الشاعر الداعية غازي الجمل
(1950- 2010م)
شاعر إسلامي معاصر.
هاجر والده بعد نكبة 1948م من قرية جمزو قضاء اللد إلى مخيم بلاطة في نابلس ثم انتقل سنة 1950م إلى مدينة غزة حيث عمل مديراً لمدرستها الثانوية وكان والده رحمه الله من قدامى المثقفين في فلسطين وكان أديباً وشاعراً وخطيباً، وكان يكتب المسرحيات ويتقن تمثيلها وإخراجها حيث قام بكتابة مسرحية موقعة اليرموك وشارك في تمثيلها وإخراجها في مدينة القدس قبل عام 1948م كما كتب تمثيلة نضال الجزائر وتمثيلية نضال فلسطين .
مولده ونشأته:
وفي نفس السنة التي انتقل بها والده إلى مدينة غزة وهي سنة 1950م ولد غازي الجمل هناك .
ولما كان لغازي من العمر ثلاث سنوات خرج بمفرده من المنزل وتاه عن البيت فالتقطه أحد العرب ( الحناجرة ) ومكث فترة من الزمن عنده وكان يصحبه مع أولاده لكروم البطيخ، ويعود في المساء إلى أن وجده والده، ونشأ صداقة حميمة بينه وبين الأعرابي وبقي يتردد على بيت الأعرابي الذي يدعى أبو غانم كولد من أولاده .
وفي سنة 1954م انتقل والده إلى الأردن حيث عمل مدرساً ثم مديراً في مدارس الشونة والسلط والزرقاء.
دراسته ومراحل تعليمه:
التحق الشيخ غازي الجمل في المدرسة في الزرقاء، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة الزرقاء الثانوية عام 1967م، ثم ذهب إلى يوغسلافيا، ودرس الهندسة الميكانيكية، وحاز على دبلوم في الهندسة الميكانيكية من يوغسلافيا عام 1977م، ثم حصل على ماجستير في الهندسة الميكانيكية في جامعة اليرموك عام 1986م.
الأعمال والوظائف:
عمل مهندساً في مؤسسة المواصلات السلكية واللاسلكية سنة 1989م ثم سافر إلى نيويورك في أمريكا وهناك عمل في التجارة مدة خمس سنوات، ثم عاد إلى أرض الوطن ليتابع العمل في سلك التجارة .
ورغم تخصصه العلمي إلا أنه أحب الأدب فكتب البحث والمقالة وأجاد الشعر، وهو يرى أن الشعر الملتزم جزء من رسالة الإسلام.
كان له أذن شاعرية تهتز للشعر وتطرب له وبخاصة شعر الحماسة وأحب الإلقاء الذي تعلمه من والده رحمه الله .
بدأ محاولاته الشعرية وهو طالب في المرحلة الإعدادية، وساعده على ذلك ثقة أساتذة اللغة به حيث كانوا يسندون له دور القراءة في حصة المطالعة، ويقولون هذا الطالب هو الطالب الوحيد الذي يجيد فن القراءة في الصف.
وكان الطلاب يسمونه الشاعر لما يرون من بدايات قصائده المتواضعة.
إنتاجه الشعري:
له ديوان مطبوع بعنوان ( دمع اليراع)، وديوانان مجهزان للطباعة وهما :
ديوان نفح الطيب ، وديوان قناديل العرش.
وكان عضواً في الهيئات والمجامع التالية:
مساعد رئيس جمعية الكتاب الإسلامي.
عضو الهيئة الإدارية لرابطة الأدب الإسلامي.
عضو جمعية المركز الإسلامي في الزرقاء.
مساعد رئيس جمعية جمزو الخيرية .
عضو جمعية التربية الإسلامية .
عضو في نقابة المهندسين الأردنيين.
عضو رابطة العشابين الأردنيين.
أعماله الأدبية
بدأ غازي الجمل محاولاته الشعرية وهو طالب في المرحلة الإعدادية. أما دواوينه الشعرية فهي:
“دمع اليراع”
“نفح الطّيب”
“قناديل العرش”
“قف شامخاً”
“هندسة الكلمات”
وفاته:
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ الشاعر غازي الجمل سنة 2010م ، وصلي عليه في مسجد حسن البنا في مدينة الزرقاء حي رمزي بعد صلاة العصر.
