المفكر الجزائري مالك بن نبي
(1323 - 1393ه / 1905 - 1973م)
معرفتي به
تربطني بالمفكر الجزائري الأستاذ الكبير مالك بن نبي روابط فكرية، فقد سعدتُ بقراءة أول كتاب له بالعربية وهو (الظاهرة القرآنية) وشدّتني لقراءته والتمعّن فيه المقدمة التي دبّجتها يراعة الأديب اللغوي الكبير الأستاذ محمود محمد شاكر، فضلاً عن أن مترجم الكتاب الدكتور عبد الصبور شاهين من الزملاء الأعزاء الذين جمعتني وإياهم روابط العقيدة والعمل المشترك في ميدان الدعوة إلى الله فكان اضطلاعه بالترجمة حافزًا لي لقراءة كتاب عن مؤلف لا أعرفه من قبل، ثم تتابعت قراءاتي لما صدر بعد ذلك من كتبه المترجمة إلى العربية والتي وجدتُ فيها نظرة تستوعب مشكلات الحضارة وحل معضلات العصر وبناء شخصية المسلم المعاصر؛ البناء العقدي الإيجابي المبني على النظر والتدبر في حقائق الكون والحياة والنفس الإنسانية ومساربها ومحاربة التخلف الفكري والحضاري لمواجهة ضرورات العصر ومنطلقاته.
ثم شاء الله أن ألتقي المفكر الجزائري أول مرة في الكويت حين دعوناه للموسم الثقافي هناك أواخر الستينيات، وكان لنا معه حوارات وندوات وأحاديث ومناظرات، خرجتُ منها بأن الأستاذ مالك بن نبي طراز فريد من المفكرين الذين يستخدمون العقل في تعضيد ما ورد بالنص ويؤثرون التحليل للمشكلات ودراستها دراسة استيعاب ويطرحون الحلول لمعضلاتها على ضوء التصور الإسلامي وفي ظل القرآن وهدي السُّنَّة.
من تلامذته
ولقد تأثر به قطاع عريض من الشباب في المغرب والمشرق على حد سواء، فكان منهم: الأستاذ رشيد بن عيسى من الجزائر، والأستاذ عمر مسقاوي من لبنان والأستاذ جودت سعيد من سوريا، ود. عبد الصبور شاهين من مصر وغيرهم من الذين حملوا الفكر الإسلامي المعاصر، فلقد كانت المدارس الفكرية للبنا والمودودي وسيّد قطب ومالك بن نبي، ينتظم في عدادها الألوف من شباب العالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص.
مؤلفاته وآثاره
لقد أسهم الأستاذ مالك بن نبي بالعديد من المؤلفات التي ترجم بعضها إلى اللغة العربية كلها تدور حول مشكلات الحضارة وفي مقدمة هذه الكتب:
- كتاب (الظاهرة القرآنية)
- وكتاب (وجهة العالم الإسلامي)
- وكتاب (الفكرة الإفريقية الآسيوية)
- وكتاب (شروط النهضة)
- وكتاب (يوميات شاهد للقرن)
- وكتاب (مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي)
- وكتاب (آفاق جزائرية)
- وكتاب (المسلم في عالم الاقتصاد)
- وكتاب (لبيك)
- وكتاب (بين الرشاد والتيه)
- وكتاب (إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث)
- وكتاب (تأملات)
- وكتاب (في مهب المعركة)
- وكتاب (فكرة كومنولث إسلامي)
- وكتاب (القضايا الكبرى)
- وكتاب (مشكلة الثقافة)
- وكتاب (ميلاد مجتمع)
- وكتاب (من أجل التغيير)
- وكتاب (الصراع الفكري في البلاد المستعمرة)
- وكتاب (دور المسلم ورسالته في القرن العشرين)
وغيرها كثير بالعربية والفرنسية.
ولقد أحدثت موضوعات هذه الكتب أثرها في توعية الشباب عن الاستعمار الغربي الذي يجثم على صدور الشعوب الإسلامية، وأساليبه في إذلال هذه الشعوب، كما تكلم مالك بن نبي عن النهضة وشرائطها والحضارة الغربية وطرق مواجهتها والشخصية المسلمة ومواصفاتها، ولقد لفت الأستاذ مالك بن نبي نظر الأمة الإسلامية إلى أن الأخطر من الاستعمار هو القابلية للاستعمار، لأن النفوس إذا ضعفت وانهزمت من داخلها، تكون خير وعاء لاستقبال الاستعمار والرضا به والسير وراء حضارة الغالب والتخلي عن أمجاد الماضي وأصالته، والالتصاق بكل ما يرد من المستعمر من خير وشر وحلو ومر وصواب وخطأ، دون تمييز أو انتقاء بل بتقليد المغلوب للغالب والعبد للسيد، وأوضح لها بأن القوي الغالب هو الله، فلا غالب إلا الله، وأن المسلم الحق هو الأعلى وأن الإسلام هو الدين الحق وأن المستقبل للإسلام.
