رحلة الى مدينة خيالية في عصر العولمة (كوفشتاين)... سحر وتاريخ النمسا ومهرجان الفرسان
(كوفشتاين) مدينة ساحرة وأشبه بالخيال في عصر العولمة،صغيرة تقع في اقليم تيرول النمساوي. تعد هذه المدينة المركز الرئيسي للحركة السياحية والمقر الاداري لمنطقة (كوفشتاين) وتقع في المناطق المنخفضة،يبلغ عدد ساكنة المدينة ب 19 الف نسمة وهي ثاني اكبر مدينة بعد عاصمة الاقليم (انسبروك).قبلة السياحة الصيفية والشتوية وهي من المناطق الملائمة للبحث عن الاجواء الهادئة الساحرة وتكثر فيها النشاطات الفنية والثقافية والتاريخية ومنها اقامة المعارض التشكيلية وكذلك تكثر في المنطقة الاعشاب الطبية. اليوم سيكون تركيزنا على اجمل وابهى الاحتفالات التاريخية التي تقوم بها قلعة(كوفشتاين) المطلة على المدينة وتواجه سلسلة جبال(القيصر) .. قلعة (كوفشتاين) ..رحلة اجتماعية وعائلية وفنية الى القرون الوسطى وأزمنة الحروب ومبارزات الفرسان بين اسوار اشهر قلعة تاريخية في الاقليم.
قلعة (كوفشتاين) ..واحدة من اهم المعالم التاريخية في اقليم تيرول ولها جاذبية كبيرة وذو تأثير على الزوار وبدورها تعد قلعة فريدة من نوعها.اقيم مهرجان الفرسان هذا العام من الفترة 13\5 ولغاية 16\5 ،والاحتفالية تسليط الاضواء على الحياة خلال 4 ايام من زمن الفروسية والقرون الوسطى برفقة الملابس التاريخية والماكولات التاريخية وخبز التنور ولكن بشكل مختلف والاحتفالية بدورها مرآة لحياة الفرسان والرعية والمتسولين والموسيقين وهم يجوبون ارجاء القلعة والمشعوذين ويتم نصب مسرح كبير لعرض الرقصات الجميلة القديمة مع الموسيقى والالات الموسيقية القديمة والشئ الذي ادهشني بان الزوار الذين يرتدون الملابس القديمة التاريخية يدفعون نصف ثمن التذكرة والاخرون بالملابس العادية يدفعون ثمن التذكرة كاملا.
مهرجان القرون الوسطى بحد ذاته تسليط الاضواء على الاحداث والحياة والعادات والتقاليد وعرض المشاهد التاريخية على ضوء التاريخ المدون في الاقليم للزوار. يستغرق المهرجان 4 ايام مليئة بالتشويق واللقاءات والعروض الحية في قلعة (كوفشتاين) وكما يسمونها في الاقليم بقلعة الفرسان نسبة الى تاريخها البطولي برفقة الموسيقى التي تدخل البهجة والسرور للحضور والزوار القادمين من خارج الاقليم ولتكون الانعكاس الجميل للاقليم على الزوار الذين يعيشون تجربة رائعة وقيمة في المدينة الساحرة (كوفشتاين) وفي قلعتها التاريخية..المدينة الملونة(كوفشتاين) تذكرني بزيارتي الى جزيرة(بورانو) في ايطاليا ،في البحر المتوسط ولكن لهذه المدينة سحر اخر وجمالية لايصدقها العين والبيوت المزخرفة والازقة الضيقة اشبه بحلم وتحمل بين ثناياها فن العمارة الراقي وهي مدينة من القرون الوسطى واستوطنت عبر التاريخ ولترافقها احتفالية تاريخية لتعلو اصوات الفرسان في سماء القلعة وتسمع في سماء المدينة القديمة وعروض مخيمات الفرسان والنار والمشعوذين واعمال السيرك والبهلوانيين وعروض القتال وجوقات الانشاد والفرق الموسيقية القديمة بالازياء التاريخية وكانت الازياء على الاكثر من جلود الحيوانات ..اختيرت الشرائح التاريخية لتكون ساحة للعروض وتمتع الزوار باعمالهم. تكثر الحوانيت في القلعة وبهذا تكون فرصة نادرة للتجار لجني الارباح الطائلة وتكثر اسواق الحرف اليدوية وكذلك الحوانيت لبيع المجوهرات القديمة وهي فرصة جميلة للنساء والشابات لاقتناء هذه البضاعة الساحرة وكذلك محلات لبيع الملابس التاريخية. واما للأطفال فقد خصصت ساحة كبيرة لتكون لهم ملعب المغامرات على طريقتهم الخاصة والعيش في اجواء القرون الوسطى وتوجد الكثير من الالعاب المثيرة للاطفال ليكون يومهم التاريخي في هذه القلعة ذكريات خالدة لهم وايضا للاطفال حصة الاقواس والنبال والرياضة.
مهرجان الفرسان هو بدوره مهرجان الكبار والصغار والعائلة ويقام بنجاح ساحق في قلعة (كوفشتاين) ضمن نشاطات احياء العادات والتقاليد والتاريخ القديم ولمعرفة الاطفال الحياة التي عاشها الاجداد والاستفادة من التاريخ وكذلك بالنسبة ايضا للشباب. اقيم المهرجان للمرة السابعة وبهذا شهدت القلعة اصوات الفرسان عالية بمواجهة سلسلة جبال( القيصر) لمدة 4 ايام وكأنه التاريخ كله وذلك لأن في هذه الايام تمتلأ القلعة بالصخب والضجيج بالاضافة الى ساحات القتال بالالات الحربية القديمة ولذلك يتم نصب مسرح كبير للعروض والاحتفالات والموسيقى واما عروض النار فمكانتها متميزة في المهرجان وخاصة عند الزوار. يبلغ ثمن تذكرة الدخول الى القلعة للبالغين 15 يورو لليوم الواحد واما في اقليم شتايامارك وبالاخص في قلعة(ريغير) يبلغ ثمن التذكرة 24 يورو وهذه المبالغ تخصص لتصليح وترميم القلعة، وتفتح القلعة ابوابها في الساعة العاشرة صباحا لغاية العاشرة ليلا وخلال 12 ساعة تكون الحياة في ازمنة تاريخية .في اليوم الاخير من المهرجان كالعادة يكون موكب كل المشاركين وبالازياء القديمة عبر المدينة القديمة وفي احدى ساحاتها تعرض رقصات لفاتنات بالملابس التاريخية ولتكون مركز الثقل الجمالي للاحتفالية وبالملابس القديمة ولتكون المدينة القديمة نقطة التقاء التاريخ القديم والحديث في احتفالية خالدة يتذكرها الزوار وسكنة الاقليم بصورة رائعة وبهذه الرقصات والموكب الجميل يكون المهرجان التاريخي ودع ضيوفه في امل ان يكون اللقاء قريبا بين احضان اجمل مدينة ساحرة وقلعة تاريخية ومواجهة سلسلة جبال القيصر ولكن للاطفال يبقى الشوق كبيرا لاستقبال المهرجان ثانية..!!
وسوم: العدد 678