الأديب الناقد الدكتور عصام قصبجي رحمه الله تعالى
هو الأستاذ الدكتور عصام قصبجي رئيس قسم اللغة العربية في كلية الأداب والعلوم الانسانية في حلب، ثم صار عميدا لها .
تلقيت على يديه دروسا مفيدة في الأدب الأندلسي والنقد الأدبي القديم ونظرية المحاكاة ...وغيرها ، وكان في دروسه يتدفق كالسيل ، ويتميز بصوته الشجي الذي لايمل سامعه ، جاد في دروسه، أسلوبه متين مترابط، عباراته سلسة عذبة ...
مولده، ونشأته :
1948ـ ولد عصام قصبجي في حي الجلوم الكبرى بحلب . ونشأ في أسرة محافظة متوسطة الحال .
دراسته، ومراحل تعليمه :
1966ـ حصل على الشهادة الثانوية من ثانوية المأمون .
1970ـ حصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها ، ضمن الدفعة الأولى التي خرجتها كلية الآداب في جامعة حلب ، وكان في دفعته د. أحمد الخراط، ود. عثمان مكانسي، والشاعر يحيى بشير حاج يحيى ....وغيرهم .
1972ـ عين معيداً في كلية الآداب بجامعة حلب .
1973ـ أوفد إلى جامعة القاهرة لتحضير شهادة الماجستير . و الدكتوراه..
1976ـ حصل على شهادة الماجستير في الأدب الأندلسي تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد العزيز الأهواني برسالة عنوانها : ( النزعة الصوفية في أدب لسان الدين بن الخطيب ).
1978ـ حصل على شهادة الدكتوراه في النقد العربي القديم تحت ......... إشراف الأستاذ الدكتور شوقي ضيف بأطروحة عنوانها : ( المحاكاة في النقد العربي القديم دراسة وتطبيق ).
1978ـ عين مدرساً في قسم اللغة العربية من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة حلب .
1985ـ ترقى إلى رتبة أستاذ مساعد في الكلية المذكورة .
1991ـ ترقى إلى رتبة أستاذ في الكلية المذكورة .
1995ـ عين رئيساً لقسم اللغة العربية .
1996ـ عين وكيلاً للشؤون العلمية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية .
2001ـ عين عميداً لكلية الآداب والعلوم الإنسانية .
2002ـ شغل منصب رئيس تحرير مجلة بحوث جامعة حلب .. لسلسلة : الآداب ـ العلوم الزراعية ـ العلوم الاقتصادية
الأعمال التدريسية:
1983ـ التدريس في جامعة تشرين .
1983ـ 1987ـ العمل في جامعة الإمام : محمد بن سعود الإسلامية ـ فرع أبها .
1992ـ أستاذ زائر في جامعة ليون بفرنسا .
المهمات، والبحوث العلمية:
1995ـ بحث علمي في جامعة السوربون ، عنوان البحث : ( الصلة بين الفنون في الحضارة الإسلامية )
1996ـ المشاركة في مؤتمر : ( القضايا النظرية والعملية في الأدب العربي ) في كلية العلوم الإنسانية في جامعة بودابست ، عنوان البحث : ( الأدب العربي بين الفكر والفن ) .
2000ـ المشاركة في المؤتمر الثقافي الدولي : ( الشعر في القرون الوسطى ) في جامعة بولونيا في إيطاليا ببحث عنوانه : ( الشعر والفنون الأخرى في الثقافة الإسلامية ) .
2008ـ بحث علمي في جامعة باريس الثالثة ، عنوان البحث : ( فن الشعر : البعد الموسيقي في جمالية الشكل ) .
2009ـ المشاركة في مؤتمر : ( عماد الدين النسيمي المتصوف ) في باكو بأذربيجان ، عنوان البحث : ( النسيمي شهيد المحبة )
1978ـ 2010ـ الإشراف على عدة رسائل للماجستير و الدكتوراه ، و المشاركة في تحكيم الكثير منها في جامعات القطر ، و الجامعة اللبنانية .
و نشر الكثير من الأبحاث العلمية منفرداً و بالمشاركة في مجلة بحوث جامعة حلب سلسلة الآداب و العلوم الانسانية
رحمك الله يا حبيب القلوب
أصداء الرحيل :
في خسارة كبيرة لكلية الآداب في جامعة حلب وطلابها الدكتور عصام قصبجي في ذمة الله
ومن خلال تغطية موقع فور آداب الحصرية للحدث كنا قد التقينا بأستاذنا الدكتور أحمد ويس ،وقد قام الدكتور مشكوراً بتزويدنا بمعلومات كاملة تشمل حياة المرحوم الدكتور عصام .
ولد في عام 1948 حصل على الاجازة في اللغة العربية سنة 1970 وكان الاول على دفعته التي تعد الدفعة الاولى في كلية الآداب ثم عين معيداً في اختصاص الأدب الأندلسي والنقد العربي القديم
وأوفد الى جامعة القاهرة وهناك حصل على درجة الماجستير عن رسالة عنوانها (لسان الدين ابن الخطيب ) سنة 197 وكان المشرف على الرسالة المرحوم الدكتور عبد العزيز الاهواني, ثم حصل على درجة الدكتوراة عن رسالة ( نظرية المحاكاة في النقد العربي القديم بين النظرية والتطبيق ) برتبة الشرف الاولى سنة 1978 وكان المشرف على الرسالة الدكتور المرحوم شوقي ضيف , وقد أشادت لجنة المناقشة برسالة الطالب وتنبأت له بمستقبل علمي زاهر
ليعود بعدها الى الوطن :
وبدأ يدرس في الكلية وسرعان ما أصبح أستاذاً وتخرج على يديه آلاف الطلبة في مرحلة الأجازة الجامعية الأولى كما تخرج على يديه العشرات من حملة الماجستير والدكتوراة...
