المجاهد الوزير الداعية كامل إسماعيل الشريف
(1345- 1429هـ 1926 - 2008م)
هو الأستاذ المجاهد الوزير الداعية كامل إسماعيل الشريف الذي أرّخ للجهاد على أرض المقدّسات وعلى
ضفاف القناة ونشر الحقائق خالية من الزيف...
توطئة:
من المقولات المشهورة للإمام الشهيد حسن البنا:
"إن الإيمان الحق ليفعل في أصحابه فعل السحر؛ فيغير
تفكيرهم وشعورهم، وألفاظهم ومظاهر حياتهم،
وأخلاقهم وطبائعهم وسجاياهم وينشئهم خلقًا آخر".
على هذه المعاني الحقة نشأ كامل الشريف ،وتربى عليها،
وربَّى كذلك من جاء بعده، فأخرج رجالاً دقوا حصون العدو
الصهيوني في فلسطين، وزلزلت أركان المحتل البريطاني في
القنال، وخلقت فيهم معانيَ العزة والكرامة، فملئوا الدنيا
ضياءً.
الوظائف، والمسؤوليات:
رئيس المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس.
عضو المكتب التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي بكراتشي
عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرّمة.
عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مكّة المكرّمة
رئيس البرلمان الدولي ضد إبادة الجنس في البوسنة
والهرسك.
الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
ورئيس مجلس المنظّمات والجمعيّات الإسلاميّة في الأردن
عضو مجلس الأعيان الأردني سنة 1392/1972م.
وزير الأوقاف والشؤون والمقدّسات الأردني
أحد روّاد صحافة الصحوة الإسلاميّة.
المولد، والنشأة:
ولد كامل الشريف عام 1926م، بمدينة «العريش» بمصر، من
أسرة يعود نسبها إلى الأشراف الحجازيين، خرجوا من الحجاز
في فترات قديمة، وذهبوا إلى «الموصل» في العراق، ثم إلى
«حلب»، ثم إلى «مصر».
وأكسبته نشأته على أرض سيناء العزيزة، ذات الطبيعة
القاسية، خشونة الحياة، وقوة العزيمة، وسعة الأفق، والقيادة
المبكرة.
الدراسة والتكوين:
وتدرج الأستاذ كامل إسماعيل الشريف في مراحل التعليم،
فكان مجدّاً في دراسته، حيث درس الصحافة والأدب
الفرنسي بـ«الجامعة المصرية» وجامعة «جنيف»، ولم يمنعه
ذلك من تلبية نداء القلب، ألا وهو الجهاد في سبيل الله
لإعلاء كلمة الله، ومقاتلة أعداء الله من اليهود والإنجليز.
جهاده:
ويذكر أنه كان ضابطاً احتياطياً في «يافا»، واختاره أهل يافا
ليكون قائدهم، وكان ذلك قبل دخول الإخوان إلى
«فلسطين».
وبعدها التحق بجماعة الإخوان المسلمين في 1947م في
«يافا»؛ وعندما ذهب الإمام البنا مع الكتيبة المتجهة إلى
«فلسطين» تعرّف عليه، واختاره قائداً لكتائب الإخوان،
وبعدها أخذ يتبادل الرسائل مع الإمام البنا، واختير ليكون
أحد أفراد النظام الخاص، والذي تربى فيه على معنى الجهاد،
والعمل من أجل غاية سامية.
وقد أعلنت «بريطانيا» أنها ستسحب جميع قواتها في
15/5/1948م، وقبلها كان الإخوان قد أعدوا عدتهم،
وتحركت كتائبهم إلى فلسطين يقودهم المجاهدون: محمد
فرغلي، ويوسف طلعت، وكامل الشريف.
وكان المسؤول المباشر لمعسكر البريج، وهو المعسكر الذي
جمع مجاهدي الإخوان، وقد اشترك المجاهد كامل الشريف
في عدة معارك، مثل معركة «دير البلح»، و«التبة 86» كما
تصدى وإخوانه المجاهدون للقوات اليهودية التي طاردت
الجيش المصري بعد انسحابه، وحاولت الاستيلاء على
العريش.
اختير ليكون أحد أفراد النظام الخاص، والذي تربَّى فيه على
معنى الجهاد والعمل من أجل غاية سامية، فباع نفسه لله،
وكان يتمثَّل قول الله عز وجل ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ
أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ
فَيَقْتُلُونَ، وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ
وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي
بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 111)
فعمل بكل كيانه على تحقيق هذا المعنى في نفسه، وبلوغ
الشهادة في سبيل الله، وقد تدرَّب في النظام الخاص على
حب الله والعمل له، وحب الوطن والانتماء، وعلى المعاني
الروحية التي سمت بالنفس عن نقائص الدنيا، كما نال تدريبًا
عسكريًّا على جميع أنواع الرياضات وفنون القتال، والتدريب
على جميع أنواع السلاح حتى لفت نظر قادته إليه؛ مما أهَّله
إلى أن يكون قائدَ قوات الإخوان في حربَي فلسطين والقنال.
اعتقاله:
وبعد أن انتهت حرب فلسطين بتخاذل الحكام، أمر
«النقراشي باشا» رئيس وزراء مصر آنذاك اللواء فؤاد صادق
بالقبض على المجاهدين من الإخوان، وسحب سلاحهم،
وإيداعهم معتقل الطور.
وظل كامل الشريف في المعتقل حتى أُفرج عنه مع إخوانه،
غير أنه لم يكلّ، بل نشط وسط إخوانه، حتى وقف «النحاس
باشا» في أكتوبر 1951م ليعلن إلغاء معاهدة 1936م، والتي
أبرمتها مصر مع الإنجليز بعدها تحركت جموع فدائيي
الإخوان المسلمين تحت قيادة كامل الشريف، الذي قاد هؤلاء
الشباب الحر، واستطاع أن يوقع بمجموعته عدداً من الخسائر
بالسلطات الإنجليزية بالقناة، انتهت الحرب بالقناة مع حريق
القاهرة، وإعلان الأحكام العرفية؛ وعاشت البلاد حالة من
الفوضى إلى أن قامت ثورة 23/7/1952م، بمشاركة
الإخوان المسلمين، فقد قامت قوات النظام الخاص بتأمين
الطريق المؤدي من «الإسماعيلية» إلى «القاهرة»، ولكن قيادة
الثورة تنكرت لدور الإخوان بعد ذلك، فأصدر مجلس قيادة
الثورة قراراً بحل الإخوان المسلمين في ديسمبر 1953م، ثم
اعتقال قادتهم في يناير 1954م.
وظل الحال على ما هو عليه حتى اندلعت مظاهرات مارس
1954م، وأفرج عن المعتقلين السياسيين، بعدها سافر
المرشد العام، وبعض إخوانه في جولة إلى «سورية»،
و«لبنان»، و«السعودية»؛ غير أن بعض الإخوة رفضوا العودة،
أمثال: «عبدالحكيم عابدين» سكرتير الجماعة، وسعيد
رمضان، وسعد الدين الوليلي، وكامل الشريف، وفي
26/10/1954م حدثت حادثة المنشية المفتعلة، وزج
بالإخوان في المعتقل، وحكم على الإخوان الهاربين بالأشغال
الشاقة المؤبدة، وإسقاط الجنسية المصرية عنهم، ومنذ
أحداث 1954م، تم عمل تنظيم للإخوان خارج مصر في
البلاد العربية، وتم تجميع بعض المصريين الذين خرجوا من
مصر، وهربوا من الأحكام التي حكم بها عليهم عبدالناصر،
وكان منهم كامل الشريف، وغيره.
