الشيخ العلامة المجاهد عبد المعز عبد الستار
( ١٩١٦- ٢٠١١م)
هو الشيخ الداعية العلامة المجاهد عبد المعز عبد الستار أحمد المولود في فاقوس الشرقية في محافظة الشرقية بمصر عام 1916م وأحد أبناء الرعيل الأول لجماعة الاخوان المسلمين.
نشأ في كنف أسرة مسلمة محافظة تحب العلم وتحترم العلماء، فوالده كان صيدليا خبيرا بالأدوية، وكان مشتركا بمجلة الفتح الإسلامية وكان صديقا للشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله.
الدراسة، والتكوين:
حفظ عبد المعز عبد الستار القرأن في كتاب القرية، ثم حصل على تعليمه الأولي بالمعهد الازهرى بالزقازيق بالقاهرة، ثم ألتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ولكنه تركها للالتحاق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخرج فيها عام ١٩٤٠م.
الوظائف، والمسؤوليات:
ثم عمل بالتدريس في الفيوم والقاهرة، وكان يقيم في حدائق شبرا.
ثم سافر للتدريس في كلية الشريعة بالمملكة العربية السعودية في الستينيات، وكان يخطب، ويدرس في المسجد الحرام..
ثم سافر إلى قطر، وعمل في التوجيه والتأليف والإشراف على مناهج العلوم الشرعية، وشارك في تأليف قرابة "20" كتابا قررتها الوزارة على الطلبة القطريين في مختلف المراحل الدراسية، وانتهى عمله الوظيفي منتصف السبعينيات، وكان رئيسًا لتوجيه العلوم الشرعية.
انضمامه الى جماعة الإخوان المسلمين:
انضم الى جماعة الاخوان في بداية ثلاثينيات القرن الماضى عن طريق زميل له في الأزهر أسمه (نور المتيم ) الذى اخبره أن محمد البنا، شقيق حسن البنا وهو شاب أزهري من الإخوان يخطب في أحد المساجد بتكليف من الامام حسن البنا الذى كان يوزّع الإخوان على القرى، وكان محمد البنا، في مثل سن "عبد الستار " ، وكان طالب بمعهد القاهرة الأزهرى، في السنة الرابعة، وكان معه محمد عبد الحافظ، وكان طالباً بكلية الحقوق، وهو ابن عُمْدة "المَرْج وعندما قابل شقيق حسن البنا عرض عليهم دعوة الإخوان، ورسائل البنا، ومنها "رسالة إلى أي شيء ندعو الناس؟"، و"دعوتنا" ليلتحق بعدها بالجماعة، وبدأ مباشرة في جمع التبرعات؛ للجماعة.
كان أول لقاء له مع الشيخ حسن البنا في عام 1937م بعد ان التحق بكلية أصول الدين، في بعثة للحجّ، وكان البنا كان في وداع البعثة.
وكان أول من أرسله حسن البنا إلي فلسطين عام 1946 مع أسعد الحكيم، والتونسي عبد العزيز الثعالبي في مهمة دعوية وجهادية لتأسيس ونشر دعوة الاخوان هناك، وكـان لا يزال وقتـها طالباً في الأزهــر الشريف وهناك زار العديد من بلدان فلسطين كحيفا، ويافا، والقدس ومارس الجهاد في المناطق الشمالية في فلسطين مع الشيخ عز الدين القسام، ثم التقى الشيخ نمر الخطيب، واستطاع افتتاح فرع في القدس في 5/5/1946 مع جمال الحسيني نائب رئيس اللجنة العربية العليا وجمع مبلغ 1871 ج فلسطينيا لبناء دار هناك، ثم أنشأ الفروع في سائر مدن فلسطين، فأنشأ فرع في يافا، وفرع في اللد وفرع في حيفا، وطولكرم واستطاع اقناع جماعتا أنصار الفضيلةوالاعتصام إسلاميتان بالانضمام الى جماعة الاخوان، وكان ذلك بحضوره كمبعوث للمركز العام للجماعة بالقاهرة.
وعندما أجريت انتخابات مكتب الإرشاد الثاني في عهد حسن الهضيبي في ديسمبر سنة 1953م أسفرت نتيجة الانتخابات عن اختياره مع الدكتور محمد خميس حميدة وكيلا للجماعة، وعبد الحكيم عابدين سكرتيرًا، والدكتور حسين كمال الدين أمينا للصندوق، وعبد القادر عودة عضوا، والدكتور كمال خليفة وعمر التلمساني، وعبد الرحمن البنا، وأحمد شريت، ومحمد فرغلي، وعبد العزيز عطية، ومحمد حامد أبو النصر بالاضافة الى منير أمين دله وصالح أبو رقيق، والبهي الخولي.
وكان له مكانة بارزة في قسم الدعوة والجماعة، وكان كثيرا ما يقدم خطيبا في حضور كبار قادة الجماعة ،وذلك حرصا من الشيخ "البنا" على إظهار ان قيادات الجماعة تضم "علماء أزهريين".