شعر غازي الجمل : دراسة موضوعية وفنية:
قبلة العشاق:
ومن شعره نقرأ "قبلة العشاق" والتي يقول فيها:
دارت كؤوس الحب للعشاق فالقالب نار والعيون سواقي
كلٌ على ليلاه أضناه الهوى وأنا الهوى بمحمدٍ ترياقي
وحين نقرأ مقدمة القصيدة نعلم أن غزله وحبه وعشقه كان للمصفى وليس للغادة الحسناء ونتابع معه حيث يقول:
إن مر طيف محمد في خاطري هاجت بحار الحب في أعماقي
شوق إلى ذكر الحبيب يهزني فلتسقني من كأسه يا ساقِ
أنا لو بقيت الدهر ابكي احمداً ما جف زمزم دمعي الدفاقي
أنا في هواه متيمٌ متطرفٌ حد الهيام فما تطيق فراقي
ويقول في المديح النبوية:
لما عرفت حبيب رب المصطفى صارت صلاتي عدتي وبراقي
فالله صلى والملائكة اقتدت فاهتز كل الكون بالاشواقي
فالرمل بحرٌ والبحار بسيطةٌ والروض أقلام على أوراقي
والموج حبر والشواطئ صفحةٌ والغيث دمع والسحاب مآقـي
وحفيف أشجار الوجود نشيده تشدو مع الأطيار في الآفاق
والكون قلب بالمحبة نابض شوقاً لأحمد قبلة العشاق
بابن الذبيحين الذي ملأ الدنا بالذكر بالنور الكريم الباقي
نسبٌ أطل على الوجود مشرفاً من قمة الأنساب والأعراق
فهو يشيد بصفات الرسول ونسبه الشريف وأنه ابن الذبيحين ( إسماعيل وعبد الله) ويصور الكون وفرحته بقدوم النبي عليه الصلاة والسلام.
القرآن الكريم:
واحتل الحديث عن القرآن الكريم حيزاً مهماً دالاً على التأثير الديني لدى عدد كبير من الشعراء يقول غازي الجمل:
كتاب الله للأسرار كنز يفيض لآلئاً للباحثينا
تأمل في الكتاب وقف ملياً تجد عجبا يسر الناظرينا
وقفتُ أسرح النظرات فيه أحمل مقلتي نوراً مبينا
جواهر من لطيف اللفظ فيها مراد الله رب العالمينا
إذا ما صادفت قلباً تقياً أقامت في جوانبه اليقينا
سنحمل راية القرآن دوماً ونرفع تحت رايته الجبينا – دمع اليراع ، ط1، دار عمار ، عمان 1988م ، ص 85 .
الإسراء والمعراج:
يقول غازي الجمل متحدثاً عن الإسراء والمعراج:
رب السماء به أسرى فلا عجب وهل يقال لربي جئت بالعجب ؟
أسرى به الله ليلاً والدجى سببٌ في أن يبين جمال البدر كالذهب
أسرى به نحو أولى القبلتين لكي يُعلى مكانتها في المجد والحسب
المديح النبوي:
وقد تغنى الشعراء بصفاته عليه السلام، وأفرغوا في قوافيهم كل ما تجيش به نفوسهم من حب وإيمان، فأشادوا بخصاله الخلقية العظيمة، ومكانته الرفيعة في نفوسهم، وفي ذلك يقول الشاعر غازي الجمل:
قلبي تعلق بالحبيب محمدٍ فأنار من نور الحبيب جناني
ورأيت أفضل أسوة أهفو لها حتى ارتويت فأنعشت وجداني
شرف يتيه على الوجود بأسره إنا عشقنا دعوة الإيمان – ديوان دمع اليراع – ط1 ، ص 27 .
ويهيب الشاعر غازي الجمل بالمسلمين أن ينهضوا لنصرة المقدسات وتحريرها، فيقول:
يا مسلمون كفى نوماً كفى دعة مسرى نبيكم طالت مراثيه
أبناء صهيون قد خلو متاهتهم والمسلمون أضاعوا العمر في التيه
وفي قصيدة أخرى يقول:
أيترك المسجد الأقصى يئن أسى ما بين منتهك فيه ومستلب ؟
أيستبيح حماه مفسدٌ أشرٌ ويمعن العرب الأبطال في الهرب ؟
أيترك المسجد الأقصى تناوشه أيدي اليهود ولم تبرح ولم تغب ؟
الأم :
ومن شعره الاجتماعي قوله مخاطباً والدته:
أماه يا من أرضعتني الحب في عهد الطفولة
غذيتني بالحق بالصبر الجميل وبالرجولة
بينت أن الدين إصرارٌ على نيل الفضيلة
وطلبت مني أن أطيع الله متبعاً رسوله
في صبره في النائبات وبالجهاد وبالبطولة
وبأن أردد في حنايا الصبح أدعية جليلة
وطلبت مني أن أثور على الخنا وعلى الرذيلة – دمع اليراع : ص 28.