وقد فاجأ خبر وفاته جميع محبيه وطلبته لأن مثل هذه الوفاة ستترك مكانه شاغراً, فمن ذا الذي يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركه هذا الراحل الكبير
رحم الله أستاذنا الكبير الدكتور عصام قصبجي وأسكنه فسيح جنانه والهم ذويه ومحبيه وطلبته الصبر والسلوان
شهادات في شخصية الدكتور الراحل عصام قصبجي وعلمه:
كان يدرك أن الموت أصبح قريباً منه، زاره في اليوم الأول عندما انقبض قلبه وأحس بشيء ما في جسده، شيء جعله يقول لغير واحد من أهله وأحبائه: تعال لأودعك !! فيسأله الآخَر: وهل أنت مسافر؟! فيجيبه: لا.. تعال لأودعك الوداع الأخير!!،
وربما أعطاه الموت الإشارة ليستعد للرحيل، لكن انقباض القلب لم يمنعه من التجوال في أزقة حلب القديمة، فجال مع أحد أصدقائه الجولة الأخيرة في حلب القديمة، فكان الوداع هو الدافع للتجوال في حلب وشوارعها، أليس هو من ترعرع في مدينتها القديمة، فكيف لا يودعها الوداع الأخير؟!
وفي اليوم الثاني كانت روح الدكتور عصام قصبجي قد انتقلت إلى بارئها، وكانت الصدمة التي صعقت الكثيرين!
من لم يحب الدكتور عصام؟! ومن لم يستمتع بكلماته الشفافة، ومعانيه النبيلة، ومن لم يبحر في فكره المعطاء الذي ينم عن خلق حسن، وثقافة غنية، عرفنا عنه شيئاً وغابت عنا أشياء، كان في جل محاضراته وفيما يقوله ويتحدث عنه يبحث عن كينونة الوجود وسرّه، يبحر فيما وراء الطبيعة، ويمعن النظر في ذاك البعيد الراحل، حتى تجده إنساناً شفت مشاعره ودقت أحاسيسه، وما هذا العلم الوافر الذي أفاض به علينا ونحن طلاب في سنوات الدراسة إلا غيض من فيض محبته وشغفه بذاك العلم.
كم تحدث عن غريزتي الموت والحياة؟! وكانت أغلب النصوص التي يفرد صفحات تحليلاته فيها مما يدلل على عمق فكره في تينك الغريزتين.
من منا ينسى كلماته وجمله، وسهوه في المجهول وهو يحلل ويفسر ويناقش؟!
من منا لم يدرك البعد العميق في نفسه؟!
ودعتَ يادكتور عصام مدينتك حلب التي أحببتها، فودعك محبوك بالكثير من الدموع والتأسي. وهاهم محبوك الذين أصروا على كتابة حروف لك في وداعك الأخير يدوّنون، في يوم عيدك، عيد المعلم، حروفاً هي أقل ما يمكن أن يؤبنوك بها.
د. حليم أسمر أستاذ تاريخ الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية
سألني عدة مرات عن فلسفة الشرق وما حال الأساطير والملاحم أيها الشرقي الهادئ في زمن الصخب ورداءة الأحوال؟
علاقتي الأكاديمية بالدكتور عصام قصبجي, مرت هادئة جداً متزنة,كان سمتها حواراً في معظم الأوقات, حواراً حضارياً قيماً, لا أنسى عندما قدمت له نسخة من كتاب أناشيد من الشرق، وعاد ليحدثني عنه مندهشاً مرات عديدة، وبإصغاء لافت للنظر وبإعجاب فريد من نوعه...كان معجباً بتجارب الآخرين وحضور ثقافاتهم في بيئتنا أيها الراحل بهدوء رواقي لا مثيل له أيها العارف جداً بما ورائيات شرقنا الجميل يا عاشق الألوان ومنها الفيروز يا ناسجاً أشرعة وحدة الوجود لا أقرظك لأنك تسمو على تقريظ هاو مثلي حالة فريدة خسرتها جامعة حلب لا أتحدث عن حضوره الأكاديمي, ولا عن الأجيال التي تتلمذت على يديه وتحكي مآثره.
كنت أراقب حضوره الحي الفاعل ومعابر فكره الهادئة المذهلة، وحضور المعاني والرموز في دفق عطائه بابتسامته المعهودة، وتحيته العابرة على محياه
هكذا يذهب هؤلاء على غفلة, وكأن الموت دائماً يبحث عن ضالته عند هؤلاء الفريدين في عصرهم. لك يا أيها الكبير الرحمة والأثر الطيب.