القائد الشاب كامل الشريف:
كانت فلسطين إحدى القضايا المهمة في فكر الإخوان
المسلمين ومنهجهم، واعتبر الإمام البنا القضية الفلسطينية
هي قضية الأمة الإسلامية كلها، فأنشأ النظام الخاص ليكون
درعًا واقيًا ضد عصابات اليهود التي أخذت تتحرَّش بفلسطين
وتهدِّد المواطنين المستضعفين بها، وتجبرهم على الرحيل،
وكانت الانطلاقة الأولى عندما اندلعت ثورة 1936م، بقيادة
المجاهد عز الدين القسّام.
ومع انطلاقها أخذ الإمام البنا ينشر القضية وسط المجتمع
المصري، ويعرِّفهم بها عن طريق طبع كتاب "النار والدمار في
فلسطين"، والذي اعتقل من أجله كثيرٌ من الإخوان، كما أنه
أخذ في جمع التبرعات والسلاح ليرسله إلى المجاهد أمين
الحسيني والذي خلف المجاهدعز الدين القسام على درب
الجهاد كما ذكر أنور السادات في كتابه "البحث عن الذات".
وأصدر الإمام لرفاقه وإخوانه رسالةَ الجهاد؛ يحثُّهم فيها على
الإخلاص لله والجهاد في سبيله، ومن ثم عندما انطلقت
المظاهرات في نوفمبر 1946م، بمناسبة وعد بلفور، والتي
قادها الإمام البنا والهيئات الوطنية أمثال المجاهد صالح
حرب وعبد الرحمن عزام؛ وعد الإمام البنا بإرسال كتائب
الإخوان للذود عن فلسطين، وما كادت العصابات اليهودية
تبدأ في الحروب المنظَّمة في فلسطين وتساعدها بريطانيا
على ذلك بأن أخذت تنسحب من فلسطين لتحلَّ محلَّها
الصهاينة، وقد أعلنت بريطانيا أنها ستسحب جميع قواتها في
15/5/1948م، قبلها كان الإخوان قد أعدُّوا عُدَّتهم، وتحرَّكت
كتائبهم إلى فلسطين يقودهم المجاهدون محمد فرغلي
ويوسف طلعت ، وكامل الشريف، والذي كان المسئول المباشر
لمعسكر البريج، وهو المعسكر الذي جمع مجاهدي الإخوان.
وقد اشترك المجاهد كامل الشريف في عدة معارك؛ مثل
معركة دير البلح، والتبة 86، كما تصدَّى وإخوانه المجاهدون
للقوات اليهودية التي طاردت الجيش المصري بعد انسحابه،
وحاولت الاستيلاء على العريش، غير أنها اصطدمت بقوات
الإخوان المرابطة فيها.
يقول في كتابه (الإخوان المسلمون وحرب فلسطين):
"حين وضحت نيَّات الحكومة البريطانية وسياساتها في
فلسطين، أخذ الإخوان المسلمون يعقدون المؤتمرات تباعًا،
ويبيِّنون للشعوب والحكومات حقيقةَ هذا الخطر الذي يهدِّد
كيانهم ومستقبلهم، حتى نجحوا في إشراك العالم الإسلامي
كله في هذه القضية؛ وباتت قضية فلسطين والعرب لا قضية
أهل فلسطين وحدهم، وحين قامت القلاقل في فلسطين
أخذوا يمدُّون المجاهدين الفلسطينيين بما يقع تحت أيديهم
من مالٍ أو سلاحٍ، حتى نجح الإخوان في تسلل عددٍ من
شبابهم للالتحاق بثورة الشيخ عز الدين القسّام عام 1935م،
وثورة 1936م، وبخاصةٍ في المناطق الشمالية.
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ الإخوان المسلمون
يعملون للقضية الفلسطينية عملاً إيجابيًّا؛ فأرسلوا وفودًا
لتدريب الفلسطينيين تدريبًا سريًّا، ولقد نجحوا في ذلك إلى
حدٍّ بعيد، حتى أصبحت شُعب الإخوان ومراكزهم ودورهم
هي مراكز القيادة وساحات التدريب؛ ولا يزال أهل فلسطين
الأوفياء يحمدون للداعية الإسلامي سعيد رمضان مواقفه
الكريمة وأثره البالغ في توجيه الشباب العربي وجهةً صالحةً،
ويذكرون بالفخار والإكبار جهودَه وجهودَ إخوانه الأساتذة عبد
الرحمن الساعاتي، وعبد المعز عبد الستار، وعبد العزيز أحمد،
وغيرهم من كرام دعاة الإخوان المسلمين ومدربيهم".
يقول عنه المجاهد عبد الرحمن البنان:
"وأخذت أستوضح من نور الدين الفرا عن شخصية قواد
المعسكر الأستاذ محمد فرغلي وكامل الشريف فأوصاني ألا
أحكيَ لهم عن مقابلتي للأستاذ حسن البنا وعن رفضه قبولي
متطوعًا لأنني طالب، وطمأنني بأنه سيقابلني بكامل الشريف،
وهو شابٌّ في التاسعة عشرة من عمره، شجاع مقدام،
وسيسعد بك كثيرًا؛ لأنك تركت الدنيا وراءك وتريد الجهاد
والاستشهاد، وسيتفهم ظروفك، وسيعطيك "كارنيه"
وتصريحًا لتعبر من هذه المواقف الخطيرة التي عرَّضت
نفسك لها.
وكان كامل الشريف شابًّا طويلاً نحيفًا وسيمًا، يرتدي الملابس
العسكرية، وكان مكتبه بسيطًا جدًّا.دخلنا ثلاثتنا، وحيوه
بتحية الإسلام وليس بالسلام العسكري المعروف، فأحسست
بأنهم رجال لا يحبون هذه المظاهر الفارغة، واستقبلني كامل
الشريف بترحاب حاول إخفاءه، وبدأني بالحديث قائلاً:
"إنني عرفت قصة مغامرتك يا عبد الرحمن من نور حتى تصل
إلى هنا لتكون مجاهدًا في سبيل الله، وإنني أرحِّب بك رغم
صغر سنك؛ فلقد برهنت بتصرفك هذا على رجولة مبكرة،
وعندنا في المعسكر شباب في مثل سنك، ولكنني لا أعدك
وعدًا نهائيًّا حتى تثبت لي بعد أسبوعين من التدريب العنيف
كفاءتك وقوة تحملك؛ فالحرب ليست سهلةً، ولكنها تحتاج إلى
قوةٍ وصلابةٍ وصبرٍ، وإنني واثق بأنك ستكون جديرًا بالجهاد
في سبيل الله"، وأعطى أوامره لعبد الله بأن يضموني إلى
مجموعة التدريب من اليوم، وأن أكون مع فرقة نجيب
جويفل، وهي فرقة الشباب".
ووصفه الأستاذ محمود أبو رية بقوله:
"كامل الشريف هو من إخوان العريش، وهو قائد من القواد
المحسوبين في فلسطين؛ لأنه حضر معارك فلسطين كلها،
وكان آخر أيامه يدافع عن القدس، وحارب مع الجيش
الأفغاني والمصري، وكانت بدايته مع الجيش المحارب في
قطاع غزة، وكان منهم الأخ محمد الفلاحجي وغيرهم الكثير
في هذه المعركة، وهي أول معركة قامت هي معركة دير
البلح".
