الشيخ العالم الداعية محمد أمين حفار
( ١٩٥٥ - ٢٠٢٠م )
هو الشيخ الداعية والحافظ للقرأن الكريم أبو باسل محمد أمين حفار.
ولد الشيخ أبو باسل محمد أمين حفار في مدينة حلب عام ١٩٥٥م.
درس مراحل التعليم الأولية في سورية.
ثم غادر سورية أثناء الثمانين.
وحصل على شهادة الليسانس من كلية الشريعة في جامعة بغداد.
ثم تنقل في البلدان بين الأردن، واليمن، ثم استقر في تركيا منذ بداية.
انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين في سورية منذ شبابه المبكر.
وتدرج في المناصب القيادية فيها، حتى أصبح عضوا فى مجلس الشورى، ومسؤولا في المكتب العسكري، وإداريا في مركز عينتاب.
وكان حافظا للقرأن ندي الصوت طيب القلب لطيف المعشر يمتاز بالحيوية والنشاط .
متزوج وله عدد من الأولاد أكبرهم باسل وعمار .....وكلهم قد أكمل تحصيله العلمي.
وفاته:
توفي الشيخ محمد أمين حفار في ١ ربيع الأول عام ١٤٤٢ للهجرة/ الموافق ١٨ تشرين الأول عام ٢٠٢٠م.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
أصداء الرحيل:
جماعة الإخوان المسلمين في سورية تنعى الأخ “محمد أمين حفار – أبو باسل”
20 أكتوبر، 2020 إخوان سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))..
إنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجل مسمى..
تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية إليكم وإلى كل العاملين في الحقل الإسلامي، الأخ الفاضل الأستاذ محمد أمين حفار -أبو باسل- من مواليد مدينة حلب 1955م، والذي انتقل إلى رحمة ربه في مدينة غازي عنتاب – تركيا (1 ربيع الأول 1442/ 18 تشرين الأول/أكتوبر 2020)..
رحم الله أخانا أبا باسل، الرجل العالم العامل، الذي أمضى حياته في رفض الظلم ومقارعة الظالمين، وفي الدعوة إلى الله وخدمة دينه وعباده..
تعلم القرآن الكريم وعلّمه قراءة وحفظاً، وتأثر بعدد من العلماء الأفاضل مثل الشيخ السلقيني والشيخ العتر والشيخ محمد فاضل السامرائي وغيرهم..
انتمى لجماعة الإخوان المسلمين في سنّ مبكرة، ونشط فيها، وكان يعتبر عمله وتاريخه فيها رأس ماله عند الله عز وجل..
خرج من سورية في مطلع الثمانينات فاراً بنفسه وأهله ودينه من ظلم الطغاة المجرمين، أقام في العراق ودرس الشريعة في جامعة بغداد، ثم انتقل إلى اليمن وأقام فيها إلى أن قامت ثورة شعبنا السوري المباركة، فلبى النداء وذهب إلى سورية مساعداً لأهله وشعبه ومدافعاً عن وطنه من ظلم الطغاة وإجرامهم..
خالص العزاء والمواساة لأهل الفقيد، زوجته الفاضلة وأبنائه الأفاضل وأقاربه وجميع محبيه..
نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
19 تشرين الأول 2020 م
2 ربيع الأول 1442 هـ
محمد أمين حفار (أبو باسل) في ذمة الله
الخميس 5 ربيع الأول 1442 - 22 أكتوبر 2020 426
وكتب الأستاذ علي صدر الدين البيانوني
الكلمة التي ألقيَت في مجلس العزاء بتاريخ 20/10/2020
أيها الإخوة والأخوات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا أبا باسل لمحزونون. ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.. و عزائي لأسرته الكريمة، وزوجته الداعية المربية الصابرة المحتسبة السيدة الفاضلة (أم باسل)، وأبنائه الأحبة: باسل، وعمار، ومصطفى، ومحمود، وخالد، وبناته الفضليات: أسماء، وإسراء، وأصهاره، وكناته، وإخوانه، وأحبابه، ولكلّ من عمل معه، أو تعرّف عليه.. سائلاً المولى عز وجل، أن يتغمّدَه بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعنا به في مستقرّ رحمته، وأن يلهمنا الصبر والرضا وحسن العزاء..