الباحث والمؤرخ عامر رشيد مبيض :
في خريف عام 1948، وفي حي الجلوم أصغى الطفل الوليد إلى إيقاع الحياة ينساب مع خيوط النور في كشك خشبي، ولم يكد يدرج في حناياه حتى تنسم عبق التاريخ يتأرجح بين الأنغام المتجمدة في المآذن والقناطر والزوايا، وأبصر جلال الوجود يطوف بسور القلعة ما يطوف ثم يغفو على أسرار الجمال في وجه حلب النبيل، فأنس بالقباب الحانيات، وآب من تجوال الروح الطفولي إلى سكينة لم تفارقه بعد ذلك أبداً، فتابع درسه في مدارس حلب ، ثم تابع بحثه في جامعة حلب؛ وكأن عشقه لهمسات الأزل في المدينة الجليلة لم يشأ أن تشوبه لوعة الفراق إلا سنوات معدودات أمضاها في جامعة القاهرة بين 1973 ـ 1978م، وحصل خلالها على درجة الدكتوراه في الآداب بعد أن تتلمذ على الأستاذين الجليلين : الدكتور عبد العزيز الأهواني في الأدب الأندلسي، والدكتور شوقي ضيف في النقد الأدبي.
بدأ الدكتور عصام دروسه في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1979، وأوكل إليه تدريس الأدب الجاهلي، والأدب الأندلسي، والنقد الأدبي القديم، فاتخذ لنفسه منهجاً ثابتاً يقوم على دراسة الشعر من خلال أبعاده النفسية والجمالية الواقعية والرمزية معاً ، فكان يطيل الوقوف على أسرار الشعر الجاهلي، وإيحاءاته، ورموزه البعيدة المتصلة بالعلاقة بين الإنسان والوجود، مضيفاً إلى ذلك رؤية فلسفية شاملة تؤلف بين الشعر والفكر، ولا سيما في الرمز الصوفي الذي شغف به، ودأب على إحياء رموزه في الأدب الأندلسي خصوصاً، وهكذا عادت رؤى الطفولة الجميلة تراود خيال الأستاذ في محاضراته، فيستلهم منها ما شاء الله له أن يستلهم ، ولا سيما أنه ألف في محاضراته تأليفاً محكماً بين عمق الفكر ولطف الذوق، وكان يدرك على نحو ما أنه أخذ عمق الفكر من طبيعة والده الصامتة المتأملة، ورهف الذوق من طبيعة أمه المولعة بدقائق الجمال، المفتونة بأسراره؛ على أنه كان أميل دون أن يدري إلى تغليب الذوق على نحو قاده فيما بعد إلى تغليب القلب على العقل في فهم أسرار الوجود، وما وراء الوجود، وانتهى به إلى ما كان بدأ به من نزوع صوفي لم يكن إلا صدى الروح الطفولي تردد من جديد موشى بزخرف المعرفة. ولا يكاد هذا النزوع الغامض يفارقه في أمور حياته، أو خلقه، أو فكره، أو شعوره؛ فلم يره أحد قط غاضباً، أو متمرداً، أو قلقاً، أو حائراً؛ وآية ذلك محاضراته على طلبة الدراسات العليا التي تمتاز بالفكر الشامل الذي يربط بين الأدب والوجود ربطاً جمالياً يؤول بالثنائيات جميعاً إلى وحدة روحية شاملة تستوي فيها الذرة والمجرة، وتأتلف فيها الصورة بالهيولى، ويسكن كل شيء في الوجود إلى موضعه الذي قدر له، فلا يبقى ثمة مجال لـ «لو» أو «ليت»، ويكون الوجود جميلاً كما هو كائن ، وليس كما ينبغي أن يكون؛ لأن ما كان ينبغي أن يكون قد كان .
ولما كان الدكتور عصام لا يميز بين فكر وسلوك، فقد اتسم سلوكه بالسكون الذي أصغى إلى إيقاعه عبر موسيقا الأحجار النبيلة التي صحبت فجر التاريخ، وتحول إيثار السكون إلى إيثار الظلال، فمال إلى شيء من العزلة عن كل نشاط جمعي علني معززاً باعتقاد راسخ بأن الأدب في هذا الزمان إلى زوال ، وأن الناس يولعون منه بما يملأ الفراغ لا بما ينفي الفراغ، وأن غاية الكلام هي الكلام على الكلام؛ ومن ثم انصرف إلى متابعة طلابه يشرف على رسائلهم ، ويشارك في مناقشاتهم، دون أن يجاوز ذلك إلا لماماً في مؤتمر عام، أو ندوة علمية، أو دعوة جامعية .
وهكذا، فلعل البعد الرئيس في شخصية د. عصام قصبجي إنما هو الإيقاع الصامت لموسيقا الجمال تنساب في روحه عبر أسرار الخلود في حلب .
غفران طحّان طالبة ماجستير في كلية الآداب والعلوم الإنسانية:
د. عصام قصبجي..رحمك الله أيّها المغسول بالنقاء.
متأخرةً جداً صحوت من صدمتي، من ذاك الفقد الذي جال في روحي، وغرّبني عنّي!!
ليس لأنّه يخصّ الروح..بل وأكثر!!
ليس لأنه احتضن الحلم، وتركته يغفو في جعبة روحه، حتى فاض به نوراً!!
ليس لأنّه جبلٌ ينحني، فيغري السماء بالانسكاب خيراً وعطاءً. ليس لأجل هذا كلّه فقط..
