الشيخ العالم المحدث د. حارث سليمان الضاري
( ١٣٦٠ = ١٤٣٦ هجري)/ (١٩٤١ = ٢٠١٥م )
هو الشيخ العالم الداعية المحدث د. حارث بن سليمان بن ضاري المحمود الشمريّ، أمين عام هيئة علماء المسلمين العراقية سابقاً. وأحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العراق.
كان يُقيم في العاصمة الأردنية عمان منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو من أكبر المُناهضين للاحتلال الأمريكي ولطريقة الحكم الحالية في العراق.
المولد، والنشأة:
ولد الشيخ المجاهد حارث سليمان ضاري المحمود الشمري في قضاء أبو غريب التابع لبغداد عاصمة العراق عام ١٩٤١م..ونشأ في أسرة سنية مسلمة عريقة النسب تعود إلى قبيلة شمر.
الدراسة، والتكوين:
بدأ تعليمه في مدرسة لتحفيظ القرآن.
التحق بعد ذلك بالمدرسة الدينية التي أكمل فيها الدراسة الأولية، وحصل على الشهادة الثانوية منها.
ثم التحق بجامعة الأزهر سنة 1963م، حيث حصل على شهادة الليسانس العالية بكلية أصول الدين والحديث والتفسير.
ثم دخل الدراسات العليا، وحصلت على شهادة الماجستير في التفسير سنة 1969م.
وبعدها سجل في شعبة الحديث، فأخذ منها أيضاً شهادة الماجستير سنة 1971م.
وبعد ذلك سجل رسالة الدكتوراه في علم الحديث، وحصل عليها سنة 1978م.
الوظائف، والمسؤوليات:
عاد بعدها إلى العراق وعمل في دائرة الأوقاف، ثم بعد ذلك نُقل إلى جامعة بغداد بوظيفة معيد، فمدرس، فأستاذ مساعد، فأستاذ.
قضى في التعليم الجامعي أكثر من 32 عاماً، وتقاعد بعد أن عمل في عدة جامعات عربية، ومنها جامعة اليرموك في الأردن، وجامعة عجمان في الإمارات العربية المتحدة، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، وقد عاد إلى العراق بعد سقوط بغداد في 1 تموز/يوليو 2003.
مؤلفاته:
لهُ بحوث ومؤلفات عديدة معظمها في علوم الحديث النبوي طبع منها:
الإمام الزهري وأثرهُ في السنة.
محاضرات في علوم الحديث.
تفسير القرآن الكريم للمرحلة الثانوية، بالاشتراك مع الدكتور المساعد مسلم آل الجعفر.
جهاده:
تعتبره الحكومة العراقية إرهابياً وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه، وهو يعتبر نفسه من الخط الوطني الذي يدافع عن وحدة الشيعة مع السنة، ويعتقد أن الشيعة ليسوا مسؤولين عن حوادث القتل الجماعي التي تعرض لها السنة بعد الاحتلال في 2003.
ويركز على قضية وحدة العراق، وللشيخ مواقف مضطربة من الأحداث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي 2003، فهو من جهة يؤيد انتفاضة ما يسمى بالمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، ويؤيد في نفس الوقت التقارب مع الشيعة الذين يؤيدون الاحتلال، ويعتبرونه تحريراً من نظام حكم صدام حسين الذي يعتبرونه نظاما معاديا لهم.
اتُهم الشيخ بمساندة بعض فصائل المعارضة المسلحة، وينسبون إلى الشيخ حارث الضاري دخول مجاميع من القاعدة إلى ساحات اعتصام الرمادي مما مهد للمالكي اقتحام الساحة التي كانت تعد أهم ساحة اعتصام للسنة في العراق.
رئيس هيئة علماء المسلمين:
أصبح رئيساً لهيئة علماء المسلمين التي أسسها عقب الغزو الأميركي للعراق من بين أهم القوى العراقية المناهضة للاحتلال وللعملية السياسية، وكذلك للطائفية ومشاريع الأقاليم الذي دعت إليها أطراف سنية، واعتبرت أنها مشاريع تفضي إلى تقسيم البلاد.