ولإدراك الشعراء لأهمية الدور الذي تقوم به المرأة، فقد حرصوا على أن تنشأ تنشئة دينية ملتزمة، فوقفوا بحزم ضد الاختلاط، والفساد الاجتماعي وعابوا على المرأة خروجها واختلاطها بالرجال، والابتذال في اللباس والزينة وغيرها، وعابوا على الآباء إرسال بناتهم للجامعات المختلطة يقول غازي الجمل:
يامن بعثت بها مكحلة يهتز منها الرأس والقدم
احفظ بناتك في مدارجها كي لا يفوح بعطرها الحرم
واحفظ بنيك من انحراف هوى تحفظ بذلك عرض أختهم
العلم إن ما زانه خلق أضحى عدواً قاتلاً لكم – مع اليراع.
الصديق :
ومن نماذج الشعر المتعلق بالصداقة والصديق والفراق نقرأ للشاعر غازي الجمل:
أفارق أخوتي أسفاً حزينا إلى وطني وقد غربت حينا
شباب مثل عمر الورد عاشوا حياة الطهر والخلق الرزينا
شباب يمموا شطر المعالي من القرآن قد صاغوا اللحونا – دمع اليراع: ص 96 .
ثم يتمنى أن يلتقي هؤلاء الشباب الذين كانوا مثالاً للعفة والطهر في بلاد الغربة حيث يقول:
عسى أن نلقى الأحبة ذات يوم على طهر الحديث محلقينا
عسى أن نلقى الأحبة ذات يوم على عرفات بين الزائرينا
عسى أن نلتقي جنداً بجيش لنرفع راية الإسلام دينا –
المناسبات الدينية ذات الصبغة التاريخية:
وتركز القصائد في هذه المناسبات على الطابع الديني للنبي صلى الله عليه وسلم مروراً بسيرته عليه الصلام ويعرض الشعراء بعد ذلك لحال الأمة المعاصرة وما آل إليه المسلمون من ضياع نتيجة ابتعادهم عن النهج النبوي وعدم تمثلهم للقدوة في شخصه صلى الله عليه وسلم :
ذكراك ياخير البرية شعلة من نورها كل القلوب توقّد
نور أطل على الوجود أضاءه ورأى سناه العالمين فزغردوا
لم لا ؟ وهذا اليوم يوم خالد إذ جاء فيه الهاشمي محمد – دمع اليراع: ص 77 .
ويتحدث الشاعر عن بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي عرف بها كالصدق والفصاحة وقوة البيان :
ياخير من هزّ المنابر صوته بفصاحة تبدى تعيد تؤكد
في قول صدق ياصدوق ولهجة قامت لها الدنيا ولما تقعدُ
أرخت له الفصحى عصي زمانها وبك المنابر كم تلذُّ وتسعد
ياسيد الثقلين يا خير الورى ياأيها البدر المنير المرشد – نفسه : ص 77 .
ويشير الشاعر إلى المكانة الدينية للنبي عليه السلام، ومعجزاته ودوره في بناء الأمة الديني والثقافي ويعرض الشاعر بعد ذلك إلى حال الأمة التي أضاعت نهج النبي فحل بها ما حلّ حتى أصبحت في حال لا تحسد عليه:
ياسيد الثقلين هاك بياننا أحوالنا صرنا بها لا نحسد
أعدى العدا في القدس يرفع راية والمسجد الأقصى يئن ويسهد
في كل يوم يستعد لغزونا إذ كل أنواع القذائف يحشد – المرجع السابق.
ويذكر الشاعر غازي الجمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إشارة إلى القدس التي فتحها الفاروق وكيف آل بها الحال إلى ما سارت به الآن:
أين البطولة والإقدام ياعمرُ إذ جئت تفتحها بالعز والغلبِ
بل أين حنظلة الإقدام يسمعها تبكي على أهلها والأهل في طربِ
- دمع اليراع : ص 21 .
ويقول غازي الجمل:
هذي الخمور الجاريات تسيلُ أنهر- دمع البراع : ص 75 .
وحق أنهر النصب، ولكنه سكنها للضرورة .
وقوله :
لهفي على بيت ألذّ جنى وأطهر
لهفي على لقياه محراباً ومنبر – دمع اليراع : ص 75 .
حيث سكّن أطهرا ومنبرا وحقهما النصب بدعوى الضرورة
أصداء الجهاد في شعره:
وقف الشاعر مع الجهاد في العراق ضد الاحتلال الأميركي، وأشاد بجهاد أهل الفلوجة، فقال:
قف شامخا مثل المآذن طولا ... وابعث رصاصك وابلا سجيلا..
مزق به زمر الطغاة أذقهم ... طعم المنون على يدي جبريلا ...