يقول الله عزّ وحلّ: من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا.. وأنا أحسَب أن أخانا الحبيب (أبو باسل)، من هؤلاء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلقيَ وجهَ ربه، راضياً مرضيا.. هكذا أحسبه، ولا أزكّيه على الله، فهو حسيبه.
إنّ الحديث عن أخينا الحبيب (أبو باسل) ليس أمراً سهلا، لأنه حديث عن مجموعة كبيرة من الفضائل، قلّما تجتمع في شخص.. وأنا أعرفه منذ أربعين عاما.. وأعرفه عن قرب ومعايشة منذ عشر سنوات.. فهو أنموذج نادر قليلٌ أمثاله..
هل أحدثكم عن (أبو باسل) الشابّ الذي نشأ منذ نعومة أظفاره في طاعة الله.. الخلوق، المهذب، الأديب، المتواضع، الهادئ، الرزين، الهيّن، الليّن، المتسامح، الوفيّ، الحييّ، الكريم، المعطاء، صاحب الابتسامة المشرقة، من الموطّئين أكنافاً، الذين يألفون ويؤلَفون؟.
أم أحدثكم عن (أبو باسل) المهاجر، المجاهد، الثابت على العهد والمبدأ، الجنديّ المجهول، المبادر، المثابر، الذي يعمل بصمت، لا ينتظر تكليفاً من أحد، ولا ينتظر جزاءً ولا شكورا؟.. الداعية، المربّي بحاله قبل مقاله، الحافظ، القارئ المتقن، المقرئ الذي تعلّم القرآن وعلّمه، خرّيج كلية الشريعة، عضو رابطة العلماء السوريين، المتفاني في خدمة دينه ودعوته وإخوانه وأهله وشعبه، المتابع لأوضاعهم في داخل سورية وخارجها، وفي المخيمات والمهاجر؟..
هل أحدثكم عن (أبو باسل) صاحب الهمة العالية، المتفائل، الذي يضفي الأمل والتفاؤل على من حوله، الصابر على الأذى، الذي لا يقابل السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح، الذي انخرط في دعم ثورة أهلنا في سورية، منذ انطلاقتها، مع أسرته وأبنائه، دون تكليف من أحد، ولم يألُ جهداً في تقديم الدعم والعون لكلّ الفصائل والناشطين، وكان على مسافة واحدة من السوريين جميعاً، بعيداً عن التعصّب والتحزّب؟.. أم أحدثكم عن سعيه الدائب لوحدة الصف واجتماع الكلمة، في كلّ الساحات والميادين؟..
لم أعدّد هذه الصفات جزافاً، فعندي لكل صفة منها شواهد كثيرة، من حياة فقيدنا الغالي.. لقد عايشت أبا باسل رحمه اهى ، وعملت معه عن قرب، في داخل سورية وخارجها، أكثر من عشر سنوات، ورافقته في السفر والحضر، وكنت معه في الشدة والرخاء، وفي حالتيْ الرضى والغضب، فلم أسمع منه كلمة تسيء لأحد، وتعلمت منه الكثير.. لقد كان خبر وفاته صادماً ومؤلما، لكنّ عزاءنا أنه لقيَ وجه ربه راضياً مرضيا.. هكذا أحسبه، ولا أزكّي على اهمل أحدا.. أسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعنا به في مستقرّ رحمته، مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين.. وحسُن أولئك رفيقا.. اللهمّ آجرنا في مصيبتنا، وعوّضنا خيرا. وصلى اأو على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. والحمد لله ربّ العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في وداع الراحلين...الأخ الحافظ الداعية العامل المجاهد " أبو باسل " محمد أمين الحفار في ذمة الله..
الأربعاء 4 ربيع الأول 1442 - 21 أكتوبر 2020م
وكتب الأستاذ الداعية زهير سالم يقول:
في وداع الراحلين...الأخ الحافظ الداعية العامل المجاهد
وإذا أتتك مصيبة تُشجى بها ...فاذكر مصابك بالنبي محمد
وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله فرطنا على الحوض ، وسابقنا إليه . وجامعنا عليه بإذن الله ، وعزاؤنا في كل مصيبة ، فكل مصيبة بعدك جلل يا سيدي يا رسول الله ......