تصريحاته، ومواقفه:
صرح " الضاري " في مقابلة له مع قناة الجزيرة في يوم الجمعة 5-10-2007 ان " القاعدة مِنّا ونحن منها " في إشارة منه إلى تنظيم القاعدة وأفتى أيضاً بعدم قتالهم ووجه رسالة من قناة الجزيرة إلى " أسامة بن لادن " ان تكُف القاعدة عن محاربة أبناء العشائر والمدنيين في العراق
وفاته:
توفى الشيخ حارث سليمان الضاري في مدينة إسطنبول بتركيا صباح يوم 12 مارس 2015، بعد معاناة طويلة من سرطان في الحلق.
ونقل جثمانه إلى الأردن، حيث صليت عليه صلاة الجنازة في مسجد الملك الحسين بعد صلاة الجمعة يوم 13 مارس 2015م، ونقل بعدها ليوارى الثرى في مقبرة سحاب جنوب العاصمة الأردنية.
أصداء الرحيل:
الشيخ العالم المحدث د. حارث الضاري:
سياسة ترك برس
توفي صباح اليوم الخميس في مدينة إسطنبول بتركيا الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري عن عُمر يُناهز 74 عاماً، بعد مُعاناة مع المرض.
وصلّى عليه جمع غفير من الناس في مسجد الفاتح بإسطنبول بعد صلاة العصر. وبعد صلاة الجنازة تحدّث الشيخ محمد صهيب الشامي بموعظة ودعا للشيخ المتوفّى.
ونعت هيئة عُلماء المسلمين في العراق أمينها العام في بيان على موقعها الإلكتروني.
وُلِد الضاري في العاصمة العراقية بغداد عام 1941، ويحمل شهادة الدكتوراه في الحديث النبوي، وهو أحد كبار علماء السنة في العراق.
وكان الشيخ الضاري من أكبر المناهضين للغزو الأمريكي عام 2003 ولطريقة الحكم الحالية للعراق، وهو يقيم في العاصمة الأردنية عمان منذ عام 2007.
قُم يا عِراقُ وودّع سيّد الدّارِ:
وقد رثاه العديد من الشعراء حيث كتب الشاعر الإسلامي جميل جانودي قصيدة في رثاء الشيخ د. حارث الضاري يقول فيها:
قـمْ يا عراقُ وودِّعْ سيـدَ الدارِ**** مهـاجرًا غاب عنـَّا، حارثُ الضاري
نجْــمٌ تَـوارى عَـن الأنظار كان لـهُ**** سبــق وتضحيةٌ فـي درء أخطارِ
زدْ في بكائك، واسكب من دموعِ أسًى***إنّ السّماء لَتنعي الكوكب الساري
ما كنتَ، وحدك، في حُزنٍ وفي كمدٍ**** فالمسلمُون عليهِ دمعُـهــمْ جارِ
لم تبـق عينٌ لها نور وتبْصِرَةٌ**** إلا وقــدْ ذرفَتْ دمْـــــعًا كأنهارِ
والأرضُ هامِدة، والنّـاس واجمةٌ****في كلّ ناحيــةٍ مِنْــهَا وأمـصار
حُــزنًا على أسَدٍ قد كان حارسَها****مَن جاءها غازيًا يَصْليـه بالنارِ
فحَارثٌ لم يكنْ بالجود مُقْتَصرًا**** على العـراق ولا في حاجةِ الجار
فمزْنُهُ غمرتْ كل الدّيارِ ولمْ****يمنعْها عـن أحدٍ في الأرض سيارِ
وفي الحديثِ له علمٌ ومَفخْرة****منه الأنامُ جنَوا من طيبِ أثْمـار
وحين أمُّ الشرور أقـبلتْ بطـرًا****يقـودُها، سفهًا، ربـيــبُ فُجّـارِ
إذْ راح مُستكبرًا في الأرض يُفسدُهـا****وسارقًا فلسـَهـا من بعـدِ دينارِ
مُـروّعًا أهْلهَا، وغاصبًا عرضَها****وسافِكًا دمَهَا، يجـري كأنْهـَارِ
ومُفْسدًا عِنَـبًا، في الأرضِ يقْطـفـُـه****لصٌّ ويمْضي به لسـوقِ خمّـار
