الشاب المجاهد الشهيد عبد الباسط ممدوح الساروت

hgsfgf1041.jpg

(1 يناير/كانون الثاني 1992 - 8 حزيران/يونيو 2019)

هوَ الشاب المجاهد الشهيد والحارس السابق لنادي الكرامَة ومنتخب سوريا للشباب.

كما يُعتبر أحد أبرز قادة المظاهرات التي قامت في مدينة حمص للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد أثناء الثورة السورية.

أُصيب في الاشتباكات معَ القوات النظاميّة في شمال غرب سُوريا وتوفي بعدها بيومين في 8 حزيران/يونيو 2019.

الميلاد: 1 يناير 1992م.

الوفاة: 8 يونيو 2019 (27 سنة) في الريحانية نتيجة إصابته في المعارك. وكان مكان الدفن في الدانا.

عضو في جيش العزة.

   وهو لاعب كرة قدم؛ وثائر ومُعارِض سوري اشتهر بإنشاد أناشيد ضدّ النظام السوري بقيادة بشار الأسد

   وكان يجمع بين القول والفعل؛ وشارك في القِتال إلى جانب صفوف فصائل المُعارض السوريّة.

الحياة المُبكّرة:

   ينحدرُ عبد الباسط من عائلة هاجرت من الجولان؛ واستقرّت في حي البياضة بحمص والتي وُلد فيها في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1992.

   تلقّى عبد الباسط تعليمهُ في حمص؛ وترك المدرسة بعد حصوله على الإعدادية ليساعد والده الفقير.

قبل أن يَكتشف مهارته في حراسة المرمى فانضمّ للدفاع عن مرمى نادِي الكرامة الشيء الذي مكّنه من الوصول لحراسة منتخب سوريا للشباب.

   وكانَ قريبًا من الانضمام لحراسة مرمى المُنتخب الأوّل قبل قيامِ الثورة عام 2011 والتي انخرطَ فيها من خلال المُشاركة في الاحتجاجات الأسبوعيّة التي كانت تُقام في حمص لمطالبة بشار الأسد بالرحيل.

   زادت شهرة عبد الباسط وشعبيّته بعدما عملَ على تأليفِ عددٍ من الأغاني والأناشيد التي كان يؤديها وسطَ الجموع في حمص وعلى رأسها أغنيّة «جنة جنة جنة يا وطنّا» ليُلقّبّ بـ «بلبل الثورة ومنشدها».

الثورة السوريّة:

   معَ بداية الاحتجاجات ضد النظام في آذار/مارس من عام 2011؛ برزَ اسمُ الساروت حيثُ شاركَ فيهَا بل قادَ أحيانًا تلكَ التظاهرات عبر أناشيده وهتافاته التي تحوّلت فيما بعد إلى أغانٍ يتغنّى بها الثوار.

   لم يُكمل عبد الباسط الساروت تعليمه بعدَ قيام الثورة – التي سيكونُ أحد رموزها فيما بعد – كما أعلنَ اتحاد الكرة السوري فصل اللاعب عبد الباسط من الاتحاد ومنعه من لعب كرة القدم مرة أخرى.

   ظهرَ عبد الباسط مُجددًا في الموجة الثانيّة من الانتفاضة والتي قُمعت بالقوّة والعنف المُمنهج قبلَ أن يقودَ هوَ والممثلة السوريّة الأخرى فدوى سليمان التظاهرات في حمص أشهرًا طويلة حتّى بداية عام 2012. في فيديو لهُ انتشرَ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ يقولُ الساروت إنّ الثورة سلميّة وتعددية وليست ثورة قاصرة على فئة معينة كمَا نفى اتهامات الحُكومة له بتحويل بلدته إلى «إمارة سلفية» بتمويل سعودي وبالأخص من الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود.