وسبقنا إلى ربه أمس غرة ربيع الأغر الأخ الحبيب شقيق الروح ، رفيق الدرب الطويل محمد أمين حفار أبو باسل ..رحمه الله تعالى وكتبه في السابقين ... السابقين
وكتب إلي الأخ الحبيب محمد فاتح الراوي:
" تعرفت على أبي باسل أثناء عملي في مدينة الحسكة، وكان طالبا في الصف العاشر، والتزم مع الدعوة والداعية، ثم جمع حوله ثلة من خيرة شباب الثانوية - عربا وكردا - فغير وغيروا وجه الثانوية في الحسكة، أزاحوا عنها التوجهات الغريبة، وأسسوا لتوجه إسلامي رشيد ونشيط، عمرت بهم المساجد، وكان كل واحد منهم فيما بعد شعلة توقد ، دينا والتزاما ومضاء وعطاء ..."
ورحم الله الأخ الحبيب أبا باسل ..
وعرفته منذ ما يقرب من خمسين عاما ، وكان قائما على صيدلية العداس قرب بيتنا في حلب ، أدخل عليه الصيدلية فيستقبلني ببسمته المشرقة وتتصافح أيدينا وأرواحنا ، ثم مضينا على الطريق الطويل الذي اخترناه بوعي ورشد وعزم وتصميم ، خمسون عاما وكنت أحتسب أن يقول أبو باسل فيّ كلمة إذ يحين حيني وأجدني اليوم مدعوا للقول فيه ..وماذا عساي أقول ؟!
ورحم الله الأخ الحبيب أبا باسل ..
وكان أبو باسل رحمه الله تعالى أنموذجا حيا للداعية الرشيد . ومنذ الثمانينات حتى ساعة فارق هذه الدنيا ، لم يغادر الساح ولا الميدان ، بل ظل من أولئك الذين وصفهم سيدي رسول الله ...
" ورجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها .." طار إليها دفاعا عن رب وعن دين وعن أهل وعن وطن ..
منذ أوائل الثمانينات وهو ابن الساحة السورية المنتفضة على الطغيان ، خاض غمراتها على كل المستويات ، كان فيها الجندي ، الذي يُركن إليه ، ويعتمد عليه ، فكان فارس ميدان بحق وجد وعزم ورشد وتصميم .. أربعون عاما من الهجرة ، عايَشنا فيها الأخ أبو باسل وعايشناه فعرفناه وعرفنا منه وعرفنا عنه ..وما زادت المعرفة قلوبنا إلا حبا ، وعرانا إلا زيادة في توثيق ..
ومن خير ما تعلمنا من الأخ أبي باسل رحمه الله تعالى ..
أن العامل إذا كُلف بالعمل أطاع و أتقن وأحسن وأجاد واحتسب ، وإذا لم يكلف جدّ في البحث عن ثغرته فقام عليها ، وسدّها بما يقدر عليه وبما يستطيع ..
درسنا من الراحل الحبيب أبي باسل ...
أيها العاملون القاعدون أو المنسيون ..
ابحثوا عن ثغرتكم ، بل ابحثوا عن الثغرة التي تليق بكم ، ودعوا عنكم سفاسف الأمور ، وما أكثر وأعظم الثغرات فيما يحيط بنا ، وما أقرب وأيسر في هذا العصر الوسائل والأدوات ..ادفعوا عن الإسلام ، وضّحوا الحقائق ، اشرحوا المعاناة ، كثروا السواد ، كونوا الجنود القادة ...ففي كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنة الزهر ...
ومن خير إرث الأخ الراحل الحبيب أبي باسل ..
أنه كان يذكر دائما يوم عهدنا الأول مع الله ، وكان يقول بصوته الهادئ الوديع " نحن ما كنا " ها هنا " من أجل فلان ولا فلان ، نحن نتعامل مع رب العالمين .." وتنزل هذه الكلمات كالبلسم على أفئدة الخلطاء الموجعين. في ساعة عهدنا الأول كنا وكان البيع وكان فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به .. ونمضي ويمضي في دربه لا يلوي على الكثير ..وإنه لدرس حق أن ننقله اليوم عن الراحل الحبيب ..أن نتذكر دائما ساعة الصفاء تلك ، التي لم ينسها الراحل الحبيب أبدا ..
