العالم المؤرخ الشيخ محمود شاكر الحرستاني
رجالات سورية
ولد المؤرخ الإسلامي الشيخ أبو أسامة محمود بن شاكر في حرستا الشام، شمال شرقي دمشق، في عام 1932م.
تربَّى في بيتٍ اشتهر بالدين والعلم والكرم. ودرس الابتدائية والإعدادية والثانوية وتخرج منها عام 1952م، وتلقى العلوم الشرعية على بعض أهل العلم في مساجد بلدته، والتحق بالجامعة السورية (دمشق) قسم الجغرافيا، ثم تخرج منها عام1956-1957م، وحصل على شهادة الجغرافيا بأنواعها البشرية، والطبيعية، والإقليمية.
التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية بكلية الضباط، وتخرج ضابط برتبة ملازم، ثم فرز إلى الجبهة كضابط مدفعية على الحدود مع فلسطين في القطاع الشمالي وذلك عام 1960م، وعاد بعدها إلى التدريس، حيث درَّسَ في مناطق عديدة في سورية.
تميز بحدة الذهن وصفاء الذاكرة مما ساهم في تنوع محفوظاته العلمية، وأقلقته حال الأمة الإسلامية وما آلت إليه من ضعف وذل وهوان وتخلف وبُعد عن دين الله تعالى.
شغِفَ بدراسة علم التاريخ بفنونه، ونهضَ بالتاريخ الإسلامي وبرزَ فيه، وأصبحَ علمَاً من أعلام مؤرخيه، وصنَّف فيه بطريقة مبتكرة، وامتازَ بصياغة تاريخه في ماضيه وحاضره صياغةً دقيقةً من المنطلق الإسلامي مع عرض الأحداث وتحليلها، وتصدَّى لردِّ شبهات وافتراءات المستشرقين وأتباعهم. اهتمَّ بدراسة علم الأنساب، وبرعَ فيه، واهتمَّ بدراسة حاضر العالم الإسلامي، واهتمَّ بمعالجة حال وواقع المسلمين في أنحاء العالم، وبالأخص حال الأقليات الإسلامية، وشارك في كتابة الفكر الإسلامي الصحيح، وردَّ على الأطروحات والمبادئ الفكرية الهدَّامة.
انتقل إلى المملكة العربية السعودية عام 1972م، وتعاقد مع إدارة الكليات والمعاهد العلمية التي غَدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعمل أستاذاً للجغرافيا والتاريخ الإسلامي في كلية العلوم الاجتماعية بالرياض والقصيم.
شارك في وضع مناهج وخطط دراسية في علمي التاريخ والجغرافيا، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية (الماجستير، والدكتوراه).
أعدَّ برنامجاً إذاعياً في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية اسمه: (جغرافية العالم الإسلامي). واستضيف في برنامج (صفحات من حياتي) على قناة المجد الفضائية.
اتَّصفَ بالتمسك بالسنة النبوية وبذل العلم والكرم والحلم والورع والتواضع الجمِّ والبُعد عن الشهرة والأضواء.
له أكثر من مائتي مصنَّف في التاريخ والفكر الإسلامي والجغرافيا، حيث كتب الله لها القبول، وتهافت الكبار والصغار في مختلف الأقطار على قراءتها، واستمتعوا بأسلوبها وروائها الآسر.
كانت إقامته في مدينة الرياض، وعانى في شيخوخته بعض أمراضها، مع اهتمام بليغ بأحوال المسلمين في كل مكان، والمبادرة إلى فعل الخير والإصلاح.
ترك لنا أثراً كبيراً ورائعاً وقل نظيره تمثل في (موسوعة كتاب التاريخ الإسلامي ويقع في 22 جزءاً).
وسوم: العدد 800