ويقول الأستاذمحمد مصطفى أبو السعود:
"أول من نزل أرض فلسطين، وقبل الجيوش المنظَّمة كانت
طلائع الإخوان بقيادة الشيخ فرغلي وكامل الشريف؛ فكان
هؤلاء الذين خاضوا أول معارك مع اليهود وكفار ديروم،
واستُشهد من الإخوان 11 فردًا؛ كان نصيب المنوفية 4 أفراد
منهم، كان كلهم من النظام الخاص تقريبًا؛ لأنهم كانوا من
الذين يوثق بهم في التضحية الكاملة للدعوة الإسلامية في
ذلك الوقت".
كما أشاد كامل الشريف بحب الإخوان للجهاد، فقال:
"ولا زلت أذكر اليوم الذي حضرت فيه مجموعة من الإخوان
قوامها خمسة عشر شابًّا؛ لم تكن تزيد أعمارهم عن السادسة
عشرة، وكانوا كلهم من طلبة المدارس الثانوية، وسألتهم عن
سبب مجيئهم فقالوا إنهم يرغبون في تأدية فريضة الجهاد
بعد أن نجحوا في امتحاناتهم لهذا العام، ثم أخذوا يقصون
عليَّ أنباء رحلتهم الشاقة، وكيف غافلوا رجال البوليس
وقفزوا إلى عربات البضائع في قطارات السكك الحديدية،
وكيف ساروا مسافات شاسعة في صحراء سيناء الموحشة
بمعاونة دليل من البدو.
وكنت أستمع إليهم وقد بلغت الدهشة مني كل مبلغ، والأسئلة
تتوارد على ذهني يلاحق بعضها بعضًا: أهكذا تفعل تربية
الإسلام في نفوس الشبيبة؟!".
استنجد به اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري أكثر من
مرة، وقال له:
"يا كامل.. أنتم أشخاص أطهار، فابقوا بمفردكم مطهرين
لتكونوا جهةَ قوة؛ فلا أريد إدخالكم معنا"، وعندما انتهت
المقاومة قال له: "يا كامل.. تصرَّف"، ومن الهرجلة سأل كامل
الضباط: "ما هذه القوات التي تقف هناك؟" فقالوا له: "هؤلاء
مصريون" وذهب الإخوان ووجدوا أنفسهم أمام اليهود
وليسوا مصريين، فعاد مرةً أخرى وقال لهم: "إنني أريد
دبابات ومصفحات؛ لأنه كان هناك وادٍ طويل وعليه جبال،
فتسير الدبابات وكل دبابة ومصفحة يمشي وراءها إخوان،
وقبل التبة بـ20 أو 15 مترًا سنهجم.
وأحضروا لي بالفعل ما أراد، وكان فؤاد صادق يكلم النقراشي
على اللاسلكي: "الجيش يفر فرادى ووحدات.. لم يبق في
الميدان إلا الإخوان المسلمين.. الإخوان تقدموا.. الإخوان
فعلوا كذا وكذا"، وهكذا لحظةً بلحظة.
وقبل التبة بحوالي 10 أو 12 مترًا كبَّر الإخوان وقذفوا،
فهرب اليهود وتركوا أسلحتهم وطعامهم وكل شيء، وفؤاد
صادق أصرَّ على أن يُنعم عليَّ بنيشان عليه نجمة سيناء".
وفي موضع آخر قال له:
"يا كامل.. العوجة تحتضر، وتريد نجدةً، ونحن أرسلنا نجدةً
لها منذ 3 أيام، وأنت ممكن أن تذهب لإخوانك وتتصرَّف"،
وسرنا حوالي 10 أمتار فقط فوجدنا النجدة التي خرجت من
3 أيام تقف وراء تبة، وسألناهم: "لماذا لا تدخلون؟!" قالوا لنا:
"الضرب شديد"، فقلنا: "ولقد أتينا لأن الضرب شديد"، قالوا:
"لا نستطيع الدخول، وإذا لم نخف على أنفسنا نخاف على
الدبابات"، وقلنا لهم: "أعطوا لنا الدبابات لندخل بها"، قالوا:
"لقد سيطروا على التباب، وقطعوا الطريق بالرصاص، ولم
تكن هناك فائدة"، وذلك كما ذكر المجاهد أبوالفتوح عفيفي.
وبعد أن انتهت حرب فلسطين بخيانة الحكام أمر النقراشي
باشا رئيس وزراء مصر اللواء فؤاد صادق بالقبض على
المجاهدين الإخوان وسحْب سلاحهم، فكان لفؤاد صادق
موقفٌ شجاعٌ حينما رفض ذلك، وردَّ عليه كامل الشريف: "إننا
نشغل أنفسنا بالأحداث التي تحدث في مصر وحلِّ جماعة
الإخوان، لكننا هنا للدفاع عن أرض فلسطين وحماية شعبها".
غير أنه بعد أن انتهت الحرب تم القبض على كل المجاهدين،
وإيداعهم معتقل الطور، وظل كامل الشريف في المعتقل
حتى أُفرج عنه مع إخوانه، غير أنه لم يكل، بل نشط وسط
إخوانه والمجتمع حتى وقف النحاس باشا في أكتوبر
1951م ليعلن إلغاء معاهدة 1936م والتي أبرمها مع
الإنجليز
بعدها تحرَّكت جموع فدائيي الإخوان تحت قيادة كامل
الشريف والذي قاد هؤلاء الشباب الحر الذي باع نفسه لله،
واستطاع أن يوقع بمجموعته القطار الحربي الإنجليزي،
والذي فجَّره عبدالرحمن البنان تحت قيادة كامل الشريف، كما
قامت مجموعته بنسف مستودع الذخيرة في أبي سلطان،
حتى أقلقت مضاجع القوات الإنجليزية، والتي كانت عاملاً
قويًّا أثناء عملية التفاوض حول الجلاء.
كان كامل الشريف يتحرَّك وسط المعركة كالفراشة التي تعرف
أين تسير، حتى إنه يصف الأمر، فيقول:
"وحين بدأ الإنجليز التحرُّش بأهالي منطقة القناة والتعدي
على الناس عمَّت المظاهراتُ الشعبية المنطقةَ كلها، وانعقد
مؤتمر كبير بالإسماعيلية برئاسة الشيخ محمد فرغلي حيث
تقرَّر فيه التصدي للإنجليز بالقوة ومقاومتهم وضربهم في
أوكارهم ومعسكراتهم؛ وقد حمل الشيخ فرغلي هذا القرار
بوصفه رئيس المؤتمر إلى مكتب الإرشاد العام للإخوان
المسلمين بالقاهرة، وقد أُعلن إضرابٌ عام للعمَّال العاملين في
قناة السويس، وأضرب التجار عن إمداد الجيش الإنجليزي
بالمواد التموينية؛ واندفع الشعب يساند مجاهدي الإخوان
المسلمين، لمناجزة الإنجليز ومحاربتهم، وقد قتل الإخوان
الكثير من جنود الإنجليز، وجرحوهم ودمَّروا الكثير من
المنشآت العسكرية والجسور والدبابات والمصفحات، فخاف
الجنود وأُعلنت حالة الطوارئ عندهم، ومُنعوا من الخروج من
معسكراتهم بعد الغروب، وانكسرت هيبتهم أمام الناس، وصار
الأطفال يرمونهم بالحجارة، وتحمَّس بعض ضباط الجيش
المصري واندفعوا مع الإخوان؛ يدرِّبون الشباب على أنواع
الأسلحة وفنون القتال، وقد أتيح لي شخصيًّا أن أحضر
اجتماعات متعددة، كانت تعقد في منزل الشيخ محمد فرغلي
بالإسماعيلية، يحضرها بعض الضباط المصريين وبعض قادة
الإخوان المسلمين".