ومن هذه النظرة المعتزة بدينها والمستعلية بإيمانها الآخذة بخير ما في الحضارات، المعرضة عن سوءاتها، أهابت مؤلفات مالك بن نبي بأمة الإسلام أن لا تكون من عبيد الاستعمار وأن لا تكون مسخرة لأعماله ولا سوقًا لمنتجاته وأن لا تفقد أصالتها بتقليده في كل شيء حتى الأفكار كما يفعل المستغربون والمخدوعون بحضارة المستعمر من العلمانيين والحداثيين والإمعات الراكضين وراء كل ناعق.
مولده ونشأته
وُلِدَ الأستاذ مالك بن نبي سنة 1905م بمدينة قسنطينة بالجزائر، وهو ابن الحاج عمر بن الخضر بن مصطفى بن نبي، ثم انتقلت أسرته وهو طفل إلى بلدة (تبسة) وهناك بدأ يتردد على الكتَّاب لتعلم القرآن الكريم وفي الوقت نفسه، كان يدرس بالمدرسة الابتدائية، وكان فيها متفوقًا وبعدها انتقل إلى التعليم الثانوي بمدينة (قسنطينة) وكان وقتها يحضر دروس الشيخ ابن العابد في الجامع الكبير والشيخ مولود بن مهنا. وكان يميل إلى القراءة منذ صغره فقرأ في الشعر الجاهلي والأموي والعباسي، وتأثر بشعر امرئ القيس والشنفرى وعنترة والفرزدق والأخطل وأبي نواس وحتى أصحاب المدرسة الحديثة كحافظ إبراهيم ومعروف الرصافي وشعراء المهجر كجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وكان بقرب بيته مقهى وبالقرب منها مكتب الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، يلتقي فيه التيار الناشئ من المدرسين وأتباع ابن باديس وقد تأثر بهما كمدرستين إحداهما سياسية والأخرى إصلاحية. وبعد التخرج في الثانوية مارس أعمالاً عدة ثم سافر إلى فرنسا سنة 1930م لغرض الدراسة في معهد الدراسات الشرقية، فلم يتيسر له ذلك فسجل نفسه في (معهد اللاسلكي) ثم التحق بمدرسة الكهرباء. وتخرج من باريس مهندسًا سنة 1935م، وكانت دراساته تنصب في معرفة أمراض العالم عمومًا والجزائر خصوصًا وتشخيص علاجها واقتراح الحلول لها. ويعتبر أن الدين أصل الحضارات، لأن الحضارة لا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة وحي من السماء يكون للناس شرعة ومنهاجًا.
وإن الدين إذا ضعف في نفوس أصحابه، فقد الإنسان جانبه الروحي والتصق بالأرض وما عليها التصاقًا يعطل ملكات عقله ويطلق غرائزه الدنيوية من عقالها لتعيده إلى مستوى الحياة البدائية. ثم رحل إلى مصر سنة 1956م ثم عاد إلى الجزائر سنة 1973م حيث توفي في شهر أكتوبر من العام نفسه.
أفكاره ومدرسته
وقد أعطى الفكر الإسلامي عصارة أفكاره وخلاصة تجاربه واستقطب العديد من شباب المشرق والمغرب الذين اتخذوا من أفكاره مناهج للتعامل مع الحضارة المعاصرة بأخذ الصالح منها واطراح الطالح وتسخير العقل لإعمال النظر في التراث الإنساني وإخضاعه للمقاييس والمعايير الإسلامية التي تريد للإنسان أن يعيش عزيزًا مكرمًا في هذه الدنيا التي استخلفه الله فيها ليعمرها بعمل الخير وفعل المعروف وإحسان العبادة لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
إن الأستاذ مالك بن نبي (رحمه الله) كان شعلة نشاط وكان منظّرًا فكريًا ودارسًا متعمقًا، قدم الفكر الإسلامي الأصيل الذي أعاد لشباب الأمة ثقته في دينه والتزامه بمفاهيمه وتطبيقه لأحكامه، فالتقى تلامذته وحملة أفكاره بتلامذة المودودي وتلامذة سيّد قطب، فكان هؤلاء ومن قبلهم تلامذة حسن البنا هم ركائز الصحوة الإسلامية الراشدة في العالم الإسلامي كله وتيارها الديني الذي سيجرف بإذن الله كل المفاهيم والأفكار العلمانية التي نشرها الاستعمار وروج لها الغرب في ديار المسلمين.
