، قد صرف سائق الفندق وأبى إلا أن يحملني هو إليه ثم إلى مطعم عنابي بحرم الفندق حيث طعام صلالة المشوي وغير المشوي دعوته التي لا ترد، ثم إلى قاعة فخمة بجامعة ظفار، احتشد فيها الأساتذة والتلامذة والموظفون، احتفالا بيوم اللغة العربية العالمي.
قدمتني الدكتورة ميسون قبل غيري ضيافة معروفة، فتقدمت أعرض ملف شرائحي مرسومةً بيدي لا بيد الحاسوب محبةَ خطٍّ ورثتُها عن أبي -عفا الله عنه في الصالحين!- ثم نزلت عن منصتي أمشي أمام القاعدين ممسكا بإصبع التحريك والإشارة الإلكتروني ثم بمكبر الصوت. سلمتُ تسليمتي متحبِّبًا بأنني أمتُّ إليهم بخالي الذي كان طوال ثلاثين عاما مفتي "طاقة" (مدينتهم المعروفة)، مطمئنا إليها، حتى إنه لما ماتت زوجه دفنها فيها، فسبق أحدهم إلى تسميته: "الشيخ محمد محمود جمعة"! فقلت نعم! وإذا من طاقة عميد الكلية الدكتور خالد المشيخي القاعد فيهم أمامي، ثم عرفت أن منها كذلك الدكتور محمد بن سالم المعشني رئيس قسمنا بآداب جامعة السلطان قابوس.
مضيت ثابت الجنان منطلق اللسان متأنق البيان، أحاضرهم في "أصالة المعيار الإيقاعي اللغوي"، عاطفا لهم على هذه المسألة الدقيقة، بأنها فكرة عمل كبير، وأنني لم أحاضر فيها أحدا قبلهم، قد خططت لهم أفكارها بخطِّي على ما فيه، تمسكا بحميميته وحيويته وواقعيته....
ثلث ساعة ثم قعدت عن يسار القاعدين، ليحاضر الدكتور سعيد بخيت، ثم الأستاذ عوض بن صعر الإعلامي خريج اللغة العربية، ثم تفرغ البرنامج للطعام والشراب، فأما أنا فلم أتفرغ؛ إذ فاجأني الحاضرون أساتذة وطلابا وموظفين؛ فكنت لا أسلم على أحد منهم فيأخذ رقم هاتفي أو صورة معي، حتى يعترضني آخر.
قال الدكتور سعيد بخيت: لقد ابتهج الحاضرون بكونك معهم هذه السويعات ابتهاجا ظاهرا.
ثم على رغم إلحاح بعض الحاضرين في ضيافتي اعتذرتُ باضطراري إلى السفر عاجلا، ثم أبت إلى الفندق، فتعشيت أنا والدكتور سعيد، ثم تجالسنا بغرفتي ساعة صلينا فيها معا، فسمعت منه صوتا نديا حَييا يستحق أن يتعلق به الناس، ثم أجبرته على أن يذهب عني اكتفاء بسيارة الفندق التي ستأتيني الثانية والربع غير مضطر إلى تعذيب نفسه بالسهر.
رحلة ممتعة، بزيارة حفية، وصحبة طيبة، وضيافة كريمة؛
فلا نامت أعين الكسالى!
كلمتي مساء 20/12/2017، بجامعة ظفار العمانية، احتفالا بيوم اللغة العربية العالمي
وسوم: العدد 1006