العمل المُسلّح:

   تزايدت وتيرة قمع المظاهرات على يدِ جنود الجيش السوري كما كثرت الاعتقالات والتصفيّات فرصدَ النظام جائرة قدرها مليوني ليرة سورية (حوالي 35 ألف دولار أمريكي) لمن ينجحُ في تسليمِ الساروت لأحدِ الفروع الأمنيّة بل قامت القوات النظاميّة عينها باستهداف منزلِ عبد الباسط الساروت بالبياضة مما تسبّبَ في مقتلِ شقيقه الأكبر ( وليد الساروت)؛ وأولاد خالته.

   تعرّضَ الساروت في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2011 لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة؛ وأُصيب في ساقه بعدة طلقات كمَا ظهر في تسجيل فيديو مشاركًا في إحدى التظاهرات وساقهُ لم تتعافَ بعد.

   بدأت الثورة تتحوّل شيئًا فشيئًا إلى صراعٍ مسلحٍ بعد الحِصار الذي فُرض على عددٍ من البلدات والمدن وبعدَ استهداف الجيش السوري بالأسلحة الثقيلة والدبابات منازل المدنيين بدعوى وجود «عناصر إرهابيّة» داخلها؛ فأسّس الساروت كتيبة «شهداء البياضة» لحماية المدينة كما انضمَ في وقتٍ لاحقٍ إلى «فيلق حمص» الذي أُسّس لذات الغرض تقريبًا.

   واصلَ الساروت كفاحهُ ضد الجيش السوري الذي كانَ قد بدأَ في الاندحار بعدَ انشقاق الكثير من ضباطه وتشكيلهم للجيش الحر الذي نجحَ في السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي التي سيخسرها لاحقًا بفعلِ الدعم التي تلقّاهُ النظام من عددٍ من الميليشيات الإيرانية على الأرض والدعمِ الآخر من سلاح الجو الروسي.

   حينَها كان الساروت لا زالَ مُشاركًا ونشطًا في الثورة وظلّ حاضرًا فيها بالرغمِ من مقتل خاله محي الدين الساروت ومن ثمّ مقتلِ شقيقه محمد الساروت أوائل العام 2013 وكذا مقتل آخرِ شقيقيهِ وهمَا أحمد وعبد الله الساروت اللذين قُتلا في 9 كانون الثاني/يناير من عام 2014.

الجماعات الجِهاديّة:

عبد الباسط الساروت خلال مظاهرة في مدينة كفرنبل شمال سوريا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2018.

بحلول عام 2013؛ كانَ الجيش الحر قد أصبحَ ضعيفًا وهشًا نوعًا ما فبرزت عددٌ منَ «الجماعات الجهادية السنية» التي قاتلت النظام السوري – كما هاجمت فصائل من المُعارضة أيضًا – بهدفِ إقامة «دولة إسلاميّة» تُحكم «بالشريعة» على حدّ زعمها. تعقّد الوضعُ أكثر في ظلِّ انخراط قوى دوليّة في الحربِ الدائرة في سوريا واستغلال «الجماعات المُتشدّدة» الانفلات الأمني الحاصل لبسطِ سيطرتها هي الأخرى. حينَها كان الساروت ومن معهُ محاصرين داخل مدينة حمص فقرّر عددٌ منهم بما في ذلك عبد الباسط الانضمام إلى مقاتلي الدولة الإسلامية.

مبايعة الساروت لداعش – والتي كانت بيعة قتال ضد بشار الأسد وليست طاعة – برّرها على أنها جاءت من أجل الحصول على المال والطعام خاصة أن الهيئات الثورية المختلفة تخلّت عن دعمها بالمال والسلاح؛ فضلًا عن شعوره بأن الجميع خذل المعارضة السورية.

بالرغمِ من ذلك؛ رفضَ تنظيمُ داعش هذه المبايعة بعدما اعتبرها «غير كاملة».

   في أواخر أغسطس/ آب 2015؛ ظهر الساروت في فيديو جديد يُؤكدّ فيهِ عدم مبايعته لداعش ولا أي فصيل أو جبهة وأن هدفه الأساسي هو إسقاط نظام الأسد فقط ومع ذلك فهوَ لم يُخفِ رغبته في التعاون مع تلكَ التنظيمات في تلكَ المرحلة.