وسيطرح الحل الإسلامي بديلاً عن الحلول المستوردة التي جنت على أمتنا وفرَّقتها شيعًا وأحزابًا وطوائف وقوميات، فالحل الإسلامي هو فريضة وضرورة وهو العلاج لكل المشكلات والمجيب عن كل التساؤلات والمداوي لكل الجراحات.
من هذا المنطلق كانت كتابات هؤلاء العمالقة من المفكرين الإسلاميين، تشد الشباب لتبوُّؤ مكان الصدارة والسير قدمًا إلى الأمام في ركب الحضارة المعاصرة، والتي تستلهم ماضي الأمة وأمجادها في شق طريقها نحو الحياة الحرة الكريمة في ظل الإيمان.
وإذا كان مالك بن نبي قد امتلك زمام التعريف الحضاري بمعظم جوانب العطاء الإسلامي للحضارة البشرية، فإنني أرى أن الآثار التي خلفها لنا هذا المفكر الإسلامي هي بعض الزاد الحضاري الإسلامي الذي يمكن للمسلمين اليوم أن يطرحوه أمام العالم، فالأفكار التي طرحها مالك بن نبي أفكار ناضجة في ميادين العلاقات الدولية والنظم السياسية والفكرية والثقافية والتربوية والتنموية مما تحتاجه المجتمعات البشرية الحديثة.
ولقد قدّم الأستاذ مالك بن نبي الأنظمة الإسلامية في قالب حضاري وأسلوب معاصر، كما تمكن من تجزئة الاحتياجات الحضارية للمجتمعات البشرية حيث فصلها وطرح البديل الإسلامي مقارنًا مع النظم الإنسانية الوضعية، فكان بهذا الأسلوب صاحب مدرسة نقلت إلى العالم جوهر الإسلام وبدائله التي تتقزم أمامها كل النظريات البشرية الوضعية، الأمر الذي رسخ الاعتزاز بالإسلام وحلوله في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وحصّن أفكارهم التي كانت في مطلع هذا القرن تستسهل قبول الفكر التغريبي المادي الذي سيطر فترة من الزمن على بعض العقول.
شهادة بحقه
يقول الأستاذ الكبير أنور الجندي:
«فقد العالم الإسلامي واحدًا من أعلام الفكر الإسلامي الحديث هو الأستاذ مالك بن نبي المفكر الجزائري الذي قدّم في السنوات الأخيرة عددًا من المؤلفات البارعة حول موضوع «الإسلام ومواجهة الحضارة» فهو موضوعه الأول وقضيته الكبرى التي حاول منذ أكثر من عشرين عامًا أن يقدّم فيها وجهة نظر جديدة نابعة من مفهوم الإسلام نفسه ومرتبطة بالعصر في محاولة لإخراج المسلمين والفكر الإسلامي من احتواء الفكر الغربي وسيطرته وكسر هذا القيد الضاغط الذي يجعل الفكر الإسلامي يدور في الدائرة المغلقة التي نقله إليها اجتياح التغريب والغزو الثقافي لقيمه عن طريق المدرسة والثقافة والصحافة وفي محاولة لدفع المسلمين إلى التماس مفهومهم الأصيل والتحرك من خلال دائرتهم المرنة الجامعة القائمة على التكامل والوسطية والمستمدة لقيمها الأساسية من القرآن.
والجديد في دراسات مالك بن نبي ورسالته بالنسبة لمدرسة اليقظة الإسلامية المتصلة العُرَى منذ نادى الإمام محمد بن عبد الوهاب بأول صوت عال كريم في سبيل إيقاظ المسلمين على كلمة التوحيد في العصر الحديث ثم تتابعت الحلقات في دعوات متعددة قام بها الإمام محمد بن علي السنوسي ومحمد بن أحمد المهدي وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا وحسن البنا وغيرهم.
هذا والجديد أن حامل لواء هذه الفكرة رجل ولد في أول هذا القرن في الجزائر المحتلة بالاستعمار الفرنسي، وقد وُلد في قسنطينة التي خرجت الإمام عبد الحميد ابن باديس، وشهد في مطالع حياته ذلك الجو القاتم المظلم الذي حاول الاستعمار فيه أن يخرج الجزائر من الإسلام ومن اللغة العربية جميعًا.