ثم يصف حاله مع باقي القادة فيقول:
"سألني يوسف طلعت ظهر يوم ونحن على مائدة الغداء في
منزل الشيخ محمد فرغلي: هل ترغب في زيارة أحد
الجنرالات الإنجليز في منزله، وتناول الشاي على مائدته
العامرة؟، فضحكت لهذه الدعابة، ولكنه أكدَّ لي أنه لا يمزح ولا
يقول إلا حقًّا؛
الأمر الذي أدهشني غاية الدهشة، ولكنه فسَّر لي الموضوع
قائلاً: إن لديه أخًا مخلصًا يعمل في المعسكرات البريطانية ولا
يعرفه أحد حتى الإخوان أنفسهم، وأنه وصل إلى مكانة
عظيمة في نفس الجنرال الإنجليزي؛ مما يساعده على
التجوُّل في المعسكرات بحريةٍ تامةٍ، وأنه يحمل معه شهادةً
تمكِّنه من دخول منزل الجنرال وكبار الضباط في أي وقت
يشاء.
وقال يوسف طلعت غامزًا بعينيه التي تفيض منها الشجاعة
والدهاء:
ألا ترى أن جولتك تبدو ناقصةً مبتورةً إذا أنت لم تَقُمْ بنزهة
طويلة مع صاحبنا؟!، والحق أنني أبديتُ تخوُّفي من هذه
المغامرة، ولكن العرض كان مغريًا إلى درجة يصعب مقاومته،
فقمتُ من فوري وقلتُ في حزم: غداً، فقال يوسف طلعت:
غدًا صباحًا إن شاء الله تعالى".
انتهت الحرب وعاشت البلاد حالةً من الفوضى بعد أحداث
حريق القاهرة الذي اندلع في 26 يناير 1952م، بعدها استعد
بعض الضباط الأحرار، أمثال جمال عبد الناصر، وعبدالمنعم
عبدالرءوف وغيرهم بمشاورة الإخوان المسلمين عن كيفية
قيام ثورة تطيح بحكم الملك؛
وبعد مداولات ومشاورات وافق المرشد العام المستشار حسن
الهضيبي أن يشارك الإخوان في قيام الثورة، وفي 23 يوليو
1952م تحرَّكت القوات التابعة للضباط الأحرار، كما تحرَّك
الإخوان المسلمون بنظامهم الخاص لحماية المنشآت
والمؤسسات؛ ونجحت الثورة وشارك فيها القائد كامل
الشريف بتأمين الطريق المؤدي من الإسماعيلية إلى القاهرة؛
لمنع تدفق الجنود البريطانيين لنصرة الملك ضد الثورة، غير
أن الضباط الأحرار أمثال عبد الناصر وجمال سالم وعبد
الحكيم عامر تنكَّروا لدور الإخوان وتمسَّكوا بالحكم، وأخذوا
يوجِّهون الضربات للإخوان، فأصدر مجلس قيادة الثورة قرارًا
بحل جماعة الإخوان المسلمين في ديسمبر 1953م، ثم
اعتقال قادتهم في يناير 1954م.
وظل الحال حتى اندلعت مظاهرات مارس التي طالبت بعودة
محمد نجيب والديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين
السياسيين
بعدها سافر المرشد العام وبعض إخوانه في جولة
إلى السعودية وسوريا ولبنان..
في هذا التوقيت كانت الأجواء ملبَّدةً بين رجال الثورة
والإخوان، فعاد المرشد العام، غير أن بعض الإخوة رفضوا
العودة، أمثال عبدالحكيم عابدين السكرتير العام للجماعة،
وسعيد رمضان، سعد الدين الوليلي، كامل الشريف وفي 26
أكتوبر 1954م؛ حدثت حادثة المنشية، وزُجَّ بالإخوان في
المعتقل، وحُكم على الإخوان الهاربين بالأشغال الشاقة
وإسقاط الجنسية المصرية عنهم، وكلَّف عبد الناصر بعض
رجاله في الخارج بمحاولة القبض على الهاربين، غير أنهم لم
يتمكَّنوا من ذلك.
ومنذ أحداث 54 تم عمل تنظيم للإخوان خارج مصر في
البلاد العربية؛ وتم تجميع بعض المصريين الذين خرجوا من
مصر، وهربوا من الأحكام التي حكم بها عليهم عبد الناصر،
وكان منهم:
نجيب جويفل، وكامل الشريف، عز الدين إبراهيم، سعد
الوليلي، وسعيد رمضان، وعبد الحكيم عابدين.
كامل الشريف في الأردن:
بعدها ذهب الأستاذ كامل الشريف، واستقر في «الأردن»،
وأسس مع شقيقه المرحوم محمود الشريف صحيفة
(الدستور) اليومية الأردنية عام 1967م، كما أسسا صحيفة
(ذي ستار) الأسبوعية باللغة الإنجليزية.
تقلد الشريف العديد من المناصب في الأردن، حيث شغل
منصب وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بين
عامي 1976 ـ 1984م، كما عين سفيراً للأردن في كل من
«نيجيريا»، و«ألمانيا»، و«باكستان»، و«ماليزيا»،
و«إندونيسيا»، و«الصين»؛
كما شغل عضوية مجلس الأعيان الأردني، ورأس مجلس
إدارة جريدة «الدستور» الأردنية، ورئيس الهيئة «التنفيذية
للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس»، والأمين العام لـ«المجلس
الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة»، وهو مجلس يضم منظمة
إسلامية، ويرأسه شيخ الأزهر، وكان عضواً في «رابطة العالم
الإسلامي»، و«منظمة المؤتمر الإسلامي».
ولم يقتصر المجاهد الشريف على فعل هذه الأعمال، بل ساهم
بالكتابة، فألف كتاب «الإخوان المسلمين في حرب فلسطين»،
كما ألف «المقاومة السرية في قناة السويس».
وقد حصل على عدد من الأوسمة هي :
وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى.
وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى.
الوسام العسكري المصري (نوط الجدارة الذهبي).
الوسام العسكري المصري (نجمة فلسطين).
وسام النهضة الصيني.
بعض الانطباعات عنه:
كان يغلب عليه الصمت إذا جلس مع الناس ليسمع منهم أكثر
مما يتكلم إليهم، وإذا أعجبه كلام محدثه يعبر عن ذلك
بابتسامته الخفيفة الآسرة المعبِّرة.كان يستمع إلى كل صاحب
حاجة يطرق بابه، ولا يرد شفاعة، ولا يبخل عن عطاء أو
مساعدة مكروب أو مستحق.
كان لا يتأخر عن مشاركة إخوانه وأصدقائه في مناسبات
أفراحهم أو عزائهم، إذا بلغه ذلك، فيزورهم مباركاً أو
معزياً.كان في كل شؤونه وأحواله متواضعاً دون تكلف حتى
عرف عنه سروره وترحيبه بكل ناصح أو مذكر له في أي أمر
يعرض عليه.
كان غالباً ما يسعى في شفاعاته وقضاء حاجات إخوانه إذا
علم بها دون أن يطلب منه ذلك وقد استفاد من مساعيه
الحميدة هذه بعض من كان لهم مكانة رفيعة في مجال
الدعوة والعمل والإسلامي في تخليصهم من محن ومصاعب
أو التخفيف عنهم في أحوالهم.