جيش العزة:

خرجَ الساروت رفقةَ مقاتليه في كتيبة شهداء البياضة إلى الدحديرة؛ وهناك اشتبكوا مع عناصر من جبهة النصرة بعدما رفضوا تسليم أنفسهم لها ليُصدر أمرٌ باعتقال عبد الباسط الساروت الذي اضطرّ حينها إلى الذهاب إلى تركيا والعودة في وقتٍ لاحق ثمّ ما لبث وأن عُيِّن كقائدٍ ميدانيّ فِي جيش العزة المُتمركزِ في الشمال السوري.

   شاركَ الساروت معَ جيش العزة في عددٍ من المعارك كانَ آخرها المعارِك ضدّ النظام السوري وباقي الميليشيات المؤيّدة لهُ شمال حماة.

وثائقيّات:

يُعتبر فيلم العودة إلى حمص أحد أشهر الأفلام التي ركّزت على شخصية الساروت وتحوله كأبرز العناصر التي قادت الحراك السلمي إلى حمله السلاح وقيادة الثورة في مدينته حمص بعد قمع النظام للمظاهرات السلمية.

   شهرة الساروت لعبت دورًا مُهمًا في ظهورهِ في عددٍ من الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة الأخرى بما في ذلك الفيلم الوثائقي «حارس الثورة عبد الباسط الساروت» من إنتاج قناة أورينت.

وَفاته:

     تظاهرة للمئات من أنصار الثورة السوريّة في التاسع من حزيران/يونيو 2019 في مسجد الفاتح بإستانبول بعد الصلاة على عبد الباسط الساروت.

   شاركَ الساروت في المعاركِ الدائرة شمال حماة بينَ فصائل المعارضة السوريّة والنظام باعتبارهِ أحد القادة العسكريين لجيش العزة كما ذُكر سابقًا.

بحلول يوم الخميس الموافق للسادس من يونيو/حزيران ظهرَ الساروت في مقطع فيديو مصوّر يُطمئنِ فيهِ الشعب السوري؛ ويؤكد على استمرار الثورة ضد النظام إلى حينِ «تحرير سوريا كاملة».

   سويعات بعد ذلك حتى أُعلن نبأ إصابة عبد الباسط خلال معركة السيطرة على قرية تل ملح بريف حماة الشمالي.

   في اليومِ الموالي ذكرَ المتحدث باسمِ جيش العزة أنّ حالة عبد الباسط الساروت مستقرة ويخضعُ حاليًا للعلاج بعدما كانَ قد نزفَ كثيرًا في وقتِ إصابته.

   تضاعفت حالة عبد الباسط فُنقل إلى تركيا لتلقي العلاج لكنّه فارقَ الحياة معَ ظهر يوم السبت الموافق للثامن من يونيو/حزيران عندَ قرابة الساعة الثانية عشر ظهرًا متأثرًا بالجراحِ التي كان قد أُصيب بها شمال حماة.

وصلَ جثمان الساروت إلى إدلب يوم الأحد الموافق للتاسع من يونيو/حزيران حيثُ استقبله عددٌ غفيرٌ منَ المشيعين عند معبر باب الهوى الحدودي وساروا خلفه في سياراتهم وعلى دراجاتهم وصولًا إلى بلدة الدانا في ريف إدلب الشمالي حيث ووري الثرى.

وكانَ المشيعون قد حملوا جثمان الساروت على أكتافهم فيما حمل آخرون صور له ولعلم الثورة السوريّة مُرددين الأناشيد التي كان يُنشدها أثناءَ الثورة.

أصداء الرحيل:

   كان لاستشهاد الساروت أصداء واسعة في الإعلام ورثاه الشعراء: مصطفى عكرمة؛ وإسماعيل الحمد؛ ود.محمد إياد العكاري؛ وحذيفة العرجي....

   يقول الشاعر إسماعيل الحمد في رثاء بلبل الثورة ومنشدها وأحد قادتها الشهيد بإذن الله تعالى عبد الباسط الساروت بعد ترجله بيومين.

