الحاج رسلان الخالد من السلمية وأقام بالكويت
رجلٌ بألف رجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطر لي الليلة أن أحدث إخواني عن أخي المؤمن رسلان الخالد من السلمية شرق حماة وحمص.
لعلي وأنا طالب في الصف العاشر سافر والدي للسلمية وله فيها شغل فأخذني معه الى أحد عملائه محي الدين ملّوحي حذّاء (كندرجي) في السوق فسمعته يذكر رجلاً بخير ويثني عليه جداً وقال إنه يعمل خياطاً على بعد نحو عشرين متراً.
كنت في تلك الفترة ١٩٥٣ بدأت مسيرتي الإسلامية وأنا في الصف التاسع قلت لصاحبنا دُلني على دكانه قال سر هنا وانظر الى يمينك إلى دكان خياط مكتوب اسمه على الباب رسلان الخالد فسرت ورأيت المحل وإذا خلف الزجاج رجلٌ طويل عريض يلبس قميصاً وبنطلوناً أكبر مني بعشرين سنة فاستحييت أن أسلم عليه لفارق السن ورجعت لوالدي.
كتب الله لي أن أدخل كلية الشريعة التي أنشأها مصطفى السباعي رحمه الله وتخرجت فيها عام ١٩٦٠ وعينت في السلمية وسكنت فيها وصليت وخطبت في مسجدها وتعرفت على خيار أهلها الذين كانوا يسهرون عند بعضهم بعد العشاء وكان هؤلاء السمّار كلهم من تلاميذ رسلان الخالد وحدثوني عنه داعياً إلى الله وخادماً لإخوانه كما يحدثونني عن صحابي بُعث إلى عالمنا من جديد.
قبل ذلك في الخمسينات تنشط الأخ رسلان وشكل لجنة إقلاق الراحة يأخذ بعد صلاة العصر والعشاء في المسجد صديقاً ويذهب الى أحد أغنياء المسلمين ويطرق بابه فاذا فتح الباب أو قالو من بالباب يقول رسلان الخالد ولجنة إقلاق الراحة وكان رسلان محبوباً ومؤتمنا عند الجميع فيستقبله صاحب البيت أحر استقبال ليعرض عليه قضية ويعطيه مالا.. ويبدو أنه طلب مساعدة لبعض الفقراء الذين لا يظهرون أنهم سنة أم إسماعيلية فوصله مساعدة وأثنى على رسلان خيراً فهاج الإسماعيلية على هذا الاعتداء عليهم وكان ذلك في أول أيام الوحدة في ١٩٥٨ وهاجموا رسلان بأعداد كبيرة في دكانه وكسروا الزجاج بالحجارة ودخلوا عليه فضربوه ضربا شديداً ولو فكر أحد إخوانه بتخليصه لا ينفع ويُضرب أيضا.
وصلتنا الأنباء بحماة بطلب استعانة إخواننا أهل السلمية المسلمين بنا وهدد أهل السلمية بأن يعاملوا أهل حمص تجارياً بدلاً من أهل حماة ثم استقرت الأمور بسفر البطل الى الكويت عام ١٩٥٩ وعمره ٤٠ سنة وهناك استأجر بيتاً وتعرف على أشراف الكويت فأخذ يستعين بهم ليجد أعمالاً لإخوانه المهاجرين إلى الكويت.
ولقد حدثني من زاره في بيته أنه كان يقبل أي رجل ينزل عنده ويشرط عليه الصلاة ويسعى له بعمل عند أصحابه وحدثنى أن غرفته أو مطبخه امتلأ ببوابير بريموس ذات الأصوات يطبخون طعامهم وجاءه مرة صديق فقال عملت واستأجرت وتزوجت والآن سرحوني من عملي وأنا محتار ماذا أفعل قال رسلان تأخذ البيت وتسكن مع امرأتك وأنا أنصب خيمة على البحر وأظن ذلك في الستينات أو السبعينات وأنا كنت في رأس الخيمة تصلنا أخباره عن طريق أحمد صقر من أصدقائي وأصدقائه ومن أخيه مصطفى الخالد رئيس القضاة في أبوظبي وبعدها علمت أنه سافر إلى الكويت لحضور جنازة أخيه رسلان في عام ١٩٨٤ وقال لي ما بقي أحد في الكويت إلا وخرج فيها.
تذييل: كان أهل حماة يبعثون لأهل السلمية مفتياً ومدرساً وخطيباً وإماماً ولم يتعرض رسلان لأعمال الأوقاف..
رسلان لم يتزوج ولم ادر لماذا ..
80% من أهل السلمية إسماعيلون والمسلمون 20% في البلد أما القرى فنسبة المسلمين أعلى.
قام المستشار عبد الله العقيل بكتابة ترجمة لحياة الشيخ رسلان الخالد على هذا الرابط:
رحم الله رسلان وأكثر من الدعاة الصادقين.
كان رسلان يعادي التدخين وكتب لافتات بمنع التدخين ووضعها على الجدران الأربعة بغرفة الضيوف وهو كثير الضيوف وجاءه مرة ضيف شركسي من إحدى قرى الشركس فرأى اللافتات فصبر كثيراً ثم قام الى الحمام فقضى حاجتية.
وسوم: العدد 841