هاهم على باب الخليل تجمعوا ... فأحل جموع المجرمين فلولا ..
واحرق جثامين الطغاة ورجسها ... واسكب على أجسادهم بترولا ...
فليحرقوا كل النخيل بساحنا .. سنطل من فوق النخيل نخيلا ..
فليهدموا كل المآذن فوقنا ... نحن المآذن فاسمع التهليلا ..
نحن الذين اذا ولدنا بكرة .. كنا على ظهر الخيول اصيلا
(قف شامخاً):
قصيدة مهداة إلى أبطال العراق الأشاوس عامة، وإلى أبطال الفلوجة خاصة، نظمت بتاريخ 20/11/2004، بمناسبة الاعتداء الأمريكي الغاشم على مدينة الفلوجة الباسلة في العراق الأبيّ:
بالطائرات المرسلات عويلا ترمي بأطنان الردى تنكيلا
بالراجمات القاذفات قنابلا فوق الرؤوس تدفقاً موصولا
بقذائف (النابالم) تحرق أرضنا و تحيل أرض الرافدين طلولا
وبعد ما صور شراسة المعركة ضد أهل الفلوجة غمز من قناة العرب الذين شاركوا في العدوان على العراق ورمز إليهم بأبي رغال الذي وقف مع أبرهة الحبشي ضد أهله وإخوانه في مكة:
(بأبي رغال) اليعربي أمامهم -مستوجب اللعنات- سار دليلا
بالكاذبين المفترين بأنهم قد طبقوا (التوراة) و (الإنجيلا)
بالمجهزين على الجراح بخسة إذ يمعنون بشعبنا تقتيلا
بالمانعين من الإغاثة أهلها و دماؤهم تجري هناك سيولا
بالجاعلين من المساجد ويحهم سقفا يهد على الرؤوس مهيلا
ما فت في عضد الفلوجة كيدهم وارتد جيش الأصغرين ذليلا
فالله أقوى من هدير سلاحهم أنعم برب العالمين وكيلا
وسيعلم الباغي مغبة مكره ولسوف يعلم من أضل سبيلا
ويخاطب شباب الفلوجة الذين يرمزون إلى بقية العزّة والكرامة لهذه الأمة المكنوبة:
يا ابن الفلوجة يا بقية عزنا يا من رأوا بك صارما مسلولا
قف شامخا مثل المآذن طولا و إبعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهم طعم المنون على يدي عزريلا
جاءوا على قدر يسوق لحتفهم من بعد نأي عن مداك طويلا
أحرق جثامين البغاة و رجسها و أنثر على أشلائهم (بترولا)
طهر به ماء المحيط منظّفا خطراً على ماء المحيط وبيلا
سطر على هام الزمان بأننا أهل الكرامة و الأعز قبيلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا نحن المآذن فإسمع التهليلا
ويصور صمود المجاهدين في الفلوجة فالمجاهد الذي بترت ساقه في الحرب ظل قابضاً على أخمص بارودته ويجاهد وقد سبقته ساقه إلى الجنان:
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بكرة كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة و الشهيد و شاهد و لأسدنا قد فصلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا حتى غدا مستبكماً مشلولا
وتبقى لغة القنابل في البيان فصيحة، فالعدو لا يفهم لغة سوى لغة الرصاص:
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا أعلى البيان صواعقاً وقتيلا
صوت الرصاص أبو البيان بلاغة وأشد إفصاحاً و أقوم قيلا
سندك جيش البغي من عزماتنا و نرده خلف الحدود ذليلا
فالعيش تحت الإحتلال جهنم زقومها غسلينها المرذولا
و العز جنتنا و روح حياتنا من دونه أضحى العراق قتيلا
أهل الفلوجة يا طلائع زحفنا يا من رضيتم بالإله وكيلا
و رفعتم القرآن فوق جباهكم ورضيتم الهادي الحبيب رسولا
سرتم على درب الجهاد بعزة سعياً لجنات الخلود مقيلا
يا من صبرتم للحصار طويلاً في عزة تعلو المجرة طولا
تحت القذائف والحريق جهنم لم تقطعوا التكبير والتهليلا
لقنتم الدنيا الدروس صريحة لا تقبل التزييف و التدجيلا
