الشيخ الداعية زهير إبراهيم الخالد
( ١٣٦٢ هـ= ١٩٤٣م )/ ( ١٤٤٠ هـ= ٢٠١٩م )
هو الشيخ الداعية وأحد خطباء مسجد جامعة دمشق زهير إبراهيم الخالد.
المولد، والنشأة:
والأستاذ زهير إبراهيم الخالد من مواليد منطقة السلمية في محافظة حماة السورية سنة 1943م، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة.
الدراسة، والتكوين:
درس زهير الخالد مراحل التعليم المختلفة في مدارس حماة، وبعد حصوله على الثانوية تابع دراسته الشرعية في كلية الشريعة بدمشق، وتخرج فيها حاملاً شهادة الليسانس 1385هـ - 1965م، بدرجة جيد.
وكان من أساتذته فيها: محمد المبارك، ود. محمد أديب الصالح، ود. عدنان زرزور، ود. محمد فوزي فيض الله، ود. وهبة الزحيلي، وتعرف عليه في دمشق الأستاذ راشد الغنوشي، وكان آنذاك متبنياً للفكر القومي الناصري، فتأثر بالشيخ زهير وبما أهداه من كتب للأستاذ سيد قطب، ليتحول الغنوشي بعدها إلى اتجاهه الإسلامي.
ثم حصل على الدبلوم العامة في التربية وعلم النفس من كلية
التربية بجامعة دمشق عام 1387هـ /1967م.
ثم حصل على شهادة الماجستير في الإعلام الإسلامي من المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1402هـ بدرجة جيد جداً مرتفع.
وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه، في السيرة النبوية، من جامعة البنجاب بلاهور في الباكستان سنة 1419هـ /1998م بدرجة امتياز مع التوصية بطباعة الرسالة. وقد طبعت طبعتين (أولى عام 1421هـ وثانية عام 1425هـ). وقد طبعتها
– لمرتين- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر.
الوظائف، والمسؤوليات:
وعمل مدرسًا للتربية اﻹسلامية في دمشق حتى عام 1389 حيث منع من التدريس فهاجر للسعودية.
قال الأستاذ علي طناطرة: ( قدم إلى دمشق بعد انتسابه إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق، وبدأ بالتدريس في مدارسها الخاصة منذ كان في السنة الأولى في كلية الشريعة، وكان مدرساً ناجحاً، اجتمعت معه في ثانوية دمشق الوطنية.
وكان الأخ زهير محدثاً يلفت الأنظار خطيباً مفوهاً، وموجهاً قلّ نظيره.
كان أحد خطباء مسجد جامعة دمشق وإذا استثنينا الخمسة الكبار (مصطفى السباعي ـ علي الطنطاوي ــ محمد أديب الصالح ) رحمهم الله تعالى (عصام العطار ــ سعيد الطنطاوي )، بارك بهم فإن الشيخ زهير يعتبر من ألمع خطباء مسجد الجامعة، وكان يقصد المسجد الآلاف ليستمعوا إلى خطبائه المميزين، بقي في دمشق وتزوج فيها حتى تعاقد على التدريس في كلية اللغة العربية بالرياض، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان فيها أستاذاً لاَمعاً، وكان محباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كثير الزيارة والصلاة في مسجده الشريف؛ لذلك أحب عمله الجديد وسكناه في المدينة المنورة، ومنذ نزل دمشق كان صديقاً وأخاً حبيباً، وأكثر من تتلمذ عليهم الدكتور مصطفى السباعي رحمه آلله تعالى، والأستاذ عصام العطار أطال الله في عمره، والدكتور حسن هويدي رحمه الله تعالى، ومن هذه الشخصيات الثلاث تكوَّنت شخصيته الفريدة، كان، يعيش دعوته وعالمه العلم حتي بات عالما يشار إليه بالبنان، تقبله الله في الصالحين، وأسكنه جنة النعيم، وعوض المسلمين عنه خيراً).
انتقاله للسعودية:
انتقل للسعودية بعدما ضيق عليه في موطنه سورية في الثمانين، وعمل في جامعة اﻹمام محمد بن سعود اﻹسلامية مدرساً للتاريخ اﻹسلامي ومؤسساً لمناهج الكلية، لمادة الحروب الصليبية.
ثم انتقل للمدينة المنورة فعمل مدرساً في الجامعة اﻹسلامية، ثم في جامعة طيبة حالياً ( كلية التربية جامعة الملك عبد العزيز سابقاً).
الخبرة العملية والمواد التي قام بتدريسها:
مع ما كتب فيها من مذكرات في جامعات المملكة فقط منذ عام 1389هـ، أي لمدة ثلاثين سنة.
1 - السيرة النبوية. في كلية اللغة العربية بالرياض، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبد العزيز (جامعة طيبة حالياً).
2 - تاريخ صدر الإسلام. في كلية اللغة العربية بالرياض، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد كتب فيها مذكرات، ومسودة كتاب عن ذي النّورين، رضي الله تعالى عنه.
3- تاريخ الحروب الصليبية. في كلية اللغة العربية بالرياض، وكتب فيها مذكرات.
4 - اتجاهات معادية للإسلام (هكذا اسم المادة) في كلية اللغة العربية بالرياض، وهي عبارة عن التيارات الفكرية والمذاهب المعاصرة، وكتب فيها مذكرة كتمهيد للمادة.
