رئيس الدولة السورية الدكتور نور الدين الأتاسي
رجالات سورية
أحمد نور الدين بن محمد علي بن فؤاد الأتاسي رئيس دولة سورية بين 25 شباط 1966 و18 تشرين الثاني 1970م. ولد بحمص عام 1929م لأسرة عريقة في السياسة والمكانة الاجتماعية في مدينة . درس الطب في جامعة دمشق وتخرج منها في العام 1955م.
انتمى الأتاسي منذ شبابه إلى حزب البعث وكان على رأس تنظيم الحزب في جامعة دمشق خلال الخمسينات، وقاد العديد من التحركات الطلابية والمظاهرات خلال فترة الانقلابات ودخل إلى السجن في العام 1952م أبان فترة حكم العقيد أديب الشيشكلي حيث أمضى فيه عاماً كاملاً، نفي خلالها إلى سجن تدمر الصحراوي وتعرض لتعذيب شديد. شارك كمتطوع في الثورة الجزائرية خلال العام 1958م على رأس مجموعة من الأطباء السوريين. بعد ذلك عاد إلى مدينته حمص ليزاول مهنته كطبيب جراح في المشفى الوطني. عين وزيراً للداخلية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في الثامن من آذار عام 1963م، ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء عام 1964م، ثم عضواً في مجلس رئاسة الدولة عام 1965م.
أصبح رئيساً للدولة وانتخب أميناً عاماً لحزب البعث بعد انقلاب 23 شباط 1966م الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ. كانت سلطته محدودة إذ كانت السلطة الفعلية في يد مساعد الأمين العام لحزب البعث صلاح جديد. تبوء منصب رئيس الوزراء في العام 1968م إلى جانب تبوئه منصبي الأمين العام للحزب ورئيس الدولة. وتم في عهده توقيع اتفاق إنشاء سد الفرات مع الحكومة السوفيتية وبوشر في تنفيذه في ذلك العهد أيضاً. خلال فترة حكمه هُزمت سورية مع مصر والأردن في حرب الخامس من حزيران عام 1967م مع إسرائيل، وتم احتلال مرتفعات الجولان الإستراتيجية السورية دون مدافعة أو قتال. وفي الوقت الذي رفض وزير الدفاع حافظ الأسد تحمل مسؤولية هذه الهزيمة. نادى الأتاسي بعد الحرب بإقامة جبهة وطنية واسعة وبالانفتاح على بقية القوى السياسية. لكنه دخل هو والأمين العام المساعد صلاح جديد في خلاف مع وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد، وقد بلغ الخلاف أوجه أثناء أحداث أيلول الأسود في الأردن وقد أرسل نور الدين الأتاسي قوات سورية لمساندة الفلسطينيين ضد الجيش الأردني، وحصل خلاف حول إرسال هذه القوات .
استقال الأتاسي من كافة مناصبه في شهر تشرين الأول من العام 1970م احتجاجاً على تدخل الجيش في السياسية وعلى ممارسات رفعت الأسد شقيق وزير الدفاع حافظ الأسد، وعلى إثر هذه الاستقالة فرغت المناصب الثلاث الرئيسية في الدولة وتم توجيه الدعوة لعقد المؤتمر العاشر الاستثنائي للحزب الذي قرر فصل كل من حافظ الأسد ورئيس الأركان مصطفى طلاس من مناصبهم، وعلى الأثر قام حافظ الأسد بانقلاب عسكري سمي بالحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني 1970م أزاحه فيه مع جديد عن منصبهما ووضعهما في سجن المزة العسكري.
أمضى الأتاسي 22 عاماً في السجن في زنزانة ضيقة ومن دون محاكمة وأصيب في النهاية بمرض السرطان ولم تقدم له السلطة العلاج المناسب وأدخل إلى مشفى تشرين العسكري لمدة 4 أشهر قبل أن يطلق سراحه بعد أن تفشى المرض في جسده ولم يعد هناك من أمل في شفائه. وسافر بعد إطلاق سراحة فوراً للعلاج في باريس ولكن المرض لم يسعفه وتوفي بعد أسبوع من وصوله في 2 كانون الأول عام 1992م. ودفن في مدينته حمص وخرجت له جنازة مهيبة .
وهو متزوج من السيدة سلمى الحسيبي وله ولدان السيدة آية الأتاسي والكاتب المعارض محمد علي الأتاسي.
وسوم: العدد 774