ووقفة ثالثة نحتاج إليها ، ونحن في وداع الأخ الحبيب " أبو باسل" إلحاحه ولاسيما في رباطه في السنوات العشر الأخيرة في قلب الثورة وقريبا من خائضي غمراتها أن علينايجب أن نثبت عمليا لا نظريا أننا من كل السوريين ..ولكل السوريين .. دون محاباة ولا تمييز ..وكان هذا بالنسبة إليه شعارا ومنهجا ، يظل يشرحه ويؤكد عليه ، ويعلن التزامه فيما يأتي أو يدع به .
وثمة ما ينبغي توضيحه في هذا السياق مما يشكل على بعض الناس. يقول تعالى " لينفق ذو سعة من سعته " ، وحين يقدّر الإنسان في أخيه السعة ، ثم يلحظ منه التقصير يظن فيه الحوب أو البخل .
والشكوى لا تجمل بالمسلمين . وحين كشف بعض الصحابة عن بطونهم حجرا ، كان على بطن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجران ربطهما من جوع ..ولعلها رسالة اعتذار تفي للذين يحسبون .
ورحم الله أخانا الحبيب أبا باسل فقد كان ديدنه ، شعاره ودثاره " الانتماء للثورة والثوار وكان كل العاملين عليها من أهل الرشد ، ما استطاع ، منه قريب ..
يقول الإمام البنا رحمه الله تعالى الفرد المسلم ، والبيت المسلم ، وكانت أسرة أخينا الحبيب أبي باسل خلية نحل في الدعوة والعمل والتضحية والإيثار والفداء ...أسرة أسوة وقدوة يضرب بها المثل في الخير والتضحية والبذل ..
رحم الله أخانا أبا باسل ..
فقد كان من مدرسة في جماعة الإخوان المسلمين ، وكان مدرسة في جماعة الإخوان المسلمين ، وخلّف مدرسة لكل الجادين والصادقين العاملين...
رحم الله أخانا أبا باسل، وقبله وتقبل منه، وغفر له وزاده إحسانا وغفرانا..
اللهم إنه قد وفد عليك فاجعل قراه منك الجنة، اللهم نشهد بما علمنا، وكما أمرتنا، ولا نزكي عليك أحدا من خلقك أبدا ..وما علمناه إلا وهو يؤمن بك، ويتوكل عليك، ويحسن الظن فيك ...
وخالص آيات العزاء والمواساة لأختنا الكريمة الداعية المجاهدة الصابرة المحتسبة أم باسل ولأنجال الفقيد باسل وعمار وإخوانهم ولبنات الشهيد وأصهاره وإخوانه أجمعين ..
أربعون عاما خلت والأخ الحبيب من ساح إلى ساح ما وهنت منه عزيمة، ولا تسرب إليه ضعف أو يأس أو قنوط ..
وألقت عصاها واستقرت بها النوى ..كما قرّ عينا بالإياب المسافر
أيها الحاملون للرايات الوفاءَ ..الوفاء لإخوان لكم سبقوا إلى لقاء الله ..الوفاءَ ... الوفاءَ .. لعهود الشهداء، وتضحيات العاملين ..
اللهم اجعل قدومنا عليك قدوم الغائب على أهله ..فقد هجرنا فيك الأهل والأحبة والدار والوطن ..
وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
الأستاذ محمد أمين حفار:
الاثنين 2 ربيع الأول 1442 - 19 أكتوبر 2020
وكتب الشيخ عمار طاووز يقول:
الأستاذ المربِّي الفاضل محمد أمين حفار جنيدي المعروف ب " أبو باسل حفار" من مواليد مدينة حلب 1955. م والمتزوج من السيدة الفاضلة والداعية المعطاءة والمتميزة الصيدلانية " عائشة عديس أم باسل" حفظها الله وجبر مصابها، له من الأولاد الكرام البررة: باسل وأبو ياسر ومحمود وخالد.
حافظ للقرآن وآخذ لبعض القراءات هادئ رزين خلوق حييٌّ ذو صوت منخفض وأدبٍ جمٍّ وابتسامة جميلة وعقل راجح، شخصيته توافقية إلى حدٍّ كبير، نشاط كبير وكرم وصبر في خدمة المسلمين، همة عالية في الدعوة إلى الله وخدمة دينه ووطنه ولقاء الأحبة، يعمل بصمت بالغ حتى يظنه من لا يعرفه بأنه إنسان بسيط، تتلمذ على أساتذة وعلماء بلده في حلب ودمشق وغيرهما وكان يحضر محاضرات الدكتور نور الدين عتر بكلية الآداب بجامعة دمشق، وذكر لي بعض هذه المواقف معه ومع الشيخ محمد سلقيني حيث كان بيت جده بجوار مسجد الطواشي الذي يصلي فيه الشيخ السلقيني وكان مفتاح المسجد مع جده الحاج عمر رحمهم الله جميعاً.
