هنا المغرب
سلسلة رحلتي إلى المغرب 5
مطار الدار البيضاء..
بمطار الدار البيضاء، أقف في الطابور من الساعة 8.30 إلى الساعة11 ليلا، من أجل التأشيرة على جواز السفر.
المسافر وهو واقف طوال هذه المدة، يجد إشهارا معلقا على زجاج المكلف بالتأشيرة كتب عليه باللغة الانجليزية، إضحك وأنت تدخل الدار البيضاء، وفعلا ضحكنا من شدة الطابور.
بقيت خلفها.. في الطابور الطويل المخصص للتأشيرة على جواز السفر، ضم مسافرين من كل أنحاء العالم، وفي خضم فوضى الطابور وطوله ودون شعور مني، سمعت الفرنسية تقول..
إنه كان من ورائي، ودون شعوري مني وجدتني فعلا أمامها، فتراجعت على الفور، وسمحت لها أن تأخذ مكانها الأول، وبقيت كما كنت من قبل.. وراءها.
قطار الدار البيضاء.. القطار الرابط بين وجدة ودار البيضاء من أحسن مايتمتع به المغرب، فبمجرد خروج المسافر من مطار دار البيضاء، يمكن له أن يركب القطارمباشرة، ليتجه إلى الوجهة التي يريد بسهولة ويسر، وهذا جهد يشكر عليه المغرب.
نظافة.. محطة الدار البيضاء للقطار المعروف بـ casa voyageur نظيفة جدا، وكذا الشوارع المحيطة بها، ناهيك عن محافظتها على عمرانها القديم.
صلاة إمرأة.. حين خرجت من مصلى محطة القطار، سألتني إمرأة عن وجود مصلى للنساء، فأجبتها بأنه يكفيها هذا المصلى، وطلبت منها أن تدخل وتصلي، وهو ماقامت به.
مصلى المسافرين ليس حكرا على الرجال دون النساء، وعلى الرجال أن يوسعوا للنساء، من أجل القيام بالصلاة في قتها وبشروطها.
نوم بالمحطة.. تأخر طائرة الخطوط الجوية الجزائرية 4 ساعات، و03 ساعات طابور من أجل المراقبة والبحث عن الأمتعة في مطار الدار البيضاء، وبقاء ساعة بالقطار لانتظار انطلاقه، جعلنا نضيّع قطار الساعة 11 ليلا للإتجاه إلى دار البيضاء، فاتخذنا من أرضية محطة القطار مكانا "للنوم !" ومتاعنا مخدة، ومنشفة الوجه غطاء. بقينا على هذه الوضعية الصعبة إلى غاية الساعة 06 صباحا، للإنطلاق إلى الدار البيضاء عبر القطار.
إنما الأمم عملات.. 1درهم بـ67 دينار جزائري، مايدل على قوة العملة المغربية، وقوة الاقتصاد المغربي، الذي يفتقر للنفط ولا يعتمد على المحروقات.
عمال مغاربة بالجزائر.. أتيحت لي الفرصة أن أتعرف على مجموعة من عمال المغاربة الذين يعملون بالجزائر في تزيين المساجد والمساكن بالزخرفة المغربية، وقد رافقوني عبر المطار.
ومن خلال حديثي معهم، يتمنون الاستفادة من تمديد فترة الإقامة بالجزائر، وتحويلها من 03 أشهر التي ترهقهم كثيرا وتجعلهم لايستفيدون من مدخراتهم إلى مدة عام واحد، لتكون الاستفادة أحسن وأنفع.
ماشاهدناه عبر القطار.. من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة السادسة مساء، هي المدة التي يقطعها القطار من وجدة إلى الدار البيضاء، وهي مدة طويلة جدا زادت في الإرهاق والتعب. فنحن لحد الآن لم نذق طعم النوم منذ 26 ساعة وسيضاف لها 11 ساعة مدة السفر عبر القطار. ومن بين الملاحظات التي دونت في حينها ونحن نجوب 750 كلم، هي..
إنعدام المشاريع الضخمة، وكأن الأمر متوقف على ماأنجز من قبل.
هناك عملية تشجير ضخمة ومساحات شاسعة للتشجيرساهمت في جمال المنظر، والاكتفاء الذاتي فيما يخص الجانب الغذائي، وقد تجلى ذلك في إنخفاض أسعار المواد الأولية، وعلينا أن نعترف أن المغرب تفوق في هذه النقطة.
في المغرب مازالت المسافة بين الريف والمدينة، واضحة بينة كأنها لم تتغير.
وجود بناءات قصديرية هشة تسيء للمنظر، بل انتشارها عبر العاصمة الدار البيضاء، وقرب البنايات العالية ومساكن الأغنياء.
يد مغربية.. الإنسان المغربي فنان بطبعه، يداه تبدع في تقديم أنواع الأكل والخياطة والزرع، وكل ذلك مرده إلى الاهتمام بما تقدمه يديه، فاليد تكفي صاحبها إذا أبدعت.
طاقة شمسية.. على طول الخط الرابط بين مطار الدار البيضاء ووجدة، يرى المسافر لوحات خاصة بالطاقة الشمسية مختلفة الاشكال فوق البيوت وفي أماكن مختلفة من القرى النائية، لاستعمالها في حياتهم اليومية كجلب المياه والكهرباء وتسخين المياه، مايدل على أن المغرب بذل مجهودات لتطوير الجانب الزراعي والاكتفاء الذاتي، ونجح في هذا المجال.
قمم .. مازالت القرى تنقل الماء والغذاء والمتاع على ظهور الحمير، أوصل هؤلاء للقمة تحق لك القمة.
زيتون.. أشجار الزيتون في المغرب منتشرة عبر كافة التراب المغربي ومساحات شاسعة خصصت حديثا لزرع أشجار الزيتون، وبين المساحة الفارغة بين شجرة الزيتون وأخرى، زرعت محاصيل خفيفة لاتنافس الزيتون في ماءه وغذاءه، فاستفاد الفلاح من المساحتين جميعا، مساحة شجرة الزيتون والمساحة بين الشجرتين.
وسوم: العدد 624