بل لأنّه كان حقّاً، إنساناً رائعاً، ومختلفاً، وأباً حنوناً، وأيقونة طهر ونقاء!!
رحل الدكتور" عصام قصبجي" وترك نبض روحه بيننا، يحثّنا كما كان يفعل، ويدفعنا للأمام.
رحل، وما خلّفه كان منه الأغلى..ترك علماً..ترك أثر عطاء لا يمّحي، وفيض نور به نهتدي.
ماذا أذكر، وأذكر..وقد رفع أرواحنا إليه تطاولاً حتى عرجت نحو النجوم، وقال: هي كحلمٍ تليق!!
كان في ضحكته، وحكمته، ووقاره، واهتمامه بكلّ من أتى إليه يقول: هذا ما سأتركه لكم.
نعم ما تركت أيّها النقيّ الجليل، ونعم ما ورثنا..
نسأل الله لك الفردوس الأعلى من الجنّة..وبإذن الله ستكون لك مقاماً.
تبقى دمعة تتعلّق بالأهداب، كلّما مررنا من باب المكتب، الذي لم يقفل يوماً في وجه أحد.
أستاذي الجليل"د. عصام" رحلت عنا..فلتدم لذكرانا فيض نقاء لا يفتر.
مزنة كمال طالبة ماجستير في كلية الآداب والعلوم الإنسانية:
ويحك أيتها الروح! كيف تتقاطرين ندًى يغمر الكائنات حولك؟ كيف تنداحين شذًى يعطر الموجودات حواليك؟ ويحك أيتها الروح! ترحلين ويبقى نداك يقطر ناعماً طرياً ويظل شذاك يعبق نضِراً ذكياً ما بالك أيتها الروح؟ تنسحبين على كلّ شيء تلامسه كفاك؟ فيكتسي كل شيء لَبوساً من شذاك العاطر، حتى إذا رحلتِ إلى علاك، بقي كل شيء ينضح برؤاك، ويشي بك.
عذراً يا روح د.عصام! لم تملك قدماي الجرأة على أن تخطو نحو غرفتك الأرضية، فهناك عند العتبة تنسّمت عطر شذاك، واستوحيت طيف رؤاك...فهالني الموقف، وشلتني الرهبة وارينا جسدك التراب لكن لنا لقاء آخر مع روحك الطيبة..
إيمان طهماز طالبة ماجستير في كلية الآداب والعلوم الإنسانية:
إليك .. وهل لسواك أرسل من بعد أن نزف الوداع بخدود الرحيل..
أرسل إليك.. تحية ثكلى مخضّبة برحيق السؤال... وغموض الإجابة....
لعل غسقاً صامتاً قد عبث بوعود اللقاء... فدوى صدى الكتمان من خلف غيهب التكهن وسراب اليقين...
وألقى بي على شرفات القلم في سماء الفكرة وسكون الحنين.
إليك أيها الطيف المترقرق فوق شلال القدر....أرسل حمائم حنيني وطيور كلماتي... لعل أفقاً من نثارك يفتح لأسراب دموعي نوافذ السماء ويسمح لأفكار سؤالي أن تحط فوق هضاب ذكرك... فتهمي على الحروف دموع النقاء... وتسجد على أرائك اللاوعي نجوم السماء..
إليك يا من نحن رجع صدى وجودك... تراتيل القمر دموعاً في محراب فقدك... وسجود الكواكب قبل الدعاء....على الوعد كنا ولا نزال...نراك في مرايا الغيب كما كنت ترى الغيب في مرآة اليقين... لا نقول لك وداعاً.
لن نقول لك يا أفق اللانهاية سوى :
وإلى اللقاء....
القاص نجدت اسكندراني:
عرفتك قريباً وافتقدتك سريعاً، وبينهما منحتني علواً وملأت نفسي سمواً وحبوراً. عندما جلست قربك في سهرة الوداع الأخيرة منذ أيام قبل رحيلك أعبُّ من منهل معرفتك وحكمتك ورحابة صدرك، وابتسامتك الواسعة لا تفارق مجلسنا ولن تفارق خيالي، وأنت تسدي لي النصح وتحثني على الاستمرار في الكتابة مشجعاً بعد أن تراكمت الهزائم أمام قلمي العاشق.
رحيلك ترك في نفسي حزناً سيرافقني طويلاً .. فأسرعت أجفف دموعي لأعزي نفسي ومعها كل نجمة براقة في سماء وطني وكل شجرة مثمرة وكل وردة متفتحة وكل عين دامعة، وكل هامة عالية انحنت برحيلك، ولو طالت قامتي القمر لعانقته حتى لا يأفل حزناً، ولو سألتني السماء لشهدت لك بحسن الخلق وسمو النفس ونور العدل الذي ظلل مستقبل أجيال عيونها لك ناظرة.
في موكب وداعك الأخير شاهدت الرجال الكبار، وما كنت أحسب أنهم يعرفون البكاء، لقد كانوا يذرفون الدمع حتى بكت المناديل بين أياديهم يعتصرها الحزن، وقد ضاع منهم الرشد والوقار وعادوا براعم، فيهم من شعر باليتم أو فقد الأخ الودود، ومنهم من فقد الأب العطوف ومنهم من فقد الابن البار.