يا شامِخًا مِثلَ الجِبالِ إباءَ = ومُهنَّدًا وَهَبَ السَّخاءَ سَخاءَ

لَمَّا تَدَرَّعتَ المَبادِئَ ثائِرًا = وقَدَحتَ مِنْ ألَمِ النفوسِ ضِياءَ

وَتَداخَلَت ومْضاتُ صُبحِكَ وَالدُّجَى = واختَرتَ أنْ سَتواجِهُ الأنوَاءَ

بَوَّبْتَ لِلْقِيَمِ النَّبيلَةِ سِفرَها = وَبَسطتَ لِلْمَجدِ الأغَرِّ سَماءَ

طَبَّبتَ أدواءَ الخِيانةِ بالتي = قَدَّرتَ فيها أنْ تَكونَ دَواءَ

قَد كُنتَ لِلشّامِ الجَريحةِ جُرحَها = ولَكَمْ شَرِبتَ وكَم نزَفتَ دِماءَ

وعلى امتدادِ الصُّلحِ في تَدجينِها=أرسَيتَ فيها صَعدَةً كأدَاءَ

عَرَّيتَ مَنْ باعوا المَبادئَ مُنشِدًا=وَلَبِستَ مِنْ طُهرِ الدِّماءِ رداءَ

ومَشَقتَ ياساروتُ سَيفُا مُصلَتًا = وسَقَيتَه حَينَ ارفَأنَّ حُداءَ

ورَسَمْتَ ياساروتُ دَربًا لِلأُلى=عَشِقُوا النَّهارَ وأدمَنوا العَلْياءَ

والخائنونَ وخَلفَهُم أسيادُهُم=مَلأُوا الشِّعابَ عَلى القِراعِ عُواءَ

قد كُنتَ للراياتِ صاريها فَكَم=عشقت هَواكَ وكَم رفَعتَ لواءَ

وشَحذتَ مِن هِمَمٍ وكُنتَ وقودَها=ولَكَمْ نَدَهتَ وكَمْ أجبتَ نِداءَ

مامتَّ فينا بَلْ وُلِدتَ وإنَّما=بِعتَ الحَياةَ لِتُنقِذَ الأحياءَ

لســــــاروت الحــب والـثـــورة:

وكتب الشاعر د. أنور الحجي يقول:

مالي أرى الصُّبحَ في إشـــراقِـهِ حَـزَنٌ

                   ما لِلـبـــلابـِـلِ في أصـــواتِهـا هَــــــذَرُ

مالي دَعَـوتُ حُــروفي فانزَوتْ أسَــفـاً

                   تَبكي دُمـــوعــاً مـعَ الآهـــاتِ تـنـهـمر

ما لِلــرَّبيعِ بِـبَـــردٍ جـــــــاءَ يَـلـفَـحُـني

                   مـــالِلَّـهـيـبِ بِـقَــلـبي جــــــاءَ يَسـتَـعِـرُ

يا حــارِسَ الحُـــبِّ قـدْ ضَنَّـتْ مَطالِعُنا

                   فَـكَـيـفَ تَـرقى إلـى أشـعــارِكَ الصُّوَرُ

قَـــدْ كُـنـتَ بُـلـبُـلَـهـا في كُــلِّ صادِحَـةٍ

                   قَـــدْ كُـنـتَ حــارِسَها كــاللَّـيـثِ يَبـتَـدِرُ

إهـنــأ هُـنـــاكَ بِعَــــرشٍ في جَـنــائِنِـهِ

                   إهـنـــأ هُــنـــاكَ فَـــلا بَـغيٌ ولا حَـــذَرُ

إهـنــأ سَــتَبقى عـلى أعـــلامِ ثَــــورَتِنا

                   ســاروتَ حُــبٍّ بِــهِ الـثَّــوراتُ تَأتَطِـر

أبو جعفر عبد الباسط الساروت في موكب الخالدين:

20حزيران2019

د. أحمد الجباوي

أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل فصلى عليه الرسولُ وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ».