أن الأعز محمد و جنوده والله أكبر ناصراً ووكيلا
درة العشاق :
فاضت عيون الحبّ للعشّاق
فالقلب نار والعيون سواقي
(كل على ليلاه أضناه الهوى)
وأنا الهوى بمحمّد ترياقي
ان مرّ طيف محمد في خاطري
هاجت بحار الحبّ في أعماقي
شوق الى ذكر الحبيب...وحوضه
المورود....والسّقيا...وطه السّاقي
أنا لو قضيت العمر أبكي أحمدا
ما جفّ زمزم دمعي الدفّاق
أنا في هواه متيّم متطرّف
حدّ الهيام...فما تطيق لحاقي
لمّا عرفت حبيب ربّي المصطفى
صارت صلاتي عدّتي وبراقي
فالله صلى والملائك بادرت
فاهتز كلّ الكون بالأشواق
فالرمل بحر والبحار خميلة
والروض أقلام على أوراق
والموج حبر والشواطيء صفحة
والغيث دمع والسّحاب مآقي
وحفيف أشجار الوجود نشيدة
تشدو مع الأطيار في الآفاق
والكون قلب بالمحبة نابض
شوقا لأحمد...درّة العشّاق
يا ابن الذبيحين الذي ملأ الدّنا
بالذكر...بالنور الكريم الباقي
نسب أطلّ على الوجود مشرّفا
من قمة الأنساب والأعراق
من نسل إبراهيم جدّ الأنبيا
بحر الندى...بالجود والإنفاق
من كسّر الأصنام دون تردّد
ضربا بيمناه على الأعناق
من قام في وجه الطغاة مزمجرا
حتى هوت بالذلّ والازهاق
ان هبّ آساد العراق على العدا
فأبو النبيّين الكرام عراقي
قاموا لنصر الدين قومة ماجد
فارتدّ كيد الخصم بالاخفاق
قاموا بأسياف الجهاد على العدا
فهووا بدكّ السّوق والأعناق
يا قمة الطهر المصفّى في الدّنا
خير الورى...بمكارم الأخلاق
من نور إسماعيل صادق وعده
صبرا على السكين فوق تراقي
بشرى المسيح مصدّقا ومبشّرا
بالرحمة المزجاة بالإغداق
أنت الإمام على الأئمة كلّهم
في ساحة الأقصى بخير رفاق
أخذت عهود الأنبيا بشهادة
من ربّنا...يا صاحب الميثاق
يا صاحب المعراج في جو السّما
صعدا من الأقصى إلى الآفاق
شفتاك بالأذكار طيب عابق
ويداك بحر الجود والإغداق
ولئن سكتّ فحكمة وتأمّل
ولئن نطقت فعقد درّ راقي
ولئن وعدت فأنت أول من وفى
ولئن غضبت فغضبة العملاق
واذا خرجت الى الأنام كأنّما
ملك كريم سار في الأسواق
يا سيدي ماذا أقول لثلّة
راحت تبثّ السمّ في الأبواق
اليوم في الدنمارك قامت زمرة
من كهف زندقة وجحر نفاق
تعوي كما تعوي الذئاب خسيسة
فيجيب في النرويج أهل نعاق
هيهات يطفأ نور شمس محمّد
بفحيح أفعى أو ببعض نُهاق
آباؤهم صوب الملاجيء أبعدوا
سعياً لنيل الخبز والأرزاق
ومكانهم وضعوا الكلاب بدلِّها
ما بين تقبيل ودفء عناق!!
يا سيّدي عذراً للفظ قد نبا
إن لطّخت من ذكرهم أشداقي
تخذوا الزنا قبل الزواج محلّلا
فالكلّ يزني...دون خلق واقي
يتزّوج الذكر الذكور بلا حيا
وبدعوة علناً...ودفع صداق
وله حقوق الزوج معترف بها
من مجمع الأنذال والفسّاق
والخُلع...لا أدري أحق واجب
عند النشوز ووقعة لشقاق؟!
ودوائر الأحوال تطلب صورة
الزوجين...تثبتها على الأوراق
لم يبق الا أن نهنّيء بالرفا
ه وبالبنين لهم وطول تلاقي
سفراؤنا ذهبوا للوم زعيمهم
فأبى الخروج لهم...على الإطلاق
أنا لا ألوم زعيمهم فلعله
متربّص في عدة لطلاق
أو كان مشغولا بقطة جارة
زلفى الى الإيقاع والازلاق
أو كان منتشيا ببعض سجائر
مما تصيب الرأس باللقلاق
أو عتّقت لهم الخمور شهية
(مشتاقة تسعى إلى مشتاق)
لا تعذلنّي في سنان قصائدي
حريّة التعبير حقّ راقي
أو من ينشّأ في الحِلى بتبرّج
من زينة الآذان بالأحلاق؟
أو من ينشّأ في الحِلى متقلّدا
عقد النساء يلوح في الأعناق
يقوى على حجج الخصام فصاحة
بمحمّر الشفتين للعشّاق؟!