أساتذتك وطلابك وعشاق دربك ومن خالفك الرأي توحدوا أمامك خاشعين، قلوبهم منفطرة أمام نعشك وأنت ممدد قبل أن يطويك الثرى.
رحل الدكتور عصام قصبجي ، وترك بصمة في القلب والعقل، وفراغاً لن يملأ إلا بمن ساروا على نهج الحكمة والمنطق.
سيدي عصام قصبجي .. الكبار لا يموتون وفي القلب يسكنون بل ينتقلون من عالم إلى عالم أجمل، وهذا ما يخفف عنا وطأة رحيلك.
هنيئاً للجنة زائرها وساكنها، وعزاء للدنيا فقيدها.
الشاعر عماد محمد بشير دحدوح :
يتعرض المرء من خلال مسيرته المعرفية إلى استشكالات كثيرة والحكمة تفرض عليه أن يسأل حال عدم علمه أو إحاطته بموضوع ما أهل الذكر والاختصاص، فإذا وضع حمله عند من يظن أنه لها، وجد نفسه في دوامة لا يستطيع الخروج منها نتيجة حجم المعلومات التي لا تنتمي إلى جنس ما يسأل عنه، سوى أنها باللغة العربية الفصيحة حيناً، والمتعثرة أحياناً، وقليلون هم الذين تسألهم عن أمر فيجيبونك عنه بدون إفراط أو تفريط، والدكتور المرحوم عصام قصبجي من أولئك القلائل بل النوادر الذين جمعتني معه وآخرين حوارات، كان فيها قليل الكلام شديد الانتباه إلى ما يقال، فإذا سئل عن أمر أخذه من تلابيبه وأودعه مدارك السائل بكثير من الحكمة والحسم بعد سبر أغوار السائل وخلفياته الثقافية، كيما يحسن مخاطبته، وإيصال الجواب إليه بالدقة المطلوبة والمناسبة، وإذا استدعته حاجة إلى التدخل في حديث ما، كان رائده في ذلك تثبيت فائدة مرتبكة أو إضافة معرفية لا غنى للموضوع المثار عنها، دونما استعراض لعضلات معرفية لا طائل منها سوى إثبات ذات متعثرة، كثيراً ما نصادفها في مسيرتنا المعرفية.
رحم الله الدكتور عصام وجزاه عن كل من سأله خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته
وكتب الشاعر عماد الدين غياث دحدوح قصيدة رثاء تحت عنوان (وتهاوى الهُيام) :
غابت الشمس في ظلال الغمام وتوالى الظلام تلو الظلام
يا عيون الأنام سحّي دموعا مثلما المزن يا عيون الأنامً
واسكبيها كما البحار دماء فُجِّرت في الوهاد والآكام
قلت: يا عين لا تكفّي وجودي من مآقيك بالدموع السجام
مات قلبي وماتت الروح مني مات جسمي بموت هذا العصامي
لا تلمني إذا بكيت عصاماً ففؤادي متيّم بعصام
كلّنا قد بكى لفقد عصام ليس منّا من لم ينُحْ لعصام
شرفٌ أنْ مدحتُهُ وهْو حيّ ولَحَقٌّ رثاؤه في الحِمام
المنايا غدارة إي لعمري تخطف المرء دون أيّ سقام
لهفَ نفسي هل في فداكَ سبيل؟ لمحبٍّ - يفديك بالروح - ظام
إِي وربي قد صدّع الموتُ قلبي وهوى بي هوانيَ المُترامي
دفنوا القلب حينما دفنوهُ ورمَوْني بجَذْوةٍ واضطرام
حرّقوني بالنار إذ حرّكوهُ مِنْ أمامي وكان قبلاً إمامي
بيدي هذي قد صببتُ طَهوراً فوق طهرٍ وعفة وتسامِ
بيدِي قد وسّدْتُهُ في تراب أمَـقـامُ السَّنا بهذا المُـقَـام ؟!
بيدِي هذهِ وضعتُ تراباً فوق قبر الكريم نجلِ الكرام
لا تَلُمْني إذا وضعتُ تراباً بالذي كان لم أكن بالمُلام
كم تمنيتُ لو أكونُ إلى جا نبِهِ في التراب دون قيام
بيدي هذهِ أنمْتُ حبيبي وأُهيلَ الترابُ وهْو أمامي
نمْ هنيئاً فإنّما آنَ حقاً أن تذوق العينانِ أحلى منام
نم هنيئاً فقبرُكَ اليومَ روضٌ من رياض الجنان في الإنعام
فاهطُلي يا سماءُ في بركاتٍ واسكبيها على قبور العظام
لم يَزَلْ غصنُه النضير طرياً في اشتياق لبُحَّة الأنغام
قد ذوى الغصنُ واكفهرّتْ ورودٌ عابقاتٌ بأطيب الأنسام
يا شباباً قد صاغ منا شباباً كان يحظى بين الورى باحترام
إن حُرمتَ الذكورَ فاعلمْ بأنّا لكَ خيرُ الأبناء والأرحام
كنتَ لي عوناً بل أباً لا يُدانى فضلُهُ في الدهور والأعوام
يا أبي حطّم البِعادُ عمادي طاش عقلي فزاد من أوهامي
يا أبي إنني بقيت وحيداً مَنْ لنفسي مِنْ بعد موت الهُمام
أَوْجَعُ اليُتْمِ أن نشيبَ يتامى رُبّ شِيبٍ أضحوا من الأيتام
قَصَمَ الموتُ يا رفاقيَ ظهري لونُ عيشي من بعده كالسُّـخام
بعدَكَ العيشُ يا عصامُ مماتٌ ما شرابي من بعدهِ ؟!! ما طعامي؟!!