هُجِّر في الثمانين من القرن الماضي من بلده، وأقام في بلدان متعددة مثل العراق واليمن والأردن.
ودرس كلية الشريعة في العراق واستقر به المطاف في تركيا.
كان أول لقاء بيننا في منتصف سنة 2012 في أحد المدن التركية وكان الحديث عن الثورة السورية المباركة وضرورة وحدة الصف والكلمة وتوحيد الرؤى بين الناشطين وتوزيع الأدوار والمسؤوليات وصولاً للتخلص من هذا النظام القمعيّ المستبد، وآخر لقاء - قبل فترة قصيرة ببيته - ودار الحديث حول هذه المعاني أيضاً مع التأكيد على ضرورة الاستمرار في الثورة، وفي أول لقاء – وكنتُ يومها سأعود إلى حلب حيث يسيطر النظام ولم يكن تحرر شيء منها – وجدتُ منه الحرص عليّ وعلى طلبة العلم والناشطين في الثورة ومتفهّماً لخطورة الوضع الأمني الذي نعيشه وما يمكن أن نتعرض له من بطش النظام المجرم، كما كان في آخر لقاء متألماً لما آلت إليه أمور الثورة والسوريين في سوريا وبلاد اللجوء والمهجر
ومما ذكر لفقيدنا بأنه كان من أوائل الشخصيات السورية المهجّرة التي لبّت نداء ثورتنا فنزل بداية إلى منطقة تركية حدودية ليكون على مقربة من سوريا ويؤدي دوره لفريضة الوقت، ثم لما تحررت أجزاء الريف نزل إليها هو وأولاده جميعاً ليقوموا بواجبهم تجاه الثورة والجهاد، وكلما تحرر جزء تجدهم فيه وفي الصف الأول، إلى أن عاد به المطاف إلى مدينة غازي عنتاب فاستقر فيها يقوم بما استطاع في خدمة الثورة والدين والدعوة.
رحمك الله عمنا أبا باسل تعملنا منك الكثير الكثير ونسأل الله أن يكتب لك أجر الشهداء تحقيقاً لوعده الكريم " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله" إنَّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك لمحزنون.
وداعا أخا الإيمان:
وكتب الشاعر الداعية د. خالد حسن هنداوي قصيدة رثاء، جاء فيها:
أبا باسل والقلب في العين يدمع أنصبر أم نبكي عليك ونجزع
وحاشا وحاشا أن نميل مع الهوى فإن قضاء الله فينا نوقع
وقد جعل الله العظيم علامة لأهل التقى منها البشائر تنبع
فإن ذرفت منا العيون فإنما لبين حبيب بالقلوب نودع
فقدناك جسما بيد أنك بيننا مقيم بروح للعزائم تنزع
فقدناك أخا زاكي الشمائل داعيا أثيرا عزيزا بالنهى يتلفع
وينفع أهل العوز عطفا بلا أذى وخير عباد الله من كان ينفع
وينفق أوقات الحياة لدينه وأحسن شيء من نداه التطوع
وكان بفعل قائما كل ساعة قليل كلام ليس فيه تنطع
ولم يتكلف في اصطناع جميله وحاشا لطبع أن يزيح تطبع
تربى على بر وصدق مقدما ولازم روض العلم والذكر يجمع
وضيئا مضيئا باسم الثغر دائما وليس عبوسا للتشاؤم يقرع
جوادا حييا بالصفا متوشحا صبورا على صدر الوفى يتربع
محبا لإخوان الرشاد تفانيا بمصباحه بين النفوس يشعشع
مريدا لإصلاح نفورا لفرقة له في الندا بين الفصائل موقع
وكان إذا اشتد الوطيس مجاهدا عن الدين والأقداس حقا يدافع
مصادر الترجمة:
١- موقع رابطة العلماء السوريين.
٢- موقع رابطة أدباء الشام.
٣- موقع مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية.
٤- معلومات من زملائه أبو فراس فاتح الراوي.
٥- معلومات من أولاده، ولاسيما باسل وعمار.
٦- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 970