الشاعر الداعية الشهيد محمد زكريا سنبل
(1939- 1980م)
هو الشاعر الداعية الشهيد محمد زكريا سنبل الذي ورث العلم كابراً عن كابر.
وكان ذكياً ملتزماً بتعاليم الدين، لم تبدله الأيام، ولم تغيره السنون.
المولد، والنشأة:
ولد الشاعر محمد زكريا سنبل في مدينة إدلب الخضراء في سورية عام 1939م.ونشأ في ظل أسرة مسلمة ملتزمة، يرعاها والده الحاج مصطفى سنبل الذي كان أمياً ومع ذلك يقول الشعر، تعلم القراءة مع أولاده، وكانت تنشر قصائده في الجرائد.
سقط من أعلى السطح على الأرض، فتوفي- رحمه الله -.
الدراسة، والتكوين:
درس مراحل التعليم المختلفة في إدلب، وحصل على الشهادة الثانوية، وكان من دفعته ظافر دويدري.
وكان من أساتذته الشيخ الأديب أحمد محمد قطيع الذي أبدى إعجابه بكائه وقال: إنه يعادل مدرساً مختصاً باللغة العربية، وقد حصل على معدل 95 بالمئة فيها.
سجل في الجامعة، ولكنه ترك الدراسة، ولم يكمل بسبب وفاة والده، وانشغاله بهموم الأسرة.
وعاش حياته في ظلال القرآن الكريم والعبادة، وكان يحضر دروس الشيخ نافع الشامي.
الوظائف، والأعمال:
عمل موظفاً في قضايا الحكومة، محبوباً من جميع الناس، وكان مدير الوظيفة الشيخ ثابت كيالي.
أخلاقه، وصفاته:
كان رحمه الله ملتزماً خلوقاً منذ شبابه المبكر، وكان متحمساً، وداعية، طيب القلب، لطيف المعشر، رحم الله شهداء تدمر عام الثمانين، والشاعر الفذ الذي حلق بهذه القيد واحداً منهم - رحمه الله- وغفر له.
حياته الأسرية:
والشهيد متزوج من سيدة مربية فاضلة، وقد أنجب منها، فترك وراءه يوم استشهاده خمسة أطفال .
أربع أولاد وبنت، وكبيرهم (صفوان) كان عمره حين اعتقل والده ثمان سنوات وايمن، ورضوان الذي يعد فارس المنبر والدعوة اليوم بين الشمال السوري وتركيا ، وميمونة، واصغرهم محمد وعمره ستة أشهر واليوم يحمل كلية الشريعة وفارس الكلمة ما ضيعهم الله جميعاً، لأنه قامت بهذه المهمة زوجته الطيبة الطاهرة على أكمل وجه.
سجنه، واستشهاده:
اعتقل في عام 1980م، وكان يوم اعتقاله حزيناً كئيباً، ونقل إلى سجن تدمر الرهيب فقضى نحبه شهيداً في مجزرة تدمر عام 1980م.
وكتب د. موفق شيخ إبراهيم: "وبجانب المحراب تُحتضَن الطفولة":
هو عنوان قصيدة، تزيد عن سبعين بيتاً، نظمها الشاعر الشهيد محمَّد زكريا سنبل، أعلى المولى مقامه في جنَّة الخلد، مطلع سبعينات القرن المنصرم، منطوقها خطاب طالبة الجامعة بطيفيها السافرة والمحجبة، عُلٍّقت حينها على مجلة الحائط في كلية العلوم بجامعة حلب، وفي المدينة الجامعية، قسم البنات في ذات الجامعة، كما نشرِت في جامعة تشرين باللاذقية.
سمعتها مشافهةً من فِيهِ رحمه الله، قبل ما يربو على أربعة عقود؛ وهي بتقديري من عيون قصائد الأدب العربي. منها هذه الأبيات:
ومشت وحدُّ سلاحها ساق صقيلة ** ورمت ونبع سهامها عين كحيله
وأثارها زبد الحياة فحوَّمت ** فوق اللهيب فراشة وهوت قتيله
تاهت يمزقها الفساد وما دَرَت ** أن الندامة والدموع لها حصيله
أنا بالزمالة كافر فاستبعدي ** عن عقلك المخدوع أنَّكِ لي زميله
ما جئت أبكي الدين فيك وإنما ** أبكي عريناً فيه تنتحر الفضيله
فلأنت في شرع الأبيِّ صغيرة ** وكبيرة في عين منعدم الرجوله
قبحاً لجيل أنت رمز نضاله ** أنت العليلة لن تكوني سوى عليله
هيهات أن تلد الرخيصة غالياً ** وعلى معرَّى صدرها رضع الرذيله
لن يصنع الجيل المعربد أمة ** ورواقص الأرداف لن تلد البطوله
كم أمة بنسائها فوق الندى ** كم أمة بنسائها ركعت ذليله
أختاه يا ذات الحجاب تحيَّة ** كم في حجابك أنت رائعة نبيله
يا روضة في الأرض فاح عبيرها ** وشريعة الإسلام دوحته ظليله
تيهي على الدنيا فخاراً وارتدي ** ثوب الإباء وجرجري تيهاً ذيوله
وإذا طغى الطوفان لا تستسلمي ** لبواعث الطوفان واجتنبي سيوله
ما قيمة الخفاش في تصخابه ** والليل فوق جيوشه أرخى سدوله
والفجر إن حنّت إليها بطاحنا ** نشدته بنت النور مؤمنة أصيله
من رفعة القرآن يغرف قلبها ** وبجانب المحراب تحتضن الطفوله.
رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا الله مع شهداء الثمانين مع تقصيرنا وذنوبنا.
مصادر الترجمة:
١- معلومات من د. موفق شيخ إبراهيم.
٢- معلومات من صهره الشيخ سامي قطيع.
٣- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1018