ناوأتـَـهُ بيدٍ قد حَمَلتْ مُصـحـفًا****وأختُهــا زُيّنَتْ بسيــفـِكَ الْـعـاري
وقفتَ، يَا حارثـًا، كالطود تُنـذرُه****ارحْـل، فليس هنا مكانُ أشـرارِ
وقفــتَ، كالطّودِ، في بغدادَ تَــندبهـا****لا تقْـبلوا، أبـدًا، بالذلّ والعَارِ
والناسُ من حولك التَفُّوا تضمُّهمُ ****في هـَيأةٍ قررت دفْعًا لأشـرارِ
فقُدْتَها حاملًا راياتِ مَنْ سَبقوا****فـي الذّود عنْ أمّـةٍ ناءت بأوزارِ
بالعـلمِ حصّنتَها، بالحـلمِ زيَّنتَها****بالنّـورِ سِرْتَ بها في هَدْي غفارِ
يا هَيأةً قـــد قضى رُبانُها ومضى****للــه شـوقًا لهُ، من بعدِ إبحارِ
أبا المُـثنّى مضى للهِ في قـدَرٍ****ومَنْ سيخلفُه يَـأتي بأقـدارِ
أبا المثنّى لقد شققـتَ دربًا لـنا****نمْضي بِه قُدُمـًا بكلّ إصرارِ
فاللهَ نسأله عفْـوًا ومغفرةً****لعـبده حارثٍ في ظل أشجار
في جـنـةٍ أُزْلِفتْ حَصْباؤها لؤلؤٌ****وماؤها سائغٌ وخـيرُها جَارِ
أبا المثنى:
وكتب د.عبد القادر محمد ( العراق) قصيدة رثاء للراحل الكريم جاء فيها:
بموقفك الأصيل أبا المثنى علوتهم وشانئك المعنى
وكنت بها عراقيا أمينا إذا ما خاف غيرك أو تكنى
لوحدتنا- وكم كره الأعادي دعوت وذاك منك وأنت منا
دعوت وقد تصدرها خؤون يحيط به مجوسي تدنى
فجالت خيله وعلا وأردى إذا ما الليل في الفلوات جنا
وسادت راية حيكت بشرك تسابق سيرهم ثم اما تأنى
تسابق سيرهم بابن عقوق وما يدري سيقرع ثم سنا
فيا ابن الضاري المعروف يبقى برغم الفرس دربكم يسنى
ويبزغ جيل ذي قار بسعد يجددها، ويجلي الفرس عنا
فيسمو فوق بغداد لواء بوحدتنا طلائعه تهنى
أحارث تذكر العشرين جدا غيورا والعراق به تغنى
فيا شيخ العراق إذا رحلتم فنهجكم سيحمله المثنى
في وداع الشيخ حارث الضاري:
وكتب الشاعر الإسلامي شفيق الربايعة ( الأردن) يقول:
وكتب الشاعر سعيد يعقوب يقول:
هَوَى عَنْ سَرْجِهِ البَطَلُ الشُّجَاعُ // وَوَدَّعَنَا، وَآلَمَنَا الوَدَاعُ
وَدَافَعَ عَنْ عُرُوبَتِهِ طَوِيلَاً // وَطَالَ لَهُ عَنِ الحَقِّ الدِّفَاعُ
مَضَى وَتَظَلُّ ذِكْرَاهُ لَدَيْنَا // لَنَا فِيهَا مَوَاعِظُ وَانْتِفَاعُ
وَمَا ذِكْرُ الكِرَامِ لَهُ زَوَالٌ // وَلَا سِيَرُ الأُبَاةِ لهَاَ انْقِطَاعُ
سَتَذْكُرُهُ السُّطُورُ بِكُلِّ فَخْرٍ // وَيَزْهُو مِنْ كِتَابَتِهَا اليَرَاعُ
غَدَاً تَتَذَكَّرُ الأَجْيَالُ شَيْخَاً // بِهِ كَرُمَتْ وَنُقِّيَتِ الطِّبَاعُ
سَتَبْكِيهِ الثَّوَاكِلُ وَالأَيَامَى // وَيَفْقِدُهُ اليَتَامَى وَالجِيَاعُ
"وَلِلضَّارِيْ "مَوَاقِفُ لَيْسَ تَخْفَى // وَهَلْ يَخْفَى عَلَى الَّليْلِ الشُّعَاعُ
وَمَا وَارَى مَلَامِحَهُ قِنَاعٌ //وَكَمْ وَجْهٍ يُوَارِيهِ قِنَاعُ
وَفِيٌّ لِلْمَبَادِئِ لَمْ يُسَاوِمْ // وَيُنْبِئُ عَنْ مَوَاقِفِهِ الصِّرَاعُ
أَبَى إلِاَّ سُلُوكَ الحَقِّ نَهْجَاً // وَلَمْ يُرْجِعْهُ هَوْلٌ وَارْتِيَاعُ
أَبَى إلِاَّ الشُّمُوخَ وَكُلُّ حُرٍّ // أَبِيٍّ لَيْس َيُشْرَى أَوْ يُبَاعُ