فاخسأ عدوّ الله...ليس مكانكم
بين الرجال بحلبة وسباق
أولى بكنّ بيوتكنّ ...وطاعة
للزوج في ودّ وطول عناق
واتركن ساحات الرجال لأهلها
واقنعن بالخنزير في الأطباق
رُبى لبنان :
ربى لبنان تبسم بالأقاح وبشرى النصر منبلج الصباح
ترفرف فوقها الرايات نشوى على رأس الأسنة والرماح
تغشّاها العدو بكل كرب وظنّ الغزو مأمون النجاح
وظن جناحه المختال نسرا فعاد الوغد مكسور الجناح
وجاء برجله يسعى اختيالا وعاد يئنّ من ألم الكُساح
وراء حصونهم آساد غاب تدمدم بالقنابل والسلاح
على(برج البراجن)أو (بصبرا) و(شاتيلا) و(صيدا) والضواحي
وتقصف فوق (قانا) بالرزايا على الأطفال في صلف وقاح
وفي ساح الوغى يوم التلاقي تفرّ كأنها زُمر الأضاحي
فليسوا في النّزال سوى نعاج دهاها الموت من كبش النطاح
إذا الباغي تغطرس باجتياح وظلمٌ عمّ في كل البطاح
فنحن الطالبون الموت (طُلبى) ونحن الصامدون بكل ساح
ونحن ال(كاتيوشا) متقنوها فلوذوا بالملاجيء … كالملاح
ولن نرضى بغير الدمّ حبراً بظَهر نزّ من وخز الرماح
يولّي ظهره المحنيّ خزياً ويجري .. لا يهاب من افتضاح
هروباً من ثرى لبنان ..يجري وقد ضاقت به كل النواحي
هروب المجرم الباغي بليلٍ يفرّ بريشه.. قبل الصباح
فنحن (أبو دجانة) و (المثنّى) بساح الموت.. صالت بالصّفاح
ونحن (القادسيّة)صانعوها وفي حطين أجناد ال(صلاح)
و(ضيف) و(العماد) مهندسونا و(يحيى).. زين عشّاق السلاح
كفانا(أحمد الياسين) منا و(محيي الدين).. أبطال الكفاح
أقام بأرضنا عشرين عاماً يباهي باجتياح.. واكتساح
وجنّد للعمالة كلّ ذيل تدوس عليه.. يسرف في النباح
يبيع ضميره تعساً.. وبخساً (مسيلمة).. وأفجر من( سجاح)
إذا ما فرّ صاحبه بليل جرى يبكي.. ويسرف في النّواحِ
(مصيّف قريتين) وصفر أيد وسكراناً يسير.. بغير راح
فقال له اليهود إليك عنا فوجهك ليس وجها للفلاح
ومن يخن البلاد يعش خؤونا رخيصا في الغدوّ أو الرّواح
ومن يخن العشيرة ليس إلا (غراب البين) مسودّ الجناح
بنو صهيون في لبنان درسٌ لكم يتلى.. بألسنة فصاح
بأنّ شعوبنا تغلي ببأس ولن ترضى بحق مستباح
ولن ترضى دخيلا في ثراها ولن ترضى بأولاد السّفاح
فقد علم الأشاوس من بنيها بأن النصر في حمل السلاح
ثار القريض
هزّ الفؤاد ركام من مآسيه وأورق الوجد واهتزّت خوافيه
الوجد يدفعني والحرص يمنعني والقلب عاد طريح الوجد… باديه
حتى إذا ما ادلهمّ الخطب وانفجرت عيني بمدمعي الهتّان تهميه
ثار القريض بقلب كاد يعصيه لولا البوارق لاحت من قوافيه
بالمال…بالأهل…بالأرواح نفديه هذا الذي جاءنا بالحق يمضيه
هذا الذي كان للدنيا منارتها من بعد ما غمرتها ظلمة التيه
هذا ابن (آمنة) لاحت بشائره فأزهر الكون واهتزّت روابيه
هذا معين التّقى يا قوم منهمر يروي القلوب فعبّوا من سواقيه
***
هذا الذي جاء بالقرآن شيمته نور…وما فيالدّنا نور يدانيه
نور يشعّ بنور جاء يحمله من نور ربّك في الأكوان يسريه
بالعدل يأمر والإحسان ينشره والخير يبذر والإيمان يرسيه
حتى تحطّم صرح الظلم منسحقاً وقام بالعدل صرح سرّ رائيه
بالحق أرسل والرحمن قائلها والله أصدق قيلا حين ينبيه
مهما أطال عباد الله حسبهم فالله قال… وقول الله كافيه
***
يا سيدي يا رسول الله معذرة فالقلب مكتئبٌ مما يقاسيه
ماذا أخطّ بهذا اليوم من شجن وأيّ خطب من الأحداث أرويه
مسراك يا سيدي بالحزن ملتحف يشكو إلى الله ما أمسى يعانيه
أبناؤنا في فلسطين يعذبهم سوط العدوّ بإذلال وتشويه
(لبنان) أصبح مفجوعا بنكبته من بعد ما سوّد الأعدا لياليه
في كل ناحية عذراء باكية حيرى… وثاكلة تروي مآسيه
***
(أفغان) تبكي دماء من مدامعها وجرحها لم يجد حرا يواسيه
شعب يعيش طريد الأرض مرتحلا ولم يجد في الدّنا سقفا يداريه
ولم يكن ذنبه إلا مطالبة بأن يكون كتاب الله هاديه
***
والنيل حلّ به ما حلّ من كربٍ كم من مصائب قد حلّت بواديه
يا من يجهّز أكفانا ويرسلها ما في الخليج من الأهوال كافيه
قتلى وجرحى بلا حصر ولا عدد يا مسلمون كفى قتلا نلاقيه
ماذا تقولون للرحمن يوم غد يوم الحساب على وزر يجازيه؟!