5 - الفكر الإسلامي، وكان اسمها معلومات عامَّة عن الإسلام، ثم سُميت بالفكر الإسلامي في الجامعة الإسلامية، وهي عبارة عن الثقافة الإسلامية.
6 – الأخلاق بالجامعة الإسلامية.
7 - الثقافة الإسلامية بمستوياتها الأربعة (101س،
201س، 301س، 401 س) في كلية التربية بالمدينة المنورة، فرع جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وكتب في بعض مفردات المنهج مذكرة، وافقت عليها لجنة المتابعة بالكلية.
8 - الاستشراق والمستشرقون. في كلية التربية المذكورة، وكتب فيها مذكرة، وافقت عليها لجنة المتابعة بالكلية (وهي مادة تخصصية).
9 - المدخل إلى الدراسات الإسلامية. في كلية التربية المذكورة، وهي تشمل على ما يلي:
أ- مدخل إلى علوم القرآن والتفسير.
ب - مدخل إلى علوم السنة المطهرة.
ج - مدخل إلى علم التوحيد.
د- مدخل إلى علم الفقه.
هـ - مدخل إلى علم أصول الفقه.
وقد كتب مذكرة في القسم الأول والثاني (علوم القرآن
الكريم والسنة المطهرة)، وافقت عليها لجنة المتابعة بالكلية.
10 - علوم القرآن الكريم (مادة تخصصية) في كلية التربية المذكورة.
11 - تاريخ التشريع (مادة تخصصية) في كلية التربية المذكورة.
-الأعمال الأخرى سوى كتابة المذكرات المشار إليها:
1 - المساهمة في وضع منهج التاريخ في كلية اللغة العربية بالرياض.
2 - وضع منهج للسيرة النبوية في كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
3 - وضع منهج للسيرة النبوية في كلية التربية بالمدينة المنورة.
4- وضع منهج لمقرَّر الاستشراق والمستشرقين في كلية التربية المذكورة.
برامج تلفزيونية وإذاعية:
1 - برامج تلفزيونية في تلفزيون المملكة العربية
السعودية - القناة الأولى - استمرت لعدة سنوات (برنامج
في موكب النبوة، وبرنامج صور من هدي القرآن الكريم)، وكذلك برنامج في رحاب السيرة النبوية في قناة اقرأ الفضائية، سوى الندوات.
2 - برنامج إذاعي في إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية بعنوان: جهود المستشرقين بين الهدم والبناء؛ استمر لسنتين ونصف.
ثم برنامج (من معالم الحضارة الإسلامية) في إذاعة نداء الإسلام، استمر لسنة ونصف.
وبرنامج (من عيون الوصايا والحكم)، وهو ما زال مستمراً حتى اليوم منذ أكثر من سنة . في إذاعة نداء الإسلام.
كما قدم عدة محاضرات عامة ومقالات في المحلات والصحف.
وقدم بحثاً محكَّماً في مجلة مركز بحوث المدينة المنورة نقد بشكل علمي وموضوعي الكتب التي زعم أصحابها أنها جمعت السيرة النبوية الصحيحة، وكشف البحث أن ما اشتملت عليه الكتب المشار إليها مما يتعلق بالسيرة النبوية لا يصدق عنوانها. وبحث في الإعلام بعنوان (أثر الدعاية في التدفق الإعلامي في العهد النبوي) (بحث الماجستير).
-مشاركة في المؤتمر العالمي لإعداد الدعاة الذي عقدته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 24/2 حتى 29/2عام 1397هـ.
وقد أشرف على بحث بعنوان (التقدم العلمي في العصر الحاضر وفتنة المسلمين به).
ومن أعمال الشيخ زهير العلمية في خدمة السيرة النبوية:
-تحقيقه لكتاب: "خلاصة سير سيد البشر أو خلاصة السير في أحوال سيد البشر" للمحب الطبري (ت694)، وهو رسالته في الدكتوراة في جامعة البنجاب بلاهور في باكستان، وطبعته وزارة الأوقاف القطرية في مجلدين طبعتين الأولى 1421 والثانية 1425.
تقاعد بعد نشاطه العلمي والدعوي، واستمر مجاوراً ومؤلفاً ومحققاً في السيرة النبوية، وفي التاريخ اﻹسلامي.
ومنذ عام 1978 لم يستطع زيارة بلده.
محنته:
امتحن مع عدد من المشايخ الكرام في عام 1428 للترحيل من المدينة المنورة، ومنهم شيخنا الولي الصالح المعمَّر الشيخ محمد الحجّار، والداعية المربي الشيخ محمد عوض، والعالم الفقيه الشيخ أسعد صاغرجي، رحمهم الله تعالى، وقد سلمهم الله تعالى، وكشف عنهم هذه المحنة بمساعي أهل الخير بعد خمسة أشهر.
مرضه، ووفاته:
أدخل الشيخ زهير الخالد في مشفى الميقات بالسعودية في 14 رمضان 1438هـ، وتوفي في المدينة المنورة يوم الاثنين 11 من رجب 1440 الموافق 18/3/2019، عن سبعة وسبعين عاماً. إثر جلطة أدت إلى التهاب رئوي حادّ، ما زال يعاني منه، حتى توفاه الله تعالى صباح يوم الاثنين في الساعة السابعة.
وصلي عليه بعد صلاة المغرب في المسجد النبوي، ودفن في مقبرة البقيع.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
مصادر الترجمة:
١- موقع رابطة العلماء السوريين: بقلم الشيخ مجد مكي.
٢- السيرة الذاتية بخط يده.
3- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 987