سَبِيلٌ خَطَّهُ الآَبَاءُ قِدْمَاً // عَلَيْهِ لَنَا اقْتِدَاءٌ وَاتِّبَاعُ
وَحُكْمُ اللهِ لَيْسَ لَهُ مَرَدٌّ // وَمَا يَقْضِيهِ لَيْسَ لَهُ ارْتِجَاعُ
وكتب الشيخ حامد عبد الله العلي قصيدة في رثاء الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق رحمه الله:
يريد ليَ الإخوان أن أتجلـّدا
فأصمدُ أحياناً، وأبكي مجدَّدا
وأمسح عن عيني بكفّي دموعَها
فينزل بعد الدمعِ دمعٌ تولّدا
كفَى بفقيد العلم فينا مصيبةً
تثير من الأشجانِ ما جاوزَ المدى
لعمركَ قد كان الفقيد معلّماً
كبيراً عظيماً في الأنام وسيّدا
وكان شجاعاً بالمواقف قدوةً
على كلِّ طاغٍ ثائراً متمرّدا
وكم كان في شأن العراق مقامُهُ
على الناس رأيا مستنيراً ومُرشدا
زكيُّ ، وشهمٌ ، ثابتٌ في مبادىءٍ
ويأبـى بقولِ الحق أن يتردَّدا
علا للمعالي حين أثبت أنهُ
كريمٌ بنفسٍ تتّقي الذلَّ بالردى
عليه ثيابُ المجد، والعزُّ تاجهُ
ومات وما ضلَّ الطريق عن الهُدى
وما مات من أحيا بما قالَ أمةً
له الذِّكْرُ بعد الموتِ فينا مخلَّدا
له الخلْدُ في الجنّات فيها نعيمها
مديدٌ على الآباد دوماً وسرمدا
سلامٌ عليه بالحياةِ، وبعدها
وأجملُ ذِكْرٍ ما استطيبَ وحمِّدا
وكتب الشاعر كهلان الجبوري قصيدة في رثاء الراحل:
شطت بك الدار أم ضاقت بك السبلُ أم كنت غادية تروي وتنتقلُ
أم كنت ملتمساً خيراً تؤمله ممن تظن به الأخلاق تكتمل
أم حاربتك جيوش الكفر منذ قدمت فما خضعت إذ الأقزام تحتفلُ
لكنهم من شرار الخلق معدنهم فما لمعدنهم خير فيتصلُ
كم ناوؤك وجدوا في عداوتهم وأنت محتسبٌ فيها ومحتملُ
لم يرضَ عنك عبيد الجبت كلهم إذ قلبهم في رضى الطاغوت منشغلُ
تريد خيراً لمن ترجو هدايته لكنهم أمم أزرى بها الدجلُ
كم ساوموك وما نالوا مآربهم وشوهوك وأنت البدر مكتملُ
كم داهمتك وحوش طوع سيدها بها سببٌ بالفرس متصلُ
سموت بالدين إذ كنت الملمُّ به إلمام شيخ بنور الله متصلُ
حفظت عهداً وما مالت منازلكم إذ دوحة العزّ بالأبرار تعتدلُ
رحلت عنا ولم ترحل مآثركم فأعين المجد من عينيك تكتحلُ
عليك مني سلام الله ما أملت دموع عبد بجوف الليل تبتهلُ
مصادر:
١- "الشيخ حارث الضاري في ذمة الله". الجزيرة.
٢- "حارث الضاري في ذمة الله". الغد في 4 مارس 2016.
٣-"وفاة الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق". الوسط في 8 أغسطس 2015.
٤- سيرة حياة الشيخ الدكتور حارث سليمان الضاري: وكالة الأناضول.
٥- تاريخ علماء الفلوجة والشخصيات العلمية فيها - تأليف الشيخ عبود فياض المشهداني - دار المناهج - الطبعة الأولى 2013 - ص 144.
٦- الموقع الرسمي لهيئة علماء المسلمين، موقع الفسطاط، منشور عن البيان التأسيسي للهيئة هيئة علماء المسلمين والسير في الألغام - إسلام اونلاين.
٧- الموسوعة التاريخية الحرة.
8- موقع الشيخ حامد العلي.
9- رسالة من الأستاذ جميل جانودي.
10- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 987