وحرامٌ عليّ طعمُ رقاد ٍ وحرام عليّ ألف حرام
سقط العدل والحياء سريعاً وتهاوى الهُيام فوق الرَّغام
فهْو للحلم موئلٌ ومنارٌ وهْو للحق من أولي الأحلام
وهْو للجود والسماحةِ أهلٌ وهو للصعْبِ والأمورِ العظام
مَنْ رآهُ أحبَّ فيه خِصالاً جُمِعتْ في فذٍّ رفيع الـمَـقَـام
قصبَ السَّبْق نال كفُّ قصبجي بسجايا كريمة ووئام
يا إمامَ الفرسان في العلم إنّا لم نَعُدْ نهتدي من الآلام
علمُهُ كالسراج فينا مضيءٌ وهْو في العلم مقصدُ الأعلام
لم يُغيّرْه منصِبٌ فهو أسمى من كراسٍ ومنصب وحُطام
قد سما مُخلَصاً صدوقاً نقيّاً طاهراً راضياً فنعمَ السامي
إن يكن غاب فهْو في القلب باق أو يكنْ رِيْمَ فهْو خيرُ مَرامٍ
لا تقولوا قد مات بل عاش فينا فهْو فينا كالروح للأجسام
لا تقولوا قد مات يوماً عصامٌ فهْو باقٍ على مدى الأيام
مَنْ يقلْ مات فهْو لا ريبَ ميْتٌ قلبهُ بالأحقاد والأسقام
من أُعزّي ؟! وهل يَرُدّ عزائي لي حبيبي ومُهْجتي وهُيامي
إنما العُمْرُ ساعةٌ فاغْتَـنِمْها بصلاةٍ وسجدة وصيام
إنما العيشُ ساعةٌ ثم نمضي لِلِقاء الحبيب ربّي السَّـلام
كم فتًى في الأنام يرجو بقاءً جرّعتْه المنونُ كأسَ حمام
يا أخي فلْتكنْ خبيرَ المنايا فلها جرعةٌ من الإيلام
ربِّ ألبسْه رحمةً وحناناً ربِّ يا ذا الجلالِ والإكرام
وأنلْهُ منك الرضا يا إلهي بصلاةٍ كثيرةٍ وسلام
أستاذنا الدكتور عصام قصبجي .. ليهنأ تراب حلب:
هناك أناس إن جمعتك المصادفة معهم فوجدتهم أناساً طيبين ، يبقى عطرهم في ذاكرتك خالداً ، فتذكرهم دائماً وفوح المحبة ينثر آريجه منك تجاههم، فما بالك إذا كان أحد هؤلاء قد عاشرته وجلست إليه لابل تلقيت منه دروساً ومحاضرات فرأيت في عينيه برق الوجدان،
وتسللت إليك محاسن شخصيته ومناقبها، تلمست منه فيض الخاطر وروح الأدب ، وأبحرت معه في فلسفة هذه الحياة لتتلقى منه عبارات وحكماً قلما تصل إليها وحدك، إذ لابد من يد تأخذك برفق إليها لتجد الطريق سلسة معبدة بالقيم . تأسرك عباراته الجزلى، ورؤاه الجميلة، وطلاقة لسانه ومحبته التي يسبغها على كل من يجالسه .. تلمح في وجهه نور العلم والأدب، وفي ضحكته فيض السعادة، تلك السعادة التي لطالما أعطى فيها محاضرات ودروساً، حتى ليبلغك أن السعادة هي أنت، هي ما في داخلك، هي هذا العطاء الذي تبذله، لا في سبيل نفسك وحدك، وإنما في سبيل الآخرين أيضاً. ذلك غيض من فيض شخصية الدكتور عصام قصبجي الذي رحل عنا فخسرناه وخسرته كلية الآداب، أساتذة وطلاباً، أصدقاء ومحبين . كنت كلما قرأت شيئاً في علم الجمال، خطرت ببالي تلك الجلسات التي لايمكن أن ينساها الطالب الذي يتتلمذ على يديه، فكم سرحنا معه في تلك الفلسفات التي كانت تبهجنا، حتى أنك في برهة يخيل إليك أن تلك الأفكار الفلسفية هي أفكاره، مؤمن بها حد اليقين، لكنك تفاجأ قبل نهاية الجلسة بما هو مخالف لها، يقنعك بالنقيض حتى اليقين أيضاً، فاسلك أنت الطريق التي تشاء . أذكر - فيما أذكر - أن له موقفاً عبثياً من الأشياء، موقفاً يجعلك تفاجأ بما لدى هذا الإنسان القدير الممتلئ حكمة وشاعرية، موقفاً يجعلك تلح على أن ما لديه من فكر وعلم وثقافة خسارة لنا ولمن بعدنا ألا يدوّن، ألا يأخذ نصيبه من الورق الأبيض، ولكنه ربما كان يعلم أو يدرك بإحساسه المرهف أن ما يقوله لن ينساه سامعه، فقد رسخه في ذاكرته إلى الأبد، هذا الرسوخ مبعثه الطريقة الفنية في الإلقاء، وفي الإعطاء، وفي تقديم ما في الفكر من أشياء ستأخذ قيمتها العظمى في النفس. كان رهيفاً جداً لدرجة تجعلك مسلوب اللب والقلب، يأسرك بالحنان المتدفق من داخله، فتخاله أباً لك يدلك على الطريق التي تصلح لك. يعطيك من وقته الكثير ،لايمنع عنك أية شاردة أو واردة تخطر بباله. خسرناك يادكتور عصام، فقد كنت حقيقة نعم المعلم والأستاذ، ونعم الأب، ونعم الصديق، وليحزن الكثيرون أنهم الآن لم يعودوا يسمعون منك كلمة في أدب الخلق والمكارم، ولتهنأ روحك وتقر عينك أننا لن ننساك أبداً، فأنت باق في أفئدتنا وعقولنا ما حيينا، كلماتك ستبقى محفورة في ذاكرتنا، ورؤاك لاتزال ترفرف في سماء أخيلتنا، وليهنأ تراب حلب أنه يضمك الآن بين ذراته .
