رحلتي إلى الحدود الجزائرية المغربية 7

الحدود.. أسعر، وزيارة، وجمعة، وقصر المشور   

أسعار المناطق الحدودية.. كنت أعتقد خطأ أن مناطق الحدود منسية مهمشة إلى أن زرت مرسى بن مهيدي الملاصقة للحدود المغربية. فوجدتها تزخر بما تزخر به المدن الداخلية الجزائرية، وأحسن من بعض المدن الجزائرية الساحلية، مع تسجيل إرتفاع فاحش في الأسعار كلما إقترب المرء من البحر، وكلما كان ليلا.

زيارة الحدود.. بينما المرء يقف على الحدود الجزائرية المغربية، ويرى ويسمع إخوانه المغاربة يبادلون الجزائريين التحية وإلتقاط الصور حول منطقة الحدود من طرف الجميع، بينما العلم الجزائري والعلم المغربي يرفرف كل منهما في سمائه وجهته، يرى وبشكل جلي غياب لعسكرة الحدود، فلا يوجد مدرعات، ولا جنود، ولا معاملات خاصة، ولا تضييق على حرية الأشخاص، بل يلمس حرية الحركة وبشكل عادي جدا، حتى أن الجندي الجزائري الموضوع بالحد البحري الفاصل، ليس لحراسة الحدود، إنما علامة من علامات تبيين الحدود.

ويكفي أن الناس إتخذوا من موقع الحدود ، مزارا يزورونه بشكل كثيف جدا وباستمرار، رفقة الأهل والأولاد والأحباب، للتعرف على حدود الجزائر، وإلتقاط صور هناك، في جو كله أمن وهدوء وسلام.

جمعة الحدود.. قال خطيب الجمعة لمرسى بن مهيدي، الملاصق للحدود الجزائرية المغربية.. بعدما تحدثت الرسل عن التوحيد ، راحت تركز على جمع الكلمة ، وتسوية الصف. وقال أيضا.. من تمام إيمان المرء، أن يحب لغيره من المسلمين وغير المسلمين من الكفار، ما يحب لنفسه. وقال أيضا.. الصحبة في الله تدوم، والصحبة في غير الله لا تدوم.

الأمر بالمنكر.. لم أرى أحدا ينهى عن المناكر في الشواطئ، لكن المرء يرى ويسمع منذ سنوات، الناهون عن..

رفع اليدين جماعة، والقنوت في صلاة الصبح، والتسبيح باليدين، وإستعمال السبحة، وإقامة درس الجمعة، وإستعمال الخطيب للعصا، وإخراج الزكاة نقدا، لأنها من "المنكرات !!"، التي يجب محاربتها.

تحية للقائمين على قصر المشور.. زرت قصر المشور بتلمسان، فوجدت حوض الماء في صورة حسنة، حيث المياه الصافية، والمنظر الخلاب، عكس مارأيته ودونته عبر رحلتي السابقة..

والسبب في ذلك، أن بعض الإطارات أخبروني، أن المقال الذي نشرته في رحلتي السابقة إلى تلمسان، حيث تحدثت عن سوء حالة الحوض، والمنظر المسء المشين، سبق أن قدموه لمدير القصر، وأخذ ملاحظاتي مأخذ الجد، وشرع في إصلاح الحوض، وإعادته إلى هيأته الأصلية الجميلة الرائعة.

سنظل نفتخر بالجزائر، ونظل نتحدث عن مساوئ بعض السلوكات الصادرة عن أية جهة، دون خوف ولا تملق.

والحمد لله أن قيض لهذه الأمة من يذكر محاسنها ومساوئها، وقيض لها من يصحح العوج الذي قرأ عنه. وتحية تقدير للقائمين على قصر المشور بتلمسان .

وسوم: العدد 679