كان قدوة عملية في جهاده طيلة حياته بالقلم واللسان والمال
والنفس وكذلك بالتوجيه والنصح، ورسم المعالم والخطوات،
والمنهج في ميدان الدعوة والبر والإحسان على المستوى
المحلي والإقليمي والدولي.
كان له مشاركات في التأسيس والدعم والمشاركة في
جمعيات ومراكز ومنتديات ومؤتمرات خيرية ودعوية
وسياسية في مختلف ديار الإسلام وبخاصة في القضية
الفلسطينية قضية المسلمين الأولى.
ساهم في تأطير وترسيخ ووضع مناهج وخطط في مراحل
دعوية وسياسية واقتصادية واجتماعية، استفاد منها كثير
من القادة والدعاة وأهل الفكر والسياسة في مهماتهم
ومجتمعاتهم وسيرتهم.
عرف بالاعتدال والتسامح والحلم والصبر في تعامله مع
الناس، على اختلاف طبقاتهم ومناصبهم.
من أقواله:
يقول الأستاذ كامل الشريف في كتابه «الإخوان المسلمين في
حرب فلسطين»:
«حين وضحت نيات الحكومة البريطانية وسياساتها في
فلسطين، أخذ الإخوان المسلمون يعقدون المؤتمرات تباعاً،
ويبينون للشعوب والحكومات حقيقة هذا الخطر، الذي يهدد
كيانهم ومستقبلهم، حتى نجحوا في إشراك العالم الإسلامي
كله في هذه القضية؛ وباتت قضية المسلمين والعرب لا قضية
أهل فلسطين وحدهم، وحين قامت القلاقل في فلسطين
أخذوا يمدون المجاهدين الفلسطينيين بما يقع تحت أيديهم
من مال أو سلاح، حتى نجح الإخوان في تسلل عدد من
شبابهم للالتحاق بثورة الشيخ «عزالدين القسام» عام
1935م، وثورة 1936م، وبخاصة في المناطق الشمالية.
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أخذ الإخوان المسلمون
يعملون للقضية الفلسطينية عملاً إيجابياً، فأرسلوا وفوداً
لتدريب الفلسطينيين تدريباً سرياً، ولقد نجحوا في ذلك إلى
حد بعيد؛ حتى أصبحت شُعب الإخوان ومراكزهم ودورهم
هي مراكز القيادة وساحات التدريب، ولا يزال أهل فلسطين
الأوفياء يحمدون للداعية الإسلامي «سعيد رمضان» مواقفه
الكريمة، وأثره البالغ في توجيه الشباب العربي وجهة صالحة،
ويذكرون بالفخر والإكبار جهوده وجهود إخوانه الأساتذة:
عبدالرحمن الساعاتي، وعبد المعز عبد الستار، وعبدالعزيز
أحمد، وغيرهم من كبار دعاة الإخوان ومدربيهم.
ويروي الأستاذ كامل الشريف تجربته على أرض فلسطين
الجهادية في إطار جماعة الإخوان المسلمين فيقول:
«حين دخلت فلسطين دخلتها أيضاً بصورة فردية، وكان معي
بعض الشباب من الجامعات المصرية، كنا ضباطاً في جيش
الاحتياط المصري، وكان تدريبنا العسكري محدوداً، ثم دخلت
«يافا» في بداية 1947م، وكنت أول شخص غير فلسطيني
يدخل فلسطين، نتيجة لحصار الجيش البريطاني الشديد، ثم
اعتُقلت من قبل الإنجليز؛ وكان هناك في قانونهم أن الذي
يعتقل في الأرض اليهودية يسلم للمحاكم اليهودية، وأخذوني
في سيارة مصفحة، فهربت، وأطلقوا عليّ الرصاص، ودخلت
في الغابات، وهناك سُلمت قيادة المنطقة الفاصلة بين «تل
أبيب»، و«يافا»، اسمها «كرمة توت»، و«أبو كبير».
لكنني وجدت الإخوان الفلسطينيين موجودين في الساحة،
وكان لهم شعبة في يافا، يرأسها «ظافر الدجاني»، وهي شعبة
نشطة تغذي المقاومة، فأعجبني أولاً مبادئ الإخوان، لأنها
مبادئ تنتج الإنسان الفاضل الورع القوي المعتز بعروبته،
ووطنه وإسلامه، ولكن لم أستلم عملاً رسمياً معهم.. عرفتهم
في جهادي في فلسطين.
والتصقت بهم، وصرت أكتب للشيخ حسن البنا رسائل من
قلب المعركة، وجاء إلى «النقب»، يزور الجنوب في فلسطين،
طلبني حتى أرافقه في جولته في «غزة»، وفي منطقة النقب،
وطلب مني أن أقود الإخوان في جنوب النقب، فتركت يافا،
وجئت إلى معسكر البريج، وكان هو مقر قيادتي، لكتائب
الإخوان في ذلك الحين.
وأذكر أنه في نهاية المعركة، وقبل استشهاده بأسبوع، اتصل
بي من القاهرة تليفونياً، وسألني عن الأوضاع في الجبهة،
فقلت له: «فيه انهيارات في الجبهة»، فقال لي: «ما فيش
فايدة، سأجمع خمسين ألفاً، وآجي بنفسي، وأجاهد وأستشهد
في فلسطين.. بعد أسبوع استشهد حسن البنا».
كما أشاد الأستاذ كامل الشريف بحب الإخوان للجهاد، فقال:
«وما زلت أذكر اليوم الذي حضرت فيه مجموعة من
الإخوان قوامها خمسة عشر شاباً، لم تكن تزيد أعمارهم
على السادسة عشرة، وسألتهم عن سبب مجيئهم، فقالوا:
إنهم يرغبون في تأدية فريضة الجهاد، بعد أن نجحوا في
امتحاناتهم لهذا العام، ثم أخذوا يقصون عليّ أنباء
رحلتهم الشاقة، وكنت أستمع إليهم، وقد بلغت الدهشة
مني كل مبلغ، الأسئلة تتوراد على ذهني، يلاحق بعضها
بعضاً، أهكذا تفعل تربية الإسلام في نفوس الشباب؟».
استنجاد اللواء «فؤاد صادق» بقوات الإخوان
ويروي الأستاذ كامل الشريف جانباً من استنجاد اللواء
«فؤاد صادق» بقوات الإخوان أكثر من مرة، وقوله له:
«يا كامل، أنتم أشخاص أطهار، فابقوا بمفردكم مطهرين
لتكونوا جهة قوة، فلا أريد إدخالكم معنا».
وفي معركة التبة 86، سأل الأستاذ كامل الشريف
الضابط: ما هذه القوات التي تقف هناك؟ فقالوا له: هؤلاء
مصريون، وذهب الإخوان، ووجدوا أنفسهم أمام اليهود،
وليس المصريين، فعادوا مرة أخرى، وقال لهم: إنني أريد
دبابات ومصفحات، لأنه كان هناك واد طويل، وعليه
جبال، فتسير الدبابات، وكل دبابة ومصفحة يمشي
وراءها إخوان، وقبل التبة بـ20 أو 15 متراً سنهجم،
وأحضروا لي بالفعل ما أردت، وكان «فؤاد صادق» يهاتف
«النقراشي» على اللاسلكي بقوله: الجيش يفر فرادى
ووحداناً، لم يبق إلا الإخوان.. الإخوان تقدموا.. الإخوان
فعلوا كذا وكذا، وهكذا لحظة بلحظة، وقبل التبة بحوالي
10 أو 15 متراً، كبّر الإخوان، وقذفوا، فهرب اليهود،
وتركوا أسلحتهم، وطعامهم، وكل شيء، وفؤاد صادق
أصرّ على أن ينعم عليَّ بنيشان عليه نجمة سيناء.