وكان الامام حسن البنا يكلفه بالخطبة الأسبوعية في كل خميس من كل أسبوع فى المركز العام منذ عام 1940 في حال غيابه كما حدث عند نقله الى محافظة قنا"، وحين سدد الإخوان ثمن الدار الجماعة، وتم تأثيثها، دعا المركز العام الإخوان للاحتفال بافتتاح دارهم الجديدة وأعد لذلك استعراضا لجوالة الإخوان فى حدود عشرين ألف يمثلون جميع الشعب والمناطق فى أنحاء البلاد، وأعد لتلك الفرق الوافدة مراكز إيواء مجهزة بكل وسائل الراحة والتموين وبينما كانت وفود الإخوان فى طريقها إلى القاهرة عصر يوم الخميس استعداداً للاحتفال الكبير فى صباح يوم الجمعة صدر قرار من أحمد ماهر باشا رئيس الحكومة بمنع الاحتفال ومنع الاستعراض، ولكن أكثر المدعوين كانوا قد وصلوا إلى القاهرة، واستضافتهم مراكز الإيواء، فصدر توجيه من المركز العام بأن يؤدى الإخوان جميعهم صلاة الجمعة فى جامع الأزهر.
وما أن أقترب موعد الصلاة حتى لم يعد فى ساحة المسجد متسع لأحد فى الوقت الذى حاصرت قوات الشرطة كل الطرق المؤدية إلى المسجد وما أن انتهت الصلاة حتى خطب عبد المعز عبد الستار، وكان موجودا بالمسجد، وقال " أيها الإخوان نحن لم نلتق فى هذا المسجد على شكل مظاهرة، وإنما ليس فى القاهرة بعد قرار مصادرة الاحتفال بافتتاح دارنا مكان يتسع لهذا اللقاء فى شكله وفى مضمونه سوى الجامع الأزهر وتابع قائلا "أيها الإخوان إننا لسنا راغبين فى إثارة ولا خائفين من أية قوة، ولكننا أبعد نظرا من أن تستفزنا الحوادث فنغامر بأمر دعوتنا، وإننى والله أيها الإخوان لأضع الحق فى يمنى وأضع روحى فى يسارى لا أخاف فى الله لومة لائم، وليس أعظم فى الصبر من أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، والآن أيها الإخوة لقد حققنا بهذا اللقاء بعض ما تجيش به نفوسنا بنحوكم، كما أنكم أعلنتم بهذا اللقاء مدى ارتباطكم بدعوتكم فى دقة التنظيم وسرعة الاستجابة وضبط النفس، فإنى أهيب بكم أن تنصرفوا فى هدوء مشكورين مأجورين ولا تعطوا لأعدائكم فرصة الاصطدام بكم".
سجنه، واعتقاله:
أعتقل في معتقل الطور بعد استشهاد الإمام البنا في عام 1949، وتعرف عليه الشيخ القرضاوى هناك، وكان الشيخ يخطب في سجناء العنبر، ثم أعتقل في معتقل الهاكستب عام 1954م، وصدر ضده حكم في 5 ديسمبر 1954 بالبراءة مع البهي الخولي مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف.
هجرة إلى الله:
ثم سافر الشيخ عبد المعز عبد الستار إلى قطر، وعمل في التوجيه والتأليف والإشراف على مناهج العلوم الشرعية، وعاش بها 50 عاما في بيت منحته له وزارة المعارف بأمر من الشيخ خليفة، ومنحه أمير قطر الشيخ حمد الجنسية القطرية، وبنى معهداً دينياً في فاقوس شرقية، وسماه معهد "عبد الستار الشاكوشي"، وحفر بئرا باسمه في أفغانستان، وكان له العديد من الخطب حول الجهاد، والمجاهدين الأفغان.
ويقول عنه الشيخ حسن البنا " كان الأخوة الأزهريون الذين يترددون على المركز العام يوميا أربعة: الشيخ محمد الغزالي , والشيخ زكريا الزوكة , والشيخ عبد المعز عبد الستار , والشيخ السيد سابق .
وكانوا جميعا طلابا بالأزهر أو حديثي التخرج ."
مناصبه:
تولى الشيخ عبد المعز العديد من المناصب الدعوية والتنظيمية منها:
1- عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
2- عضـو مكتـب الإرشــاد بجمـاعة الإخـوان المسلميـن عــام 1953.
3- أحد دعاة الإخوان المسلمين المعروفين في مصر وقطر.
4- مندوب الامام حسن البنا من الإخوان إلى فلسطين عام 1946.
مؤلفاته:
ترك الشيخ الداعية عبد المعز عبد الستار العديد من المؤلفات منها:
1- الشعب المختار فى الميزان.
2- الجهاد.
3- العروبة والإسلام.
4- نظـام الحكـم فى الإسلام.
5- هذا قـــرآننا وهذا الكتاب المقدس.
6- اقترب الوعد الحق يا إسرائيل.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
8 - الشعب المختار في الميزان.
9- هذا قرأننا وهذا الكتاب المقدس.
10- العروبة والإسلام.
الوفاة:
توفي الشيخ الداعية عبد المعز عبد الستار أحمد يوم الأربعاء 13 أبريل 2011 م بعدما مرض 45 يوما عن عمر يناهز 95 عاما وصُلي عليه صلاة الجنازة في مقبرة بوهامور بدولة قطر عصر الخميس 14 أبريل 2011.
ونعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ العلامة يوسف القرضاوي...والعديد من العلماء.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
مصادر الترجمة:
١- اخوان أون لاين .
٢- الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
٣- بوابةالحركات الإسلامية: يشرف عليها جماعة السيسي.
٤- كلمة د. عصام تليمة في التعريف بالشيخ: يوتيوب.
٥- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 960