بحر من الدمّ يجري دونما سبب كفّوا بربّكم …فاضت شواطيه
***
القدس تبكي وقد هزّت يهود بها أركان بيت فكادت أن تواريه
الركن منخذل والسقف مرتعش غرّ المآذن كادت أن تلاقيه
والعرب في دعةٍ ناموا على أمل أن يقصف الرعد أعداء الهدى فيه
هذا الذي كان صرح العزّ من زمن و(الله أكبر)دوّت من أعاليه
قد صار يا سيدي مثلي يفيض أسى يبكي على من غدا في الخطب باكيه
طورا يطلّ على حالي فيرثيني نثرا وطورا أنا بالشعر أرثيه
يا مسلمون كفى نوماً …كفى دعةً مسرى نبيكم طالت مراثيه
أبناء صهيون قد خلّوا متاهتهم والمسلمون أضاعوا العمر في التيه
***
قم يا (صلاح)أجب مسرى رسولك قم فما سواك لدى الجلّى يوافيه
هاهم جنودك فوق الخيل قد وثبوا والسهم في القوس مشدودٌ ليرميه
والكل يرقب أمرا من أوامركم رهن الإشارة يسعى كي يلبيه
فالحق هزّ ليوثا في معاقلها فآثرت أن تعيد اليوم ماضيه
فالحق في كنف الأسياف محترم والسيف أصدق في خبر وتنويه
فمن يعش في ذرى العلياء مسكنه ومن يمت فجنان الخلد تؤويه
صلح :
بلد هوى فلتبكه الأيام ولتبكه الأوراق والأقلام
من بعد ما سَقَت الدماء بطاحهُ ما اشتدّ خطب أو ألمّ حِمامُ
فإذا به في ساعةٍ مشؤومةٍ يغدو طريداً قد دهاه جُذام
عاث اليهود به فسادا ويحكم ولهم تزان وترفع الأعلام
تلك الحقائق زوّروا أنسابها فالذلّ عزٌ والهوان سلام!!
وتبختر الأعداء فوق ترابه فتدنّست من رجسهم آكام
***
ما لي أرى الدنيا تشيح بوجهها عنا ويغشانا أسى وقتام؟!
حزني على وطني يعيث به أذى قوم شديد مكرهم ولئام
حزني على وطني يمزّق شمله تغشاه من أيدي اليهود سهام
ما بالنا نغفو ويسهر غيرنا ويعدّ عدّته ونحن نيام
أين الرجال على العراك تمرّسوا أين النّهى والحزم والإقدام
إن شئتم يا عرب وحدة صفّكم فليرتفع فوق الربا الإسلام
لا تُعزّي
إن كان تعزية الأهالي بابنهم صارت جريمة
كم يبق من حرية الإنسان في الأوطان قيمة؟!
لا تعزّي...لا تعزّي
حتى ولو كان العزاء ببيت جاركم الأعزّ
لا تعزّي...
لست في عصر الحضارة...أنت في العصر (البرونزي)
لا تعزّي...
إلا إذا كان العزا ( بالانجليزي)
و المعزّى لابسا بنطال (جينزِ)
لا تعزّي...
إلا إذا كان المعزّى من يهود أو (مارينزِ)
لا تعزّي
إلا إذا كان العزا في (واي ريفرزِ)
لا تعزّي
ومتى سمعت بأنّ أمواتا بأموات تعزّي؟!
أو غرّكم أشباحكم فوق الثرى؟!