وفي موضع آخر، قال لي: «يا كامل «العوجة» تحتضر،
وتريد نجدة، ونحن أرسلنا نجدة لها منذ 3 أيام، وأنت
ممكن أن تذهب لإخوانك، وتتصرف، وسرنا حوالي 10
أمتار فقط، فوجدنا النجدة التي خرجت من 3 أيام تقف
وراء تبّة، وسألناهم: لماذا لا تدخلون؟ فقالوا لنا: الضرب
شديد، فقلنا: ولقد أتينا، لأن الضرب شديد، فقالوا: لا
نستطيع الدخول، وإذا لم نخف على أنفسنا، نخاف على
الدبابات.
وقلنا لهم: أعطوا لنا الدبابات لندخل بها، قالوا: لقد
سيطروا على القباب، وقطعوا الطريق بالرصاص ولم تكن
هناك فائدة.
وبعد حل الإخوان في 8/12/1948م، وأمر «النقراشي»
اللواء «فؤاد صادق» بالقبض على المجاهدين، وسحب
سلاحهم، كان لفؤاد صادق موقفاً شجاعاً، حيث رفض
ذلك، ورد على الأستاذ كامل الشريف بقوله: إننا نشغل
أنفسنا بالأحداث التي تحدث في مصر، وحل جماعة
الإخوان، لكننا هنا للدفاع عن أرض فلسطين وحماية
شعبها.
كامل الشريف ومعارك القناة 1951م:
وبعد إلغاء «النحاس باشا» معاهدة 1936م التي وقعها
مع الإنجليز، تحركت جموع كتائب الإخوان المسلمين
تحت قيادة كامل الشريف.
ويصف الأستاذ كامل الشريف أجواء معركة القناة
1951م، فيقول:
«وحين بدأ الإنجليز التحرش بأهالي منطقة القناة،
والتعدي على الناس، عمت المظاهرات الشعبية المنطقة
كلها، وانعقد مؤتمر كبير بالإسماعيلية برئاسة الشيخ
«محمد فرغلي»؛ حيث تقرر فيه التصدي للإنجليز بالقوة
ومقاومتهم، وضربهم في أوكارهم، ومعسكراتهم، وقد
حمل الشيخ فرغلي هذا القرار بوصفه رئيس المؤتمر إلى
مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين بالقاهرة، وقد أُعلن
إضراب عام للعمال العاملين في قناة السويس؛ وأضرب
التجار عن إمداد الجيش الإنجليزي بالمواد التموينية،
واندفع الشعب يساند مجاهدي الإخوان المسلمين
لمناجزة الإنجليز ومحاربتهم، وقد قتل الإخوان الكثير
من الجنود الإنجليز، وجرحوا الكثير، ودمروا الكثير من
المنشآت العسكرية والجسور والدبابات، والمصفحات،
فخاف الجنود، وأعلنت حالة الطوارئ عندهم؛ ومنعوا
الخروج من معسكراتهم بعد الغروب، وانكسرت هيبتهم
أمام الناس، وصار الأطفال يرمونهم بالحجارة، وتحمس
بعض ضباط الجيش المصري، واندفعوا مع الإخوان
يدربون الشباب على أنواع الأسلحة وفنون القتال، وقد
أتيح لي شخصياً أن أحضر اجتماعات متعددة، كانت
تعقد في منزل الشيخ «محمد فرغلي» بالإسماعيلية،
يحضرها بعض الضباط المصريين، وبعض قادة الإخوان
المسلمين».
واستطاع كامل الشريف أن يوقع بمجموعته القطار
الحربي الإنجليزي، ويفجره، كما قامت مجموعته بنسف
مستودع الذخيرة في «أبو سلطان».
ثناء المستشار عبد الله العقيل عليه:
حين التقيت بالأستاذ «سعيد رمضان» بـ«بغداد» أواخر
سنة 1948م، ثم سافرت معه إلى البصرة في القطار
حدثني الكثير عن الإخوان المسلمين ونشاطهم في شتى
الميادين وبخاصة في «فلسطين» ودور قادة الجهاد وفي
مقدمتهم الشيخ «محمد فرغلي»، و«محمود عبده»،
و«كامل الشريف» وغيرهم؛ وحين ذهبت إلى مصر
للدراسة سنة 1949م، سمعت من الإخوان المجاهدين
بفلسطين أمثال: «محمود عبده»، و«يحيى عبد الحليم»،
عن الدور الذي اضطلع به الأستاذ كامل الشريف في
فلسطين، وكذا الحال حين تصدى فدائيو الإخوان
للإنجليز في قناة السويس سنة 1951م؛ ودور الأستاذ
كامل الشريف مع إخوانه محمد فرغلي، ويوسف طلعت
وحين أصدر الأستاذ كامل الشريف كتابيه «الإخوان
المسلمون في حرب فلسطين»، «والمقاومة السرية في
قناة السويس» ازددت معرفة به واطلاعاً على دوره
الجهادي ومواقفه البطولية وخططه الحكيمة في
فلسطين، وقناة السويس التي شهد له فيها كبار القادة
العسكريين المصريين.
ثم شاء الله أن ألتقيه سنة 1976 في «عمّان» حين
حضوري «ندوة القدس»، وكان وقتها وزيراً للأوقاف،
وتكررت بعد ذلك اللقاءات بيننا في «الكويت»،
و«السعودية»، و«مصر»، و«الأردن» مرات كثيرة
وبخاصة أنه كان عضواً بـ«رابطة العالم الإسلامي»
بـ«مكة المكرمة»، وبـ«الهيئة الخيرية العالمية»
بـ«الكويت»، حيث التقيته في العام مرات عديدة، فلقد
شعرت بأن الرجل على مستوى من النبل وسمو الأخلاق،
وسعة الأفق، ومعرفة أحوال المسلمين ومشكلاتهم
ومخططات خصوم الإسلام ومؤامراتهم، حيث إنه كثير
الاطلاع وافر المعلومات، يشارك في معظم المؤتمرات
والندوات التي تعقد في العالم العربي والإسلامي، بل
والعالم الغربي، وكنت ألتقيه في معظمها.
ولقد اتصف بعمق الرؤية وحسن التعبير، وجمال العرض
للآراء التي كان يطرحها في اللقاءات والاجتماعات.
قالوا عنه:
يقول د. «كايد إبراهيم عبدالحق»:
«كامل الشريف ذات أردية عربية إسلامية عالمية،
استوعب الإسلام بمفاهيمه السمحة الواسعة، كان رحمه
الله عف اللسان، واعي القلب، يطوف في الآفاق باحثاً
عن إيجابيات الأفراد والمجتمعات.
كان رحمه الله هادئاً في حركته، متأكداً من مواقع
أقدامه، بعيداً عن الزلل، ونهجه في ذلك ومن سماته
رحمه الله القدوة الحسنة، وعفة اللسان، وصدق الإيمان
والبيان، وسكينته أعطته ثقة وتفاؤلاً ومحبة لوطنه
وارتباطاً ومحبة للقدس الشريف عبر مسيرة حياته.
لقد ارتبطت أفكار واجتهادات وكتابات وقناعات الأستاذ
كامل الشريف بمدينة «القدس» الشريف وأكنافها
فلسطين بعودة مدينة القدس الشريف وفلسطين إلى
عروبتها، وإلى محيطها الإسلامي تراباً وتراثاً وحضارة
ومكاناً.
