الشيخ العالم الداعية محمد حكمت معلم

(1922- 2002م)

هو عالم ومربٍّ وأديب ذوّاقة ..رئيس جمعية النهضة الإسلامية في إدلب، يعدّ الشيخ حكمت رائد الدعوة والحركة الإسلامية خلفاً للشيخ نافع الشامي -رحمة الله عليهما-.

أصله، ونسبه:

والشيخ الفاضل من مواليد إدلب الخضراء، وكانت وقتها تابعة لمحافظة حلب الشهباء.

ينتمي إلى عائلة عربية مسلمة ملتزمة برز من أبنائها الشاعر الإسلامي بديع المعلم صاحب ديوان في ظلال الوحي، وقد كتب الشيخ حكمت المعلم مقدمة له تمتاز بالعاطفة الفياضة اتجاه الشاعر واتجاه موضوع الديوان الديني وأغلبه في المديح النبوي.

مولده، ونشأته:

ولد الشيخ الداعية محمد حكمت المعلم في مدينة ادلب عام 1922م..ونشأ في كنف أسرة مسلمة محافظة على تعاليم دينها وأحكام الشريعة الإسلامية، فكانت المحضن التربوي له ولإخوته.، وتربى، وعاش في كنف والده عبد القادر، الذي عمل قاضياً في المحافظة آنذاك في عام  1910م.

دراسته، ومراحل تعليمه:

درس الشيخ حكمت المعلم كعادة القدماء في الكتاب، فتلقى مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وحفظ القرآن في سن مبكرة من حياته.

ثم حصل على الشهادة الابتدائية في مدارس إدلب.

وبعدها توجه للدراسة الشرعية، ونهل العلوم الإسلامية والعربية في الكلية الشرعية (الثانوية الشرعية في حلب)، والتي ما تزال تعرف بالخسروية التي بناها الوالي العثماني خسرو باشا قريباً من قلعة حلب العتيدة العامرة.

وكان معه في الدراسة الشيخ العالم القارئ المجاهد طاهر خير الله ...وكان الأستاذ الأديب الداعية أحمد قطيع بعده بسنتين، فحصل على الشهادة العامة والثانوية الشرعية في الخسروية عام 1950م، وكان من زملائه الأستاذ أحمد قطيع - رحمه الله - والذي كان صديقاً ملازماً وحميماً له، ووصفه بالعالم العامل عندما ألقى كلمة العزاء حين وفاته.

وبعد حصوله على شهادة الثانوية الشرعية توجه لإكمال تحصيله العلمي في كلية الحقوق في الجامعة السورية في دمشق، فحصل على إجازة في الحقوق في عام 1954م.

الوظائف، والأعمال:

عمل الشيخ الداعية خطيباً في الجامع العمري الكبير في إدلب، ثم انتقل ليخطب في جامع الروضة لفترة طويلة من الزمان، وبقي يخطب فيه حتى وفاته.. ، وهو كاتب ناجح وخطيب مفوه .. هادئ في طبعه ومحاضر جيد،  ولغة الخطابة تحتاج إلى البلاغة والفصاحة فضلاً عن الحماسة والعاطفة الجياشة..، وقد حاز قصب السبق فيها ...

وصار رئيساً لمركز جمعية الإخوان المسلمين في إدلب خلفاً للشيخ نافع الشامي.. الذي ترك العمل الحركي بعد الوحدة مع مصر عام 1958م .. وبعد أن تأثر الشيخ نافع -رحمه الله- بفكر الشيخ السلفي ناصر الدين الألباني ...فأخذ الراية الشيخ حكمت المعلم، وقاد الجماعة بحكمة وروية ...وكان إدارياً ناجحاً.

وفضيلة الشيخ حكمت -رحمه الله- على جانب كبير من الأخلاق الإسلامية الفاضلة، وكان كريماً مضيافاً لا يخلو بيته من الضيوف.. كما كان شجاعاً يقول الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم..

وهو متزوج وعنده أولاد كرام .. وأسرة مباركة ..ما تزال تعطي، وتخدم دينها ودعوتها....

درس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية في بعض الثانويات.

في الستينات قام بتأسيس الثانوية الأهلية، والتي درس فيها كثير من شباب محافظة إدلب، وكان يقوم بإعفاء الكثير من الطلاب من الرسوم بسبب عدم قدرتهم على الدفع.

في عام 1960 قام بتأسيس جمعية النهضة الإسلامية، والتي كانت ترعى الأيتام والفقراء والعجزة وعين رئيساً للجمعية آنذاك.

كلف خطيباً لجامع العمري، وكان خطيباً فيه لمدة ثلاثين سنة، وكان يلقي دروسه الدينية كل ثلاثاء بعد صلاة المغرب.

كلف خطيباً لجامع الروضة لمدة خمس أعوام حتى عام 1980 حيث أعفي منها آنذاك.

نقل إلى مديرية التربية في عام 1980ليبقى فيها حتى تقاعده في عام 1982.

في عام 1982م دعي للمملكة العربية السعودية لا برام عقد عمل، فلم يقبل بل فضل خدمة بلده وأهلها في أمور الإصلاح والفتوى، فكان يستقبلهم في بيته بكل صدر رحب ويقوم بحل مشاكلهم دون كلل أو ملل لا يبتغي فيها سوى الأجر من الله تعالى.

كلف حكَم شرعي في المحكمة الشرعية في القصر العدلي في مدينة إدلب خلال الفترة 1980- 2002، وكان بعض المحامون يتمازحون معه، فيقولون له ( عم تعطل علينا منا نسترزق)، حيث كان يقوم بحل مشاكل الناس دون اللجوء للمحاكم وخصوصاً المشاكل الزوجية.

وبقي في خدمة فتاوى الأهالي حتى الرمق الأخير، ففي اليوم الذي كنا نحضره للذهاب للمشفى لإجراء عملية الغسيل دق جرس الهاتف، والذي كان لا يهدأ أبداً، وكنا على وشك النزول، ونحن نحمله على كرسيه طلب منا أن نتريث حتى يرد على الهاتف ورد على شخص يستفتيه، وكانت آخر مكالمة.

وتميز الشيخ حكمت بإعطاء الفتوى على المذاهب الأربعة.

بدأ – رحمه الله - في تفسير القرآن الكريم في بداية عام  1990م، ولكنه للأسف لم يتمكن من إتمامه حيث قام بتفسير الأجزاء الأولى نظراً لانشغاله بمشاكل أهل بلدته.

وفاته:

وفي شهر آذار من عام 2002م أصيب الشيخ محمد حكمت معلم بمرض الفشل الكلوي، فانتقل إلى - رحمة الله- في 10/6/2002م..

رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

مصادر الترجمة:

1-رسالة من ولده الأخ الفاضل عصمت معلم بتاريخ 3 / 5 / 2020م.

2-رسالة من الشيخ سامي قطيع حفظه الله.