طـار الـفـتـى وجـنـاحـه الـيـاقـوت...لـــلـــه درك أيـــهــا الــمـسـبـوتُ (1)

من ألهـم الـمـقدامَ صـولـةَ جـعـفرٍ ...حــتــى تَــكَـنَّـى بـاسـمـه الــسـاروتُ

أنــذرتـنـا اللهم مـــن ســحـرِ الألـى...سحروا الأنامَ و سحرُهمْ مبهوتُ(2)

ما ضــرَّنـا سِـحْـرٌ وما أغــوى بـنـا... مـا عــلَّــمَ الــهــاروتُ والــماروتُ

لكـنَّ ســحـره فـــي مآتـمِ وجـدنـا ...تُـفْـشِـيـهِ مــنــه جــســارةٌ وثــبــوتُ

يا أيهـا الـغـطـريف فـــي تـابـوتـه....عـمَّ الأســـى إن يُـحْـمَـلِ الـتـابـوتُ

قُـتِلَ الـفتى يا لـيت شـعري لـم يزل...مــتضـرعـاً أن يُــقْــتـلَ الجــالـوتُ

رحـمـاك ربــي خـلْـتُهُ الـحـصنَ الـذي...يحـيـا فـيـحـيـا بــالـهـدى طــالـوتُ

إن لـم أكـنْ فـي حـكمِ شـرعك ظالماً...فـالأمرُ أمرُكَ: ما رضـيـتَ رضـيتُ

والـنـاس فــي هـذي الـحياة طـرائقٌ...مَنْ عَـيشُهُ الـباقي أو الـمأموتُ (3)

شــتـان بــيـن مـنـافـحٍ عـن سُــؤْددٍ... والـعـبـدِ يُـصـلـيهِ الوغـى طـاغـوتُ

والـنـاسُ في سـعيِ الـحياة مُـقَرَّبٌ...لِــجَـنـانِـنـا ومخــاصِــمٌ مــمــقــوتُ

صـلـى الإله عـلـى الألـى قـد عـلَّموا...والـنملُ صـلَّى فـي الـدجى والحوتُ

إن كان ذا أجــــرَ الـمـعـلمِ حـكـمـةً...أكـــرِمْ بــمـنْ يــفـدي لهـا ويــمـوتُ

نـاحـت دمـشق فـنوَّحَتْ مَـنْ حـولها   ...أفلا تحــدَّرَ دَمْــعُــهـا بـــيــروتُ

سـاروتُ كــبـريـتٌ لــثــورةِ أمَّـةٍ...والـنـارُ يُـضرِمُ سُـعْرَها الـكبريتُ (4)

ياربِّ أكرم شِـيـبَـهـا وشـبـابَـهـا...فَـهَـزيـعُـهـمْ تَــضَــرُّعٌ وقــنــوتُ (5)

1-المسبوت: المغشي عليه. الميت

2-مبهوت: باطل

3-المأموتُ: المؤقت

4-الكبريت: مادّة معدِنيّة شديدة الاشتعال. من الحجارة التي يوقد بها.

5-هزيع: جزء من الليل.

وسوم: العدد 829

رثاء تأخر عن وقته عاماً..

عبد الباسط الساروت

   وكتب الشاعر الشاب حذيفة العرجي قصيدة في رثاء الساروت؛ وعدد الأبيات فيها: 17 بيتا:

حياتُكَ لم تَطُلْ والموتُ حقُّ           وما الدنيا على أحدٍ تَرِقُّ

ولم تكُ واحداً يُنعى ويُنسى             ولكنْ ثورةً تفديكَ خَلْقُ

زهدتَ بأنْ تعيشَ فعشتَ حُرّاً       ومن يسعى ليبقى يُستَرقُّ!

وإنّ الموتَ أشرفُ من حياةٍ       يسودُ بها على العُقلاءِ حُمْقُ

لعمركَ ما بهذي الأرضِ شيءٌ         يسرُّ القلبَ إلا فيهِ خَنقُ!

