محمد مزالي رئيس الوزراء التونسي الأسبق

ولد السياسي التونسي محمد مزالي في مدينة المنستير يوم الأربعاء 23 كانون الأول عام 1925م، وبها زاول تعلمه الابتدائي ثم انتقل إلى تونس العاصمة حيث تلقى تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية، إلى أن حاز على الباكالوريا وتوجه بعد ذلك إلى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي وقد تخصص في دراسة الفلسفة بباريس.

عاد في بداية الخمسينات إلى تونس ليدرّس بالمدرسة الصادقية. وفي سنة 1955م أصدر مجلة (الفكر) التي استمرت إلى سنة 1986م. وقد شاركه فيها البشير بن سلامة. ودافع فيها عن بعض المبادئ المتعلقة بالأصالة والتعريب. كما أن مجلة الفكر كانت مفتوحة أمام باحثين وأدباء من مختلف التيارات الفكرية والإيديولوجية. وقد استطاع أن يكسب ثقة الأدباء الذين انتخبوه رئيسا لاتحاد الكتاب التونسيين عند إنشائه.

التحق محمد مزالي منذ بداية الاستقلال بهياكل الدولة الوطنية، وقد ألحق بديوان وزير المعارف الأمين الشابي، وفي سنة 1959م سمي مديراً عاماً لإدارة الشباب والرياضة، وفي سنة 1964م عين مديراً لمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية وفي عهده تم بعث التلفزة التونسية.

ثم شغل بداية من سنة 1968م عدة مناصب وزارية أولاها وزارة الدفاع (1968-1969م) ثم الشباب والرياضة (1969-1970م) فالتربية القومية لثلاث مرات متوالية بين 1970 و1980م تخللتها وزارة الصحة العمومية بين 1973 و1976م. وفي سنة 1980م تولى الوزارة الأولى خلفا للهادي نويرة. واستمر في منصبه إلى أن تم عزله من قبل بورقيبة في تموز عام 1986م وحوكم بتهم تتعلق بالفساد وسوء الإدارة، تهم قال عنها أنها ملفقة. استطاع الفرار إلى الجزائر قبل صدور الحكم. عاد إلى تونس سنة 2002م بعد إلغاء الأحكام ضده.

إضافة لتوليه وزارة الشباب والرياضة ترأس مزالي اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية بين عامي 1962 و1986م والجامعة التونسية لكرة القدم بين عامي 1962 و1963م كما شغل بين عامي 1976 و1980م منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية التي تمتع بعضويتها مدى الحياة.

تزوج محمد مزالي من فتحية مزالي بنت المختار، وأنجب منها ستة أبناء. وقد تولت رئاسة الاتحاد القومي النسائي التونسي، ووزارة العائلة والنهوض بالمرأة في عهد توليه الوزارة الأولى (1983-1986م). توفي محمد مزالي بأحد مستشفيات باريس يوم 23 حزيران عام 2010م، ودفن يوم 25 من نفس الشهر بمدينة المنستير.