وقد كانت له جذوره التي استمدها من بيئة مسلمة أصيلة حافظت على تراثها واستطاعت أن تعتصم بالقرآن، فلما أتيح له أن يتم تعليمه أوفد إلى باريس ليدرس الهندسة في جامعتها، فلم يصرفه ذلك عن معتقده وإيمانه فكان مثلاً للصمود في وجه اجتياح التغريب ومحاولة الاحتواء التي سيطرت على الكثيرين من أبناء المسلمين الذين أتيحت لهم الدراسة في الغرب، فلما أتم دراسته وأحرز شهادته وجد الأبواب كلها قد أغلقت أمامه، وأحس أن تصميمه على تمسكه بمعتقده سيحول بينه وبين الوصول إلى مكانته كمهندس وعالم، فلم يثنه ذلك شيئًا وواجه الموقف في إيمان ورضا بكل شيء في سبيل أن لا تجتاحه الأهواء المضلة.
ولقد حاول الاستعمار معه كل محاولة من إغراء وتهديد حتى عزل والده في الجزائر عن عمله واضطر مالك بن نبي أن يترك بيئته كلها وقد استفاضت بدعوة ابن باديس ولجأ إلى مكة المكرمة فأقام بها ثم قدم القاهرة فأخرج فيها موسوعة عن الحضارة في أكثر من سبعة عشر كتابًا كان يكتبها بالفرنسية ويترجمها الدكتور عبد الصبور شاهين إلى العربية ثم لم يلبث بعد أن توسعت اجتماعاته بالمسلمين في مكة والقاهرة أن حذق العربية وبدأ يكتب بها رأسًا، وكشف عن تلك الأزمة العاصفة التي تواجه المؤمنين الثابتين على عقائدهم في وجه الإغراء.
وقد قامت نظرية مالك بن نبي على مفهوم أسماه «القابلية للاستعمار» وقد دعا المسلمين إلى التحرر من هذا الخطر وذلك بالعودة إلى الاستمداد من مفهوم الإسلام الأصيل المحرر بالتوحيد عن وثنية العصر وماديته». انتهى.
ندوة عن أفكاره
وقد أقيمت ندوة دولية في ماليزيا سنة 1991م عن فكر مالك بن نبي وأطروحاته تحدث فيها كل من: أنور إبراهيم - وزير المالية الماليزي - والدكتور عبد الله عمر نصيف - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي - ونوقشت فيها أوراق عمل لكلّ من: أسماء رشيد من باكستان عن مقارنة الفكر الاقتصادي لدى كل من العلاّمة محمد إقبال - خاصة كتابه (علم الاقتصاد) - ومالك بن نبي - - خاصة كتابه (المسلم في عالم الاقتصاد)، والورقة الثانية للدكتور عمار الطالبي من الجزائر، وموضوعها (فكر مالك بن نبي وعلاقته بالمجتمع الإسلامي المعاصر)، والورقة الثالثة للدكتور ظفر إسحاق الأنصاري من باكستان وموضوعها (رؤية مالك بن نبي وتقويمه للتيارات الفكرية والسياسية المختلفة التي تكمن وراء الأوضاع الراهنة في العالم الإسلامي). أما الورقة الرابعة، فكانت - للبروفيسور محمد كمال حسن من ماليزيا وموضوعها (تأملات حول بعض أفكار وأطروحات مالك بن نبي).
أما الدكتور عبد الصبور شاهين أبرز من ترجموا مؤلفات مالك بن نبي من الفرنسية إلى العربية فقد قال: إن حياة مالك بن نبي ككاتب ومفكر عرفت طورين رئيسين: طور ما قبل مصر، حيث كان يعيش ما بين بلاده الجزائر، وفرنسا التي تعلم فيها. والطور الثاني يبتدئ بقدومه إلى القاهرة سنة 1956م، حيث ابتدأت رحلته كمفكر إسلامي نتيجة احتكاكه برجال العلم والفكر الإسلامي، وبدأ يتعرف على مصادر الثقافة الإسلامية الأصيلة.
كما كانت صلته الطيبة برجال الحكم بمصر آنذاك مجالاً متنفسًا للكتاب الإسلامي في ذلك الوقت حيث إن السلطات الثورية، كانت قد ضربت حصارًا على الكتاب الإسلامي إبّان حملتها الشرسة على الحركة الإسلامية.
في هذا الإطار كان يسرّب كل ما يترجمه لمالك بن نبي إلى الشهيد سيّد قطب داخل السجن.
إن مالك بن نبي (رحمه الله) كان أحد عمالقة الفكر الإسلامي في هذا العصر، وقد قدّم الفكرة الإسلامية وأحسن عرضها على جماهير الأمة الإسلامية خاصة شبابها الذين ترك فيهم الآثار الطيبة.
ومهما كان في هذه الأفكار من ملاحظات فهي بمجموعها تشكّل رافدًا من روافد الفكر الإسلامي المعاصر يمد الشباب بالزاد الفكري الذي يقف في وجه الأفكار المستوردة من الشرق والغرب على حد سواء.
رحم الله الأستاذ مالك بن نبي وجزاه الله عما قدم خير الجزاء.
وسوم: العدد 892