فأنشِدْ في السَماءِ الآنَ واصعَدْ     بوجهِك ضِحكَةٌ وبفيكَ صِدقُ

نؤمّلُ أنّ نعيشَ حياةَ نوحٍ         وهل في ما نرى ما يستَحقُّ؟

وسوريّونَ لا النَكَباتُ كَفّتْ             ولا نحنُ اجتنبنا ما يَشقُّ

ظننا أنّ قاتِلَنا نظامٌ                   وإذْ في إثْرهِ غربٌ وشَرقُ!

يخوّفُ شَعبَهُ الطُغيانُ فينا!           ويوهِمُهُم بأنْ ماتتْ دِمَشقُ

ولا واللهِ ما ماتت ولكنْ           على أطرافها الجيرانُ فُسْقُ!

تقولُ حَمَامَةٌ: في الرفقِ خَيرٌ   وهل يُجدي معَ الطاعونِ رِفقُ؟!

ستُنجبُ حَملَها الكَلِماتُ حتمَاً     وموتُ حُمَاتِها الأحرارِ طَلْقُ

هي الثوراتُ أُمٌّ من دِماءٍ           يَبرُّ الحرُّ، والمَخصيْ يعقُّ!

لقد وفّيتَ يا ساروتُ فانعَمْ       بما قدّمتَ بعضُ الموتِ عِتقُ!

وداعاً، لم تَمُتْ إلا لتحيا               وقلبكَ لم يَزل فينا يَدقُّ

إذا الدنيا بكتهُ بكلّ عينٍ                 فجنّاتُ النعيمِ بهِ أحقُّ!

وكتب يحيى حاج يحيى يقول: عبد الباسط الساروت شهيداً

حيّاً ستبقى أيها الساروتُ    فالفارسُ المغوارُ ليس يموتُ !

تمضي وقد لاح الضياءُ بشامنا  وترنّح الإجرامُ والطاغوتُ .....!!

في رثاء الساروت:

   وكتب طريف يوسف آغا قصيدة في رثاء منشد الثورة السورية عبد الباسط الساروت (1992-2019م):