حفل تأبيني بجامعة حلب بعد مرور أربعين يوماً على وفاة العلامة الدكتور "عصام قصبجي":
أقامت جامعة حلب برعاية رئيس الجامعة الدكتور "نضال شحادة" حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة صرح من صروح اللغة العربية الاستاذ الدكتور "عصام قصبجي"، الذي وافته المنية صباح الأحد 8 آذار الماضي، وذلك في مبنى كلية الآداب بمدرج إيبلا.
وبدأ الحفل الذي حضره عدد كبير من الشخصيات الهامة في الجامعة وأهل الفقيد و ذويه وحشد كبير من الطلبة، بتلاوة للقرآن الكريم ثم ألقى الدكتور "عيسى علي العاكوب" عميد كلية الآداب كلمة وضح فيها أهمية الدكتور المرحوم "قصبجي" وعطاءاته التي قدمها في مجال اللغة العربية وآدابها، حيث قال: "كانت مشيئة الله في تعرف كلية الآداب على أستاذ عظيم ومعطاءً الدكتور قصبجي - رحمه الله - الذي تتلمذ على يده ثلاثة أجيال من دارسي اللغة العربية، وكان يشكل مدرسة عظيمة وأتباعه يمتازون بالعلم والمعرفة والتقدم وحب الوطن".
وأكمل حديثه قائلاً: "كان معلما ماهراً فالمعلم يحول المعادن الرخيصة إلى ذهب، وقد عبر العاكوب عن حزنه الشديد وعزا نفسه بأن الموت محتوم على كل ابن آدم وتابع"، وكأن قصبجي يقول لنا: "مضيت قبلكم لأجعل لكم الموت أكثر أنساً وكما كناه أبواللازورد".
كما ألقى رئيس الجامعة الدكتور "نضال شحادة" كلمة شرح فيها موجزاً عن حياة الدكتور قصبجي وتحصيله العلمي والمناصب التي شغلها طيلة حياته ولم تكن نجاحاته ومشاركاته محصورة ببلده الأم سورية بل تعدت إلى مختلف البلدان العربية و الأجنبية "مصر – السعودية – لبنان – فرنسا - إيطاليا" كما أنه كان حريصا على متابعة التحصيل العلمي و طلابه.
وفي ذات السياق تحدث الاستاذ الدكتور "عمر الدقاق " العميد المؤسس لكلية الآداب عام 1966-1967 التي كانت تسمى كلية الآداب و اللغات سابقا عن مناقب الفقيد وعبر عن " حزنه لفقد الطالب و الباحث النجيب "عصام قصبجي" و أكمل حديثه قائلا : كنا ثلاثة مدرسين عادوا من مصر بلد الإيفاد
" محمد صبري أشتر –عمر الدقاق – فخر الدين قباوة "و بعدها رفد إليهم عددا من الطلاب وهم "عمر يحيى-محمد أنطاكي-محمود فاخوري-بكري شيخ أمين" ومصطفى جطل و محمد حموية و آخرين".
تتلمذ عصام على يد هؤلاء الاساتذة واستقى من نعيم علمهم و معرفتهم فقد كانوا ما يقارب الثمانين طالبا " بداية الغيث " كما وصفهم و كان عصام الأول بينهم و قد تحدث بصدد قلة مؤلفات القصبجي حيث قال : كما قال الشيخ محمد عبده " كل تلميذ من تلاميذي مؤلف".
كما كان لأصدقاء الفقيد كلمة تحدث فيها الدكتور أحمد ارحيم هبو العميد الأسبق للكلية عن مناقب المرحوم و صفاته الخُلقية حيث كان هادئا لا يعرف الغضب....
و تابع الحديث الدكتور "مصطفى جطل" صديق المرحوم قائلا : نأتي إلى الدنيا بلا رغبة و لا معرفة منا و بعد أن نعرف و نعشق الحياة نختطف منها بلا استئذان.
