الشيخ حامد عسكر الصالح رحمه الله في سطور
عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا))؛ متفق عليه.
ولد الشيخ رحمه الله في مدينة حمص بستينيات القرن الماضي
من أسرة من قبيلة الفواعرة
ببداية شبابه كان شابا عاديا
بعدها التزم في دروس الشيخ العلامة محمود جنيد رحمه الله
وأصبح من تلامذة الشيخ المميزين بالاتقان والعلم الشرعي
ومن الشيخ محمود نهل علمه وفقهه فكان خير خلف لخير سلف
فكان الشيخ حامد من ثمار العلامة الشيخ محمود جنيد
حتى أنه سما ابنه الكبير على اسم الشيخ
وابنته الكبرى على اسم زوجة الشيخ
لشدة حبه وتعلقه به
حياته العلمية والفقهية
كانت له دروس فقهية في جامع التقوى بحي الخالدية
ويجلس في غرفة الإفتاء في الجامع النوري الكبير
حاولت اجهزة الامن بذلك الوقت منعه من الجلوس بغرفة الإفتاء بحجة أنه لا يملك شهادة أكاديمية
ففتح الشيخ بجانب المسجد مكتبة سماها الانصار يجلس فيها ويفتي للناس
وكان يعتبر مرجعية لكل طلاب العلم في حمص
عبادته وتواضعه
كتب محبه وتلميذه ياسر ابو ضياء
عليه سمت أهل العلم، وهيبة الدين، ولا يخرج عن عرف أهل العلم، وتظهر السنة في قوله وفعله ولبسه وجميع حاله، ويحرص على دعوة الناس وهدايتهم إلى ربهم، فهذا هدفه الذي يسعى إلى تحقيقه، ومن ثم يصبر على أذى الخلق، ولا يثنيه ما يجد من أذية عن تبليغ شرع الله، ويصبر الناس، ويفتح لهم باب الفأل ولا يقنطهم،
رحمك الله تعالى فضيلة الشيخ حامد الصالح
انتهى كلامه
كان الشيخ يصوم يوما ويفطر يوما وهو على ذلك الأمر من بداية شبابة اي من حوالي ثلاثين سنة
يحج كل عام
ويعتمر مرتين واحدة منها في العشر الأواخر من رمضان
وكان يعتكف بالمسجد الحرام كل عام
ولا يتقاضى اية أجر مادي من الحج والعمرة
دائم الذكر وقليل الكلام
صاحب همة عالية وقوية
يكره التصوير والتصدر بالمجالس
ولباسه متواضع جدا
في أخر عمرة للشيخ كنت معه في مكة
وكان رمضان ودخلنا مكة في الظهيرة
كنا اربعة وقد انهكنا التعب صيام وعمرة ظهرا وقادمين من سفر
والله ان الشيخ كان اكبرنا سنا(وقدرا ) لكنه كان بكامل نشاطه بيننا نحن الشباب
حتى ان احد الاخوة افطر من شدة التعب والحر
كان الشيخ مواظبا على صلاة الجماعة ولا يحب السهر
حياته الاجتماعية
كان الشيخ رحمه الله محبوب من كل الناس على مختلف توجهاتهم والكل يأتي إليه ويسأله
من طلاب علم وتجار
وكان الشيخ وصفي المسدي بالتحديد يحب الشيخ حبا كثيرا
و يعتبر من المقربين له بحمص
وكان الشيخ اشد الناس بعدا عن التصوير والاجتماعات العامة ولا يملك أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي
وحب الظهور
الشيخ حامد بالثورة
بأول الثورة أتى الشيخ للعمرة وكان باستطاعته البقاء وعرض عليه ذلك ورفض
رجع إلى حمص وبقي فيها وكان يعتبر مرجعية لكل الفصائل والهيئات
كان اخوه ابو علي عسكر رحمه الله من أشجع وأقوى قادات حمص والكل يشهد بذلك
حوصرت حمص وانتقل على الوعر وتعرض لأكثر من عملية اغتيال والحمد لله ان الله نجاه منها وكان رئيس الهيئة الشرعية بحمص
واستشهد ولده يحيى على خط الجبهة بالوعر
ثم بعد ذلك هجر الناس للشمال هاجر معهم
ورفض الخروج من سوريا وكان ذلك ميسر له
وكان يعرض عليه ذلك كثيرا ولكنه يرفض
من المواقف التي اذكرها للشيخ وهي كثيرة
منها أنه كان قبل الثورة لا يحب الدخول لجامع(المسمى زورا وبهتانا جامع الرئيس حافظ الأسد ) بحي الوعر
بسبب اسمه
فكان الشيخ لا يحب ولا يداهن هذا النظام المجرم من قبل الثورة
بعام ٢٠٠٧ تقريبا زار وفد كوري نصراني مدينة حمص وزار الكنائس فيها ووزع المناشير وأقام الحفلات وجمع الشباب بحجة ذلك
اذكر وقتها انا الشيخ انزعج وتأثر كثيرا من أعمالهم
كان لا يغضب الا لله
ولا يغضب لنفسه
وهناك مواقف كثيرة لايسعني ذكرها
تعرض للتخوين من ناس كنا نحسبهم من الصالحين
لكنه كان يقول غدا نلقاهم عند اعدل الحاكمين
ومع هذا الكلام الذي ذكرته لا نقول إن الشيخ لا يخطئ
فكلنا نخطئ ونصيب
اخر حياته
قدم الشيخ السنة الماضية لحج ١٤٤٠ بعد انقطاع دام عشر سنوات بسبب الثورة
وكأنها حجة الوداع للشيخ فقد كان متعلقا بمكة والمدينة
وبعدها بفترة كانت تأتيه حالات رجفان و تعب شديد
كانت اخرها منذ أسبوع بغيبوبة توفي بسببها
وكان رحمه الله لا يشكو من اية أمراض
اللهم اجعلها في سبيلك
اللهم اجرنا بمصيبتنا واخلفنا خيرا منها ولا حول ولا قوة الا بالله
هذا ما ذكرته عن شيخنا بعد انقطاع عنه لأكثر من عشر سنوات
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا شيخنا لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي الله ورسوله
اكتب هذه الكلمات من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
محب الشيخ وتلميذه محمد مدور
وسوم: العدد 899