تَرَجَّـلَ اليَومَ فارِسُ حِمصَ العَدِيّـة

فارِسٌ قَدَّمَ روحَـهُ لِلحُـرِّيةِ هَدِيَّـة

غَنّى لِثَورَةِ سـورِيّة فَباتَ مُنشِـدَها

كانَتْ ألحانُهُ بتَِمجيدِ الكَرامَةِ سَـخِّيَة

غَـنّى لِلوَطَـنِ وقـالَ بأنَّـهُ جَنَّـة

الوَطَـنُ في أغانيـهِ كـانَ الوَصِيّـة

كُلُّ كَلِمَةٍ أنشَـدَها أرعَبَتِ الرُعـاعَ

كَلِمَةٌ كـانَتْ قُنبُلَـةً وكَلِمَةٌ شَـظِيّة

لَبِسَ رِداءَ البُطولَـةِ فبـاتَ أيقونَـةً

أنشَـدَ بالحُنجُرَةِ وبيَدٍ رَفَعَ البُندُقِيّـة

مارَمى السِلاحَ يَومَ استَكلَبَ المجرِمونَ

جَعَلَ الثَـورَةَ على المجرِمينَ عَصِيِّـة

ومارَمى السِلاحَ يومَ انسَحَبَ الرِفاقُ

ماجَعَلَ الثَـورَةَ كَما جَعَلوها مَطِيّـة

رَفَضَ الإمـارَةَ يَومَ عُرِضَتْ عَلَيـهِ

ماكانَ لَهُ في أخـذِ الإمـارَةِ نِيّـة

رَحيلُ السـاروتِ لَنْ يُنهيَ الثَـورَةَ

سَـيَبقى مَشـعَلاً على دَربِ الحُرِيّـة

ودَمُ البَطَـلِ لَـنْ يَذهَـبَ سُـدى

لَـنْ يَرضى إلا بِرأسِ الخائِـنِ دِيّـة

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

قصيدة حارس الثورة: وهذه قطعة شعرية كتبها رائد العبيد

يا أيها السائرُ إلى بلادِ المـــشرقِ

بلغ حِمصَ العديةَ مني الســـلامَ

وقِف على رؤوسِ الجبالِ واصرخ بها

أين من كانوا للعز حزامــــــا

سَلّْ ابن الوليدِ العودِ عن آثــارهم

عن الكماةِ عن الغيارة عن النشامى

لله درُكَ يا ساروتُ كلمــــا

صدحت مدافعُ العزةِ للشامِ انتقامـا

لله درُكَ يا ساروتُ قد أعدت لنــا

فخراً للمسلمين قد حسبناهُ قلانــا

قد بَسْطَ الرحمنُ لكَ بين الخلائق رفعةً

وامتشقت فينا سيفكَ الدمشقيُ حساما

وهتفتَ بجموعِ الظالمــينَ بصرخةٍ

الله أكبر يا شـــآم انتقاما

زلزلتَ جُموعَ الفُرسِ بالحقِ ثائـراً

يوم تنادى جمع الظالمين....تنادى

لِنُصرَةِ الحقِ ليوثٌ سار بهــــا

عبد الباسطِ الساروتُ ضِرغاماً هُمامَا

في زمرةِ الآســـادِ كســيلٍ عارمٍ

تحصــدُ أرواحَ الطغاةِ السـّْـــآمَ

ما همـــــكَ خُذلانُ كُلَّ مثبطٍ

عن مطلبِ الحقِ... والحقُّ التزاما

أيا ليت شعري هل أجزيكَ مودةً

والدمعُ رقراقٌ على الخدينِ انهمالَ

نبكي البطولةَ والرجولةَ التي اجتمعت

بين جنبيكَ الخُضرِ يا شهيدَ الكرامة

والله لن ننســــــى حقاً ثار لهُ

عبد الباسطِ الساروتُ والصحبُّ الكرامَ

في وداع الراحلين الشهيد البطل عبد الباسط الساروت:

وكتب زهير سالم يقول:

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ..).

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكون ممن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : " صدق الله فصدقه الله ".

اللهم تقبله في الشهداء وألحقه بالصديقين .. وإن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإن على فراقك يا عبد الباسط لمحزونون .. اللهم ارفعه إليك في الأحياء الخالدين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..

اللهم أحسن عزاء أسرته وأهليه وأحبابه وشعبه .. اللهم اخلف السوريين في مصيبتهم خيرا وعوضهم خيرا ..

ولا نقول إلا ما يرضي ربنا : حسبنا الله ونعم الوكيل . وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

أصلي على كل شهداء الثورة صلاة حاضرة لا تنقطع، ليس المهم كيف وأين نصلي لهم، فهم في قلوبنا جميعاً.

الشهيد عبد الباسط الساروت يحمل رمزاً عالياً لكل الثوار والشهداء، يختصرهم ولا ينسينا واحداً منهم، وصلاتنا الحقيقية في الاستمرار على دربهم وعدم تضييع دمائهم سدى.

آثرت اليوم كما دائماً أن أكون بين أهلي وإخوتي لنصلي على شهيدنا البطل، وبالفعل حضرنا وتشاركنا الحزن وأجريت لقاءات مع عدد من الصحافيين والمراسلين وتناقشنا مع مجموعات مختلفة من الشباب حول الأوضاع في إدلب والمأساة الإنسانية الكبيرة الناجمة عن الاستهداف الأسدي الروسي للمدنيين والبطولات والملاحم التي يظهرها الجيش الحر في شمال سورية واستشهاد البطل الساروت وما يعنيه ذلك لسورية والسوريين،

إلا أن مجموعة من الشباب حاولت الإساءة لنا، وتدافع القسم الأكبر ومنعوهم، وأبدينا أكبر قدر من التفهم والاستيعاب إجلالا لقدسية المكان ورمزية الحدث وإكراماً لأرواح الشهداء عموماً ولروح الشهيد الساروت خصوصاً ومنعاً لاي تصادم بين الحاضرين يسيء لنا وللبلد الكريم الذي استقبلنا واستضافنا ونعيش فيه.

مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لم نتعرض لأي اعتداء، وأن ما تروج له بعض القنوات الإعلامية، التي تطرب لإحداث مزيد من الفرقة في الشارع السوري، من أنه كانت معي مرافقة خاصة أو أنه تم الاعتداء على اي شخص من قبلي شخصياً أو من قبل أي أحد كلام غير صحيح، والحمد لله انني والى اللحظة أتنقل في كل جولاتي وزيارتي ولقاءاتي بدون أي مرافقة.

وأريد أن أقول أنني أتفهم غضب الشباب السوري وحزنه، وأنحني له وأحنو عليه، فقضيتنا كبيرة وسورية ودماء أبنائها أثقل من ردات الفعل والمواقف الشخصية، ولكنهم مستقبل سورية، ولأنهم المستقبل نحن نراهن على اليوم الذي يدركون فيه صعوبة المرحلة التي نمر بها، ويبنون الدولة التي نطمح لها بالوعي وحس المسؤولية.

هذا من ناحية أما من ناحية أخرى، وهي الأهم، إن ما حدث لن يغير في معنوياتنا وهممنا وستبقى أرواح الشهداء منارة تضيء لنا الطريق وتبعث فينا روح الاستمرار وعهداً قطعناه على أنفسنا أننا سنكمل مشوار الشهيد عبد الباسط الساروت وإخوته من الشهداء حتى يحقق الشعب السوري طموحاته في حياة حرة كريمة عادلة ولن يثنيني شيء عن أداء واجبي الثوري في كل مكان وزمان.

اخوكم د.نصر الحريري

الشهيد البطل عبد الباسط الساروت

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ...

إن لله ما أعطى ..وله ما أخذ .. وكل شيئ عنده بأجل مسمى ...أعظم الله أجركم ...

وأحسن الله عزاءكم اخوتنا الأفاضل في سورية وحمص بأخينا

عبد الباسط الساروت الذي نحتسبه شهيداً عند الله تعالى ...اللهم اغفر له اللهم آنسه اللهم ارحمه

وأسكنه فسيح جناتك في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ..وحسن أولئك رفيقاً

وأنا لله وإنا إليه راجعون

(لا نامت أعيّن الجبناء)

لقد آن للفارس أن يترجّل حيّاً عند ربه يرزق، فرحاً بما آتاه الله من فضله...

أرجو الله أن يتقبّلها منك ويرزقنا إيّاها من بعدك.. آمين

أبو عبادة

يا وجه ثورتنا السمراء وصوتنا البدوي ونزقنا الأشعث وخطأنا العفوي ..

لفحتك شمس الهجير على الجبهات فزرعتك بالأرض متراسا ..

وغصّ صوتك بنشيج الوداع حتى صار نشيدا ..

وتركت حمص التي عرّفتك وعرّفتها، فصارت لك الأرض كلّها وطنا !!

لا تكفيك الكلمات يا أبا جعفر، وقد كنت الكلمة والفعل ..

رسمت لنا الدرب حزنا وفرحا حتى صار صوتك وسواسنا الثوري ..

وكُسرت بالفقد وأنت تكسر الحصار فخرجت أقوى وأشدّ ..

وانتميت للدم بلا أسماء فصرت الأسماء كلها !!

وللأرض وحدها فحضنتك كلّها .. وللثأر فأديته كاملًا ..

فبماذا نرثيك يا ساروت ومثلك لا يموت ؟!

عبيدة عامر

هذا برسم جبناء الأمة الذين لم يقدموا للثورة السورية الا الإستسلام وتسليم المناطق وسرقة أموالها في 2011 ودع اخاه وليد شهيداً

وفي 2012 ودع أباه ممدوح شهيداً

وفي 2013 ودع اخاه محمد شهيداً

وفي 2014 ودع اخر اخوته عبد الله واحمد شهداء واليوم التحق بهم ..

إلى جنان الخلد يا عبد الباسط الساروت

يا صديقي وأخي ..لقد كنت صادق الولاء.. ناضلت بصوتك في الساحات وبسلاحك على الجبهات.. لم تطلب قيادة ولاجاهاً.

على مثلك فالتبك البواكي ..

المراجع:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_رابطة أدباء الشام . وسوم: العدد 828

٣_مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1041