سكنت «القدس» فكره وفؤاده وحياته وقلمه ومجالسه
ومنزله ومكتبه، ولعقود من الزمن كان كامل الشريف
الذات الكريمة النزيهة من حيث المسؤوليات التي تحملها
وزيراً وسفيراً، عبر مسيرته الإسلامية العالمية الموقرة،
عرفته المجتمعات والقيادات العربية والإسلامية في
أفريقيا وآسيا وأوروبا، والأمريكتين، وأستراليا مفكراً
واسع الاطلاع مستوعباً ومتقبلاً لأفكار الآخرين
واجتهاداتهم وعقائدهم؛ لقد عرفه كاتب هذه السطور في
عشرات المؤتمرات واللقاءات ممن ضمت الحكام
والرؤساء والفقهاء والعلماء وأبرز ما ميّزه فيها سعة
الأفق، وصدق القول، والعمل والسكينة، والثقة والتفاؤل
والمحبة والإيمان.
كان يقدم الرأي، وينتظر الرأي الآخر، وكثيراً ما ضمت
هذه المؤتمرات واللقاءات أفراداً من أهل الحدة والشدة،
وآخرين من أهل الأصوات العالية والتشنجات الصاخبة
والأفكار البالية، ممن لا يعرفون حداً يقفون عنده
فيوضح لهم السبيل بنهجه الأبوي النبيل، دون تسفيه
لذواتهم، ودون مجاراة لغلوائهم، ولسان حاله يقول:
«اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
لم يعرفكامل الشريف الكلل والملل، ولم يقبل التسرع
وحدّة الانفعال، ورفض الفرز والتصنيف، آمن بوحدة
مرجعية الإنسان إلى رب واحد، وإن تعددت المناهج
والسبل، وبالتالي كان ركيزة باسقة من ركائز السلم
الوطني والعربي والإسلامي، وكان منارة من منارات
السلم الفكري والفقهي والديني للملل والنحل والمذاهب
المتنوعة والمختلفة، كان واسطة العقد بين زملائه
الوزراء.
كان معين الحكمة والوسطية قولاً وعملاً ومرجعاً، يمثل
الاعتدال والتفهم، وكان يحزن من نهج التزمت غير
المجدي، بل المؤذي أحياناً.
لم يهاجم فكراً أو ديناً، بل أكد تقبل الآخر، ورأى أن الخير
يكمن في الكون والإنسان، وأن لا فضل لأحد على آخر إلا
بالتقوى بمعناها الواسع، كتب بإيجاز وعمق.. فزاويته
وكلماته في صحيفة الدستور الغراء مرجعية صادقة
وحكيمة».
ويقول عنه المجاهد «عبدالرحمن البنان»:
«... واستقبلني كامل الشريف بترحاب حاول إخفاءه،
وبدأني بالحديث قائلاً: إنني عرفت قصة مغامرتك يا
عبد الرحمن، حتى تصل إلى هناك لتكون مجاهداً في
سبيل الله، وإنني أرحب بك رغم صغر سنك، فلقد برهنت
بتصرفك هذا على رجولة مبكرة، وعندنا في المعسكر
شباب في مثل سنك، ولكني لا أعدك وعداً نهائياً حتى
تثبت لي بعد أسبوعين من التدريب العنيف كفاءتك،
وقوة تحملك، فالحرب ليست سهلة، ولكنها تحتاج إلى
قوة وصلابة وصبر، وإنني أثق أنك ستكون جديراً
بالجهاد في سبيل الله، وأعطى أوامر لعبدالله بأن
يضموني إلى مجموعة التدريب من اليوم، وأن أكون مع
فرقة الشباب».
ووصفه الأستاذ «محمد أبو رية» بقوله:
«كامل الشريف هو من إخوان العريش، وهو قائد من
القادة المحسوبين في فلسطين، لأنه حضر معارك
فلسطين كلها، وكان آخر أيامه يدافع عن القدس».
ويقول الأستاذ «محمد مصطفى أبو السعود»:
«أول من نزل أرض فلسطين، وقابل الجيوش النظامية
كانت طلائع الإخوان بقيادة الشيخ فرغلي وكامل
الشريف، فكان هؤلاء أول من خاضوا أولى المعارك مع
اليهود، وكفار ديروم، واستشهد من الإخوان 11 فرداً،
كان كلهم من النظام الخاص.
ويقول الأستاذ «عرفات حجازي»:
«كان حديثه يضفي على سامعيه فائدة، ويحيط الذين
حواليه بالمتعة، كان أبو إسماعيل يستمد من مرادفات
اللغة وتعابير البيان، وفصاحة الأسلوب قوة وعزيمة، لأنه
إذا تكلم، كان يتحدث بصدق وأمانة وبروح صادقة،
وبأحاسيس صاخبة».
ويقول الأستاذ «زياد أبو غنيمة»:
فقدت الأمة الإسلامية بشكل عام والحركة الإسلامية
بشكل خاص علماً من أعلامها المفكر المجاهد السياسي
الإعلامي أستاذنا كامل إسماعيل الشريف.
وينتمي الأستاذ كامل الشريف إلى عائلة مصرية الأصل
من عائلات «العريش» بمصر، وكانوا حتى السنوات
الأولى من الخمسينيات يحملون الجنسية المصرية، وكان
الوزير كامل ينتمي في شبابه لجماعة الإخوان المسلمين؛
حيث كان فقيدنا من رموز العمل الجهادي الإخواني على
أرض فلسطين، حيث كان من أبرز القيادات الإخوانية
لكتائب الإخوان المسلمين المصريين الذين تطوعوا
للجهاد في فلسطين في حربي 1947 و1948م؛
وقد ألف الوزير كامل الشريف كتاباً يؤرخ فيه لنشاطات
كتائب الإخوان المسلمين المصريين في فلسطين في
تلك الحرب أسماه «الإخوان المسلمين في حرب
فلسطين» وطُبعت منه عشرات الطبعات بلغات عديدة.
وعندما تصاعدت المشاعر الوطنية في مصر في بدايات
الخمسينيات ضد الوجود العسكري البريطاني في مصر
وخاصة في منطقة قناة السويس، لعب الإخوان
المسلمين دوراً كبيراً في تأجيج المشاعر ضد الوجود
البريطاني، ولم يلبث الإخوان أن بدؤوا حرب عصابات
ومقاومة مسلحة ضد القوات البريطانية في القناة في
أواخر عهد الملك فاروق، الذي كان موالياً للإنجليز؛
واختارت القيادة الإخوانية كامل الشريف ليكون أحد
أبرز قيادات العمل الفدائي الإخواني ضد القوات
البريطانية في قناة السويس، وقد ألف كتاباً يؤرخ فيه
نشاطات الفدائيين الإخوان أطلق عليه اسم «المقاومة
السريّة في قناة السويس» وقد طُبع الكتاب عدة طبعات
بعدة لغات.