و كان لطلاب الفقيد كلمة تحدث فيها الدكتور عبد الغني زيتوني عن صفات استاذه و معاملته الحسنة مع طلابه و خاصة الباحثين المتميزين
ومن جهة أخرى كان للدكتور "أحمد محمد ويس " أحد تلامذة الدكتور قصبجي - رحمه الله- وقفة عبر فيها عن حزنه لفقده استاذه الفاضل و عجز حروف الضاد عن وصفه أدق الوصف.
بيت من الشعر :
الناس صنفان فوق الأرض أموات و تحت الأرض أحياء
وكان لأهل الفقيد كلمة ألقتها ابنته الدكتورة "فاغية قصبجي" حيث شكرت كل من ساهم في إقامة هذا الحفل ودعم اسرة الفقيد ومن واساهم في مصابهم الجلل و أنها ستواصل طريق والدها في البحث العلمي دون تقصير حيث كانت المصيبة جمة ولم تكن تتخيل نفسها تقف هذا الموقف في تأبين والدها
قصبجي في سطور..
ولد الدكتور عصام قصبجي في عام 1948 وحصل على الإجازة في اللغة العربية سنة 1970 وكان الأول على دفعته التي تعد الدفعة الأولى في كلية الآداب ثم عين معيداً في اختصاص الأدب الأندلسي والنقد العربي القديم.
أوفد إلى جامعة القاهرة وهناك حصل على درجة الماجستير عن رسالة عنوانها «لسان الدين بن الخطيب» وكان المشرف على الرسالة المرحوم الدكتور عبد العزيز الأهواني, ثم حصل على درجة الدكتوراه عن رسالة «نظرية المحاكاة في النقد العربي القديم بين النظرية والتطبيق» برتبة الشرف الأولى سنة 1978 وكان المشرف على الرسالة الدكتور المرحوم شوقي ضيف، وقد أشادت لجنة المناقشة برسالة الطالب وتنبأت له بمستقبل علمي زاهر.
عمل في التدريس بكلية الآداب بجامعة حلب عام 1978.
أعير إلى جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية بين عامي 1983-1988، ثم عين رئيساً لقسم اللغة العربية بـجامعة حلب منذ سنة 1989حتى سنة 1995 حين أوفد للبحث العلمي.
أوفد إلى «الكوليج دوفرانس» بباريس في مهمة للبحث العلمي مدتها ستة أشهر.
عين وكيلاً لكلية الآداب للشؤون العلمية منذ سنة 1996 حتى سنة 2000. وعميداً للكلية بين 2000-2001. وفي عام 1998 عين رئيساً لتحرير مجلة بحوث جامعة حلب.
شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والعربية والدولية ومنها:
- دوة الثقافة العربية الإسبانية في دمشق 1990، وكان عنوان بحثه "فلسفة الحب في طوق الحمامة لابن حزم وأثرها في الأدب الأوربي.
- ندوة الثقافة الأندلسية بإشراف معهد سرفانتس، دمشق 1998، وكان عنوان بحثه "وحدة الوجود في فلسفة ابن سبعين".
- ندوة المؤثرات الأندلسية في الأدب الأوربي بإشراف معهد سرفانتس، دمشق 1999، وكان عنوان بحثه "الأثر الأندلسي الصوفي في الأدب الأوربي".
- ندوة ابن عربي في جامعة حلب، حلب 1999، وكان عنوان بحثه "وحدة الوجود بين الفكر والشعر".
- مؤتمر الشعر العربي في القرون الوسطى في جامعة بولونية بإيطاليا عام 2000، وكان عنوان بحثه "فلسفة الفن في الحضارة العربية الإسلامية".
- مؤتمر طريق الحرير في بيروت عام 2000، ضيف شرف.
- ندوة الموشح الأندلسي في باريس 2001، وكان عنوان محاضرته "التحليل النفسي للخرجة في الموشح الأندلسي".
- وكان آخر مؤتمر شارك فيه هو مؤتمر عن النسيمي في أذربيجان.
حاضر في جامعة ليون الثانية سنة 1991 عن الثقافة الأندلسية وألقى خمس محاضرات منها:
1- "الطابع الصوفي في الموشحات الأندلسية".
2- "أثر الامتزاج الحضاري في الموشحات الأندلسية".
3- "وحدة الوجود عند ابن عربي".
درَّس في دبلوم الدراسات العليا منذ عام 1980 وكان يعنى بالدراسات النفسية والجمالية والفلسفية التي أشرف على عشرات مشاريع التخرج فيها.
نشر عشرات البحوث في مجلة بحوث جامعة حلب وأشرف على عشرات الرسائل في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعات السورية، بما يقارب 30 رسالة دكتوراه و 40 رسالة ماجستير.
في رثاء الأخ الدكتور عصام قصبجي:– رحمه الله تعالى
وكتب صديقه الشاعر الداعية (يحيى بشير حاج يحيى) قصيدة رثاء عدد فيها صفاته وأخلاقه، فقال :
من أصدقائنا في جامعة حلب الإخوة : فاروق الغباري ، حسني ناعسة ، محمد رشيد الطويل ، عدنان شيخوني رحمهم الله .
وفاته :
توفي الدكتور عصام قصبجي في مدينة حلب صباح يوم الأحد 8 آذار 2010م .
رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته
وسوم: العدد 934