فوجودكم ...لا شكّ رمزي
لا تعزّي
حتى ولو قتلوا على شطآن غزة ألف غزّي
لا تعزيّ
وإلا فارتقب سيلاً من الأذناب تتقن كل هزّ
سمنت على جيف الوقيعة...فالوقيعة عندها هي خير كنز
من كل أكذب من مسيلمة وأفجر من سجاح...
في افتضاح جدّ مخزي
وإذا سألت عن الفصيلة قابلتك بهزة الذنب المهزّ
فهزهزته بقولها:
أنا من فصيلة (همزِ لمزِ)
من كل همّاز يذمّ ...وكل لمّاز يتمّ...وكل مشّاء ينمّ...وكل حشّاش يشمّ...وكل عكّاف لرجزِ
من كل لطّام الخدود...وكل شقّاق الجيوب...وكل مخبوء النيوب...تبين في ( حزّ ولزّ)
لا تعزّي
وإلا فارتقب... في حرّ رابعة النهار... فحيح قرعان الأفاعي...حاملاً سمّاً زعافاً... هبّ في نهش ووخز
لا تعزّي فالعزاء بكم وليس لكم
فلقد قرأنا عند أعمدة القبور عليكم
أمّ الكتاب
وقد دعونا الناس حتى يؤجروا...ما بين تشريب ورزّ
لا تعزّي...
لا تقل شيئا ...فانّ الصمت من ذهب فلزّي
سر كما سار القطيع مذلّلا ...ما بين خرفان ومعز
تسقى لإدرار الحليب...وقد تُربرب للمِحَزّ
سر كما نهوى ...وإلا...
فارتقب في (الجفر) متّسعا مع النواب مجزي
قف شامخاً
بالطائرات المرسلات عويلا ترمي بأطنان الردى تنكيلا
بالراجمات القاذفات قنابلا فوق الرؤوس تدفقا موصولا
بقذائف (النابالم) تحرق أرضنا و تحيل أرض الرافدين طلولا
(بأبي رغال) اليعربي أمامهم مستوجب اللعنات سار دليلا
بالكاذبين المفترين بأنهم قد طبقوا (التوراة) و (الإنجيلا)
بالمجهزين على الجراح بخسة إذ يمعنون بشعبنا تقتيلا
بالمانعين من الإغاثة أهلها ودماؤهم تجري هناك سيولا
بالجاعلين من المساجد ويحهم سقفاً يهد على الرؤوس مهيلا
ما فت في عضد الفلوجة كيدهم وارتد جيش الأصغرين ذليلا
فالله أقوى من هدير سلاحهم أنعم برب العالمين وكيلا
وسيعلم الباغي مغبة مكره ولسوف يعلم من أضل سبيلا
يا ابن الفلوجة يا بقية عزنا يا من رأوا بك صارما مسلولا
قف شامخا مثل المآذن طولا و إبعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهم طعم المنون على يدي عزريلا
جاءوا على قدر يسوق لحتفهم من بعد نأي عن مداك طويلا
أحرق جثامين البغاة و رجسها و أنثر على أشلائهم (بترولا)
طهر به ماء المحيط منظّفا خطراً على ماء المحيط وبيلا
سطر على هام الزمان بأننا أهل الكرامة و الأعز قبيلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا نحن المآذن فإسمع التهليلا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بكرة كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة والشهيد وشاهد ولأسدنا قد فصلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا حتى غدا مستبكماً مشلولا
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا أعلى البيان صواعقاً و قتيلا
صوت الرصاص أبو البيان بلاغة و أشد إفصاحاً و أقوم قيلا
سندك جيش البغي من عزماتنا و نرده خلف الحدود ذليلا
فالعيش تحت الإحتلال جهنم زقومها غسلينها المرذولا
و العز جنتنا و روح حياتنا من دونه أضحى العراق قتيلا
أهل الفلوجة يا طلائع زحفنا يا من رضيتم بالإله وكيلا
و رفعتم القرآن فوق جباهكم ورضيتم الهادي الحبيب رسولا
سرتم على درب الجهاد بعزة سعياً لجنات الخلود مقيلا
يا من صبرتم للحصار طويلاً في عزة تعلو المجرة طولا
تحت القذائف والحريق جهنم لم تقطعوا التكبير والتهليلا
لقنتم الدنيا الدروس صريحة لا تقبل التزييف والتدجيلا
أن الأعز محمد و جنوده والله أكبر ناصراً و وكيلا
المراجع
1-مؤسسة القدس للثقافة والتراث نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
2-الشاعر “غازي الجمل” في ذمة الله نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
3- شعر الاتجاه الإسلامي في الأردن ( دراسة موضوعية وفنية) : عطا الله الحجايا .
وسوم: العدد 911