وعندما قامت الثورة ضد نظام الملك فاروق وكان
للإخوان المسلمين دور أساسي في نجاحها بدأت بينهم
وبين قادة الثورة وخاصة الرئيس محمد نجيب علاقة
تعاون، وفي ذلك الوقت كان كامل الشريف قد اختير
مساعداً للدكتور سعيد رمضان الأمين العام للمؤتمر
الإسلامي العام لبيت المقدس؛
الذي كان الإخوان المسلمين وراء تأسيسه ليكون مقرّه
الرئيسي في بيت المقدس، فانهمك كامل الشريف في
إقامة تحصينات في مناطق الاحتكاك مع اليهود لحماية
أهل القدس من رصاص القناصة اليهود، وعندما تعرض
المؤتمر للمضايقات من الجنرال الإنجليزي «كلوب باشا»
الذي كان قائداً للجيش الأردني انتقل نشاط المؤتمر إلى
«دمشق» التي انتقل إليها كامل الشريف والدكتور سعيد
رمضان؛ ولم تلبث القطيعة أن وقعت بين جمال
عبد الناصر، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن
وقفت الجماعة ضد اتفاقية الجلاء التي وقعها عبدالناصر
مع الإنجليز، والتي رأى فيها الإخوان إجحافاً بحقوق
مصر الوطنية والتي لم يلبث عبد الناصر أن ألغاها بنفسه
بعد سنوات، وأفرزت القطيعة هجمة أخذت طابع
التصفية ضد جماعة الإخوان في مصر؛ فأُعدم العديد من
قادتها وشبابها، وزُجَّ بعشرات الآلاف من قيادات الجماعة
وأعضائها في السجون، وكان نصيبُ كامل الشريف من
هذه الهجمة حكماً غيابياً بالإعدام مع قرار بسحب
الجنسية المصرية منه، وفي هذه الأثناء كان كامل
الشريف يتنقل بين «عمان»، و«القدس»، و«دمشق»،
و«بيروت»؛ وكان من القيادات الإخوانية المصرية
الناشطة خارج مصر، وربما ساعدت الظروف السياسية
المتوترة بين الأردن، والنظام العسكري في مصر مع
جهود رموز إخوانية أردنية على حصول كامل الشريف
على الجنسية الأردنية في منتصف الخمسينيات.
ويقول عنه الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري:
لقد عرفت الفقيد الكبير في مناسبات عديدة، فعرفت فيه
دماثة الخلق ورجاحة العقل وغزارة العلم وسمو النفس
وعلو الهمة والغيرة الشديدة على دينه وأمته وثقافتها
وتاريخها، وقد سعدت بالعمل معه في «المجلس
الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة»، وفي «مؤسسة آل
البيت الملكية للفكر الإسلامي»، وفي «رابطة العالم
الإسلامي»، وفي مؤتمرات وندوات دولية كثيرة، فكان
من قادة الرأي المستنير، ومن رجالات العمل الإسلامي
المشترك، ومن المخلصين الصادقين العاملين لدينهم
ولأمتهم.
المؤلفات:
ولم يقتصر المجاهد على هذه الأعمال، بل ساهم
بالكتابة، فألَّف عدة كتب منها:
١- "الإخوان المسلمين في حرب فلسطين"، والذي نشرته
دار التوزيع والنشر الإسلامية.
٢- المقاومة السرية في قناة السويس، الذي صدر عن دار
الوفاء، عام 1987م.
وفاته:
وفي صباح الأربعاء 23 من يناير 2008م الموافق 4 من
المحرم 1429هـ، نعت الأمة الإسلامية المجاهد
والمناضل والمفكر الكبير الأستاذ كامل الشريف، عن
اثنين وثمانين عاماً.
وقد دُفن بالأردن، وقد نعاه فضيلة الأستاذ محمد مهدي
عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين.
وقد أشار إلى أنه ظل رحمه الله ثابتاً على دعوته حتى
لقي ربه، وأن الإخوان المسلمين يحتسبون عند الله
تعالى أخاهم المجاهد الكبير.
رحم الله أستاذنا المجاهد كامل إسماعيل الشريف رحمة
واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين
والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً.
الإخوان المسلمين ينعون المجاهد الكبير الأستاذ كامل
الشريف:
نعى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام
للإخوان المسلمين الأستاذ كامل الشريف، الذي وافته
المنية صباح اليوم، والذي كان من قادة المجاهدين من
الإخوان المسلمين في حرب فلسطين سنة 1948م،
مشيرًا إلى أنه ظل رحمه الله ثابتًا على دعوته حتى لقي
ربه، وإن الإخوان المسلمين يحتسبون عند الله تعالى
أخاهم المجاهد الكبير.
نسأل الله تعالى أن يتغمَّد الفقيد العزيز بواسع رحمته،
ويُسكنه فسيح جناته، ويحشره في صحبة النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين، ويرزق أهله الصبر
والسلوان، ويعوِّض إخوانه ومحبيه عنه خيرًا و﴿إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.
هذا وقد شارك وفد من قيادة جماعة الإخوان المسلمين
في جنازة كامل الشريف يرأسه الأستاذ جميل أبو بكر ...
المراجع:
١- كامل الشريف: (الإخوان المسلمون في حرب فلسطين)، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
٢- كامل الشريف: (المقاومة السرية في قناة السويس)، دار الوفاء، عام 1987م.
٣- مذكرات عبد الرحمن البنان: مذكرات تحت الطبع،
إعداد الأستاذ عبده مصطفى دسوقي.
٤- عبد المنعم عبد الرؤوف: أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، الزهراء للإعلام العربي، الطبعة الأولى، 1408ه- 1988م.
٥- حسن الجمل: (جهاد الإخوان في حرب القنال وفلسطين)، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
٦- يوسف القرضاوي: مذكرات ابن القرية والكُتَّاب، دار الشروق.
٧- مذكرات كمال الدين حسين، مجلة نصف الدنيا، العدد (653)، 9 جمادى الآخرة 1423ه 26 أغسطس 2002م.
٨- محمود عبد الحليم: (الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ)، الطبعة الرابعة، دار الدعوة، 1985م.
٩- الحركات الإسلامية في الأردن وفلسطين ص 61 موسى زيد الكيلاني.
١٠- هؤلاء هم رجال يوليو ص 31 و146 لمعي المطيعي.
١١- المقاومة السرية في قناة السويس ص 145 كامل الشريف.
١٢- صحافة الصحوة الإسلاميّة ص 47 محمد علي شاهين.
١٣- دليل أعضاء مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالميّة ص 23 محمد جمال عمرو، وكمال محمود عفانة.
١٤- أعلام الصحوة الإسلاميّة.......الشخصية 246 تأليف محمد علي شاهين (تحت الطبع).
١٥- مقال: كامل الشريف.. المجاهد مؤرخ حرب فلسطين ،إخوان أون لاين.
١٦- مقال: كامل الشريف: الإمام أخبرني بعزمه القدوم إلى فلسطين على رأس 10 آلاف مجاهد ،إخوان أون لاين.
١٧- مقال: عن كامل الشريف و«الإسلام الإسلام»! * حيدر محمود ،موقع جريدة الدستور.
١٨- مقال: معركة (كفار ديروم) أولى معارك الإخوان في فلسطين ،إخوان أون لاين.
١٩- مقال: في رثاء والدي كامل الشريف.. خواطر لحظة الفراق * مها الشريف ،موقع جريدة الدستور.
٢٠- أخبار: الإخوان المسلمون ينعون المجاهد الكبير الأستاذ كامل الشريف، إخوان أون لاين.
٢١- أخبار: الإعلامي والمفكر الإسلامي كامل الشريف في ذمة الله، موقع الجزيرة نت.
٢٢- برنامج زيارة خاصة: كامل الشريف.. الجهاد من أجل الأمة، موقع الجزيرة نت.
٢٣- برنامج زيارة خاصة: كامل الشريف.. النضال والعمل الدبلوماسي ،موقع الجزيرة نت.
٢٤- برنامج الشريعة والحياة:الحالة الجهادية في فلسطين بين الأمس واليوم ،موقع الجزيرة .
وسوم: العدد 975